الاستاذة الفاضلة
لقد بدأت ملامح الثورة الصناعية ... ثم التقدم التكنولوجى ... ثم طفرة الالكترونيات الصناعية من القرن الماضى ...وكان لهذا التقدم اثار ايجابية على الانسانية ... لكن حاولت الراسمالية الغربية ان تجعل هذا التقدم حكرا على الدول الغربية ..اما باقى دول العالم فليكونوا مستهلكين لهذه الصناعات و التكنولوجيات ... و قد حارب الغرب و لا يزال ...اى محاولة لاضافة تقدم صناعى او تكنولوجى او الكترونى الى رصيد مجتمعاتنا العربية و الاسلامية ..و لنكن فقط مستهلكين ... فمثلا معظم ثروات الدول العربية من عوائد مبيعات البيترول ... و قد مضى على ظهور هذه الصناعة عندنا ربما اكثر من سبعين عاما ...انظرى الى اسماء الشركات العاملة فى هذا المجال بدء من البحث و التنقيب مرورا بالاستخراج و انتهاء بعمليات التكرير ... مثالا اخر سعة الطاقة الكهربية النتى يمكن الاستفادة منها من اى مفاعل نووى ...اضعاف ما يمكن الحصول عليه من السد العالى ( بوضعه الحالى )...و انظرى الى حجم المعاناة و الحصارات الاقتصادية بل و الحروب التى شنت على مصر لمحاربة فكرة انشاء السد العالى ..و الان اذا فكرت اى دولة عربية او اسلامية ..العراق ...ايران ...مصر ...ليبيا ..هل اذا فكرت اى دولة من دولنا فى الاستفادة من الجانب السلمى للمفاعلات النووية هل يسمح لها بهذا .... و علمائنا المتخصصون فى هذا المجال و الذين تم قتلهم جميعا ...يحيى المشد ...سميره موسى ...سمير نجيب ...نبيل القلينى .. نبيل فليفل ... حتى الدكتور مصطفى مشرفة الذى يقال انه مات مسموما
الخلاصة انه فى هذا الجانب عن الحديث عن التقدم الصناعى و التكنولوجى و الالكترونى ...فانه محظور و ممنوعا و محرما علينا الاقتراب من محاولة التقدم فيها ...و مسموح لنا فقط ان نكون مستهلكين تابعين ... والتقدم الصناعى ليس مطروحا لان يكون عالميا ...او معولما
اما الغزو الفكرى و الذى مارسه الغرب علينا منذ زمن ...فقد تتطور مع تطورت الحركات المقاومة للاستعمار ( باشكاله ) و الصهيونية ....فكان لا بد من هدم ثوابت الامة ....ثم تنصيبها على ثوابت جديدة مصطنعة طبقا لما تراه الصهيونية و ادواتها ... و تطورت هذه الحركة حتى خرجت علينا اخيرا باسم العولمة .... و التى تغير من جميع منهج حيانتا و ادوانت و معاملاتنا اليومية ...فى المأكل و المشرب و التعليم و الفنون بانواعها و التعاملات المالية و العادات الاجتماعية ....و هذه هى العولمة التى يجب علينا ( تدريجيا ) الانزواء تحت رايتها ... فان كان جيلنا قد نشأ على عقيدة و يقين بأن اسرائيل كيان مغتصب لا مكان له بيننا .... فقد ربينا ابنائنا على ان اسرائيل حققيقة و واقع قائم ...و ان حدود دولتها ..هى حدود ما قبل حرب 1967 ... و طبعا الجيل التالى ....سيكتسب المزيد من العولمة ...و تكتسب معها الصهيونية المزيد من الارض و النفوذ ... فدولتهم كا يعتقدون يجب ان تمتد من النيل الى الفرات ...فماذا يعتقد ابنائنا ؟؟؟
عفوا فقد حان موعد الذهاب الى العمل ...فالى لقاء
|