احبائى
اقدم لكم بكل فخر اغنية من العيار التقيل جدا جدا واللى مش ممكن حد يعرف يدونها وانا كنت من زمان هى مطلوبة ومتردد خايف منها يعنى لكن قلت المفروض انى ادونها رائعة عبد الوهاب
ياجارة الوادى
الاغنية دى اولا ليها معايا قصة قد تكون مضحكة ... انا بعشق الموسيقى من اول ما اتولدت ... وفى سن عشر سنوات يعنى سنة 1960 كنت تقريبا حافظ كل اغانى الزمن الجميل بتاعة كل المطربين , ودى فى حد ذاتها تعتبر اعجاز .. لأن وقتها مكانش عدننا سوى الراديو ... وبالطبع تخيل انت اغنية زى غلبت اصالح مثلا عشان تنتظر لما تيجى فى الراديو كل فترة اد ايه واسمعها كام مرة فى السنة ... لم تكن اجهزة الاستماع متوفرة ... كان وقتها مفيش غير الفونوغراف القديم بتاع الاسطوانات الحجارى ... وانا مرة كنت ماشى مريت على محل بيبع موبليا قديمة لقيت عنده فونوغراف من ابو زمبلك وبوق بكام ياعم ب 3 جنيه اشتريته وورحت بيه البيت جرى .. كان معاه اسطوانة واحدة فقط هى ياجارة الوادة بتاعة عبد الوهاب القديمة .. (ومازالت عندى لحد دلوقتى ) وبالطبع كنت حموت ان يكون عندى جهاز بيشغل موسيقى قعدت اشغل الاسطوانة دى 24 ساعة وعملت ازعاج للبيت لسبب ان البوق كان صوته جهورى وما ينفعش تخفض صوته هو صوت واحد فقط ... وقتها كان موجود جهاز التسجيل الريل بس عند علية القوم فقط او اللى بيسافر المانيا بالذات .. يعنى بقت عادة كل واحد يسلفر المانيا يجيب معاه ريكورد جرونديج ومعاه 3 شرائطيقعد يسجل عليهم ويمسحهم لحد ما يستهلكوا لأن مكانش بيتباع فى الوقت ده شرائط جديدة ... وكانت المعجزة بداية ظهور اجهزة الكاسيت والراديو كاسيت كانت طبعا انجاز وكان تمن الجهاز من 80 جنيه وانت طالع ...
نرجع للأغنية .. انا احترت ادونها من عبد الوهاب ولا فيروز ... كانت المشكلة بتاعة عبد الواهب فى فترة الثلاثينيات وبالذات النوع ده من التلحين انه مش منتظم يعنى بيدخل يغنى من اماكن مختلفة كل مرة .. وبيطول ويقصر ... واللزم اللى بترد عليه وقتها كانت معظمها تونيس يعنى مش لزم متلحنة ... مزعجة جدا جدا فى التدوين ... اخترت ادونها من فيروز لأنهم حددوا الغناء او ملوا الفراغات بموسيقى ع الاقل تخلى الواحد ما يتوهش .. بس برضه استعرضوا عضلاتهم فى بعض الردود الصعبة جدا ... بس زى ماقلت المدون بيشوفحاجات مش بيشوفها العازف ولا المستمع ... اللى هى وضع الاجزاء الصعبة تحت الميكروسكوب تركيز عالى جدا ممكن اقعد نص ساعة فى مازورة او تفعيلة ... المشكلة ان عبد الواهب كان عامل كلاكيع او حاجات عبقرية جدا ( ومش مسبوقة فى الثلاثينيات يعنى عبقرية كبيرة جدا جدا ابتدا بيها مع ان اى ملحن بيبتدى متوسط بعدين بيبقى مستواه اعلى ) وجم الرحبانية فوق الكلاكيع الموجودة حطوا كمان عليها كلاكيع ... الشىء اللى لفت انتباهى عبقرية فيروز الفذة ... يعنى فيروز المطربة الوحيدة الكبيرة اللى دارسة غناء اوبرالى على اعلى مستوى ودارسة شرقى على اعلى اعلى مستوى ... ودى عمرى ما شفتها فى اى مطرب او مطربة ... اوبرالى يعنى بتغنى لحن وتحتها خطوط لحنية كتير وهى بتغنى الخط بتاعها ( ده بيرجع انها بتغنى من نوتة عشان اللى تحتها ما يلخبطوهاش ) طبعا بخلاف المساحة الصوتية الغريبة الشكل من الغليظ الى الحاد ... وكلمة دارسة شرقى يعنى جميع المقامات وجميع الايقاعات وتعمل موال من اى مقام ومن اى درجة وتغنى على اى ايقاع مهما كان ماتفعش فى الوحدة ... غير طبعا بتغنى على رثصات دبكة ومش عارف ايه ودى حاجات لو الغنا صعب المطرب ممكن يقع عشان الدوم بتتوه وسط خبطات الاقدام على الارض لكن فيروز صاروخ ماشى بيشيل كل اللى ف وشه .. الاعجاز بقا اللى ابهرنى وانا بدون ... انك لما تغنى اوبرالى او على توزيع بيراعوا ان الغنا يكون بسيط والتوزيع تكون الخطوط اللحنية عريضة يعنى بلنشات او حاجة زى كده عشان المطرب يقدر يركز ف غناه ما تجيش حاجة تسحبه تخليه يعمل نشاز او يقع فى الوحدة ... هنا تعمدوا يعملوا العكس ...يعنى اللحن ى ما قلت قمة الصعوبة والكلكعة وغنا بيسموه بتاع مشايخ بتاع عصر الثلاثينات يعنى كله تصدير ... يعنى المطرب بيغنى كأنه ماشى على حبل معلق فى الهوا ... والتوزيع تحتها عامل اكروبات ... يانهار ابيض ... يعنى التوزيع دوبل كروشات فى منتهى الصعوبة او حاجة زى ماتكون معمولة عشان تخلى المطرب يقع وهى ماشية بتغنى بمنتهى المزاج العالى ... بصراحة اعجاز يعنى .. طبعا انا حاولت ابسط الصعب بس ما يتبسطش اكتر من كده واتمنى ان اكبر عدد منكم يعزفه مع اطيب تحياتى