جمله حايره
------
مهما كان طعم الليالى
مهما يغدر بى زمانى
موش حافكر إيه جرالى
زى قلبى ف يوم ما حبك
موش بعيد يحب تانى
والأمانى الحلوة تطرح
ألف غنوه م الأغانى
تملا دنيا بحالها فرحة
والساعات تجرى ف ثوانى
والقى عمرى بطوله عدّى
وقلبى سواح ف الموانى
تشده مينا لمينا تانيه
لحد ما يبدأ يعانى
تيجى ترسى بيه السفينه
يلقى شطه الأولانى
وع الشفايف جمله حايره
لسه بتمد ف خيالى
تقول لصورتك جوه فكرى
ونفسى أنطقها بلسانى
مهما كان طعم الليالى
مهما يغدر بى زمانى
موش حافكر إيه جرالى
زى قلبى ف يوم ما حبك
موش بعيد يحب تانى
عارف يا بابا ساعتها .. قلبى كان حاسس بإيه
لما كان ماسك ف إيده البندقيه
بيشاور بيها عليك
كنت خايف لا الرصاصه تيجى فيك
وارجع بإيدى شايله منك ريحة إيديك
ولما بكره الشمس تطلع
يسألونى اصحابى عنك
ازاى تسيبهم ياخدوا ابوك قدام عنيك
ومين حيحمى ماما منهم
إيه يا دره .. هان عليك
عقلى قاللى يا دره فوق .. بص فوق
موش مهم إيه ح يجرى .. تحت رجلك
المهم تعللى راس أمك لفوق
كنت شايف كل حاجة .. كنت فوق
حتى لون الطلقه فاكره
قلبى كان ملياه شجاعته
كنت فوق
وبسرعه روحى قالتلى ضحى
قلت حاضر .. ياللا بينا نروح لفوق
هيّه رعشه .. خفيفه خالص
بس حلوه .. حلوه خالص
قوام لقيتنى .. رحت فوق
أوعى تزعل بابا منّى
وقول لأمى لما ييجوا .. اصحابى بكره
يسألوها
تقوللهم وبأعلى صوتها
إن دمّى مستحيل ح يهون عليك
ولما تارى ف يوم ح تاخده
قول لصاحب البندقيه
إنّى حتى ما كان فى إيدى
طوبه واحده
خايف أحدفها عليه
وحتى لو حدّفت جبال .. بحالها
موش دى أرضى .. وعرض أمى
وخالى كان ف القدس عايش ويّا عمى
وصاحبى طه .. ولوقا مرقص
لما كان الدرس يخلص
كنا نلعب فيها كوره
وبعدها نرجع نغنى
يبقى لما رصاصُه يطلع
من مابين النخلتين
يملا بيه الخضره دم
وقبل روحى لفوق ما تطلع
نفسى يفهم جملتين
بيهم يبقى المعنى تم
إنه لازم يوم ح يعرف
رغم شره .. وغصب عنه
إنه بإيده بينهزم
وان أرضى حتبقى حره
ومهما كات الفرقه مره
كل طفل .. وكل شاب .. وكل راجل
لاجل بلدى ماتبقى حره
وفوقها قدسى أغلى دره
همه برضه حيبقوا دره
الشاعر الجميل/ ثروت رضوان.. تحية عطرة
ما قرأته ليس هذيان اللحظة كما تدعي.. بل هو ألم اللحظات.. ما مضى منها وماهو آت.. وأجمل ما في الألم أن مثلك يحيله نغمات..
تحياتي ومحبتي..
فعندما كنت أقوم بإخراج مسلسل "عصفور الشتا" عن قصة حياة العندليب الراحل "عبد الحليم حافظ" كانت الأحداث تتعرض للحظة وفاة الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" .. فى الواقع الذى عايشته بنفسى .. توحدت الجماهير - نفسياً - ونفذت فعلاً جماعياً واحداً كأنها اتفقت عليه مسبقاً وهو .. الخروج عن بكرة أبيها إلى الشارع .. لماذا؟ .. لأحد يدرى؟ .. الجميع فى الشارع وسط فيضان هادر من البكاء والعويل والتدافع فى كل الاتجاهات بلا وعى ولا هدف محدد .. لم يتفق العقل الجمعى على شيئ واحد .. بينما اتفقت المشاعر على حالة واحدة من الهذيان المحموم .. ورغم شكل الكتلة البشرية المتلاحم، إلا أن نفوس شخوصها كانت فى تشرزم وتشتت وضياع .. فكيف أعبر سمعياً عن ذلك؟ .. نفذت المسمع الدرامى بكل إتقان ثم جلست أستمع إليه فأصابنى الإحباط .. إذ لاحظت أننى نفذته بشكل دقيق التنظيم بحيث تستطيع الأذن أن تلمح فيه كل دقائقه .. فهل كان فى الواقع بالفعل كذلك؟ .. كان هذا التساؤل هو تحديداً ما أصابنى بالإحباط إذ سيطر علىَّ تفكيرى الاحترافى فأخرجت مسمعاً درامياً شديد التأنق لحدث واقعى شديد التمزق .. إذن فليذهب الاحتراف إلى الجحيم .. وأعدت تنفيذ المسمع من جديد وتعمدت تشويهه صوتياً وتلويثه بمؤثرات صوتية شديدة الغرابة .. وجلست لأستمع إليه مرة أخرى .. عندها وجدت نفسى أعيش لحظة من الضياع والتمزق والغربة .. لم أستطع خلالها تبين أية تفاصيل كاملة ومحددة ومستمرة لأى جزء فى المسمع .. فشعرت بالارتياح .. إذ كانت هذه هى مشاعر اللحظة الحقيقية فأنهيت عملى وأبلغت المسؤولين لإذاعة الحلقة كما هى .. وذهبت إلى منزلى ونمت طويلاً .. فى اليوم التالى فوجت بوابل من المحادثات الهاتفية تثنى على هذه الحلقة وتعتبرها إنجازاً فنياً رائعاً .. إلى هنا والأمر غاية فى الجمال .. أليس كذلك؟ .. تقدمت بالمسلسل بعدها إلى أحد المهرجانات فرفضوا دخوله المسابقة الرسمية .. لماذا؟ .. قررت لجنة الاستماع أن إحدى حلقاته بها عيب فى التسجيل الصوتى .. وكانت الحلقة المشار إليها هى نفس الحلقة التى تضمنت لحظة وفاة "الزعيم جمال عبد الناصر" .. هكذا .. مالذى حدث؟ .. لقد تعامل أعضاء لجنة الاستماع مع الحدث من وجهة نظر احترافية علمية منظمة فقاسوا الأبعاد الصوتية بدقة وحاولوا أن يتابعوا كل تفصيلة داخل الحدث حتى النهاية وتوسموا الكمال فى كل ثانية .. وهذا هو الفرق بين من يلعب الشطرنج ومن يجلس لمشاهدة اللعبة .. فالمشاهد يشعر بمهارة أكثر من مهارة اللاعبين .. حتى ولو كان فى وقت سابق لاعباً لنفس اللعبة .. ولم يدخل المسلسل المسابقة ولم أغير فيه شيئاً، ولكنه أعيد مرات ومرات وفى ذكرى رحيل "عبد الحليم حافظ" من كل عام يعاد ويلقى نفس الاستحسان وتشعرنى كلمات الثناء فى كل مرة بأننى لم أقم بإخراج مسلسل آخر غير مسلسل "عصفور الشتا" طوال سنوات عملى بالإخراج ..
لماذا أقول هذا؟ .. وقد أطلت عليكما .. لأننى عندما كنت أتابع مجزرة قانا شديدة البشاعة، كنت فى داخل هذا المسافر من قانا لصيدا التارك لابنته المريضة "سلمى" وابنه "شادى" وأخته الأخرى"مريم" وزوجه التى ودعته عند الباب بدعاء السلامة فسلم هو بينما هم قضوا .. استشعرت هذياناً بداخلى يزلزلنى فأين أنا من صيدا حيث كنت أقصد وأين أنا من قانا حيث تركت الأهل والأحباب .. لا قيمة لشراب التوت إلا لأن مريم تحبه ولا لحبات الأناناس إلا لأن شادى مغرماً بها ولا قيمة لخبز الحياة بعد أن ضاعت الحياة .. هذا ما كنت أنا فقط أحسه كإنسان لحظتها .. ولكن عندما سمع المتخصصون هذيانى قال منهم: هنا .. لحن فى الشعر .. التفعيلة هنا غير صحيحة .. الوزن هنا مختل .. هنا زحاف فى التفعيلة كذا .. كان ينبغى كذا وكذا .. كانوا خارج رقعة الشطرنج .. وكنت أنا اللاعب لحظتها .. الآن أنا خارج الرقعة وأرى ما يرون .. أرى ايضاً أنه كان ينبغى كذا وكذا .. ولكنى لا أستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لأعيد اللعبة من جديد .. ولا أريد .. فكفانى أنى لعبت هذه اللحظة القاسية مرة واحدة أدعو الله ألا يجعلنى ألعبها مرة أخرى.
مع كثير محبتى
ثروت رضوان
المبدع الجميل
ثروت رضوان
شرفني جمع خلجاتك في اطار يزهو باسمك
ليتدفق علينا بما يحرك فينا هذيان افتقدناه
***
لم يزهو الإبداع بقوانين العقل المؤدلج وانما بفوضى المشاعر المستحيلة
ستذهب كل المهرجانات لسلة المحذوفات
ويبقى الفن الحقيقي ينبض في شرايين الوقت تستمد منه الناس
ما تحتاجه من الأوكسجين النقي
دمت بحسن السمع
وطيب المقام