* : ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 20h23 - التاريخ: 23/04/2024)           »          محمد رشدي- 20 يوليو 1928 - 2 مايو 2005 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h56 - التاريخ: 23/04/2024)           »          محرم فؤاد- 25 يونيو 1934 - 27 يونيو 2002 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h36 - التاريخ: 23/04/2024)           »          فتح الله المغاري ( 1944 - 3 سبتمبر 2022) (الكاتـب : jamal67 - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h15 - التاريخ: 23/04/2024)           »          محسن جمال (الكاتـب : مصطفى - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 18h56 - التاريخ: 23/04/2024)           »          عبد الهادي بلخياط ( 1940 ) (الكاتـب : thinkfree - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 18h43 - التاريخ: 23/04/2024)           »          متفرقات غنائية مغربية (الكاتـب : رضا المحمدي - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 18h35 - التاريخ: 23/04/2024)           »          المعطي بنقاسم ( 1928 - 8 ماي 2001 ) (الكاتـب : jamal67 - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 18h28 - التاريخ: 23/04/2024)           »          محمود شكوكو- 1 مايو 1912 - 21 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h35 - التاريخ: 23/04/2024)           »          أم كلثوم (نوتة) ‏ (الكاتـب : semsem - آخر مشاركة : qusay.qq - - الوقت: 16h28 - التاريخ: 23/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > موسوعة سماعي > م

م حرف الميم

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 04/06/2006, 17h16
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي الشيخ محمد رفعت

الشيخ محمد رفعت

أعظم صوت قرأ آيات الذكر الحكيم في القرن العشرين استطاع بصوته العذب الخاشع أن يغزو القلوب والوجدان في قراءة عذبة خاشعة صوته يشرح الآيات ويجمع بين الخشوع وقوة التأثير فكان أسلوبًا فريدًا في التلاوة.
وُلِد في حي "المغربلين" بالدرب الأحمر بالقاهرة يوم الإثنين 9 / 5 /1882 وكان والده "محمود رفعت" ضابطًا في البوليس وترقّى من درجة جندي حتى وصل إلى رتبة ضابط وحينها انتقل إلى السكن في منزل آخر في درب الأغوات بشارع محمد علي وكان ابنه محمد رفعت مبصرًا حتى سن سنتين إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره وهناك قصة لذلك فقد قابلته امرأة وقالت عن الطفل إنه ابن ملوك عيناه تقولان ذلك وفي اليوم التالي استيقظ الابن وهو يصرخ من شدة الألم في عينه ولم يلبث أن فقد بصره.
وهب محمود بك ابنه لخدمة القرآن الكريم وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل العاشرة وأدركت الوفاة والده مأمور قسم الخليفة في تلك الفترة فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به ولا يرتزق منه وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا حتى عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا للسورة يوم الجمعة فذاع صيته وكانت ساحة المسجد والطرقات تضيق بالمصلين ليستمعوا إلى الصوت الملائكي وكانت تحدث حالات من الوجد والإغماء من شدة التأثر بصوته الفريد وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا وفاءً منه للمسجد الذي بدأ فيه.
لم يكتفِ الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية الفذَّة ومشاعره المرهفة في قراءة القرآن بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير واهتم بشراء الكتب ودراسة الموسيقى الرقيقة والمقامات الموسيقية فدرس موسيقى بتهوفن وموزارت وفاجنر وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته.وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدًا في الحياة وكأنه جاء من رحم الغيب لخدمة القرآن فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه وإنما كان ذا مبدأ ونفس كريمة فكانت مقولته إن سادن القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان ضابطة لمسار حياته فقد عرضت عليه محطات الإذاعة الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم فرفض وقال إن وقار القرآن لا يتماشى مع الأغاني الخليعة التي تذيعها إذاعتكم.
وعندما افتُتحت الإذاعة المصرية الخميس 1934 كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب وقرأ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي.
جاء صوت الشيخ رفعت من الإذاعة نديًّا خاشعًا وكأنه يروي آذانًا وقلوبًا عطشى إلى سماع آيات القرآن وكأنها تُقْرأ لأول مرة فلَمَع اسمه وعشقت الملايين صوته . وقد تنافست إذاعات العالم الكبرى مثل إذاعة برلين ولندن وباريس أثناء الحرب العالمية الثانية لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت لتكسب الكثير من المستمعين إلا أنه لم يكن يعبأ بالمال والثراء وأبى أن يتكسَّب بالقرآن فقد عُرض عليه سنة 1935 أن يذهب للهند مقابل 15 ألف جنيه مصري فاعتذر فوسّط نظام حيدر آباد الخارجية المصرية وضاعفوا المبلغ إلى 45 ألف جنيه فأصرَّ الشيخ على اعتذاره وصاح فيهم غاضبًا أنا لا أبحث عن المال أبدًا فإن الدنيا كلها عَرَضٌ زائل. وعرض عليه محمد عبد الوهاب أن يسجِّل له القرآن الكريم كاملاً مقابل أي أجر يطلبه فاعتذر الشيخ خوفًا من أن يمسَّ أسطوانة القرآن سكران أو جُنُب.
ومع تمتع الشيخ بحس مرهف ومشاعر فياضة فقد كان أيضًا إنسانًا في أعماقه يهتزّ وجدانه هزًّا عنيفًا في المواقف الإنسانية وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرًا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان فقد حدث أن ذهب لزيارة أحد أصدقائه المرضى وكان في لحظاته الأخيرة وعند انصرافه أمسك صديقه بيده ووضعها على كتف طفلة صغيرة وقال له تُرى من سيتولى تربية هذه الصغيرة التي ستصبح غدًا يتيمة فلم يتكلم محمد رفعت وفي اليوم التالي كان يتلو القرآن في أحد السرادقات وعندما تلا سورة الضحى ووصل إلى الآية الكريمة فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَر ارتفع صوته بالبكاء وانهمرت الدموع من عينيه كأنها سيل لأنه تذكر وصية صديقه ثم خصص مبلغًا من المال لهذه الفتاة حتى كبرت وتزوجت.وعُرف عنه العطف والرحمة فكان يجالس الفقراء والبسطاء وبلغت رحمته أنه كان لا ينام حتى يطمئن على فرسه ويطعمه ويسقيه ويوصي أولاده برعايته وهو إحساس خرج من قلب مليء بالشفقة والشفافية والصفاء فجاءت نغماته منسجمة مع نغمات الكون من حوله.
كان منزله منتدى ثقافيًّا وأدبيًّا وفنًّيا حيث ربطته صداقة قوية بمحمد عبد الوهاب الذي كان يحرص على قضاء أغلب سهراته في منزل الشيخ بالسيدة زينب وكثيرًا ما كانت تضم هذه الجلسات أعلام الموسيقى والفن وكان الشيخ يُغني لهم بصوته الرخيم الجميل قصائد كثيرة منها "أراك عصيّ الدمع" أما عبد الوهاب فكان يجلس بالقرب منه في خشوع وتبتل وتدور بينهما حوارات ومناقشات حول أعلام الموسيقى العالمية.كان بكَّاءً بطبعه يقرأ على الهواء مرتين أسبوعيًّا من خلال الإذاعة يومي الثلاثاء والجمعة مدة 45 دقيقة في كل مرة والدموع تنهمر من عينيه.شاء الله أن يُصاب الشيخ محمد رفعت بعدة أمراض لاحقته وجعلته يلزم الفراش وعندما يُشفى يعاود القراءة حتى أصيب بمرض الفُواق الزغطة الذي منعه من تلاوة القرآن بل ومن الكلام أيضًا حيث تعرَّض في السنوات الثمانية الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية منع الصوت الملائكي النقي من الخروج ومنذ ذلك الوقت حُرم الناس من صوته فيما عدا ثلاثة أشرطة كانت الإذاعة المصرية سجلتها قبل اشتداد المرض عليه ثم توالت الأمراض عليه فأصيب بضغط الدم والتهاب رئوي حاد وكانت أزمة الفُواق الزغطة تستمر معه ساعات.وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج فلم يقبل التبرعات التي جُمعت له والتي بلغت نحو 20 ألف جنيه وفضَّل بيع بيته الذي كان يسكن فيه في حي البغالة بالسيدة زينب وقطعة أرض أخرى لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ أبو العنين شعيشع لدى الدسوقي أباظة وزير الأوقاف آنذاك فقرَّر له معاشًا شهريًّا.
وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت في يوم الإثنين 9 مايو 1950 نفس التاريخ الذي وُلد فيه عن ثمانية وستين عامًا قضاها في رحاب القرآن الكريم.قال عنه الأديب محمد السيد المويلحي في مجلة الرسالة سيد قراء هذا الزمن موسيقيّ بفطرته وطبيعته إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا.ويقول عند الأستاذ أنيس منصور ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر.ويصف الموسيقار محمد عبد الوهاب صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة وسئل الكاتب الكبير محمود السعدني عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ.أما الأستاذ "علي خليل" شيخ الإذاعيين فيقول عنه "إنه كان هادئ النفس تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد كان كيانًا ملائكيًّا ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق وكأنه ليس من أهل الأرض". ونعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلى المستمعين بقولها أيها المسلمون فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام. أما الإذاعة السورية فجاء النعي على لسان المفتي حيث قال لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام.

الآذان بصوت الشيخ محمد رفعت
هنــــــااااا

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 21/09/2015 الساعة 21h22
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25/09/2006, 21h40
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي قيثارة السماء وسيد القراء الشيخ محمد رفعت

قيثارة السماء وسيد القراء الشيخ محمد رفعت

هو الأول والأخير من مقرئي القرآن الذي تهافت على سماعه عدد كبير من غير المسلمين وهو القارىء الذي أحاطت به هالة من الأساطير حتى قال عنه مفتي سوريا بعد وفاته " أنه جدد شباب الاسلام"

وهو من مواليد حي المغربلين بمدينة القاهرة عام 1882 م ألحقه أبوه الدى كان ضابطا كبيرا بالجيش ، بكتاب الحي عندما بلغ الخامسة من عمره بعد الدى اصابه فى نظره

وأتم حفظ القرآن قبل أن يتم العشر سنوات وكان شيخه ومحفظه يحبه كثيرا لإتقانه الحفظ والتلاوة بصوت شجي فعلمه التجويد وأعطاه شهادة إجادة حفظ القرآن وتجويده قبل بلوغه السادسة عشر من عمره وكتب فيها : أنه وبعد أن قرأ علينا الشيخ محمد رفعت القرآن الكريم تلاوة وترتيلا ومجودا ومجزءا فقد منحته الإعتراف بأهليته لترتيل القرآن وتجويده ..ومنذ تلك اللحظة والشيخ محمد رفعت يقرأ القرآن في السهرات والليالي والأفراح والمأتم...

وقد أحترف القراءة والتلاوة وسط جيل من رواد الموسيقى كالشيخ أبو العلا محمد وعبده الحامولي ومحمد عثمان فاستقى حلاوة الصوت النغمي باقترابه منهم وإستماعه لموسيقاهم وطربهم في الأفراح والسهرات إضافة إلى كوكبة أخرى من القراء العظام الذين سطع نجمهم في عصره ولكنهم لم ينالوا حظهم كالشيخ البربري وحنفي برعي والمناخلي وإسماعيل سكر فاكتسب فنه وحلاوة صوته من إلتصاقه بهؤلاء القراء والمشايخ الكبار في موسيقاهم وقراءاتهم ..فأخذ من كل منهم أبدع مافيه حتى فاقهم هو بموهبته رغم صغر سنه بالنسبة لهم فأخذ يجوب محافظات مصر ويقرأ فيها حتى سطع نجمه وأصبح القارىء الأول في مصر كلها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ..

وفي عام 1934 م وبينما كان الشيخ رفعت يقرأ في أحد المآتم إذ استمع إليه مصادفة الأمير محمد على ولى العهد وكان من اعضاء هيئه امناء الإداعه المصريه الوليدة آنداك فأعجب به وبصوته وأسلوب تلاوته فأرسل إليه وطلب منه أن يفتتح الإذاعة المصريه بتلاوة القرآن الكريم فكان ذلك فتحا كبيرا على الشيخ محمد رفعت إذا كان أول قارىء بالإذاعة المصريه.

لقد سجل الشيخ رفعت بعض السور القرآنية لإذاعة العربيه لـ ب.ب.س · البريطانية (اداعة الشرق الأدنى آنداك) على شرائط صلب قبل أن يسجل للإذاعة الأهلية المصرية .... لماذا؟

** أول تسجيل للشيخ رفعت بصوته كان تسجيلاً للهواه .. فقد سجل له صديقاه زكريا باشا مهران مدير عام بنك مصر والحاج محمد خميس التاجر الكبير المعروف في ذلك الوقت سورتا الكهف ومريم على أسطوانة ..

ثم طلبت منه بعد ذلك إذاعة الـ ب. ب. س البريطانية أن يسجل لها القرآن بصوته فرفض معتقداً أن ذلك يعد حراماً على اساس أنها إذاعة أجنبية فأستفتى الشيخ المراغي شيخ الأزهر في ذلك الوقت فصحح له إعتقاده فسجل لها سورة مريم وبعد ذلك طلبت منه الإذاعة المصريه أن يسجل لها وكان في مرضه الأخير فسجل لها بعض السور كالكهف ومريم ويونس على أسطوانتين إلا أن صوته كان غير مرض بالنسبة له وظلت الإذاعة تذبع له تلك التسجيلات طيلة حياته ولم يكن راضياً عنها ,

وبعد وفاته علم المسؤلين بالإذاعة أن هناك تسجيلين آخرين عند صاحبيه زكريا مهران ومحمد خميس وبعض التسجيلات الأخرى النادرة وبصوت قوي وأستطاعوا أن يحصلوا على تلك التسجيلات فى اوائل الستينات وتم إعادة طبعها واستعانت الإذاعة بالقارئ الشيخ أبو العينين شعيشع في إستكمال بعض الآيات المفقودة في الأسطوانات المسجلة لوجود عيوباً فنية بها , وهي التي تذاع الآن.

هاجمت الزغطة الشيخ محمد رفعت مع بداية عام 1943 م فكانت · بداية رحلته مع المرض الذي أحتار الأطباء في علاجه منها حتى توفى عام 1950م ... فماذا كان يفعل طوال هذه الفترة ؟ وهل أمتنع عن القراءة في الإذاعة ؟

سؤال وجهناه الى الدكتور فراج زوج ابنته فرد قائلا:

** لقد هاجمه المرض في عام 1943م كما ذكرت حضرتك وكانت الزغطة شديدة جداً حيث كانت تلازمه فترة طويلة تزيد على الثلاث ساعات يومياً فذهب إلى الكثير من الأطباء وتم أخذ بعض المسكنات ولكن لفترة قصيرة إلا أنها عاودته مرة اخرى وكان الأطباء قد نصحوه بأن يشرب السوائل من الإناء بطريقة معينة مما قد يساعد ذلك في منع الزغطة.. وكان في تلك الفترة يذهب إلى الإذاعة يومين في الأسبوع هما يومي الأثنين والجمعة وذلك حتى عام 1948م حيث أشتد عليه المرض الذي كان يهاجمه أغلب ساعات يومه دون إنقطاع حتى أنها هاجمته مرة أثناء قراءته بالإذاعة فأمتنع عن الذهاب إلى الإذاعة بعدها لشعوره بالخوف على ضياع مكانته كقارئ عظيم مكتفياً بما قدم حتى أنه فضل القراءة في إحدى مساجد حي السيدة زينب وهو مسجد فاضل باشا كان يقرأ فيه القرآن دون ان يذهب إلى الإذاعة.

ولماذا كان يذهب إلى مسجد فاضل فقط دون الإذاعة ما دام · قادراً على القراءة والتلاوة؟

**لقد سألته نفس سؤال حضرتك فقال: أنا اعرف بحالتي عندما أقرأ القرآن , فقد يكون صوتي قوياً فأنطلق كالحصان الجموح وأحياناً أخرى يكون صوتي ضعيفاً لشدة إرهاقي وسوء حالتي النفسية من شدة المرض, فإذا ما قرأت في المسجد وكنت على غير ما يرام سترني أصحابي وأحبابي أما في الإذاعة فهذا الأمر لن يكون في صالحي وأنا لا أفضل ذلك في أيامي الأخيرة.

عندما اشتدالمرض بالشيخ محمد رفعت أعلن الكاتب والصحفي · الكبير الأستاذ أحمد الصاوي محمد عن فتح إكتتاب لعلاج الشيخ محمد رفعت إلا أن الشيخ رفض.. لماذا؟ وما حقيقة ذلك الأمر؟

** في يوليو عام 1949 م كانت مجلة المصور قد نشرت خبرا مصورا عن مرض الشيخ محمد رفعت فأعلن الأستاذ أحمد الصاوي محمد عن فتح إكتتاب لعلاج الشيخ وجمع التبرعات فأثار ذلك الخبر حزن محبيه والمعجبين بصوته وتم جمع ما يزيد عن خمسين ألف جنيها وعندما علم الشيخ رفعت بذلك قال : أنا مستور والحمد لله ولست في الحالة التي تستوجب جمع هذه المبالغ وإذا كان على العلاج فالأطباء يعالجونني ولكنهم لم يستطيعوا وقف هذا المرض ومنعه كما ان هذه المبالغ أصحابها أولى بها مني فهم الفقراء والمحبين لصوتي حقا ولكني والحمد لله لست في حاجة إلى كل هذا المال .

ثم قال لي : أحضر ورقة فأحضرتها فقال : إكتب وأملاني ..إلى الأستاذ أحمد الصاوي ..أعتذر عن قبول هذه التبرعات ..وأن مرضي بيد الله وهو القادر على شفائي وإني لأشكرك وأرجو أن تشكر كل الذين جمعوا لي هذه التبرعات على روحهم الطيبة وحبهم لي ..فلما أرسلنا هذه الرسالة إلى الأستاذ أحمد الصاوي كتب بجريدة الأهرام يثني على عفة الشيخ رفعت وأخلاقه وتأثير القرآن عليه في سمو نفسه وعلوها وقد توفي رحمه الله بعد ذلك بعام واحد.

ما عدد أولاده ؟

** خمسة أبناء أكبرهم محمود وولد عام 1906 م وقد توفي صغيرا ثم محمد وولد عام 1909 م ثم أحمد عام 1911 م ثم ابنته زوجتي وولدت عام 1914 م ثم حسين وولد عام 1919 م وقد توفاهم الله جميعا.

لم تكن العلاقة بين الشيخ رفعت والشيخ طه الفشني طيبة ..لماذا ؟

** هذه ليست حقيقة ولكن كل ما في الأمر أن الشيخ رفعت كان قد طلب من الشيخ طه الفشني الموافقة على زواج إحدى بناته لأحد أبنائه فرفض الشيخ طه الفشني ..فغضب الشيخ رفعت ولكن هذا لم يدم طويلا لأن الشيخ رفعت كان يحب الشيخ طه ويحب صوته وكذلك إنشاده.

رغم إعجاب الشيخ محمد رفعت بالشيخ على محمود وبخاصة ادائه· في التواشيح و الأبتهالات الدينية إلا أنه كان يلقبه بالبهلوان ..لماذا ؟وهل هو مدح ام قدح

** لم يكن هذا رأي الشيخ رفعت وحده فقد قال لي ذات مرة أن المشايخ يلقبون الشيخ على محمود بالبهلوان وبالتأكيد هدا مدح

ولما سألته : لماذا ؟ قال : لأنه يسرح بالنغم في الأنشاد ويتوه مع المستمعين ويتوههم معها ويطلع وينزل بكلتا يديه من شدة الإندماج كالبهلوان ثم يعود إلى ما بدأ به في يداية إنشاده دون أن يخطىء حتى أننا كنا نخشى عليه ألا يستطيع العودة في إنشاده وإلى ما بدأ به فإذا به يعود وأقوى فينال إستحسان الناس وتقديرهم ..ولذا فقد كان يكرر دائما أن الشيخ على محمود لا يبارى في الآداء الإنشادي والإبتهالات.

كان الشيخ محمد رفعت أحد اقطاب جماعة النقشبندية فكيف كان · فكره مع هذه الجماعة ؟ وهل أثر ذلك على سلوكه العام؟

** كانت هذه الجماعة إحدى الجماعات المتصوفة وكانت تؤمن بمبدأ الخلة أي الأصدقاء مع الله وعدم التكلف معه لكثرة انشغالهم بالتعبد والتقرب إليه وهم يعتقدون أنه ليست هناك حواجز بينهم وبين الله فهم مقربون أحباب الله سبحانه وتعالىوكنتأسمعه حينما يختلي بنفسه يناجي ربه بصوت مسموع وعندما كان يقول مناجياً ربه : أنا مذنب صحيح .. أنا مش معترض .. أنا معترف بذنبي .. أنا حبيبك خادم القرآن.. وكان المقصود من هذا الإسم لهذه الجماعة هو نقش إسم الله على الصدر دليل على المحبة الفياضة لله عز وجل وبدون حدود فيقول: أنا كل إللي طالبه منك أني أستمر في خدمة القرآن ... اشفيني يا رب .. مش عايز أموت وأنا عيان كده عايز أخف وأقرأ القرآن من تاني وبعدين أموت .. ولا أقولك إنت عارف كل حاجة وأنا مش ح أقول أي حاجة .. وأنا عبدك وأنت ربي وراضي بكل اللي تقسمه لي.. وكان هذا الإيمان بالله وهذا الحب يجعله هادئ النفس قوي الإيمان لا يهتم بالدنيا ولا المال وكان كل همه هو تلاوة القرآن فقط فهو يتمنى الشفاء من أجل قراءة القرآن فقط.

هل كان يدرب صوته قبل أن يذهب إلى الإذاعة ؟ ·

** كان ذلك شيئاً مقدساً وبخاصة قبل ذلك للإذاعة ففي كل صباح يدرب صوته حيث يدخل حجرته ويمسح حلقه بريشة أشبه بعمل مس للحلق ثم يظل في حجرته لمدة تزيد عن النصف ساعة يختبر صوته وعندما كنا نسأله عما كان يفعل كان يقول: أختبر صوتي لأعرف مدى قدرتي للوصول لمقام معين موسيقي معين وكذا أدرب صوتي على النغمات العالية.

دكتورفراج.. لماذا رفض الشيخ رفعت دعوة المهراجا الهندي · حيدر أباد لقراءة القرآن بالهند؟

** كان الشيخ رفعت يرفض التكسب عن طريق القرآن وعندما دعاه حيدر أباد للسفر إليه بالهند وترتيل القرآن في حفلات يوبيله مقابل 15ألف جنيه .. رفض.. وعز عليه أن يرحل إلى الهند خاصة بعد أن علم بنية حيدر أباد بمحاولة إثناءه عن عزمه بالرجوع إلى مصر في حالة الموافقة على السفر للهند.. وقد حاول الموسيقار محمد عبد الوهاب أن يثنيه عن الرفض وأغراه بالاستعداد لمرافقته في تلك الرحلة إلا أنه أصر على الرفض ولم يسافر ولم يقبل تلك الدعوة.

وكيف كانت علاقة الإذاعة المصرية به في أخر أيامه؟ ·

** تجاهلت الإذاعة المصرية اداعة تسجيلات الشيخ محمد رفعت في أواخر أيامه رغم أنه كان في أشد الحاجة إلى المال للإنفاق على علاجه وكانت الإذاعة تذيع له تسجيلاً واحداً في الشهر مقابل خمسة جنيهات فأهابت مجلة المصور بمحطة الإذاعة أن تحسن معاملة الشيخ في محنته فصارت الناس تسمع صوته مرة في الأسبوع.

هل ورث أحدمن أبناءه حلاوة الصوت؟ ·

** إبنه محمد كان يحفظ القرآن وكان صوته حلواً ولكنه لم يحترف القراءة.

وما هي الأمنية التي توفى دون تحقيقها؟ ·

** كان دائماً ما يدعوا الله ألا يتوفاه وهو مريض بهذا المرض الذي أثر على صوته وهو الزغطة وكان له أثراً سيئاً على حالته المعنوية والنفسية مما أدى إلى إحتجابه عن القراءة حتى توفى عام 1950م.

قيل أن الشيخ محمد رفعت ولد مبصراً ؟ فهل هذه المقولة · صحيحة؟

** بالفعل ولد مبصراً .. وقد قالت لي إبنته هذا الكلام نقلاً عنه فقد كان جميل الشكل عند ولادته فحسده الناس فهاجمه مرض في إحدى عينيه ولكن الإهمال في العلاج أثر عليها وعلى عينه الأخرى فضعف بصره شيئاً فشيئاً حتى فقدت إحداهما القدرة على الإبصار وظلت الأخرى ضعيفة إلا أنه كان يرى بها بعض الشيء وظل كذلك حتى عام 1936م وبينما كان يقرأ سورة الكهف بمسجد سيدي جابر الشيخ بالإسكندرية إذا أحتشد الناس بالمسجد على غير العادة وألتفوا حوله بعد صلاة الجمعة ليعانقونه ويقبلونه وبينما هم كذلك حاول أحدهم أن يصل إليه وسط التفاف الناس حوله ليقبله فطالت أصابع يده تلك العين عن غير قصد ففثأها وفقد بصره تماماً بعدها

المصدر: مركزآل البيت العالمى للمعلومات - بتصرف
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29/09/2006, 18h10
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي الشيخ رفعت: سادن القرآن لا يُهان

الشيخ رفعت: سادن القرآن لا يُهان

"محمد رفعت" أعظم صوت قرأ آيات الذكر الحكيم في القرن العشرين، استطاع بصوته العذب الخاشع أن يغزو القلوب والوجدان في قراءة عذبة خاشعة.. صوته يشرح الآيات، ويجمع بين الخشوع وقوة التأثير، فكان أسلوبًا فريدًا في التلاوة.
النشأة
وُلِد محمد رفعت، واسمه مركب، في حي "المغربلين" بالدرب الأحمر بالقاهرة يوم الإثنين (9-5-1882)، وكان والده "محمود رفعت" ضابطًا في البوليس، وترقّى من درجة جندي - آنذاك - حتى وصل إلى رتبة ضابط، وحينها انتقل إلى السكن في منزل آخر في "درب الأغوات"، بشارع "محمد علي"، وكان ابنه " محمد رفعت " مبصرًا حتى سن سنتين، إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره، وهناك قصة لذلك، فقد قابلته امرأة، وقالت عن الطفل: إنه ابن ملوك - عيناه تقولان ذلك، وفي اليوم التالي استيقظ الابن وهو يصرخ من شدة الألم في عينه، ولم يلبث أن فقد بصره.
ووهب "محمود بك" ابنه "محمد رفعت" لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا بـ"درب الجماميز"، فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل العاشرة، وأدركت الوفاة والده- مأمور قسم الخليفة في تلك الفترة- فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته، فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به، ولا يرتزق منه، وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا، حتى عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا للسورة يوم الجمعة، فذاع صيته، فكانت ساحة المسجد والطرقات تضيق بالمصلين ليستمعوا إلى الصوت الملائكي، وكانت تحدث حالات من الوجد والإغماء من شدة التأثر بصوته الفريد، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا؛ وفاءً منه للمسجد الذي بدأ فيه.
التكوين
لم يكتفِ الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية الفذَّة، ومشاعره المرهفة في قراءة القرآن، بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب، ودراسة الموسيقى الرقيقة والمقامات الموسيقية، فدرس موسيقى "بتهوفن"، و"موزارت"، و"فاجنر"، وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته.
وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدًا في الحياة، وكأنه جاء من رحم الغيب لخدمة القرآن، فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه، وإنما كان ذا مبدأ ونفس كريمة، فكانت مقولته: "إن سادن القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان"، ضابطة لمسار حياته، فقد عرضت عليه محطات الإذاعة الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم، فرفض وقال: "إن وقار القرآن لا يتماشى مع الأغاني الخليعة التي تذيعها إذاعتكم".
وعندما افتُتحت الإذاعة المصرية الخميس (31-5-1934) كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب، وقرأ: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا"، وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما؟ فجاءت فتواهم بأنها حلال حلال، وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي.
وقد جاء صوت الشيخ رفعت من الإذاعة المصرية نديًّا خاشعًا، وكأنه يروي آذانًا وقلوبًا عطشى إلى سماع آيات القرآن، وكأنها تُقْرأ لأول مرة، فلَمَع اسم الشيخ، وعشقت الملايين صوته، بل أسلم البعض عندما سمع هذا الصوت الجميل، ففي ذات يوم التقى "علي خليل" شيخ الإذاعيين، وكان بصحبته ضابط طيَّار إنجليزي- بالشيخ رفعت، فأخبره "علي خليل" أن هذا الضابط سمع صوته في "كندا"، فجاء إلى القاهرة ليرى الشيخ رفعت، ثم أسلم هذا الضابط بعد ذلك.
وقد تنافست إذاعات العالم الكبرى، مثل: إذاعة برلين، ولندن، وباريس، أثناء الحرب العالمية الثانية؛ لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت؛ لتكسب الكثير من المستمعين، إلا أنه لم يكن يعبأ بالمال والثراء، وأبى أن يتكسَّب بالقرآن، فقد عُرض عليه سنة 1935 أن يذهب للهند مقابل (15) ألف جنيه مصري، فاعتذر، فوسّط نظام حيدر آباد الخارجية المصرية، وضاعفوا المبلغ إلى (45) ألف جنيه، فأصرَّ الشيخ على اعتذاره، وصاح فيهم غاضبًا: "أنا لا أبحث عن المال أبدًا، فإن الدنيا كلها عَرَضٌ زائل".
وقد عرض عليه المطرب "محمد عبد الوهاب" أن يسجِّل له القرآن الكريم كاملاً مقابل أي أجر يطلبه، فاعتذر الشيخ خوفًا من أن يمسَّ أسطوانة القرآن سكران أو جُنُب

الشيخ الإنسان
ومع تمتع الشيخ بحس مرهف ومشاعر فياضة، فقد كان - أيضًا - إنسانًا في أعماقه، يهتزّ وجدانه هزًّا عنيفًا في المواقف الإنسانية، وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرًا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان؛ فقد حدث أن ذهب لزيارة أحد أصدقائه المرضى، وكان في لحظاته الأخيرة، وعند انصرافه أمسك صديقه بيده ووضعها على كتف طفلة صغيرة، وقال له: "تُرى، من سيتولى تربية هذه الصغيرة التي ستصبح غدًا يتيمة؟"، فلم يتكلم محمد رفعت، وفي اليوم التالي كان يتلو القرآن في أحد السرادقات، وعندما تلا سورة الضحى، ووصل إلى الآية الكريمة: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَر"، ارتفع صوته بالبكاء وانهمرت الدموع من عينيه كأنها سيل؛ لأنه تذكر وصية صديقه، ثم خصص مبلغًا من المال لهذه الفتاة حتى كبرت وتزوجت.
وعُرف عنه العطف والرحمة، فكان يجالس الفقراء والبسطاء، وبلغت رحمته أنه كان لا ينام حتى يطمئن على فرسه، ويطعمه ويسقيه، ويوصي أولاده برعايته، وهو إحساس خرج من قلب مليء بالشفقة والشفافية والصفاء، فجاءت نغماته منسجمة مع نغمات الكون من حوله.
كان منزله منتدى ثقافيًّا وأدبيًّا وفنًّيا، حيث ربطته صداقة قوية بمحمد عبد الوهاب، الذي كان يحرص على قضاء أغلب سهراته في منزل الشيخ بالسيدة زينب، وكثيرًا ما كانت تضم هذه الجلسات أعلام الموسيقى والفن، وكان الشيخ يُغني لهم بصوته الرخيم الجميل قصائد كثيرة، منها: "أراك عصيّ الدمع"، أما عبد الوهاب فكان يجلس بالقرب منه في خشوع وتبتل، وتدور بينهما حوارات ومناقشات حول أعلام الموسيقى العالمية.
كان بكَّاءً بطبعه، يقرأ على الهواء مرتين أسبوعيًّا من خلال الإذاعة (يومي الثلاثاء والجمعة) مدة (45) دقيقة في كل مرة، والدموع تنهمر من عينيه.
المرض
شاء الله أن يُصاب الشيخ محمد رفعت بعدة أمراض لاحقته وجعلته يلزم الفراش، وعندما يُشفى يعاود القراءة، حتى أصيب بمرض الفُواق (الزغطة) الذي منعه من تلاوة القرآن، بل ومن الكلام أيضًا؛ حيث تعرَّض في السنوات الثمانية الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية، منع الصوت الملائكي النقي من الخروج، ومنذ ذلك الوقت حُرم الناس من صوته، فيما عدا ثلاثة أشرطة، كانت الإذاعة المصرية سجلتها قبل اشتداد المرض عليه، ثم توالت الأمراض عليه، فأصيب بضغط الدم، والتهاب رئوي حاد، وكانت أزمة الفُواق (الزغطة) تستمر معه ساعات.
وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج، فلم يقبل التبرعات التي جُمعت له، والتي بلغت نحو (20) ألف جنيه، وفضَّل بيع بيته الذي كان يسكن فيه في حي "البغالة" بالسيدة زينب، وقطعة أرض أخرى؛ لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ "أبو العنين شعيشع" لدى "الدسوقي أباظة" وزير الأوقاف آنذاك، فقرَّر له معاشًا شهريًّا.
وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت في يوم الإثنين 9 مايو 1950، نفس التاريخ الذي وُلد فيه، عن ثمانية وستين عامًا قضاها في رحاب القرآن الكريم.
قالوا عن الشيخ محمد رفعت
قال عنه الأديب "محمد السيد المويلحي" في مجلة الرسالة: "سيد قراء هذا الزمن، موسيقيّ بفطرته وطبيعته، إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا".
ويقول عند الأستاذ "أنيس منصور": "ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها، وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها، ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر".
ويصف الموسيقار "محمد عبد الوهاب" صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة، وسئل الكاتب الكبير "محمود السعدني" عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال: كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ.
أما الأستاذ "علي خليل" شيخ الإذاعيين فيقول عنه: "إنه كان هادئ النفس، تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد، كان كيانًا ملائكيًّا، ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض".
ونعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلى المستمعين بقولها: "أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام".
أما الإذاعة السورية فجاء النعي على لسان المفتي حيث قال: "لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام"!!.
مصطفى عاشور - باحث مصري
الصور المرفقة
نوع الملف: bmp Refaat.bmp‏ (856.0 كيلوبايت, المشاهدات 662)
نوع الملف: jpg images.jpg‏ (1.9 كيلوبايت, المشاهدات 550)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03/10/2009, 14h28
الصورة الرمزية عاشق رفعت
عاشق رفعت عاشق رفعت غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:441170
 
تاريخ التسجيل: juillet 2009
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 388
افتراضي محمد رفعت

السلام عليكم... مع أعظم قراء القرآن في القرن العشرين سيدنا الشيخ محمد رفعت أعظم صوت قرأ آيات الذكر الحكيم في القرن العشرين استطاع بصوته العذب الخاشع أن يغزو القلوب والوجدان في قراءة عذبة خاشعة صوته يشرح الآيات ويجمع بين الخشوع وقوة التأثير فكان أسلوبًا فريدًا في التلاوة.
وُلِد في حي "المغربلين" بالدرب الأحمر بالقاهرة يوم الإثنين 9 / 5 /1882 وكان والده "محمود رفعت" ضابطًا في البوليس وترقّى من درجة جندي حتى وصل إلى رتبة ضابط وحينها انتقل إلى السكن في منزل آخر في درب الأغوات بشارع محمد علي وكان ابنه محمد رفعت مبصرًا حتى سن سنتين إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره وهناك قصة لذلك فقد قابلته امرأة وقالت عن الطفل إنه ابن ملوك عيناه تقولان ذلك وفي اليوم التالي استيقظ الابن وهو يصرخ من شدة الألم في عينه ولم يلبث أن فقد بصره.
وهب محمود بك ابنه لخدمة القرآن الكريم وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل العاشرة وأدركت الوفاة والده مأمور قسم الخليفة في تلك الفترة فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به ولا يرتزق منه وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا حتى عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا للسورة يوم الجمعة فذاع صيته وكانت ساحة المسجد والطرقات تضيق بالمصلين ليستمعوا إلى الصوت الملائكي وكانت تحدث حالات من الوجد والإغماء من شدة التأثر بصوته الفريد وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا وفاءً منه للمسجد الذي بدأ فيه.
لم يكتفِ الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية الفذَّة ومشاعره المرهفة في قراءة القرآن بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير واهتم بشراء الكتب ودراسة الموسيقى الرقيقة والمقامات الموسيقية فدرس موسيقى بتهوفن وموزارت وفاجنر وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته. وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدًا في الحياة وكأنه جاء من رحم الغيب لخدمة القرآن فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه وإنما كان ذا مبدأ ونفس كريمة فكانت مقولته إن سادن القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان ضابطة لمسار حياته فقد عرضت عليه محطات الإذاعة الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم فرفض وقال إن وقار القرآن لا يتماشى مع الأغاني الخليعة التي تذيعها إذاعتكم.
وعندما افتُتحت الإذاعة المصرية الخميس 1934 كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب وقرأ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي.
جاء صوت الشيخ رفعت من الإذاعة نديًّا خاشعًا وكأنه يروي آذانًا وقلوبًا عطشى إلى سماع آيات القرآن وكأنها تُقْرأ لأول مرة فلَمَع اسمه وعشقت الملايين صوته . وقد تنافست إذاعات العالم الكبرى مثل إذاعة برلين ولندن وباريس أثناء الحرب العالمية الثانية لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت لتكسب الكثير من المستمعين إلا أنه لم يكن يعبأ بالمال والثراء وأبى أن يتكسَّب بالقرآن فقد عُرض عليه سنة 1935 أن يذهب للهند مقابل 15 ألف جنيه مصري فاعتذر فوسّط نظام حيدر آباد الخارجية المصرية وضاعفوا المبلغ إلى 45 ألف جنيه فأصرَّ الشيخ على اعتذاره وصاح فيهم غاضبًا أنا لا أبحث عن المال أبدًا فإن الدنيا كلها عَرَضٌ زائل . وعرض عليه محمد عبد الوهاب أن يسجِّل له القرآن الكريم كاملاً مقابل أي أجر يطلبه فاعتذر الشيخ خوفًا من أن يمسَّ أسطوانة القرآن سكران أو جُنُب.

كان منزله منتدى ثقافيًّا وأدبيًّا وفنًّيا حيث ربطته صداقة قوية بمحمد عبد الوهاب الذي كان يحرص على قضاء أغلب سهراته في منزل الشيخ بالسيدة زينب وكثيرًا ما كانت تضم هذه الجلسات أعلام الموسيقى والفن وكان الشيخ يُغني لهم بصوته الرخيم الجميل قصائد كثيرة منها "أراك عصيّ الدمع" أما عبد الوهاب فكان يجلس بالقرب منه في خشوع وتبتل وتدور بينهما حوارات ومناقشات حول أعلام الموسيقى العالمية.كان بكَّاءً بطبعه يقرأ على الهواء مرتين أسبوعيًّا من خلال الإذاعة يومي الثلاثاء والجمعة مدة 45 دقيقة في كل مرة والدموع تنهمر من عينيه.شاء الله أن يُصاب الشيخ محمد رفعت بعدة أمراض لاحقته وجعلته يلزم الفراش وعندما يُشفى يعاود القراءة حتى أصيب بمرض الفُواق الزغطة الذي منعه من تلاوة القرآن بل ومن الكلام أيضًا حيث تعرَّض في السنوات الثمانية الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية منع الصوت الملائكي النقي من الخروج ومنذ ذلك الوقت حُرم الناس من صوته فيما عدا ثلاثة أشرطة كانت الإذاعة المصرية سجلتها قبل اشتداد المرض عليه ثم توالت الأمراض عليه فأصيب بضغط الدم والتهاب رئوي حاد وكانت أزمة الفُواق الزغطة تستمر معه ساعات.وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج فلم يقبل التبرعات التي جُمعت له والتي بلغت نحو 20 ألف جنيه وفضَّل بيع بيته الذي كان يسكن فيه في حي البغالة بالسيدة زينب وقطعة أرض أخرى لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ أبو العنين شعيشع لدى الدسوقي أباظة وزير الأوقاف آنذاك فقرَّر له معاشًا شهريًّا.
وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت في يوم الإثنين 9 مايو 1950 نفس التاريخ الذي وُلد فيه عن ثمانية وستين عامًا قضاها في رحاب القرآن الكريم.
تم حذف الملف المرفق للتكرار ..... أنس

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 20/04/2010 الساعة 17h36
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16/05/2010, 16h40
طوق الياسَمين طوق الياسَمين غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:520254
 
تاريخ التسجيل: mai 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8
Lightbulb رد: الشيخ محمد رفعت

شكراً جزيلاً على المجهودات الرائعة
بارك اللهُ فيكم
من رائعٍ لأروع
تقديرى وإحترامى
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16/04/2022, 18h29
الصورة الرمزية tarab
tarab tarab غير متصل  
عيسى متري
رقم العضوية:2256
 
تاريخ التسجيل: juin 2006
الجنسية: فلسطيني مع جنسيه مكسيكيه
الإقامة: المكسيك
العمر: 67
المشاركات: 4,180
افتراضي رد: الشيخ محمد رفعت







الصور المرفقة
نوع الملف: jpg ref3at mosawar 19 mayo 1950.jpg‏ (147.1 كيلوبايت, المشاهدات 40)
نوع الملف: png ref3at.png‏ (89.7 كيلوبايت, المشاهدات 36)
نوع الملف: jpg REF3AT EZA3A.jpg‏ (160.2 كيلوبايت, المشاهدات 38)
نوع الملف: jpg ref3at.jpg‏ (108.9 كيلوبايت, المشاهدات 39)
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 22h09.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd