رد: في بيتنـــــــا سماعيون....ما أحلى الذكريات!
شكرا أخي : أمين الفل علي هذا الموضوع الجميل الشيق..لقد قرأته بالمصادفة..وياريت كل من بالمنتدي يشارك فيه لنتعرف علي مشوار حبه للفن ..واسمحوا لي أن أحكي بعض الذكريات بخصوص هذا الموضوع ..
( تربيت أنا وإخوتي في منزل كبير وله حديقة واسعة ...منزل يشبه تلك المنازل التي نراها في الريف الأوروبي حيث كان والدي يعمل مهندسا زراعيا ودائما ما ينزل إلي تلك الحديقة المحيطة بالمنزل ليزرعها بمختلف النباتات والورود بل والجرجير والملوخية استعدادا لشهر رمضان ...حيث لم يكن والدي من هواة الخروج من المنزل في المساء أو الجلوس علي مقاه كما يحلو للبعض ...وكنت ألازمه دائما حيث أنني أصغر أطفاله حينذاك..تربيت علي هذه المناظر الطبيعية البديعة وكنت أشاركه زراعة الحديقة وأفرح جدا عندما تصح إحدي الأشجار لي وتكبر وتنمو وتثمر بل أنني كنت أكتب أوراقا لأرقم الثمار حتي لا يستبيحها التتار -أقصد بقية إخوتي -..هكذا ..وكانت غرفتي في الطفولة تمتليء علي عكس بقية الأطفال ..بشرائط الكاسيت للمطربين الذين كان والدي يستمع إليهم ويجلب شرائطهم النادرة من سفره ...فكنت وأنا في المرحلة الإعدادية مثلا أطرب لأغاني عبد الوهاب : ناداني قلبي ....جفنه علم الغزل ...وأحب صوت أسمهان : فرق ما بيننا ليه الزمان ....ياللي هواك شاغل بالي ....
كما كانت مكتبة والدي تمتليء بالكثير من الكتب المختلفة التي قرأتها عشرات المرات ثم جذبني الشعر وهو شكل من أشكال الموسيقي وقكرت في تعلم الموسيقي أوالالتحاق بإحدي الكليات الموسيقية ..ولكن والدي نبهني إلي أن الفن لا يؤكل خبزا ...وأن كل الفنانين يموتون فقراء محتاجين ( كان هذا قبل أن يصبح الفن سبوبة تجعل من يمتهن الفن ملكا !!) علي فكرة يمتهن الفن دي من الإمتهان وليس من المهنة .
ارتميت في أحضان الشعر والموسيق متذوقا وكاتبا وبعد حصولي علي الليسانس في الآداب والتحاقي بالعمل.أصبحت منتميا بالفطرة لكل تجمع فني أو موسيقي...وواحدا من أهل الهوي ...علي رأي عمنا زكريا أحمد.. وكثيرا ما ضحكت من نظرات الناس في أي إشارة مرور عنما يستمعون إلي صوت عبد الغني السيد أو عبد المطلب أورؤوف ذهني ينبعث من كاسيت سيارتي...وينظرون إلي شذرا ولسان حالهم يقول : ياااااه لسه فيه ناس بتسمع المطربين دول ؟؟؟
__________________
.
" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
|