سيّدي الأستاذ الدكتور
ثروت غنيم
الآن فقط ، لاحظت ذوبان الثلج في هذا الشتاء الكندي النزق
كان منذ يومين مُسَجَّى على جانبي الطريق كدودة ِ قز ٍ عملاقة غادرتها الحياه ، تنتظر طوراً جديداً في دورة حياتها ،
تشرنقت بطبقة ٍ شفيفة من سواد عادم السيارات ، لكنها لم تهنأ بشرنقتها ،
عالجها دفء الشمس المؤقتة ليمنحها الراحة من ملل الإنتظار
لم يهرع عمّال المدينة لرفعها ، كعادتهم ، لأن مصلحة الأرصاد وشت إليهم بأن الصحو قادم ... فلا تتعجلوا
،
هل هذا هو الصحو ؟ ، إلتفاتتك النبيلة إليّ ، يا دكتور ثروت ؟
من قال لك أني أرى مالا يراه الناظرون ؟! ، أمنكفئٌ على السعي يرى ؟
و الله يا سيّدي ، ما أرى - الآن- إلاّ نـُبلَ فارس ٍ إسمه ليس بحاجة ٍ لزوائد الإضافةِ و الألقاب :
ثروت غنيم
* * * *
المفارقة العجيبة (أو قل : الموافقة العجيبة) أنـّي عائدٌ لتوي من عيادة طبيبة العائلة و قد أطلعتني على نتائج الفحص الدوري ( الإعتيادي)
نصحتني بمراقبة الكلوسترول و السكر !! لما ظهر من أرقامٍ ليس لي بها معرفة من قبل
ثم قررت لي فحص قلب (رسم قلب بعد الإجهاد)
،
و تلك أخباري السارة المُبهجة ، حيث أراها رسول الأحبة لدنو اللقاء
ولكن:
لو كان تدوين الذكريات (أو المذكرات) هو الخطوة الأولى على طريق المغادرة ......
فما عسى مثلي أن يتذكر ؟
و ما قيمة عفو خواطري لدى قارئ يود مطالعة شئ ٍ مهم ؟!
،
ليس بحياتي ما يستحق التدوين سوى: أمّي و شيخي
كانت شرارة بدءهِ من تجربة ذاتيّة ، أوقفني فيها ربُّ الواقفين ، على تخوم الموت
* * * *
فقط ، أود لو أنك تدعو لي بإنجازها قبل مجاوزة التخوم
لأواصل امتناني لك و احترامي المتلازمين
يا أيها الفارس النبيل
يا دكتور ثروت غنيم
.
.
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم