سلام و احترام،
أصل تسميته بِ الشيخ العفريت
.
وُلِد الطفل إيسيران عزرائيل روزيو، لأب يهودي سلاَمَه روزيو من أصول مغربية من مدينة موقادور أو (باللأمازيغي أماقدور و تعني المحروسة) و اسمها الحالي الصويرة، و من أم يهودية من أصول طرابلسية ستوري خلفون.
.
فجأة يقرّر أبوه الرحيل إلى بلد أسلافه المغرب، ترفض الأم ترك تونس و تحاول ثنيه عن الرّحيل لكن دون جدوى.
.
سافر الأب تاركا الزوجة و الأطفال في حالة فقر مدقع. أصبحت الأم تحاول كسب قوت العائلة و لم تكن في الحقيقة تمارس الغناء كمهنة بل ربما كانت في أقصى الأحوال تغنّي في حفلات ختان أو خطوبة أو غيرها في بعض المناسبات العائلية. عموما أجبرتها الحاجة على صنع أطبقا من الحلويات و ترسل الطفل إيسيران ليبيعها في حارة اليهود وسط مدينة تونس العتيقة. و كان سنه وقتها عشر سنوات.
.
كانت النقود التي يكسبها الطفل من بيع الحلويات زهيدة جدّا و لم تكن تكفي لسد احتياجات العائلة. صار الطفل أيضا يعمل مثل العديد من أصدقاء حارته في مطحنة من مطاحن القهوة. و كانت في ذلك الزمن القهوة تطحن يدويّا في مدقّّات (مهاريس) خشبية في دكاكين صغيرة.
.
كان الطفل وهو يقوم بهذا العمل الشاق، يردد على إيقاع المهراس، بعض الأغاني التي كان يسمعها من أمّه و كان يطرب بها أصدقائه بصوته الجميل و بأوزان صحيحة.
.
سمعه ذات مرّة موسيقي يسمّى إبراهيم التبسّي. فقال معجبا بلهجة تونسية : مَلاَّ عِفْرِيتْ هَا الولِدْ و هذا يقابل باللهجة المصرية (شاطر قوي الواد ده)أو شيء من هذا القبيل.
.
أصبح الجميع يسميه بالعفريت . نصحه التبسّي بأن يتعلم أصول الموسيقى لأن مشوارا فني كبير ينتظره و اقترح أن يعلمه العزف فاختار آلة (الطار) الرقّ.
.
كان أصدقاءه يجدونه كثير الإنظباط و الانطواء على نفسه و هذا ما اكسبه لديهم كبير الاحترام. وأمّا لقب شيخ فمنحه له أساتذته لقوة ذاكرته و موهبته الكبيرة و قدراته الصوتية الخارقة للعادة.
..
و للحديث بقية.