كنت قد اعتذرت من أخي "الشبراوي الأمثل" المهندس إيهاب عامر (هنا) ، فاستوعب عجزي بسخاءٍ و نـُبل
و أقالني من خجلي أخي و أستاذي الشاعر رائد عبد السلام ، بيدٍ من حُنوٍ
فلما كانت الليلة ذاتها ، شاء الله أن أمضي سوادها بمستشفي اسكاربرو .
و قد ارتبطت المشافي - بذاكرتي - بصورة أمي التي ذهب بها خطأ جراحي من أحد "أساتذة" الجراحة بالقاهرة.
و كانت رحمها الله قد استحلفتني بـ "غلاوتها" أن أترك "القاتل" لحال سبيله قائلة : ما كانش يقصد يا ابني (..) ، وكان ذلك آخر "درُوسِها" لي ، الصَفـْح
و في صالة الإستقبال بمستشفى اسكاربرو (مسقط رأس "وجد" ابنتي) ، وجدتني مع أمي أتذكر اعتذاري. فكانت هذه الإنحناءة الشِعرية ، أرفعها على استحياء ، من حافة روحي إلى روح أمّيّنَا (صلاح علام و محدثكم)
فوالدة صلاح علام ، التي تنير توقيعيّنا(أول الجالسات بيسار الصورة)،
أميكانت تشبهها ، سيدة من إرادة و رحمة.
و في اليوم التالي أسمعتها لصلاح ، فأخذها ليعيدها إلي الآن و قد كساها جمالا.
*
فلكل من تشرفت بذكرهم هنا من مُرَطـِّبي حر الفؤاد ، و لكم عشيرتي ، أدعوا الله تبارك و تعالى أن يبارك أيامكم و أن يديم أنسكم بالأحبة ، و يرحم أمهاتنا ، و يمتع بالصحة و طول العمر منهن من يواصلن نشر الطمأنينة و الفرح .
و كل عام و الجميع بخيرٍ و رحمة
* * *
كل كلام الصدق يا أمّي
لو ينحني و يبوس أعتابِك
إزاي يقدر يا مّا يْسَمِّي
لحظِة دفا من جّنب جنابـِكْ
كل أطِبا البُعد يا أمّي
لـَمْ عالجوني بَعد غيابـِكْ
كـُنتي ، الخير، بالصَف تؤمي
غاب الخير و الصف ما شَابـِكْ
كـُنتي لشَرخ الروح بترُمّي
وَ نا روحي ما تـُشْبُكها مشابـِكْ
كان الطيش لعنيّا يغمّي
تِكشِفي غمّي و تفتحي بابـِك
أفرُط عـُقدي ، و انتي تِضُمّي
عِشتي تـْلِمّي فـَرط احبابـِكْ
وَ نا ، مع إن كياني و دمّي
يشبـِه نايْ معمول من غابـِكْ
كـُنت بشوفِكْ شَجره تـْنـَمّي
وَرد و خـُضره ، زي شبابـِك
جهل ! ، كإني جاهل ، أمّي
يا اللي الجهل بعِلمُه ما صابـِكْ
جاني خريف ، مِستأصد غمّي
خطفِك مِنّي ، و ياريت سابـِك
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم