الدوتار هو آلة من فصيلة الأعواد ذات العنق الطويل وهي من نفس عائلة الساز التركي وإن كانت هذه الأخيرة تُعزف بمضرب أما الدوتار فيقتصر تحريك الأوتار به على أظافر اليد
وكلمة دوتار تعني بالفارسية وترين كما أن السيتار تعني ثلاثة أوتار أي أن الآلة أخذت تسميتها من عدد الأوتار المستعملة بها
والملف الصوتي الذي نرفعه فيما يلي هو من أداء عازف الدوتار حميد خذري Hamid Khezri والمقطوعة الموسيقية هي بعنوان "نصيحة"
التعديل الأخير تم بواسطة : أبو سالم بتاريخ 23/07/2009 الساعة 22h32
نقدم الآن نموذجا ثانيا لهذا النوع من الموسيقى لنفس العازف على آلة الدوتار والتي يمكن للمستمع أن يلاحظ من خلالها إستعمال الأوتار المزدوجة في الأداء مما يشكل أحد أشكال التعدد الصوتي في هذه الموسيقى المقامية والذي يمكن تبينه في كثير من طرق وأساليب الممارسة الموسيقية بالعالم الإسلامي بعيدا عن قوانين الهرمنة والتناقط contrepoint وقواعدها وإنما هي من التقاليد التي تسود بعض أشكال هذه الممارسة والتي يمكن ملاحظتها في التخت التقليدي مثلا فيما يسمى بالهترفونيا
فالهترفونيا هي من أشكال التباين اللّحني بين الآلات المؤلفة للتخت والتي يقوم أفرادها بإظهار بوادرهم الفردية في تزويق الخط اللّحني بحيث تلتقي الآلات في مواضع وتتوحد ثم تتباين في أداء هذا اللّحن وتختلف فيه إلى حد ظهور بعض التنافر بين الدرجات المعتمدة مما يعطي مسحة جمالية مميزة لهذا الأداء
وقد تقلصت هذه التقاليد بتنامي عدد العازفين وصار خيار التوحيد هو السائد في الفرق الموسيقية الكبيرة
أما بالنسبة للأداء الفردي لآلة الدوتار فيعتمد على تسلسل بعض التوافقات الصوتية ومن أبرزها تسلسل الخامسات كما يمكن ملاحظته في هذه التسجيلات وهي تقنية مختلفة عن الهترفونيا
ويمكن أن نلاحظ هذا التعدد الصوتي في آلات تقليدية أخرى من العالم الإسلامي مثل كمنجة الأناضول بتركيا والمستعملة في منطقة البحر الأسود وهي من الآلات المجرورة بالقوس
وتقع مقاطعة خراسان بالشمال الشرقي لإيران وتعتبر هذه المنطقة ملتقى لعدة ثقافات إنصهرت فيما بينها: فارسية وتركية وتركمانية وكردية وهذا ما أسهم في ثراء هذه الرقعة الجغرافية وتنوعها الثقافي
ويُعتبر الدوتار آلة مُصاحبة لغناء الشعراء المداحين البخشي bakhchi
غير أن ما نُورده من نماذج صوتية في هذا الموضوع هو للأداء الآلي المنفرد لكي يكون هذا مُنسجما مع توجهات القسم والمُخصص للموسيقى الآلية
المصطلح المستعمل لهذا النوع من الموسيقى هو المقام وهو يختلف من حيث الدلالة عن المفهوم الرائج بالموسيقى العربية عموما والتركية وإنما يختص بالرصيد الموسيقي ذو الإطار اللّحني والإيقاعي المحدد
وهو مفهوم شبيه بالإستعمال الرائج برصيد الموسيقى العراقية وإن كانت المقطوعات التي نرفعها بهذا الموضوع مخصصة للممارسة الشعبية