خلال إبحاري في النت بحثا عن رائحة أي شئ عن غاليتي أم كلثوم وجدت مجموعة من المقالات وأحببت مشاركتكم بها
منسيات الست: المنسية الاولي ... الخلود
كان الخميس الاول من كل شهر هو موعد حفلة الست ثومة ...لذلك اخترت الخميس الاول من هذا الشهر لابدأ أول مدونة من سلسلة مدونات بعنوان منسيات الست .. هذه المجموعة تحكي قصة بعض المباني التي ارتبطت بأم كلثوم
الرغبة في بقاء الذكري بعد الموت .. او "الخلود" .. سواء لانفسنا أو لمن نحبهم ... رغبة نشترك فيها جميعا رغم عدم اعترافنا بذلك احيانا، يبدأ التعبير عن هذه الرغبة بالحفاظ علي الموروث العائلي من اثاث ومقتنيات للابقاء علي ذكريات الاجداد، ثم يتدر ّج حتي يصل الي النتاج المعماري باعتباره احد اهم تلك الموروثات التي نلجأ اليها في بحثنا الدائم عن الخلود .. فنجتهد في الوصول بالبنيان الي الكمال والجمال والنفع لنبهر فنبقي ولا يطمس ذكرنا، وليس ابلغ علي ذلك من الاهرامات والاديرة والمساجد المشيدة من الاحجار بحثا وراء الخلود والبقاء فالعمل المعماري يظل باقيا حتي لو لم يدل علي اسماء من ابدعوه
قد نختلف هنا حول كيفية اختيار ما نسعي لتخليده: هل الرمز ممثلا في الشخص ام المعني المختفي بين طياته ... المبنى ام الروح التي عاشت بالمبني ؟
ثم قد نختلف مرة اخري في كيفية التعبير عن الخلود ولماذا ننحت التماثيل لمن رحلوا؟ ... عندي شعور داخلي اننا ننحتها لنظل نتذكر ملامح وجوه من تركونا... فالبعيد عن العين بعيد عن القلب؟
لقد اقمنا لأم كلثوم ثلاث تماثيل بدار الاوبرا وامام منزلها بالزمالك وامام متحفها بقصر المنسترلي لكن هل كانت تسعي للخلود بطريقتها الخاصة ام اننا دائما نخلد الافراد بطريقتنا؟ ولماذا لا نعتبر تحقيق أحلامهم هو تخليد لهم؟
دعوني ابدأ من النهاية
مـــــــــــــــــــــاتت الست فرثاها الجميع بكلمات مختلفة لكنهم اجتمعوا جميعا في وصفها بالخلود
بدأ رامي رثاءه لام كلثوم قائلا ...
ما جال في خاطري أني سأرثيها
ثم انطلق يصف ... يا من أسيتم عليها بعد غيبتها
لا تفرحوا فلها ذكر سيبقيها
وكيف أرثي! وهذا صوتها غرد
يرن في مسمع الدنيا ويشجيها
ثم اختتم قائلا
تبلي العظام وتبقي الروح خالدة
حتي ترد إليها يوم يحييها
ثم كانت كلمات أحمد شفيق كامل
"يا هوانا، وعمرنا، والنشيد، لم تموتي.. وهل يموت الخلود"
و نجيب محفوظ: "ام كلثوم هي النيل بعمقه وتدفقه الأبدي، وهي ارض مصر الطيبة بخيراتها وثمارها اليانعة وهي الاهرامات كبريائها الوطني وعزة نفسها .. انها رفيقة العمر التي عشت معها جميع مراحل حياتي، من الصبا وفترة المراهقة الي الرجولة وسنوات الكهولة" ... لقد وصفها بكل رمز خالد: النيل والارض والاهرامات
..........................................
سألت ام كلثوم مجدي سلامة في الحوار التخيلي الذي اجراه معها عن الخطوات التي اتخذت لتخليدها في مصر؟
فكان رده ان بالتصريحات التالية للمسئولين خلال الأسبوع الأول من وفاة ثومة
دعا الدكتور حافظ غانم امين الاتحاد الاشتراكي إلي الاهتمام بتراثك الموسيقي والصوتي وتسجيلاتك وأفلامك وقصائدك وأغانيك وأناشيدك الوطنية وابتهالاتك الدينية
بابا شارو يبحث مشروعا بإنشاء جوائز للأعمال الفنية والموسيقية في التأليف والتلحين والأداء باسم أم كلثوم
اقتراح بإنشاء جائزة أم كلثوم للموسيقي العربية
فرقة أم كلثوم للموسيقي العربية
محطة إذاعة أم كلثوم
العمل علي صب نسخ من التمثال النصفي الذي كان قد نحته محمود مختار والمقام في حديقة الحرية بالجزيرة بالزمالك وتوزيع هذه التماثيل علي القاعات الثقافية بكل فروع الاتحاد الاشتراكي وقصور الثقافة
العمل علي اصدار طابع بريد يحمل صورتك
اجتمع المهندس سيد مرعي رئيس مجلس الشعب والدكتور عبد العزيز حجازي رئيس الوزراء ومحمود أمين عبد الحافظ محافظ القاهرة لبحث فكرة إنشاء مسرح كبير يحمل اسمك، ويدعو المشروع عشاق فنك للمساهمة في نفقات إقامة هذا المسرح
اقامة مجمع ثقافي يحمل اسمك يضم فندقا ومسرحا وناديا ثقافيا في منطقة فندق شبرد القديم
اقتراح بتحويل الدار التي ولدت فيها في طماي الزهايرة لتكون متحفا لتكريم ذكراك
شراء فيلتك بالزمالك لتحويلها الي متحف يضم إليه مكتبة موسيقية تحوي كل اغنياتك وتسجيلاتك علي ان يحتفظ بكل اثاثه كما هو
سؤال : ماذا حدث لهذه المشاريع العظيمة؟
لم اقتفي اثر تلك الوعود، سأكتفي فقط بسرد حكاية مباني ارتبطت بام كلثوم وأطلقت عليها "منسيات الست" وسأروي بشئ من التفصيل حكاية مبنيان هما حلمان: ارادت ام كلثوم احدهما واردنا نحن الاخر كلا منا يسعي للتعبير عن الخلود بطريقته الخاصة ... لكن الحلمان لم يتحققا
- يتبع ...
من مدونة منسيات