قرات هذا المقال فى جريد الدستور المصريه على لسان الكاتب والناقد السينيمائى طارق الشناوى
فاحببت ان نتشارك فى الاستفاده مما ورد فيها
روي لي الملحن «خالد الأمير» أنه في مطلع السبعينيات تلقي اتصالاً تليفونياً من «أم كلثوم» تطلب منه أن يلحن مجاناً لمطرب جديد اسمه «هاني شاكر» ويقدمه في حفل تحييه الفنانة «شادية» ووافق بالطبع «خالد» ولم يتقاض أجراً عن لحن «كده برضه يا قمر» الذي حقق لهاني شاكر النجاح الجماهيري وقوة الدفع الأولي!!
لماذا تحمست «أم كلثوم» لهاني شاكر هل هي مجرد مساندة لفنان جديد صاعد.. لا أظن أن هذا هو السبب الوحيد ولكنها استشعرت أن «هاني شاكر» هو الوحيد القادر علي أن يشكل نوعاً من التهديد لعبدالحليم حافظ.. لم تكن «أم كلثوم» تأمن لعبدالحليم حافظ الذي كان يسعي للوصول إلي مكانتها في الدولة.. كان «حليم» صديقاً للمشير «عبدالحكيم عامر» بينما كان «عبدالناصر» صديقاً لأم كلثوم.. الحفل الذي هاجم فيه «عبدالحليم حافظ» أم كلثوم عام 1964 عندما واصلت الغناء متجاوزة الزمن المتفق عليه مما أخر ظهوره علي المسرح كان ذروة الصراع بينهما وأبعدته «أم كلثوم» عن مشاركتها في كل حفلات 23 يوليو التالية.. حاول «عبدالحليم» الصلح والتقطت له صورة شهيرة وهو يقبل يدها لكن ظلت «أم كلثوم» وهي تحتفظ بمشاعرها الرافضة لعبدالحليم وكثيراً ما كانت تعلن رأيها أن «محمد قنديل» هو أفضل صوت رجالي وحاولت في فترة سابقة أن تدفع بإبراهيم ابن شقيقتها للغناء لكي تزيح عن طريقها «عبدالحليم» ولكن باءت محاولتها بالفشل.. «أم كلثوم» عرفت أن «هاني شاكر» هو فقط القادر علي تهديد «عبدالحليم» والحقيقة أن «عبدالحليم» أيضاً شعر بالخطر والدليل أنه بناء علي نصيحة من كاتب روائي وصحفي كبير قرر أن يدفع «بعماد» ومنحه اسمه «عبدالحليم» وقدمه للساحة الغنائية بقوة دفع ليثبت أنه يقف مع الجيل الجديد وفي نفس الوقت يلفت الأنظار إلي أن المعركة الحقيقية بين «هاني شاكر» و«عماد عبدالحليم» وليست بينه وبين «هاني» وعندما يسألون «عبدالحليم حافظ» عن رأيه في «هاني شاكر» كان يذكر آراء متحفظة جداً مؤكداً أنه ينقصه الطموح الفني، لم يكن «عبدالحليم حافظ» يدرك أنه غير قابل للمنافسة من أحد لكنه ظل يضع «أم كلثوم» أمامه باعتبارها هي العائق الذي ينبغي إزاحته ولهذا كما قال لي «كمال الطويل» أن «عبدالحليم» اشترك مع «مجدي العمروسي» في الترويج لوشاية أبعدت «الطويل» عن اللقاء في أغنية عاطفية طويلة بأم كلثوم عندما قال له «العمروسي» أن «أم كلثوم» انتقدت في جلسة خاصة سفرك الدائم خارج الوطن ومن بعدها توقف «الطويل» عن استكمال مشروعات موسيقية بينهما مثل أغنية «لسة فاكر قلبي يديلك أمان» والتي لحنها بعد ذلك «رياض السنباطي» بعد أن رفض «الطويل» إنهاء تلحينها بل كان يتهرب حتي من الرد التليفوني عليها لأنه صدق وشاية «عبدالحليم».. نعم الكبار أيضاً لديهم ألاعيبهم الصغيرة
__________________
لـــَـستُ مُجبـــــَــــره أنّ يَفهـَـم الأخـَــرِين مـَن أنــَـــا
♫فَمن يَمتلِك مُؤهِلات العَقــل ؛والقَلب ؛ والـــــرُوح
♫سـَـــأكُون أمـَـامه كالكتــَـاب المَفتــوُح