ليلة خميس

[محمد رمضان ماضي]

بسم الله الرحمن الرحيم

ليلة خميس

وقف كالعادة كل أسبوع ، وفي هذا الوقت من الليل ، ينتظر وصول صحف اليوم التالي ، والتي أعتاد على شرائها.
ومن خلفه انتصب كشك الصحف الخشبي ، يزينه بعض وريقات الصحف والمجلات الرخيصة ، وبعض الأعلانات لمشروبات غازية ، مستوردة بغلاف محليّ.
طال الإنتظار....العربات تمر أمامه رائحة ،غادية....أناس يتوافدون من حوله ،
يبتاعون بعض المرطبات ، لتخفف من حرارة الجو في هذا الوقت من العام ، وآخرون يطالعون بعض الصحف والمجلات ،والمعروضة بجوار الكشك.
مضي وقتا آخر وهو لا يزال ينتظر ، حتى بدأ الملل يداعبه ، الناس الجالسون أمامه
على العشب وسط الطريق أخذوا بالأنصراف ، وحتى أعضاء النادي الشهير بدأوا بالمغادرة
بسياراتهم الفارهه ، يمرون من أمامه ، وهو يحدق بالمشهد ليطرد عنه الملل والذى بدأ يصيبه.
لابد أن يأخذ الجريدة التي أعتاد شرائها ، شد أنتباهه سيارة فارهة توقفت أمامه تماماً ، بداخلها شاب وفتاة في مقتبل العمر، ترجل الشاب وابتاع مجلتان فنيتان مصورتان
من المجلات التي لاتهتم بالفن ولكن بشيء آخر، ناولها المجلتان من شباك العربة ، فنظرت اليه متسآئلة وقالت: (مفيش ميكي ماوس؟)
انتابت صاحبنا الدهشة وهو يسمع ويرى الذي أمامه... الهذا الحد وصلنا؟!
تمتم لنفسه قائلا: نعم علية القوم ...وما الضير في ذلك؟؟ ، من أراد أن يكون عنوانا في المجتمع فليفعل مثلهم ،وما الغريب( ميكي ماوس ، كاوبوي ،فرند،جيرل فرند ....الخ)،تذكر منذ فترة ليست ببعيدة ما طالعه في إحدي الصحف المحترمة والشهيرة وكم كان غريبا ما طالع،....؟!
وظائف خالية .. تعلن مؤسسة كبري عن وظيفة شاغرة ... وظيفة شاعر متعدد المواهب!! وبراتب مجزي..


تمتم لنفسه : نعم في هذه اللحظة من الزمن كل شيء بكم ؟.... ولكن حتى المشاعر؟! ، ربما ...؟!، أليس هو زمن العولمة ، الحرية، الأنفتاح على الآخر،؟ همس لنفسه :يبدوا أننا أنفتحنا حتى أصبحنا لا نستطيع الإنغلاق وكذا وصلنا الى القمة ، لم يخرج من لحظة ٍ تاه فيها الا صوت صاحب الكشك...يا أستاذ ...ياأستاذ الجريدة ،تناولها وأنقدة النقود ومضـــى......

تمت

القاهرة
الخميس 22/6/1995

محمد ماضي

[رغـد اليمينى]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدرمضان ماضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ليلة خميس

وقف كالعادة كل أسبوع ، وفي هذا الوقت من الليل ، ينتظر وصول صحف اليوم التالي ، والتي أعتاد على شرائها.
ومن خلفه انتصب كشك الصحف الخشبي ، يزينه بعض وريقات الصحف والمجلات الرخيصة ، وبعض الأعلانات لمشروبات غازية ، مستوردة بغلاف محليّ.
طال الإنتظار....العربات تمر أمامه رائحة ،غادية....أناس يتوافدون من حوله ،
يبتاعون بعض المرطبات ، لتخفف من حرارة الجو في هذا الوقت من العام ، وآخرون يطالعون بعض الصحف والمجلات ،والمعروضة بجوار الكشك.
مضي وقتا آخر وهو لا يزال ينتظر ، حتى بدأ الملل يداعبه ، الناس الجالسون أمامه
على العشب وسط الطريق أخذوا بالأنصراف ، وحتى أعضاء النادي الشهير بدأوا بالمغادرة
بسياراتهم الفارهه ، يمرون من أمامه ، وهو يحدق بالمشهد ليطرد عنه الملل والذى بدأ يصيبه.
لابد أن يأخذ الجريدة التي أعتاد شرائها ، شد أنتباهه سيارة فارهة توقفت أمامه تماماً ، بداخلها شاب وفتاة في مقتبل العمر، ترجل الشاب وابتاع مجلتان فنيتان مصورتان
من المجلات التي لاتهتم بالفن ولكن بشيء آخر، ناولها المجلتان من شباك العربة ، فنظرت اليه متسآئلة وقالت: (مفيش ميكي ماوس؟)
انتابت صاحبنا الدهشة وهو يسمع ويرى الذي أمامه... الهذا الحد وصلنا؟!
تمتم لنفسه قائلا: نعم علية القوم ...وما الضير في ذلك؟؟ ، من أراد أن يكون عنوانا في المجتمع فليفعل مثلهم ،وما الغريب( ميكي ماوس ، كاوبوي ،فرند،جيرل فرند ....الخ)،تذكر منذ فترة ليست ببعيدة ما طالعه في إحدي الصحف المحترمة والشهيرة وكم كان غريبا ما طالع،....؟!
وظائف خالية .. تعلن مؤسسة كبري عن وظيفة شاغرة ... وظيفة شاعر متعدد المواهب!! وبراتب مجزي..



تمتم لنفسه : نعم في هذه اللحظة من الزمن كل شيء بكم ؟.... ولكن حتى المشاعر؟! ، ربما ...؟!، أليس هو زمن العولمة ، الحرية، الأنفتاح على الآخر،؟ همس لنفسه :يبدوا أننا أنفتحنا حتى أصبحنا لا نستطيع الإنغلاق وكذا وصلنا الى القمة ، لم يخرج من لحظة ٍ تاه فيها الا صوت صاحب الكشك...يا أستاذ ...ياأستاذ الجريدة ،تناولها وأنقدة النقود ومضـــى......

تمت

القاهرة
الخميس 22/6/1995

محمد ماضي

الزميل الفاضل

((( محمد ماضى )))

تحية طيبة ....

العمل جميل بلا شك أتلمس عبر حروفه روح ثائر تحاول الشجب عما يقع بأرض الواقع
من أحداث يومية تدمى العقل والقلب ومنها ما تطرقت له فكرة النص القائمة عليه وهى
المشاعر التى تم حظرالحقيقى منها بعد أن سادت الماديات وأصبحت سلعة لها ثمن ،،
دليل على أننا فى أحط واسواء عصور الظلام والردّة ولكن مازال الآمل والخير فى أمتى ،،
كنتُ موفقاً فى تصويب سلاح قلمك هُنا كمساهمة فى ترجمة السخط لواقع لا نحب محاباته وإظاهره للملآ
وهذا هوَ الهدف المرجو من كتاباتنا..

ملاحظة صغيرة حول السرد أرجو تقبلها برحابة صدر
الإبتعاد عن الحكى المُباشر لتفاصيل لا تتحملها ق. ق. ج وكذلك الترهل الناتج من زيادة حرف ( و )
وعدم الأخذ بالمعنى على حساب الأسلوب كى لا يغيب عنها عُنصر التشويق فكلما كانت الفكرة مُختزلة بجمل مُكثفة
كلما كان الركد وراءها أقوى ،،

أعلم أن مرورى ثقيل خاصة إذا كان فى أول عمل لكَ هُنا
ولكن حرصى من دفعنى لذلك ،،

إحترامى وتقديرى وأهلاً ومرحباً بِك ،،

[محمد رمضان ماضي]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغـد اليمينى

الزميل الفاضل

((( محمد ماضى )))

تحية طيبة ....

العمل جميل بلا شك أتلمس عبر حروفه روح ثائر تحاول الشجب عما يقع بأرض الواقع
من أحداث يومية تدمى العقل والقلب ومنها ما تطرقت له فكرة النص القائمة عليه وهى
المشاعر التى تم حظرالحقيقى منها بعد أن سادت الماديات وأصبحت سلعة لها ثمن ،،
دليل على أننا فى أحط واسواء عصور الظلام والردّة ولكن مازال الآمل والخير فى أمتى ،،
كنتُ موفقاً فى تصويب سلاح قلمك هُنا كمساهمة فى ترجمة السخط لواقع لا نحب محاباته وإظاهره للملآ
وهذا هوَ الهدف المرجو من كتاباتنا..

ملاحظة صغيرة حول السرد أرجو تقبلها برحابة صدر
الإبتعاد عن الحكى المُباشر لتفاصيل لا تتحملها ق. ق. ج وكذلك الترهل الناتج من زيادة حرف ( و )
وعدم الأخذ بالمعنى على حساب الأسلوب كى لا يغيب عنها عُنصر التشويق فكلما كانت الفكرة مُختزلة بجمل مُكثفة
كلما كان الركد وراءها أقوى ،،

أعلم أن مرورى ثقيل خاصة إذا كان فى أول عمل لكَ هُنا
ولكن حرصى من دفعنى لذلك ،،

إحترامى وتقديرى وأهلاً ومرحباً بِك ،،

بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا ً بك سيدتي الكريمة ، بداية ً مرورك نسمة ٌفواحة ٌ
داعبت أغصان ندّية ، فيكف إذاً يكون ثقيلا
أشكر لك حرصك للتصويب ، فهذا مبتغاي وأملي دوما،
فرحم الله إمرءٌ أهدى اليّ عيوبي ،
أديبتنا الكبيرة ، إسمحي لي بإبداء بعض الملاحظات
* القصة ، مجازا ً كتبت في بداياتي لمحاولة كتابة القصة القصيرة
* حاولت الهروب آنذاك الهروب من تأثير الرواية علي
العمل قدر الإمكان ، ولكن يبدو أن الأخيرة تمكنت ، فلم أستطع الإفلات وذلك في بعض المباشرة
* رفعت هذا العمل دون تصويب آني يذكر إلا فيما ندر،لأنني أحببت أن يبقى العمل كما هو،
* لك سيدتي كل الحق بما يتعلق بحرف الواو ، افراطا ً
ولكنة قد يعبر هناك عن تلاحق الصراعات الداخلية
دون إلتقاط الأنفاس .....
شاكرٌ لك سيدتي كلماتك الذهبية بحق ، فهذا ما كنت أحتاج
حقا لا ( رائعة ، مشكور ، ايه يا عم ده،....الخ )
انتظر سيدتي تعليقك على هذه الردود بفارغ الصبر
، مشاركتك بالتعليق اليوم أسمى والله لدي من حصولي علي المواطنة في اليوم ذاته
ملاحظة : تعمدت الآ استخدم حرف الواو ( و ) في الرد
إحترازا ً وخوفا ً من التقريع إلا لضرورةٍ قصوى فهل لا زالت العقدة ؟؟.
سيدتي لدى سؤال إذا سمحت:
من أين لك هذا فلديك رصانة لفظ ذكرني العقاد ، فلسفة ذكرتني الحكيم ، وسلاسة سرد بلاغية مكثفة ذكرتني إدريس ، لكنني لم أقابل هذا إلا في الرجال ممن يتعاطون الأدب ، أما السيدات فلا
حتي الشهيرات منهن ، إلا ما نذر؟ فهل أطمح بالجواب؟!!!
تقبلي تحياتي

[ثومة 72]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم الأستاذ/محمد رمضان ماضي
جمعة مباركة

يا سيدى الفاضل ، الف شكر لك على القصة الجميلة التى تعبر عن واقع نعيشه وعن زمن ملئ بالماديات حتى فى المشاعر فلا عجب من الإنحطاط والتقليد لأقوام آخرين .

يا سيدى اشكرك على المتعة الموجودة فى القصة ولكنى كنت افضلها ان تكون غامضة قليلاً لتجعلنا نفكر فى الغموض ونحلله وتجعل افكارك فى القصة بطريقة غير مباشرة وفيها غموض ممتع لتجعل القارئ دائماً فى حالة شوق ليتفكر فى القصة ليخرج بالمعنى المفيد والمغزى الصحيح من هذه القصة .

اتمنى لك التوفيق دائماً وانا كما تعلم اتوه فى سماعى ودهاليزه ، اذا خرجت من موضوع لا اذكر كيف اعود له الا بعد عناء وتعب وتكرار الدخول والخروج حتى اتعود على الطريق ،، لذلك اغفر لى تأخرى عن قراءة روائعك هذه والرد عليها وانا ما زال امامى الكثير لأتعمله عن سماعى وفى سماعى البيت الكبير

[رغـد اليمينى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدرمضان ماضي

اقتباس:

بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا ً بك سيدتي الكريمة ، بداية ً مرورك نسمة ٌفواحة ٌ
داعبت أغصان ندّية ، فيكف إذاً يكون ثقيلا
أشكر لك حرصك للتصويب ، فهذا مبتغاي وأملي دوما،
فرحم الله إمرءٌ أهدى اليّ عيوبي ،
أديبتنا الكبيرة ، إسمحي لي بإبداء بعض الملاحظات
* القصة ، مجازا ً كتبت في بداياتي لمحاولة كتابة القصة القصيرة
* حاولت الهروب آنذاك الهروب من تأثير الرواية علي
العمل قدر الإمكان ، ولكن يبدو أن الأخيرة تمكنت ، فلم أستطع الإفلات وذلك في بعض المباشرة
* رفعت هذا العمل دون تصويب آني يذكر إلا فيما ندر،لأنني أحببت أن يبقى العمل كما هو،
* لك سيدتي كل الحق بما يتعلق بحرف الواو ، افراطا ً
ولكنة قد يعبر هناك عن تلاحق الصراعات الداخلية
دون إلتقاط الأنفاس .....
شاكرٌ لك سيدتي كلماتك الذهبية بحق ، فهذا ما كنت أحتاج
حقا لا ( رائعة ، مشكور ، ايه يا عم ده،....الخ )
انتظر سيدتي تعليقك على هذه الردود بفارغ الصبر
، مشاركتك بالتعليق اليوم أسمى والله لدي من حصولي علي المواطنة في اليوم ذاته
ملاحظة : تعمدت الآ استخدم حرف الواو ( و ) في الرد
إحترازا ً وخوفا ً من التقريع إلا لضرورةٍ قصوى فهل لا زالت العقدة ؟؟.
سيدتي لدى سؤال إذا سمحت:
من أين لك هذا فلديك رصانة لفظ ذكرني العقاد ، فلسفة ذكرتني الحكيم ، وسلاسة سرد بلاغية مكثفة ذكرتني إدريس ، لكنني لم أقابل هذا إلا في الرجال ممن يتعاطون الأدب ، أما السيدات فلا
حتي الشهيرات منهن ، إلا ما نذر؟ فهل أطمح بالجواب؟!!!
تقبلي تحياتي

الزميل الفاضل

((( محمد ماضى )))

أين جوابى أيها الجواد الأصيل بعد أن ألجمت حروفى بإطراءاتك العذبه،،
وجعلت البيان ينصهر من قطارة عجزى حين أردت الوفاء بما يليق ،،
تخصيصك إياى بجانب عمالقة الأدب التى ذكرت شهادة بالجدة
تبعث السعادة فى النفس والحق إننى أقل بكثير بكثير من هذا القدر،
الذى وضعتنى اياه فمازلتُ رضيعة محابرهم ،،
ومازلت أكد وأجتهد فى بحور الآدب،،
راجية الله سبحانه جلّ وعلا أن يسدد قولى وفعلى ويزيدنى من
فضله وكرمه لكى أقدم ما يفيد ،،

سعيدة بِكَ وبتقبلك ملاحظاتى نحو العمل وما تلمسته من ردك فيه إصرار للقلم للسيرعلى الطريق الصحيح ،،

بإنتظار إبداعاتِكَ متمنية لكَ كل الخير والتوفيق،،