* : كتب شرقيات | منهاج لآلة العود (الكاتـب : حازم الطراونه - - الوقت: 05h58 - التاريخ: 20/04/2024)           »          الست نعيمه المصرية- 1894 - 1976 (الكاتـب : شامي66 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h37 - التاريخ: 19/04/2024)           »          نعيم سمعان (الكاتـب : جرامافون - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h14 - التاريخ: 19/04/2024)           »          الآنسه نبوية غزال (الكاتـب : Islam Eidrisha - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h06 - التاريخ: 19/04/2024)           »          منيرة المهدية- 16 مايو 1885 - 11 مارس 1965 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 22h56 - التاريخ: 19/04/2024)           »          فيصل سيد محمد النوري (الكاتـب : بوبنيان - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h26 - التاريخ: 19/04/2024)           »          عايدة بوخريص (الكاتـب : غريب محمد - - الوقت: 16h36 - التاريخ: 19/04/2024)           »          ع الأصل غني (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 14h27 - التاريخ: 19/04/2024)           »          الفنان محمد جولو (الكاتـب : loaie al-sayem - - الوقت: 14h16 - التاريخ: 19/04/2024)           »          أحمد أفندي المير (الكاتـب : ابوحمد - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 13h16 - التاريخ: 19/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > مقالات في الموسيقى

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09/10/2016, 03h08
عبد القادر رشيد مسلماني عبد القادر رشيد مسلماني غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:773844
 
تاريخ التسجيل: octobre 2016
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: لبنان
المشاركات: 8
افتراضي نور الهدى

الآنسة نور الهدى راهبة في محراب الفن
الياس سحاب/مجلة دبي الثقافية/تشرين الثاني 2010/العدد: 66
هنالك نفر من كبار الفنانين والفنانات، الذين واللواتي امتلأ وجداني الموسيقي بعطائهم الفذ، عندما كانوا في ذروة ذلك العطاء، لكن لقائي الشخصي ببعضهم تأخر حتى بلوغ بعضهم أو بعضهن سن الاعتزال الفني، والابتعاد عن الأضواء. من هؤلاء المطربة اللبنانية ذائعة الصيت نور الهدى (اسمها الأصلي الكسندرا بدران) التي ولدت في مرسين بتركيا، عندما كان القرن المنصرم يقترب من ربعه (1924)، ورحلت في بيروت عندما كان القرن يشرف على الانصراف (1998).
معرفتي المباشرة بنور الهدى، كانت سلسلة من اللقاءات في منزلها بمحلة فرن الشباك ببيروت، في أواخر عقد الثمانينيات، كنت أتردد إلى بيتها بصحبة شقيقي سليم، الذي كان وما زال يشاركني إعجاباً غير محدود بالمنزلة الفنية الرفيعة لهذه المطربة الكبيرة، رغم انسحابها المبكر من تحت أضواء الشهرة الكبيرة، التي عرفتها بين بيروت والقاهرة، في أيام أمجاد الأغنية السينمائية هناك في عقد الأربعينيات بالذات.
الفكرة الأساسية التي كانت مسيطرة على صورة نور الهدى في ذهني، قبل لقائها شخصياً، أنها واحدة من كبريات راهبات الفن، عاشت وأنفقت سنوات شبابها في محرابه، وبقيت تعتز حتى شيخوختها بلقب الآنسة نور الهدى. ومنذ اللقاء المباشر الأول لم تتغير في ذهني تلك الفكرة الأولى عن صورة نور الهدى، لكنها اغتنت بتفاصيل إضافية كثيرة، لعل أهمها ما كان يطفو على كل أحاديثها، في كل لقاءاتنا الشخصية، أن محور حياتها الفنية، منذ الطفولة وحتى الاعتزال، وسنوات المجد والشهرة الفنيين، كان عشقها لفن وشخص الموسيقار محمد عبد الوهاب.
كانت نور الهدى تتحدث بحرارة شديدة طازجة عن أن صوت عبد الوهاب في أواخر العشرينيات ومطلع الثلاثينيات، كان أكثر ما يحرك الأعماق في أحاسيسها الفنية المبكرة. وكانت عيناها تلمعان ببريق عجيب، وهي تخبرني كيف أنها، وهي دون العاشرة من عمرها، كانت تعيش في منزل تفصله عن منزل الجيران حديقة ذات سياج، وكيف أن الجيران كانوا يملكون في ذلك الوقت المبكر «فونوغراف» يشغلون عليه بشكل رئيسي أسطوانات محمد عبد الوهاب. وكانت الطفلة نور الهدى، خصوصاً عندما يدير الجيران أسطوانة «يا جارة الوادي»، تقفز من خلال السياج إلى الحديقة المشتركة، لتقترب أكثر ما يمكنها الاقتراب من مصدر صوت عبد الوهاب، وتبقى مسمرة في مكانها، تهزها أعمق المشاعر، حتى انتهاء عبد الوهاب من الغناء.
ومع أن أم كلثوم كانت في تلك السنوات المبكرة، قد تجاوزت في شهرتها نجمتي ذلك الزمان، منيرة المهدية وفتحيه أحمد، فإن مزاج نور الهدى الطفلة كان لا يميل، بعد عبد الوهاب، إلا إلى أداء فتحية أحمد. لكن تلك المشاعر الفنية المتفتحة مبكراً لدى الطفلة نور الهدى، لم تعرف في بداياتها الأولى السهولة والليونة في انتقالها إلى مرحلة النضج، بل اصطدمت بعنف بالعقلية المحافظة لوالدها نقولا بدران، الذي كان يعيش تناقضاً واضحاً بين عشقه لفن الغناء (خصوصاً غناء فتحية أحمد)، وبين رفضه القاطع، لأن يرى طفلته تسير في هوايتها الفنية نحو احتراف الغناء.
وقد روت لي نور الهدى في جلسات مطولة عن ذلك الصراع المبكر، الذي كان يدور بين زوج عمتها (والد الفنانة اللبنانية الراحلة فريال كريم) وبين والدها. فقد كان زوج عمتها ميالاً بقوة إلى تشجيعها على تطوير مواهبها الفنية المبكرة، وكان يختلس أيام غياب والدها عن المنزل بحكم عمله، فيأخذها إلى الملحن اللبناني المعروف في ذلك الزمن المبكر خالد أبوالنصر، ليصقل مواهبها المبكرة. ولما قام زوج عمتها بتنظيم أول حفلة مسرحية لها، في غياب والدها، دعاه إلى حضور الحفلة لاتقاء غضبه. لكن ذلك لم يمنع الوالد الغاضب، من أن يجر ابنته عن المسرح من شعرها، ويكيل لها الصفعة تلو الصفعة، ويسجنها سنة كاملة سجناً انفرادياً في الغرفة، التي كان يعيش فيها في مدينة طرابلس اللبنانية بحكم عمله كمقاول.
لكن هذا الوالد القاسي ما لبث أن بدأ يلين تدريجياً، عندما بدأ يلاحظ أن ابنته تكبر، ويكبر معها شغفها بالفن والغناء، وبملاحقة أغاني عبد الوهاب الجديدة.
ومن المراحل الفنية التي كانت نور الهدى تعتز بها كثيراً، تلك التي قضتها بين مسارح لبنان وسوريا، قبل بلوغها العشرين مطربة مسرحية بدأت شهرتها تصل إلى حلب، عاصمة الطرب.
وتقول نور الهدى إن حياتها الفنية كان من الممكن أن تسير على وتيرتها المسرحية بين لبنان وسوريا، بينما الانتقال إلى القاهرة يبقى حلماً يداعب مخيلتها ليس أكثر. لولا الصدفة السعيدة التي جمعتها في حلب بالنجم المسرحي والسينمائي الكبير يوسف وهبي، حيث كان يمثل مع فرقته المسرحية، فيما الكسندرا بدران تقدم وصلاتها الفنية على أحد مسارح حلب. وكان ذلك في العام 1943، عندما كانت السينما الغنائية في القاهرة، قد أكملت العاشرة من عمرها، ووصلت إلى مرحلة من الانتشار، اجتمع فيها الفن الكبير مع الفن الرخيص في رواج تجاري، بقي مستمراً عشر سنوات أخرى. وكان هذا الرواج يستدعي العثور الدائم على وجوه سينمائية وغنائية جديدة. فكان الموسم العالي الذي دفع على أمواجه إلى القاهرة نور الهدى وصباح ووديع الصافي، ثم سعاد محمد ومحمد سلمان ونجاح سلام ومحمد البكار وسواهم. وعندما التقى يوسف وهبي شخصياً بالكسندرا بدران، لفت نظره إلى جانب جمال صوتها، حسن منظرها وخفة ظلها، فقرر فوراً أنها تصلح نجمة سينمائية جديدة لأفلامه التي جعلته في تلك الأيام فتى الشاشة الأول. (إلى جانب نشاطه المسرحي الكبير والمستمر).
انتقلت الكسندرا بدران إلى القاهرة من بيروت بالقطار عبر فلسطين في تلك الأيام. وهناك لقيت ترحيباً يليق بأحلامها، وكان أول شروط انخراطها في عالم السينما، اكتساب اسم فني، بدل اسمها الحقيقي، وتقول لي نور الهدى أنهم وضعوا لها مجموعة من الأوراق في قبعة، عليها عدد من الأسماء الفنية بينها نور الهدى وصباح، فكان حظها أن سحبت الورقة المدون عليها نور الهدى. أما ورقة صباح فكانت من حظ جانيت فغالي، التي كان نزولها إلى القاهرة، حسب ما أكدت لي نور الهدى، بعدها بأشهر ثلاثة.
ومع أن نور الهدى مثلت بين عامي 1943 و1953 عشرات الأفلام الغنائية، فإن أكثر ما كان يبعث البريق إلى عينيها حين تتحدث عن ذكرياتها، فيلمها الأول «جوهرة» الذي عرف بأغنيته الشهيرة «يا اوتوموبيل يا جميل محلاك (ألحان رياض السنباطي)، ثم فيلم «لست ملاكاً» الذي تقاسمت بطولته مع فتى أحلامها محمد عبد الوهاب في العام 1946. إنها بلا شك أسعد مرحلة في الحياة الفنية الطويلة، التي عاشتها نور الهدى لأنها عرفت النجاح الساحق منذ فيلمها الأول، كما تقول وتحولت إلى التنافس مع ليلى مراد، على بطولة الأفلام الغنائية في تلك الحقبة الغنية من حياة السينما الغنائية.
لحن لنور الهدى في تلك الفترة كل كبار ملحني ذلك الزمن، من محمد القصبجي إلى زكريا أحمد إلى رياض السنباطي، إلى فريد الأطرش إلى محمد فوزي إلى عبد العزيز محمود، إلى محمود الشريف وأحمد صدقي، لكنها كانت غارقة في تلك الأمجاد الفنية، كما تقول، بانتظار ملحنها الأكبر، الحصول على لحن من محمد عبد الوهاب، والتمثيل إلى جانبه.
ويشاء الحظ السعيد لنور الهدى كما كانت تقول، أن يكون عبد الوهاب قد قرر أن يختم حياته السينمائية (1933-1946)، بفيلم لست ملاكاً، الذي اختار نور الهدى لتقاسمه بطولته. في ذلك الفيلم، لحن لها عبد الوهاب ثلاث أغنيات معروفة: «ما تقولي مالك محتار، أضحك لمين، شبكوني ونسيوني قوام»، إلى جانب لحني ديالوج مشترك بينهما. غير أن عبد الوهاب في أثناء تسجيل لحن «شبكوني ونسيوني قوام»، للفيلم، ترك نور الهدى تغني المطلع فقط، ثم تابع هو غناء بقية المقاطع. فأبت عليها كرامتها بعد ذلك إعادة تسجيل الأغنية بصوتها على أسطوانة، رغم أنها كانت تقول لي، وهي في عمر متقدم، إنها كانت تشعر بتحقيق أقصى طموحاتها الفنية والشخصية، بل إنها كانت لا تمانع، حتى في عمر متقدم، من الحديث بصراحة عن إعجابها الشخصي بعبد الوهاب.
التطور الغريب الذي ترويه نور الهدى باسمة، أن والدها تحول من عدوها الفني الأول في طفولتها، إلى صديقها الأقرب في أيام مجدها السينمائي، فكان يرافقها في جميع مواقع التصوير السينمائي، بل إن الأمر تطور إلى حد أنه أصبح يؤلف قصص بعض أفلامها السينمائية.
لكن ذلك المجد السينمائي العريض، لم يستأصل من أعماق نور الهدى، شغفها بالغناء المسرحي. إلا أنها تؤكد لي أن ذلك كان ممنوعاً عليها في القاهرة، بسبب غيرة أم كلثوم وليلى مراد، التي دفعتهما إلى إقناع السلطات المصرية باتخاذ إجراء يمنع نور الهدى من إقامة حفلات طرب مسرحية، ويجعلها تقتصر في عملها على المجال السينمائي، بمعدل فيلمين في السنة، لا أكثر.
ويبدو أن أجواء الغيرة الفنية هذه، ظلت تحاصر نور الهدى، فقررت وهي في عز لمعانها السينمائي إلى جانب فريد الأطرش «فيلم ما تقولش لحد، وفيلم عايزة أتجوز» العودة نهائياً إلى بيروت.
ومع أن نور الهدى لاقت في بيروت احتراماً فنياً يليق بقيمتها الكبيرة، مما دفع الموسيقار توفيق الباشا إلى التفرغ لتلحين برامج تلفزيونية وإذاعية لها، إلى جانب ملحنها الأول خالد أبوالنصر، إلا أن حنيناً بالعودة إلى القاهرة ظل يراودها دون تحقيقه، بعد أن وجدت أن نجمة الغناء الأولى في لبنان، قد أصبحت فيروز، بعد عصرها وعصر زكية حمدان. وبعد أن حاولت مراراً وتكراراً فتح مجال للتعاون الفني بينها وبين الأخوين رحباني، لكنها لاحظت أن كل محاولاتها كانت تبوء بالفشل، مما دفعها إلى وقف المحاولات، حرصاً على كرامتها الفنية.
ومع أن المرحلة البيروتية لنور الهدى، كانت حافلة بالغناء الإذاعي والتلفزيوني، إلا أنها كانت تؤكد لي أن أعز وأثمن ما قامت به فنياً في بيروت، هو العودة إلى غرامها الأول، قصيدة «يا جارة الوادي»، التي أعادت غناءها للتلفزيون اللبناني في تسجيل تاريخي استغرق فيه غناء القصيدة نصف ساعة، بإبداع فني رفيع وضعت فيه نور الهدى كل خبرتها وكل روحها الفنية، وكل عشقها التاريخي لفن عبد الوهاب.
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 11h06.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd