أجواء الحفلة الأولى الاثنين 13 نونبر 1967 صالة الأولمبيا باريس
الذين ذهبوا لسماع أم كلثوم شهدوا قداسا دينيا
جريدة فرنس سوار
العمال بجانب السفراء وأمراء الأسرة الحاكمة بالسعودية في الصف الأول وأعضاء من الأسرة المالكة بالمغرب في القاعة وأنباء عن حضور ملك الأردن متنكرا .
الفرنسيون واليهود الشرقيون كانوا في الموعد.
أرقام قياسية لأم كلثوم في الاولمبيا : حصلت على أعلى أجر يناله مطرب من الاولمبيا حتى ذلك التاريخ وانتزعت أكبر مدة تصفيق متواصل وصارت أول مطرب تعقد له جلسة استراحة بعد أداء أغنية واحدة فقط .
الحفلة امتدت لأكثر من خمس ساعات من 25h 21 إلى 35h 2.
مدخل صالة الاولمبيا ليلة الحفلة سيبقى يوم 13نونبر 1967 يوما مشهودا في تاريخ صالة الاولمبيا ، غصت جميع جنبات الصالة بالحضورمن كل أطياف الطبقات الاجتماعية العمال بجانب السفراء ، أمراء الأسرة الحاكمة بالسعودية حجزوا الصف الأول وكان في القاعة أعضاء من الأسرة المالكة في المغرب وتحكي الأسطورة أن الملك الحسين بن طلال عاهل الأردن حضر الحفلة متنكرا وحضر يقول كوكاتريكس زوار غير مألوفين في الأولمبيا قطعوا الاف الكليومترات لحضور الحفل ، الفرنسيون احتلوا 20 % من المقاعد رغم حاجز اللغة ، اليهود الشرقيون حضروا بكثافة ويروي كوكاتريكس مدير الاولمبيا أنه لمح أحد أصدقائه اليهود فاستغرب من وجوده فأجابه الأخير إنها أم كلثوم .
في الصالة كما في الخارج في شارع Capucines كان هنالك مخبرون سريون تحسبا لوقوع أحداث قد تأتي من بعض المناوئين للقضية العربية ولحضور أم كلثوم لباريس خصوصا الجماعات الصهيونية.
من الناحية التاريخية صارت أم كلثوم ثاني امرأة إفريقية تغني في الأولمبيا بعد الجنوب إفريقية مريام ميكيبا لكنها صارت أغلى نجم يغني بالاولمبيا بحصولها على أعلى أجردفعته الصالة لفنان عالمي حتى ذلك التاريخ.
حضرت أم كلثوم كعادتها قبل بداية الحفل بساعة ، رفضت ولوج الغرفة المخصصة لاستبدال الفنانين لثيابهم التي هيئت لها وملأت بالورود وجلست على الكرسي تنتظرساعة الصفر.
رفع الستار وظهرت أم كلثوم ترتدي فستانا أخضر وورائها أفراد فرقتها الموسيقية بلباس السموكينغ ، ضجت القاعة بعاصفة من التصفيق ويقول كوكاتريكس إنه لم يشهد في تاريخ الاولمبيا كله تصفيقا مثل الذي استقبلت به أم كلثوم فقد دام التصفيق المتواصل عشر دقائق كاملة مما شكل رقما قياسيا جديدا في الأولمبيا ، أثناء عزف المقدمة الموسيقية الذي دام سبع دقائق ظلت أم كلثوم جالسة على الكرسي ترد برأسها على تحايا معجبيها أدت الوصلة التي دامت ساعة وعشرون دقيقة ثم توقفت في جلسة استراحة للجميع وكانت تلك أول مرة في تاريخ الأولمبيا تعقد جلسة استراحة بعد أداء المطرب أغنية واحدة فقط بعدها أدت الوصلة الثانية وكانت هنالك جلسة استراحة ثانية ثم الوصلة الثالثة ، كان تجاوب الجمهور كبيرا وعبرعن انسجامه بشتى الطرق بل إن البعض صعد المسرح محاولا الاحتكاك بالسيدة وتقبيلها . استمرت الحفلة أكثر من خمس ساعات ، فقد امتدت من التاسعة وخمسة وعشرون دقيقة مساء إلى الثانية وخمسة وثلاثون دقيقة صباحا كان حفلا كما قال الفرنسيون خارج النظم المعتادة un récital hors normes، ويقول كوكاتريكس أن المشهد الذي علق بذاكرته حين خروج الجمهور كان أرضية الصالة التي ملأت بقشور الفستق والفول السوداني وقتينات ماء الحياة ، كانت هذه الحفلة حدثا إسثتنائيا لن يتكرر حسب تعبيركوكاتريكس.