شكرا للأخ الكريم على انعاش الذاكرة المسرحية المغربية بهذه المساهمة، مع ملاحظة أن المسرحيين الرواد في المغرب كرسوا في ممارستهم للمسرح رسالته النبيلة المتمثلة في الالتصاق بهموم الناس والتعبير عن واقعهم المعيش بكيفية ميلو درامية، سكيتشات السخرية والضحك على الواقع المرير بغاية انتفاده وإصلاحه، وكان التناول الهادف للشخوص المستوحاة من التربة المغربية ببساطتها وعقلياتها ولباسها وسحناتها وتقاليدها وعاداتها، هو استحضار لهوية الانسلن المغربي التي كان الاستعمار يجتهد في طمسها، وتطلبت عملية الاستحضار تلك تضحيات جسام كان الاعتفال الذي تعرض له الرائد البشير لعلج والكثير من رفاق دربه في المقاومة والنضال واحدا من اشكالها، وكان الحصار والمنع من تأسيس الفرق المسرحية وتسليط العيون والجواسيس على عروضها ديدنا أكد على أن نشأت المسرح المغربي كرست أهدافه رسالته في تحرير الانسان والدفاع عن حقه في العيش الكريم، ولم تكن تلك النشأة كما أراد لها المستعمر الذي سعى الى تبيئة المسرح الفرنسي في التربة المغربية وتجويف ممارسته بالمقولات والقوالب الغربية التي كانت تعزف على سيمفونية رائعة، بشعارات التطوير والتحضير والتوعية لكنها مبطنة بالرغبة في بسط الهيمنة بلتضليل والتغرير وفصل الانسان المغربي خاصة والعربي عامة عن أصوله وجذوره ..