كل شكر و التقدير للاستاذ حازم فودة لاضافته لهذه الوثائق المهمة الذي تقدم المزيد من المعلومات التي قد تساعدنا في البحث عن اعمال الفنان عمر المحزومي المفقودة.
__________________ لو تؤمريني فوق نسمة انطير*** ونجيبلك حزمة نجوم تنير تضوي طريق الحب للانسان***يا ليبيا و تزرع ترابك خير
تحية و تقدير للاستاذ خالد القرقوري على مساهماته المميزة في القسم الليبي عامة و في موضوع الفنان الراحل عمر المخزومي خاصة و الذي اثمر عن ثلاثة من اعماله كنا نضنها قد اختفت الى الابد. ربي يحفظه و يبارك فيه و ان شاء الله ربي ما يحرمنا من مشاركاته المثمرة و الرائعة في شان نشر الاغنية الليبية و التعريف بها و حفظها للاجيال القادمة.
__________________ لو تؤمريني فوق نسمة انطير*** ونجيبلك حزمة نجوم تنير تضوي طريق الحب للانسان***يا ليبيا و تزرع ترابك خير
نقلاً عن كتاب (سيرة مبدعين) إعداد خالد القرقوري - تحت الطبع 2023م
الفنان عمر المخزومي
( 1932م - 1977م )
منقول عن كتاب "في بنغازي كانت لنا أيام" صدر عن دار البيان بنغازي. الطبعة الأولى. ص (133) بقلم الكاتب والمدون: عبد السلام الزغيبي.
الفنان الشعبي عمر المخزومي، واسمه الحقيقي عمر الصادق مسعود الخازمي، من مواليد 1932م. خدم بالجيش الليبي في أول تكوين له سنة 1953م. ووصل رتبة رئيس عرفاء وكان رفيق خالي منصور شحات في العسكرية، لم تكن علاقتي بالفنان عمر المخزومي مجرد علاقة مستمع أو عاشق لصوته وأغانيه، بل هي علاقة جيرة وأبوة، فقد أرتبط مع عائلتنا بأواصر الصداق والمحبة والجيرة الطيبة، فقد كان الراحل جارنا وصديق والدي، ومحل بيع الخردوات والملابس، المتجر الشعبي، الذي يملكه كان مقابل منزلنا في شارع العقيب، وكان للثلاثة:عمر المخزومي، ووالدي محمد الزغيبي، وعوض صاحب محل تصوير خرائط، المجاور لمحل عمر في عمارة (خليفة البابو)، صداقة ورفقة عمر استمرت لسنوات، وكان ينادي والدي (باباه).
أما شقيقه (عثمان)، فكان شريك أخي الأكبر منصور في محلات (الأمل) لبيع الأدوات المنزلية في شارع العقيب، لسنوات قبل أن تطاله يد التأميم وتتحول كل المحلات إلى أسواق عامة وجمعيات تعاونية، في إطار إلغاء النشاط التجاري الخاص في ليبيا. يعتبر المطرب عمر المخزومي وقد استخدم هذا الاسم الفني في ذلك الوقت لأسباب اجتماعية، من الأصوات القوية العذبة ومن رواد الفن الشعبي الليبي، بدأ مسيرته في الستينيات، في الإذاعة الليبية وتعامل طوال سنوات عمره مع العديد من كتاب الأغنية والملحنين الليبيين. من أشهر أغانيه التي مازال الجميع يتذكرها، أغنية (شقيت في غيابه)، التي كتب كلماتها أحد رواد كتابة الشعر الغنائي محمد مخلوف، ولحنها الملحن عبد الحميد شادي، وله أغاني عاطفية أخرى وأغاني للمناسبات الاجتماعية مثل أغنية (جيتي وجيتينا) الشهيرة، التي كان جمهور الغناء الليبي ينتظرها، وكانت تقدم ضمن الأغاني التي يطلبها المستمعون في برنامج (فرح الأسبوع)، الذي كان يقدم في الإذاعة المسموعة الليبية في ستينيات القرن الماضي، من أغانيه الشهيرة أغنية (صون الغلا)، و(يا طير يا حايم)، و(قلبي انسيه الحب)، وغيرها من الأغاني، تلك الأغاني الجميلة التي حفظها الناس وظلت تذكرهم على الدوام بكل معاني الشوق والحب الطاهر الصافي.
وللراحل المخزومي أغنية (العين باكية)، من كلمات عبد الحميد شادي، وألحان الطاهر عمر، التي يقول مطلعها:
العين باكيه والقلب جرحه دامي
من غيبتك حرمت طيب منامي
طيب رقادي عفت المعية والزها واوسادي
خليت نارك في الخفا صهادي
عاش المخزومي حياة طبيعية هانئة واشتغل في مجال التخليص الجمركي، حتى القي القبض عليه مع مواطن مصري بتهمة محاولة تفجير ميناء بنغازي، وبعد تحقيقات ومحاكمة صورية لم يتوفر فيها أي معنى للعدالة حكم عليه بالإعدام ظلما ونفذ حكم الإعدام فيه شنقا بأوامر من طاغية ليبيا وتم تنفيذ الحكم في ميناء بنغازي، في أول حادثة إعدام مدني بشكل علني في المدينة، تهمة مفبركة برأته منها المحكمة الابتدائية الأولى التي عقدت في مدينة طرابلس، لكن القذافي لم تعجبه الأحكام وطالب بتغييرها، ومنذ ذلك الوقت اختفي اسمه من الساحة الفنية وأغانيه من الإذاعة، ولم يكن أحد يجرؤ في ذلك الزمن الغابر حتى للإشارة إلى اسمه.
وهكذا حرم الجيل الجديد الذي لا يعرف قطعا من هو عمر المخزومي من الاستماع إلى واحداً من أجمل الأصوات في الأغنية الليبية، والفرصة الآن مواتية لجمع تراث المخزومي المطموس وإعادة تقديمه للجمهور الليبي المتعطش لكل فن أصيل، إن مثل هذا العمل يعتبر تكريما ووفاء لفنان أعطى للأغنية الليبية الكثير، الذي كرمته جماهير مدينة بنغازي في احتفال كبير بحضور عائلته وأصدقائه في نفس المكان الذي أعدم فيه. خدم بالجيش الليبي في أول تكوين له عام 1953م. وفيما بعد شارك في الثورة الجزائرية رفقة متطوعين ليبيين منهم القائد الكشفي والسفير السابق (عبد القادر غوقه)، حيث شارك في حرب تحرير الجزائر، وبعد نجاح الثورة في الجزائر توجه للفن، ويعتبر في ذلك الوقت من الأصوات القوية العذبة ومن رواد الفن (الشعبي الليبي).
بعض أعمال الفنان عمر المخزومي:
(اشقيت في غيابه)، و(كنت معاه)، و(اللي جارحين العقل)، و(مظلوم)، و(قلبي انسيه الحب)، و(غدر خاني)، و(غزال الريم)، و(يزهى الغلا)، و(طول العمر)، و(محروم قلبي)، و(اولاف جفوك)، و(صون الغلا)، و(مهما في حبك)، و(قسين عليه لنظار)، و(يا طير يا حايم)، و(ليش رايمك)، و(اناجيك يا بحر الغرام).