حب إيه

[الألآتى]

بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( حب إيه )

كلمات : عبد الوهاب محمد

ألحان : بليغ حمدى

غناء : أم كلثوم

بعيداً عن التأريخ لهذه الأغنية .. والتى تعتبر أول مالحن بليغ لأم كلثوم ..

فإن بليغ حمدى كان يعلم تماماً أنه يلحن لأم كلثوم .. فأعطاها مايناسبها ويناسب طبقات صوتها فى هذه المرحلة من عمرها الفنى ..

إختار بليغ حمدى مقام البياتى ليصوغ منه لحنه .. وكان إختياراً موفقاً بالتأكيد .. حيث أن البياتى مقام شرقى الطابع .. وبه كم لا بأس به من التطريب .. ومن أقدر من أم كلثوم على التطريب ..

نسمع مقدمة موسيقية .. تبدأ بأدليب قصير من الوتريات .. والأدليب ياسادة .. هو العزف الحر دون إيقاع .. هو ليس تقاسيم حرة .. ولكنه جمل ملحنة ولكن دون إيقاع .. ويتم تنفيذه حسب إشارات القائد ..

بعد الأدليب تدخل الفرقة بكاملها لتعزف مع الإيقاع .. من نفس البياتى .. والذى تغنى منه أم كلثوم المذهب بعد ذلك ..

تغنى أم كلثوم ( حب إيه إللى إنت جاى تقول عليه ) .. من نفس البياتى .. ولا تخرج عنه حتى نهاية المذهب ..

ونسمع نفس اللازمة الموسيقية تمهيداً للكوبليه الأول ..

وتغنى أم كلثوم هذا الكوبليه .. ( إنت مابينك وبين الحب دنيا ) من مقام الهزام .. وهو مقام من فصيلة السيكا ..

وتعود للبياتى مرة أخرى عند ( إنت فين والحب فين .. ظالمه ليه دايماً معاك )

ويظهر أن بليغ لم يشبع بعد من الهزام .. فيعود إليه عند ( ليه بتتجنى كده .. ع الحب ليه ) ..

ثم يعود للبياتى حتى ينهى الكوبليه ..

لازمة موسيقية من مقام النهاوند .. تمهيداً للكوبليه الثانى ..

ونتوقف قليلاً .. لنعرف أن بليغ إستعمل النهاوند من نفس الدرجة الصوتية للبياتى .. وهذا غير طبيعى فى عملية الإنتقال بين المقامات .. حيث جرى العرف .. والقواعد الإنتقالية أيضاً .. أن ينتقل الملحن عند الدرجة الخامسة لسلم المقام .. حيث يبدأ الجنس الفرعى .. ولكننا لم نلاحظ أى نشاز أو صعوبة فى الإنتقال ..

تغنى أم كلثوم من نفس النهاوند ( كنت بخلص لك فى حبى .. من كل قلبى ) ..

ويعود الملحن للبياتى مرة أخرى .. عن طريق مقام الكرد .. الذى إستعمله كوبرى للعودة من النهاوند للبياتى ..

لازمة موسيقية من مقام الراست .. تمهيداً للكوبليه الثالث والأخير ..

ونفس طريقة الإنتقال الغريبة .. حيث الراست من درجة واحدة منخفضة عن البياتى .. أى لم يتبع طريقة الإنتقال عبر الأجناس ..

وتغنى أم كلثوم ( ياما طول عمرى .. رضيت منك أسية ) .. من نفس الراست ..

وتعود مرة أخرى وأخيرة للبياتى عن طريق مقام الكرد .. ولكن هذه المرة من درجة أخرى غير درجة البياتى ..

وأعتقد فى رأيى الشخصى .. أن هذه البداية مع أم كلثوم .. هى ماجعلتها تمسك فيه بإيديها وسنانها .. حيث لحن لها أكثر من عشرة أغنيات بعد ذلك .. وكان لحنهما الأخير هو أغنية ( حكم علينا الهوى ) الذى لم تغنية أم كلثوم فى حفلة .. وأضطر بليغ حمدى بعد وفاة أم كلثوم .. أن يستعين بالبروفات التى سجلتها أم كلثوم .. ليظهر هذا اللحن للجمهور ..