* : تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 13h37 - التاريخ: 28/03/2024)           »          محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلمى (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 09h18 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سمير غانم- 15 يناير 1937 - 20 مايو 2021 (الكاتـب : محمد البتيتى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 01h14 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلوى رشدي - مونولجست (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h43 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الثنائي سعد و اكرام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h09 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد وجدي (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 23h25 - التاريخ: 26/03/2024)           »          خالد عبدالله (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h11 - التاريخ: 26/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > موسوعة سماعي > ز

ز حرف الزين

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 19/07/2006, 17h37
nagwash nagwash غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:3414
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 12
افتراضي زكي ناصيف

كان «من رواد الأغنية اللبنانية عمل أكثر من 60 عاما في مجال الفن وكانت له اليد الطولى في تعليم أصول الغناء والموسيقى في الكونسرفاتوار الوطني في لبنان».

ولد في مشغرة(سهل البقاع - لبنان) عام 1916
توفي في 4 مارس 2004 عن عمر يناهز 89 عام

أغاني زكي ناصيف
هنـــــــــاااااا

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 07/09/2015 الساعة 00h29
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24/11/2006, 10h58
salahabc
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي زكى ناصيف

يعتبر ناصيف واحداً من حرّاس الزمن الجميل وملهماً مميّزاً, يردد الكبار والصغار أغانيه, وقد تتالت أجيال على ترداد "طلوا حبابنا" و"يا عاشقة الورد" و"اشتقنا كتير" و"راجع يتعمر لبنان" وغيرها الكثير الكثير بصوته وأصوات غيره من كبار المطربين اللبنانيين.

جاء ناصيف في زمن الكبار, وسجلت أعماله وأعمال الرحابنة وتوفيق الباشا وحليم الرومي ووديع الصافي وسواهم, علامة بارزة احتلَّ لبنان من خلالها مكانته في النهضة الموسيقية الغنائية العربية, الى جانب مصر, إذ لم تعد ساحة الغناء في لبنان وقفاً على أغانٍ محلية بلدية لم تتجاوز تظهير العتابا والميجانا وأبو الزلف والمعنّى والشروقي, وبعض تنويعات سامي الصيداوي.

بعد أن طور الفولكلور اللبناني وعمل على توسيع رقعته, حاول ناصيف منح البلد الذي دمرته الحرب دفعاً جديداً مع أغنية "راجع يتعمر لبنان".

اشتهر ناصيف بحبه للسهل والجبل والحب القروي الخجول. وملأ فنه عبر الدلعونا والروزانا والموشّح والطقوس البيزنطية الكنسية قرى السهل والجبل سهراً حميماً, وأعيادَها حلقات دبكة وتشابك أيادٍ. وجاء من ثقافة موسيقية شرقية وغربية عرف من خلالها كيف يوالف بين المجوز والبيانو فيحوّل النغمة المفردة الرتيبة إلى عناقيد من الأنغام المركبة المتراقصة. ترتبط أغانيه ارتباطاً جذرياً بالأرض. فمن الصعب أن تجد له أغنية (العاطفية منها والغزلية), لم يكن الجبل والوادي والسهل والزهر والعطر والطير والنسائم أبطالها.

منذ بداياته في مشغرة البقاع السخي بطبيعته ونبوغه, أدرك ناصيف أن ولاءه للفن هو ولاء للإنسانية جمعاء. أصابته الحرب والألعاب السياسية بإحباط كبير, بما احتوته من مؤامرات وتدنيس في هيكل الوطنية والمواطنين, فانزوى بغير تصوف, إنما ليعطي أكثر وأكثر في الشعر اللبناني ونغماته الحماسية الحارة.


في حديث إلى "الحياة", اعتبر رفيق عمره المؤلف الموسيقي مدير الكونسرفتوار الوطني اللبناني وليد غلمية أن زكي ناصيف هو مؤسس ما يسمى بالأغنية العربية أو الأغنية المشرقية العربية. "يعتبر زكي ناصيف مرجعاً في الموسيقى السريانية والبيزنطية. فهو لم يتخل يوماً عن أصالة الموسيقى في منطقة يعرفها تمامآً ويعرف بيئتها وطبيعتها. مبدع كبير لا يقلد, شخصية متميزة يستحيل على أي فنان أن يقلده لأنه حكماً سيفشل. ينتمي إلى جذور متينة, لم يتخف يوماً وراء مطرب, فموسيقى ناصيف التي عرفت عنه, جاءت أحياناً كثيرة بموازاة الكلمة. وإذا حذفت الكلمة تبقى قوة تلك الموسيقى النادرة. غياب زكي ناصيف خسارة كبيرة للفن العربي, أتمنى ألا ينسى بعد مماته, لأنه ظلم إعلامياً كثيراً في حياته".

من جهته, يلفت الملحن والمغني احمد قعبور إلى أن الإنسان شكل عند ناصيف الأيديولوجيا الوحيدة. "فأعماله ظلت صافية كابتسامته لا تحمل أي إسقاطات سياسية أو اجتماعية. ولم يكن في حاجة إلى ترميز ولا إلى دلالات. ظلت ضيعته تلك الضيعة التي يحبها الصغار". وأكد قعبور أن فضل ناصيف على الأغنية اللبنانية يكمن في تعريفه بكونها مزيجاً من البدوية والمصرية والفولكلور اللبناني (جبلاً وساحلاً). فأغاني الكبار الذين عاصرهم تنازعتها هذه الروافد الثلاثة التي أشار إليها ناصيف الموسيقي منذ البداية. ناصيف أمين للفولكلور من دون اعتباره مقدساً. وظف الفولكلور لخدمة الحداثة الموسيقية ووضعه في قوالب موسيقية جديدة. استطاع أن ينتقل بخفة ورشاقة من "على دلعونا" إلى "طلوا حبابنا", وهما أغنيتان متغايرتان تماماً في المقام الموسيقي... في داخل كل ملحن من جيلنا أب روحي اسمه زكي ناصيف".

زكي ناصيف بالنسبة إلى أسامة الرحباني رمز لبنان يحمل الكثير من التفاؤل وينقل عبر أغانيه إلى العالم حفنة من تراب ارض لبنان وتراثها وفولكلورها, مؤكداً أن "رحيله يشكل خسارة لعائلة فنية من الطينة نفسها والروح نفسيهما".
ولد زكي ناصيف في بلدة مشغرة (البقاع الغربي - لبنان) في الرابع من تموز عام 1916 . يوم كانت سوريا ولبنان لاتزالان بلدا واحدا إسمه سوريا الكبرى .
انتقل من البلدة إلى بيروت 1924 كان عمره آنذاك 8 سنوات حيث بدأ دراسته واكتشف صوته الجميل وامكانياته حيث لحن في مدرسته الثانوية نشيد المعهد.
تابع علومه حتى نال الشهادة الثانوية.
بدأ بتعلم العزف على العود عام 1930.
في عام 1936 التحق طالبا في المعهد الموسيقي في الجامعة الاميركية مدة اربع سنوات. وكان هدفه منذ ذلك الحين الإفادة من الموسيقى الأوروبية لخدمة الموسيقى اللبنانية. تعلم العزف على
العود والبيانو، وحفظ قواعد الصرف والنحو الموسيقي، واخضع لتمارين الصوت.
بعدها اندلعت الحرب العالمية الثانية فأكمل دراسته عند مدرس خاص اسمه روبيير .
مارس السياسة وانتسب إلى الحزب القومي السوري يوم كان انطوان سعادة رئيسا له .
ساعده أباه ليبدأ تجارته كبائع جلود فعمل لعدة سنوات ثم انضم إلى أخوته بعد مرض والده.
وفي عام 1953، قرر احتراف الفن …. وربما يبدو متأخرا نوعا ما و ذلك لأنه كان يعتبر ذلك في البداية هواية اكثر منها احترافا وكان ذلك في اذاعة الشرق الادنى عام 1953 حيث استمر نشاطه
مقتصرا على تلك الاذاعة الى ان توقفت عن البث عام 1956 على اثر العدوان الثلاثي على مصر.
انتقل نشاطه الى الاذاعة اللبنانية في عهد مديرها حسن الحسن: حيث لحن اول اغنية له في اذاعة الشرق الادنى كتبها محمد يوسف حمود ويقول مطلعها: (كيف انساك وفي عيني وبالي، صورة انت
على رحب الخيال)، وكانت مدتها عشر دقائق. وبعدها كانت الانطلاقة،
في (الشرق الادنى) كان هناك نشاط بارز للاخوين رحباني وفيروز، وصبري الشريف الذي كان مشرفا على القسم الموسيقي ، طلب صبري من الاخوين رحباني ان يقدما له (حوالى عشر اغنيات قصيرة على انغام غربية راقصة).
ادخل زكي ناصيف نوعا جديدا على الغناء في الاذاعات وهو غناء الكورس بعدما كان الغناء مقتصرا على الفرد حيث لم يكن احد قبله يجازف في وضع اغنيات للكورس. وقام بهذه الخطوة بتشجيع
من صبري الشريف الذي وزع الاغنيات ومعظمها من اللون الصباحي على اكثر الاذاعات العربية).
شكلت مهرجانات بعلبك عام 1955 الانطلاقة الحقيقية لزكي ناصيف في مجال صناعة اغنيات الدبكة المستمدة من روح الفولكلور فحين بدأ في مهرجانات بعلبك كان الاخوان رحباني قد جمعا كل
الفولكلور القديم واعادا تقديمه بشكل جميل فأراد التميز عنهما فبحث عن شيء جديد ووجد اهازيج غير ملحنة ونظم اغنيات على وزنها). واكمل زكي ناصيف الطريق نفسه في شتاء 1959 في
الاذاعة اللبنانية وسرعان ما اصبح اتباع هذا الخط كثيرين من القدماء والجدد.
وأعطى المهرجان الأغنية الفلكلورية هويتها وشكلها وميزتها من خلال تحديث زكي له .
فبدلا من ان يغني (الدلعونا) فضل ان يبتكر عملا ويضع (الدلعونا) فيه. وهكذا ولدت اغنية (طلوا حبابنا طلوا).
سارت مهرجانات بعلبك على خطين فنيين: واحد التزم بجميع الاغاني الفولكلورية القديمة واستأثر بمعالجتها. والخط الثاني اضطر ازاء هذا الموقف اتخاذ خط جديد ليس بعيدا عن الجو الفولكلوري
وفي الوقت نفسه ليس موروثا. وكان هذا خط زكي ناصيف الذي بدأ فيه في مهرجانات بعلبك مع فرقة (الانوار) واتبعه كثيرون من القدماء والجدد.
عن تأسيس الفرقة قال ناصيف:
(بعد سنة 1959 ابدى المرحوم الاستاذ الكبير سعيد فريحه رغبة في احياء حفلة في كازينو لبنان، على غرار حفلات الليالي اللبنانية، لاطلاق جريدة (الانوار) فقال له نزار ميقاتي قدمنا عملا
فولكلوريا للمجموعة في بعلبك، فلماذا لا تتبناه وتغطي تكاليفه لانه يعطي نتائج معنوية جيدة. اعجب الاستاذ سعيد بهذا الموضوع وتبناه. واستأجرنا مكانا في رأس بيروت - نزلة الحمام العسكري
وصرنا نتدرب فيه لاحياء المهرجان في حزيران سنة .1960 وفي خلال شهرين ونصف الشهر انجزنا العمل وقدمناه في كازينو لبنان. وكان عنوان مهرجان (الانوار) وفيما بعد اطلق على الفرقة
اسم فرقة (الانوار..)
(قدمت الفرقة اغنيات للرقص مهمة جدا، واستمريت في تعاوني معها حتى النهاية والحاني كانت بارزة فيها. ابرز ما قدمته كان اسكتش (الحصاد ودرس القمح على البيادر)، (هللي يا سنابل فوق
بيادرنا) ثم دبكة (سهرنا حتى قطفنا مواسمنا) والافتتاحية الموسيقية للمهرجان ورقصة الاباريق ودبكة (ليلتنا من ليالي العمر) وكان مهرجان (الانوار) هو الاساس ونضيف اليه بعض المحطات
الجديدة في كل حفلة كنا نقدمها).
(كان سعيد فريحه من القلائل في الاوساط الصحافية الذين يملكون ذوقا فنيا مرهفا. وكان الفنانون المصريون الكبار يكنون له جانبا كبيرا من الاحترام والمحبة والتقدير).
لحن زكي للكثيرين : فيروز - صباح - وديع الصافي - سميرة توفيق - نصري شمس الدين - ماجدة الرومي - سلوى القطريب - ماري سليمان
كان زكي يحب الحياة … ولذلك احبته الحياة ….
توفي رحمه الله صباح الخميس في 11- 3 - 2004 .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24/05/2007, 13h56
الصورة الرمزية hainz
hainz hainz غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:12290
 
تاريخ التسجيل: janvier 2007
الجنسية: Egyptian
الإقامة: Egypt
العمر: 44
المشاركات: 86
افتراضي زكي ناصيف

زكي ناصيف نقاوة الفطرة اللصيقة بوطنها وتراثها

بغياب زكي ناصيف يكبر غياب الكبار ويتسع، وينطفئ قنديل آخر من تلك القناديل النادرة التي سكنت وجداننا عقوداً، وعلّقت في بال كلّ منا ألف نجمة تشع فرحاً وجمالاً. غياب زكي ناصيف الذي ودعناه، موجع ليس فقط لأننا افتقدنا فيه واحداً من العمالقة الذين بنوا بأحجار كريمة صروح ذاكرتنا الفنية بما هي عليه كجزء من هويتنا الوطنية، فالكبار من حجم زكي ناصيف لا يغيبون: أعماله خمرة الكروم التي كلّما عتّقتها الأيام باتت ألذّ وأطيب. لكن الوجع الذي يحفره عميقاً غياب زكي ناصيف يأتي بالذات من هذا الزمن الذي تندر فيه السنديانات العتاق. سنديانات تفيء الى أغصانها أحاسيسنا ويتعمشق بظلها الوارف جزء كبير من أحلامنا وحنيننا، ويتكئ الى جذوعها تراثنا الفني. شيخ الموسيقى و” قمر مشغرة” الذي ندين له بشلالات من الفرح والجمال تهدر في البال، أتى الى الموسيقى من قلبه، وسار دروبها شغوفاً، من طفولته الأولى الى طفولته الأخيرة. فزكي ناصيف حافظ في كل مراحل حياته على تلك الجذوة التي تشتعل في أعماق العمالقة: جذوة الشغف والدهشة النابعة من طفولة لا تشيخ، فكانت أعماله تركيبة فريدة البهاء: تمرّس معلمي الموسيقى المحترفين ونقاوة الفطرة اللصيقة بوطنها، أرضاً وسماءً وتراثاً. في أغانيه شمس البيادر وتألق الكروم. أصوات الحصادين وحقول وفراشات وصبايا، وأحلام وطن يريده أن يرجع ويتعمر، فيغني له بلبلاً يوقظ الفجر وصوتاً صادحاً في البرية. ولد زكي ناصيف في بلدة مشغرة في الرابع من تموز 1916

تابع علومه حتى الشهادة الثانوية. وفي العام 1936 التحق طالباً في المعهد الموسيقي التابع للجامعة الأميركية، حيث درس الموسيقى مدة أربع سنوات. في العام 1953 انضم ملحناً الى إذاعة الشرق الأدنى وشارك في مهرجانات بعلبك الدولية. في المعهد الموسيقي تعلم العزف على العود والبيانو وقواعد الصرف والنحو الموسيقي على يد أساتذة روس كان لهم تأثير على موهبته التي تغذت بفضل ما اختزنه عبر السماع. أمه كانت ذات صوت جميل حزين. وخلال مزاولتها أعمال المنزل كانت ترندح “الشروقيات”؛ تلك القصائد الشعبية المتسمة بالرقة والحزن، حفرت باكراً في ووجدانه ووجهت اهتمامه الى الغناء والموسيقى. والده التاجر كان يحضر الى البيت أسطوانات الشيخ سلامة الحجازي والسيد درويش، فيستمع إليها بشغف. وفي وقت لاحق بدأ يستمع الى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وسواهما من رواد الغناء العربي الأصيل. الموسيقى الكنسية بدورها مارست تأثيراً مهماً على زكي ناصيف، فقد نهل من معينها بعد أن أخذت بأحاسيسه وصار يتابعها بشغف وحب. انطلاقته في عالم الفن تأخرت على الرغم من عشقه للموسيقى. فوالده الحريص على مستقبل ابنه وضعه على طريق التجارة بعد أن أعطاه رأس مال صغيراً يؤسس به تجارة. كان ذلك في العام 1941، غير أن عمله في مجال بيع الجلود لم يستمر إلا ثلاث سنوات حسم خلالها خياراته، وقرر الإنصراف الى كتبه وأدواته الموسيقية، الى أن أصبحت الموسيقى مهنته الوحيدة. ففي العام 1953 دخل زكي ناصيف الى إذاعة الشرق الأدنى التي كان صبري الشريف يرعى القسم الموسيقي فيها. في الشرق الأدنى بدأت مسيرة استثنائية لمجموعة من الموسيقيين الذين رسمت أعمالهم ملامح الأغنية اللبنانية. من هؤلاء: عاصي ومنصور الرحباني وفيروز، وخليل مكنية خال الموسيقي توفيق الباشا، وسامي الصيداوي. الأخوان رحباني قدّما زكي ناصيف الى صبري الشريف وقدّم للإذاعة لحنه الأول. كان اللحن لأغنية من كلمات محمد يوسف حمود يقول مطلعها: “كيف أنساك وفي عيني وبالي، صورة أنت على رحب الخيال”. بتشجيع من صبري الشريف، عمل زكي ناصيف والأخوان رحباني وتوفيق الباشا وفيلمون وهبي وعفيف رضوان ومحمد محسن، على وضع أغان بلدية ذات طابع فولكلوري. وتألفت عصبة الخمسة التي هدفت الى مواجهة النمط السائد في الموسيقى والأغاني، فيومها كان الغناء مصرياً وبدوياً، ولم تكن الأغنية اللبنانية قد وجدت هويتها بعد. في العام 1956 توقفت إذاعة الشرق الأدنى عن العمل، لكن العصبة * وزكي ناصيف أحد أركانها * تابعت عملها بدعم من الثري بديع بولس الذي أسس استديو بعلبك متبنياً جهود الموسيقيين العاملين على إرساء نهج جديد في الغناء. الإنطلاقة المهمة للعصبة ونهجها كانت في بعلبك عام 1957 مع انطلاق الليالي اللبنانية في المهرجانات الدولية، حيث قدّم “عرس في الضيعة”؛ في تلك الليالي غنى وديع الصافي من أعمال زكي ناصيف: “طلّوا حبابنا طلّوا” و”لا لا عيني يا لا لا”. أغنيتان احتلتا مساحة واسعة في وجدان اللبنانيين. في مهرجانات بعلبك وجد زكي ناصيف لنفسه خطاً مميزاً يقوم على تقديم الفولكلور في إطار جديد. وهذا الخط تابعه في الإذاعة اللبنانية التي دخل إليها عام 1959، وفي ما بعد في أعماله مع “فرقة الأنوار” التي أسسها سعيد فريحة. قدّمت الفرقة مهرجان الأنوار عام 1960 على مسرح كازينو بعلبك، فكانت “هللي يا سنابل هللي فوق بيادرنا”، و”ليلتنا من ليالي العمر”، وسواها من الأغاني المشبعة بأجواء القرية ومناخاتها وجمالاتها، كلمة ولحناً. فقد مثّلت القرية مصدراً أساسياً لأغاني زكي ناصيف، تذوّق جمالاتها وموسيقاها الآتية من أصوات العصافير والمطر والسواقي، كما من رجع الخطوات في رقصة الدبكة. كتب زكي ناصيف ولحّن مئات الأغاني، بعضها بصوته وبعضها غناها كبار رواد الأغنية اللبنانية: فيروز، صباح، وديع الصافي، نصري شمس الدين، سميرة توفيق، ماجدة الرومي وغيرهم. الأغاني الوطنية التي وضعها أصبحت رمزاً وارتقت الى مستوى الأناشيد التي ترشح عنفواناً وإباءً. “تسلم يا عسكر لبنان”، “راجع راجع يتعمر”، “وطني حبيبي”... وسواها الكثير من الأغاني التي استقرت في وجداننا وما عادت تغادر... “قمر مشغرة”، الدمث، اللطيف، المتواضع، الدائم الابتسامة، المحترف رسم مواسم الفرح، صوتك في البال أغمار رياحين وحنطة...



88 عاماً في خدمة الفن وفرح الإنسان

نعت نقابة الفنانين المحترفين في لبنان الفنان الراحل زكي ناصيف ووصفته بأنه كان “علماً من كبار أعلام الفن ورائد التراث الذي ارتقى بوطنه الى أعلى المستويات الحضارية والفنية التي تجلت بألحانه وشعره في قمم المهرجانات اللبنانية، الموحد للبنانيين بفعل عطائه الإبداعي، وترك لنا صرخته التاريخية “راجع يتعمر لبنان” ليسبقنا الى العالم الآخر بعد 88 عاماً أمضاها في خدمة الفن وفرح الإنسان، وهو كبير مؤسسي نقابة الفنانيين المحترفين”. كما نعت جمعية الملحنين وناشري الموسيقى في لبنان الراحل الكبير، ووصفته بأنه كان من روّاد الأغنية اللبنانية. عمل أكثر من ستين عاماً في مجال الفن، وكانت له اليد الطولى في تعليم أصول الغناء والموسيقى في الكونسرفاتوار الوطني وكونسرفاتوارات خاصة (...)

وذكرت الجمعية في بيان لها “أن الراحل سعى مع رعيله الى إيجاد جمعية للمؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان، وكان رئيسها الفخري، وشارك في الستينات في مهرجانات بعلبك ومهرجانات أخرى، وعمل على إيصال الجملة اللحنية والشعرية الى كل الدول العربية، ويعتبر من آباء إذاعة الشرق الأدنى والإذاعة اللبنانية، وأحد مؤسسي نقابة الفنانين المحترفين”.

عندما يرحل الكبار!

تسمع ألحانه فينتقل خيالك الى فصل الربيع حيث تتفتح الأزهار في الحقول، وتتألق الألوان بين العشب الأخضر والشمس الساطعة. إنه زكي ناصيف ابن مشغرة، أسفل الجبل وأعلى السهل، استلهم من الطبيعة ألحانه الخالدة. ففي الحب، عاشقته هي “عاشقة الورد”، وفي الوطن يقول “نحنا صفّينا النية والله معنا”. هكذا بكل بساطة، من عشق الورد الى تصفية النوايا والله معنا، تتحرك مفرداته بين الصخور وفي الروابي الخضراء وعلى الدوالي والعناقيد حتى تخال أنك في جنينة دائمة. رحل زكي، والخوف الكبير هو أن يرحل معه ما ذهب به من مذاهب اللحن والموسيقى، لكن ما يعزي هو ما تركه من ألحان تكفلت التكنولوجيا بالحفاظ عليها واستمرارها، علّها تكون ملهمة لغيره في الأجيال القادمة أو مساهمة في تهذيب أرواح الناس ورفع مستوى الذوق. عندما يرحل الكبار نحسّ بالوطأة، لكننا نحس أيضاً بالمسؤولية الكبيرة.



أول الموسيقى الموسيقى العسكرية

إذا كانت الموسيقى نوعاً من أنواع التفكير، فهي عندي، من دون أدنى شك تفكير مرتبط بالأرض ومتجذّر فيها. إنها محاولة محببة ولطيفة ورصينة لتحقيق علاقة حب مع الوطن عن طريق إثارة مكامن الخلق الكامن في حنايا الذاكرة والمتمثل في التراث الغابر والفولكلور الذي يحدد انتماءنا ويميزنا عن الآخرين ويطبعنا برسمه. ولطالما كنت أعتقد أن الموسيقى الحقة، قبل أن تكون موسيقى آلات وترية أو نحاسية، إنما هي، في الأساس، كل ما يحيط بنا في قرانا ويؤثر فينا ويجعلنا نصير ما نحن عليه. فللريح في الشتاء موسيقى غير التي تعزفها في الصيف. ولعيون الماء موسيقى تغني الروح وتجوهر الفكر وتليّن العواطف وترقق المشاعر. ولطنين الذباب ورفيف الأجنحة موسيقى غير التي تتناهى الى آذاننا من حفيف الأوراق ووسوسة القمح في سهول البقاع الخيّرة التي شهدت طفولتي وأثّرت في كياني، ومنها أغرف كلّما غامت سمائي أو خذلني الوحي. ولطالما كنت أعتقد أيضاً أن أول الموسيقى إنما كان العسكري منها، الذي يدين بالكثير للطبول والصنوج والأبواق. ومن هنا كان تأثيره كبيراً على بدايات الموسيقى، بشكل عام. ولبنان لم يشذ عن القاعدة، إذ أن أول فرقة موسيقية منظمة تكوّنت في ربوعه إنما كانت عسكرية تشكّلت في بدايات هذا القرن وضمّت الى صفوفها عناصر محلية بإدارة فرنسية، وسرعان ما تحوّلت لبنانية صرف. وما وجـود الفرقتـين الموسيقيتين العسكريتين في الجيش والأمن الداخلي سوى أبلغ دليل على مساهمة المؤسسة العسكرية في رفد الموسيقى اللبنانية بمقومات وجودها واستمرارها. فمن على صفحات مجلة “الجيش” العزيزة، تحية تقدير الى القيّمين عليها، وتحية كبيرة الى العماد إميل لحود، رئيس الجمهورية، والى العماد ميشال سليمان قائد الجيش، والى عناصر الجيش اللبناني المنتشرين في القلوب وعلى كامل الأراضي اللـبنانية لحمايتـنا، على أمل انتشارهم المقبل والسريـع على أرضنا المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي.


منقول

عن مجلة الجيش اللبنانية
الصور المرفقة
نوع الملف: jpeg 1.jpeg‏ (14.2 كيلوبايت, المشاهدات 27)
نوع الملف: jpeg 2.jpeg‏ (18.4 كيلوبايت, المشاهدات 23)
نوع الملف: jpg 3.jpg‏ (22.9 كيلوبايت, المشاهدات 22)
__________________
ان ابغض شئ الى المُناظر ان يظهر على لسان خصمه الحق

الإمام الشافعى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01/07/2011, 00h37
محمدخير خليل محمدخير خليل غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:466894
 
تاريخ التسجيل: octobre 2009
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: سوريا
المشاركات: 12
افتراضي رد: زكي ناصيف

ولد زكي ناصيف في بلدة مشغرة في الرابع من تموز 1916
تابع علومه حتى الشهادة الثانوية. وفي العام 1936 التحق طالباً في المعهد الموسيقي التابع للجامعة الأميركية،
حيث درس الموسيقى مدة أربع سنوات.
في العام 1953 انضم ملحناً الى إذاعة الشرق الأدنى وشارك في مهرجانات بعلبك الدولية.
في المعهد الموسيقي تعلم العزف على العود والبيانو وقواعد الصرف والنحو الموسيقي على يد أساتذة روس كان لهم تأثير على موهبته التي تغذت بفضل ما اختزنه عبر السماع.
أمه كانت ذات صوت جميل حزين. وخلال مزاولتها أعمال المنزل كانت ترندح “الشروقيات”؛
تلك القصائد الشعبية المتسمة بالرقة والحزن، حفرت باكراً في ووجدانه ووجهت اهتمامه الى الغناء والموسيقى.
والده التاجر كان يحضر الى البيت أسطوانات الشيخ سلامة الحجازي والسيد درويش، فيستمع إليها بشغف.
وفي وقت لاحق بدأ يستمع الى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وسواهما من رواد الغناء العربي الأصيل. الموسيقى الكنسية بدورها مارست تأثيراً مهماً على زكي ناصيف،
فقد نهل من معينها بعد أن أخذت بأحاسيسه وصار يتابعها بشغف وحب. انطلاقته في عالم الفن تأخرت على الرغم من عشقه للموسيقى.
فوالده الحريص على مستقبل ابنه وضعه على طريق التجارة بعد أن أعطاه رأس مال صغيراً يؤسس به تجارة. كان ذلك في العام 1941،
غير أن عمله في مجال بيع الجلود لم يستمر إلا ثلاث سنوات حسم خلالها خياراته، وقرر الإنصراف الى كتبه وأدواته الموسيقية،
الى أن أصبحت الموسيقى مهنته الوحيدة. ففي العام 1953 دخل زكي ناصيف الى إذاعة الشرق الأدنى التي كان صبري الشريف يرعى القسم الموسيقي فيها.
في الشرق الأدنى بدأت مسيرة استثنائية لمجموعة من الموسيقيين الذين رسمت أعمالهم ملامح الأغنية اللبنانية. من هؤلاء: عاصي ومنصور الرحباني وفيروز،
وخليل مكنية خال الموسيقي توفيق الباشا، وسامي الصيداوي. الأخوان رحباني قدّما زكي ناصيف الى صبري الشريف وقدّم للإذاعة لحنه الأول.
كان اللحن لأغنية من كلمات محمد يوسف حمود يقول مطلعها: “كيف أنساك وفي عيني وبالي، صورة أنت على رحب الخيال”. بتشجيع من صبري الشريف،
عمل زكي ناصيف والأخوان رحباني وتوفيق الباشا وفيلمون وهبي وعفيف رضوان ومحمد محسن،
على وضع أغان بلدية ذات طابع فولكلوري. وتألفت عصبة الخمسة التي هدفت الى مواجهة النمط السائد في الموسيقى والأغاني، فيومها كان الغناء مصرياً وبدوياً،
ولم تكن الأغنية اللبنانية قد وجدت هويتها بعد. في العام 1956 توقفت إذاعة الشرق الأدنى عن العمل،
لكن العصبة * وزكي ناصيف أحد أركانها * تابعت عملها بدعم من الثري بديع بولس الذي أسس استديو بعلبك
متبنياً جهود الموسيقيين العاملين على إرساء نهج جديد في الغناء. الإنطلاقة المهمة للعصبة ونهجها كانت في بعلبك عام 1957 مع انطلاق الليالي اللبنانية في المهرجانات الدولية،
حيث قدّم “عرس في الضيعة”؛
في تلك الليالي غنى وديع الصافي من أعمال زكي ناصيف: “طلّوا حبابنا طلّوا” و”لا لا عيني يا لا لا”. أغنيتان احتلتا مساحة واسعة في وجدان اللبنانيين.
في مهرجانات بعلبك وجد زكي ناصيف لنفسه خطاً مميزاً يقوم على تقديم الفولكلور في إطار جديد. وهذا الخط تابعه في الإذاعة اللبنانية التي دخل إليها عام 1959،
وفي ما بعد في أعماله مع “فرقة الأنوار” التي أسسها سعيد فريحة. قدّمت الفرقة مهرجان الأنوار عام 1960 على مسرح كازينو بعلبك، فكانت “هللي يا سنابل هللي فوق بيادرنا”،
و”ليلتنا من ليالي العمر”، وسواها من الأغاني المشبعة بأجواء القرية ومناخاتها وجمالاتها، كلمة ولحناً.
فقد مثّلت القرية مصدراً أساسياً لأغاني زكي ناصيف، تذوّق جمالاتها وموسيقاها الآتية من أصوات العصافير والمطر والسواقي،
كما من رجع الخطوات في رقصة الدبكة. كتب زكي ناصيف ولحّن مئات الأغاني، بعضها بصوته وبعضها غناها كبار رواد الأغنية اللبنانية:
فيروز، صباح، وديع الصافي، نصري شمس الدين،
سميرة توفيق، ماجدة الرومي وغيرهم.
الأغاني الوطنية التي وضعها أصبحت رمزاً وارتقت الى مستوى الأناشيد التي ترشح عنفواناً وإباءً.
“تسلم يا عسكر لبنان”، “راجع راجع يتعمر”، “وطني حبيبي”...
وسواها الكثير من الأغاني التي استقرت في وجداننا وما عادت تغادر...
“قمر مشغرة”، الدمث، اللطيف، المتواضع، الدائم الابتسامة، المحترف رسم مواسم الفرح،
صوتك في البال أغمار رياحين وحنطة...


88 عاماً في خدمة الفن وفرح الإنسان
نعت نقابة الفنانين المحترفين في لبنان الفنان الراحل زكي ناصيف ووصفته بأنه كان
“علماً من كبار أعلام الفن ورائد التراث الذي ارتقى بوطنه الى أعلى المستويات الحضارية والفنية التي تجلت بألحانه وشعره في قمم المهرجانات اللبنانية،
الموحد للبنانيين بفعل عطائه الإبداعي، وترك لنا صرخته التاريخية “راجع يتعمر لبنان” ليسبقنا الى العالم الآخر بعد 88 عاماً أمضاها في خدمة الفن وفرح الإنسان،
وهو كبير مؤسسي نقابة الفنانيين المحترفين”. كما نعت جمعية الملحنين وناشري الموسيقى في لبنان الراحل الكبير، ووصفته بأنه كان من روّاد الأغنية اللبنانية.
عمل أكثر من ستين عاماً في مجال الفن، وكانت له اليد الطولى في تعليم أصول الغناء والموسيقى في الكونسرفاتوار الوطني وكونسرفاتوارات خاصة (...)

وذكرت الجمعية في بيان لها “أن الراحل سعى مع رعيله الى إيجاد جمعية للمؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان،
وكان رئيسها الفخري، وشارك في الستينات في مهرجانات بعلبك ومهرجانات أخرى، وعمل على إيصال الجملة اللحنية والشعرية الى كل الدول العربية،
ويعتبر من آباء إذاعة الشرق الأدنى والإذاعة اللبنانية، وأحد مؤسسي نقابة الفنانين المحترفين”.

عندما يرحل الكبار!
تسمع ألحانه فينتقل خيالك الى فصل الربيع حيث تتفتح الأزهار في الحقول، وتتألق الألوان بين العشب الأخضر والشمس الساطعة.
إنه زكي ناصيف ابن مشغرة، أسفل الجبل وأعلى السهل، استلهم من الطبيعة ألحانه الخالدة.
ففي الحب، عاشقته هي “عاشقة الورد”، وفي الوطن يقول “نحنا صفّينا النية والله معنا”. هكذا بكل بساطة، من عشق الورد الى تصفية النوايا والله معنا،
تتحرك مفرداته بين الصخور وفي الروابي الخضراء وعلى الدوالي والعناقيد حتى تخال أنك في جنينة دائمة.
رحل زكي، والخوف الكبير هو أن يرحل معه ما ذهب به من مذاهب اللحن والموسيقى،
لكن ما يعزي هو ما تركه من ألحان تكفلت التكنولوجيا بالحفاظ عليها واستمرارها،
علّها تكون ملهمة لغيره في الأجيال القادمة أو مساهمة في تهذيب أرواح الناس ورفع مستوى الذوق. عندما يرحل الكبار نحسّ بالوطأة، لكننا نحس أيضاً بالمسؤولية الكبيرة.


أول الموسيقى الموسيقى العسكرية
إذا كانت الموسيقى نوعاً من أنواع التفكير، فهي عندي، من دون أدنى شك تفكير مرتبط بالأرض ومتجذّر فيها.
إنها محاولة محببة ولطيفة ورصينة لتحقيق علاقة حب مع الوطن عن طريق إثارة مكامن الخلق الكامن في حنايا الذاكرة والمتمثل في التراث الغابر والفولكلور الذي يحدد انتماءنا ويميزنا عن الآخرين ويطبعنا برسمه. ولطالما كنت أعتقد أن الموسيقى الحقة، قبل أن تكون موسيقى آلات وترية أو نحاسية، إنما هي، في الأساس، كل ما يحيط بنا في قرانا ويؤثر فينا ويجعلنا نصير ما نحن عليه. فللريح في الشتاء موسيقى غير التي تعزفها في الصيف. ولعيون الماء موسيقى تغني الروح وتجوهر الفكر وتليّن العواطف وترقق المشاعر. ولطنين الذباب ورفيف الأجنحة موسيقى غير التي تتناهى الى آذاننا من حفيف الأوراق ووسوسة القمح في سهول البقاع الخيّرة التي شهدت طفولتي وأثّرت في كياني، ومنها أغرف كلّما غامت سمائي أو خذلني الوحي. ولطالما كنت أعتقد أيضاً أن أول الموسيقى إنما كان العسكري منها، الذي يدين بالكثير للطبول والصنوج والأبواق. ومن هنا كان تأثيره كبيراً على بدايات الموسيقى، بشكل عام. ولبنان لم يشذ عن القاعدة، إذ أن أول فرقة موسيقية منظمة تكوّنت في ربوعه إنما كانت عسكرية تشكّلت في بدايات هذا القرن وضمّت الى صفوفها عناصر محلية بإدارة فرنسية، وسرعان ما تحوّلت لبنانية صرف. وما وجـود الفرقتـين الموسيقيتين العسكريتين في الجيش والأمن الداخلي سوى أبلغ دليل على مساهمة المؤسسة العسكرية في رفد الموسيقى اللبنانية بمقومات وجودها واستمرارها. فمن على صفحات مجلة “الجيش” العزيزة، تحية تقدير الى القيّمين عليها، وتحية كبيرة الى العماد إميل لحود، رئيس الجمهورية، والى العماد ميشال سليمان قائد الجيش، والى عناصر الجيش اللبناني المنتشرين في القلوب وعلى كامل الأراضي اللـبنانية لحمايتـنا، على أمل انتشارهم المقبل والسريـع على أرضنا المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي.
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 14h47.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd