السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث عن الفرق الموسيقية كثير ومتشعب ويحتاج لأكثر من مقال ..
الفرق الموسيقية الشرقية .. عدة أشكال .. تبدأ من التخت الشرقى .. وهو عبارة عن مجموعة صغيرة من العازفين .. ( ناى ، عود ، قانون ، رق ) وأحياناً يضاف لهم ألة الكمان ( عازف أو إثنان ) .. وتتدرج الأحجام حتى تصل للفرق الكبيرة والتى تتعدى الأربعون عازفاً .. لن نتحدث عن الأوركسترا بطبيعة الحال .. لأنه شكل غربى من الفرق الموسيقية ويتعدى أفرادة المائة وعشرون عازفاً أو أكثر ..
ولابد من وجود قائد للفرقة .. هو ليس مايسترو بالشكل الذى نعرفه .. وإنما وجوده ضرورى لضبط دخول الفرقة وكذلك ضبط الأداء أثناء عزف الأدليب ( الموسيقى الحرة بدون إيقاع ) ..
وغالبية الفرق الشرقية لا تستخدم النوتة أثناء العزف .. وإن كانت تستطيع التعامل معها ..
والفرقة الشرقية تعتمد على حفظ اللحن بإجراء البروفات المتعددة .. كما كان يحدث مع أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم .. ألخ ..
ويفضل الملحن والمطرب كذلك التعامل مع الفرق الموسيقية المعروفة والتى لها كيان متماسك .. وليست الفرق التى يتم تجميع أفرادها مؤقتاً .. وذلك لأن الفرق الدائمة تكون متفاهمة أكثر ولها قائد دائم .. كما الحال فى فرق كرة القدم .. فنجد أن فرق الأندية تؤدى أحسن من فريق المنتخب عادة ..
أما عن العازفين .. ففيهم الماهر وفيهم النص نص .. وهكذا .. كحال أى مهنة ..
والفرق الكبيرة المعروفة تسعى دائماً لضم أحسن وأمهر العازفين ..
أما عن السؤال الخاص بأداء الفرق للألحان الصعبة ..
بالتأكيد .. هناك لحن سهل ولحن صعب .. وتكمن الصعوبة فى الإنتقالات السريعة والغير متوقعة بين المقامات .. وكذلك وجود عدد كبير من الوحدات الزمنية فى المازورة الواحدة .. ( بدءاً من الكروش والدبل كروش والتربل كروش ) فهذه الأزمنة قصيرة
ويجب على العازف الذى يؤديها أن يكون ماهراً وذو تكنيك عالى ..
لذا نسمع عن عازفين مشهورين .. أمثال ( أنور منسى فى الكمان ) و ( عبد الفتاح منسى فى القانون ) .. و ( أحمد الحفناوى فى الكمان ) و ( محمود عفت فى الناى ) .. ألخ .. ولسنا بصدد الحصر ولكنها مجرد أمثلة ..
هؤلاء بجانب أن لهم الإحساس المرهف .. أيضاً لديهم الخبرة والتكنيك العالى والأداء المتفرد ..
وإذا نظرنا لأى فرقة كبيرة مثل ( الفرقة الماسية أو الذهبية أو فرقة أم كلثوم ) .. سنجد عادة صفان من عازفى الكمان .. الصف الأول .. هم البريمو كمان .. والصف الثانى هم السكوندو كمان .. هذا التقسيم له أكثر من غرض ..
الغرض الأول .. أن يكون كل العازفين المهرة فى صف واحد .. لتوحيد الأداء .. والغرض الثانى .. هو أداء الجمل الهارمونية والمسماه بالكاونتربوينت .. أى أداء جملتان مختلفتان فى نفس الوقت .. فنجد الصف الأول يؤدى جملة معينة والصف الثانى يؤدى جملة أخرى ..
وللحديث بقية ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .