تعرَّتْ ذ ُكاءْ
للشاعرة بلقيس \ إكرام الجنابي
عـند الأصيل
"غزل بريء و"
مـطر"جريء
حين تأوي ذ ُكاء إلى خِدرها
في جزيرة ماوي، من جزر هوايي، شهدت كاتبة هذه الأبيات منظرا نادرا وباهرا:
فقد كان قرصُ الشمس ِ يميل نحو الغروب، بينما إنتشرت نـُتـَفٌ من السحب المتفرقة،
نثر بعضُها على شواطئ البحر الزرقاء والحقول الخضراء، رَذاذا ناعما، في مساء
رقَ نسيمُه. وإمتزجت ألوانُ تلك الغيمات السمراء ِ والثلجية، بلون أشعة شمس
ذهبية، فلوَّنت القـُبة َ السماوية، بألوان لازوردية وبنفسجية، متنوعةٍ
ورائعةٍ، تتغير بين لحظةٍ وأخرى. وما كاد قرصُ الشمس ِ الذهبي يدنو نحو
حافة الأفق ِ الغربي، حتى ظهر في الأفق الشرقي، هلالٌ شاحبٌ في يومه
الثاني أو
الثالث، تتبعه نجمة ٌ متألقة. وهكذا ولـِدَتْ هذه اللوحة ُ الشعرية
*
*
*
تعرَّتْ ذ ُكاءْ وأحنتْ على لـُجةٍ من ضياءْ
وصلتْ بمحراب كون ٍ خضيـبْ سَـقـتهُ الملائكُ خمرا ً وماءْ
وسبحت الله َ في عرشهِ وغـنـَّتْ له أغنيات العلاءْ
فألقى على فرعِـها نظرة ً علتْ وجـهَـهَـا حـُمرة ٌ من حياءْ
**
تعرَّتْ ذ ُكاءْ وفكـَّتْ ذوائِـبـَها في السماءْ
فهامَ السحابُ على وجههِ وأدمى جفونا ً ببحر البكاءْ
فحنت ذ ُكاءْ ، وأهدتْ له حُـلة ً من سناءْ
ورقتْ لحبٍّ ذوى واكتوى فجادتْ عليه بوعد ِالوفاءْ
**
تعرَّتْ ذ ُكاءْ وماجت على موجةِ الأرجوانْ
وغاصتْ ببحر ِ النـُضار العميقْ وأغفتْ على زورق ٍ من جُمان
فشع صِباها على كوكبٍ يُعانِقه الليلُ عـَبرَ الزمانْ
**
تعرَّتْ ذ ُكاءْ وأرخت جدائلـَها بازدهاءْ
وغطتْ جوانبَها بالعقيقْ لأن عُـيونَ الهلال الصفيقْ
رَنـَتْ نحوها تحتَ جُـنح المساءْ
فألقتْ شعاعا ً على فرعهِ تداعـِـبـُه بلظى من بهاءْ
**
تعرَّتْ ذ ُكاءْ وراحتْ تصفـفُ شعرا ً ذهبْ
أطلت على ربْـعها غـيمة ٌ وذرتْ رَذاذا بلون اللهب ْ
فصار الرذاذ ُ على شعرها نـُثارَ جواهرَ؛ يا للعجب ْ !
تسامتْ ذ ُكاء وماستْ على بحر طِـيـبْ
**
فنادى عليها هلالُ المغيبْ:
" حنانيك، إني أموتُ جوىً فسِحْـرُك باتَ غِـذاءَ دميْ،
تعاليْ فحُـبـُـكِ مِـلءُ فميْ "
فحطتْ على صدرِها كوكبا ً وألقت له حفنة ً من ضياء ْ
وغاصتْ ببحر من الكبرياءْ
وصار ضياها سنا ً رائعا ً وآوت إلى خِدرها في إباء