* : الملحن كاظم نديم (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 00h34 - التاريخ: 29/03/2024)           »          فتحيه أحمد- 1898- 5 ديسمبر 1975 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h23 - التاريخ: 29/03/2024)           »          سمير صبرى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 21h09 - التاريخ: 28/03/2024)           »          ليلى مراد- 17 فبراير 1918 - 21 نوفمبر 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h08 - التاريخ: 28/03/2024)           »          تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h16 - التاريخ: 28/03/2024)           »          غادة سالم (الكاتـب : ماهر العطار - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 15h31 - التاريخ: 28/03/2024)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : fahedassouad - - الوقت: 12h28 - التاريخ: 28/03/2024)           »          محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > موسوعة سماعي > ك

ك حرف الكاف

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 21/10/2006, 22h24
الصورة الرمزية تقى المرسي
تقى المرسي تقى المرسي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:3120
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 54
المشاركات: 56
افتراضي كمـال الطويل- 11 أكتوبر 1923- 9 جويلية 2003

كمــــــال الطـــــويل





كمال الطويل 1922 - 2003 ( 81 عاما )
كمال الطويل أحد أعلام الموسيقى العربية وأحد الملحنين المجددين ، والمستمع لأعماله يجد فيها بجانب الروح الشرقية انطلاقا نحو التجديد وبعدا عن التقليدية فى معظم ألحانه ، وهو من الملحنين القلائل الذين استطاعوا تقديم أفكار جديدة من المقامات المعتادة ، ومعظم ألحان كمال الطويل جاءت فى حقبة الخمسينات والستينات ، ورغم وجوده على الساحة حتى عام 2003 إلا أنه كان مقلا كثيرا فى نشاطه الفنى بعد الستينات


رحلـــة الفـــن

تعلق الشاب كمال الطويل بالموسيقى منذ صغره ، وكان يهوى الغناء والتلحين ، وبدأ بارتجال بعض الألحان التى ذهب بها إلى الشيخ زكريا أحمد ليسمع رأيه فيها ، كان كمال يود أن يسمع بعض الثناء والتشجيع من الشيخ الكبير ، لكن الشيخ زكريا باغته بنصيحة قاسية ، قال له اذهب لتتعلم العود أولا!

فكر الشاب المتحمس فى نصيحة الشيخ وقرر أن يعمل بها ، وخيرا فعل ، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية بالإسكندرية عام 1946 وكان أستاذه بالمعهد الفنان السكندرى محمد عفيفى حيث درس العود والمقامات والنوتة الموسيقية لمدة سنتين ثم انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته بمعهد الموسيقى العربية ليتخرج منه عام 1949

التقى كمال الطويل أثناء دراسته بعبد الحليم حافظ وانعقدت بينهما صداقة فنية امتدت لعقود وكان أول من لحن له

احترف الطويل التلحين طوال حياته ولم يقدم على الغناء بل إنه كان يمتنع عن تسجيل أى شيء بصوته! وعمل بالإذاعة المصرية إلى 1956 ثم بوزارة التعليم إلى 1965


خلال الخمسينات قدم كمال الطويل نفسه للجمهور من خلال صوت عبد الحليم حافظ ، واشترك الاثنان فى أعمال كثيرة حققت انتشارا كبيرا وجماهيرية واسعة , وبصفة عامة فهى أغان عاطفية أو وطنية

من أشهر ألحان الطويل العاطفية لعبد الحليم حافظ فى يوم فى شهر فى سنة التى يقول مطلعها

فى يوم .. فى شهر .. فى سنة

تهــــدا الجــــراح وتنـــــــــام

وعمــــــر جــــــــــــرحى أنا

أطـــــــــول من الأيـــــــــــام

وهى إحدى قمم عبد الحليم حافظ ومن أشهر ما غنى

عام 1955 لحن كمال الطويل لأم كلثوم قصيدة لغيرك ما مددت يدا من كلمات طاهر ابو فاشا ، ، وفى عام 1956 قدمت له أم كلثوم قصيدة أخرى هى غريب على باب الرجاء من كلمات طاهر ابو فاشا أيضا ، ولم تكن تغنى إلا للثلاثة الكبار محمد القصبجى ، زكريا أحمد ورياض السنباطى ، وقد سبقه بعام واحد فى التلحين لها من الملحنين الجدد محمد الموجى فى نشيد يا مصر إن الحق جاء من تأليف أحمد رامى

عرف فن الخمسينات فى مصر بالاتجاه الوطنى ، وكانت الأغانى الوطنية ، بحكم المناخ السياسى ، هى الأعلى صوتا رغم وجود الكثير من الألوان الأخرى ، وقد نجح كمال الطويل فى ركوب هذه الموجة الوطنية التى سبقه إليها الملحنون الكبار مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى ، واستعان بصوت عبد الحليم الشاب لينضم إلى قافلة الملحنين ذوى الأسماء اللامعة ، لكنه فى قفزة كبرى وأثناء حرب السويس عام 1956 قدم أقوى وأشهر ألحانه على الإطلاق بصوت أم كلثوم وهو نشيد والله زمان يا سلاحى من كلمات صلاح جاهين ، والذى أصبح النشيد القومى لمصر حتى عام 1971 ، وقد اشترك بهذا اللحن فى تقديم أحد أكبر ثلاثة أعمال وطنية فى تلك الفترة ، أما العمل الثانى فكان نشيد الله أكبر الجماعى من ألحان محمود الشريف ، والثالث نشيد دع سمائى لعلى إسماعيل غناء فايدة كامل ، وكلها فى قالب النشيد وساهمت كثيرا فى رفع الروح المعنوية وتعبئة الجماهير ضد العدوان الثلاثى

خلال الستينات كون كمال الطويل مع صلاح جاهين وعبد الحليم حافظ ثلاثيا كان آلة الثورة الإعلامية الأولى

وكون صداقات وطيدة مع عديد من الشعراء أقربهم صلاح جاهين ، وكانت الأغانى الوطنية التى قدمها الثلاثى تعبر عن طموحات الثورة فى وقت السلم وأهمها الحرية والتنمية الشاملة والوحدة العربية وهى ألحان نالت قدرا هائلا من الشهرة والانتشار وحفظها الشباب عن ظهر قلب ، وقد استخدم فيها التيمات والإيقاعات الشعبية الأقرب إلى أسماع الجمهور ، منها حكاية شعب (السد العالى) من كلمات أحمد شفيق كامل ، ومن كلمات صلاح جاهين أغنيات المسئولية ، بستان الاشتراكية ، صورة صورة ، يا أهلا بالمعارك ، بلدى يا بلدى ، وجميعها من غناء عبد الحليم الذى حالفه الحظ بغناء تلك الأغنيات التى أسهمت كثيرا فى صعود نجمه كمطرب الجماهير ، وكانت تلك الأغانى تقدم فى كل عام أغنية ، عادة فى شهر يوليو موعد احتفالات الثورة المصرية ، وكما استفاد منها عبد الحليم استفادت الثورة أيضا لأن تلك الأغنيات كانت تتمتع بشيئين هامين أولهما بساطة اللحن وشعبيته ، وثانيهما الكلمة الجديدة التى حملت من الأحلام الوطنية والاجتماعية ما لف الناس حولها بالملايين ، ومن الناحية اللحنية لم يكن أى منها فى قالب النشيد بل ألحان تحمل طابع الطرب الشعبى فى كثير من مقاطعها كما تحمل سمات الهتاف الجماعى فى بعض الفقرات ، وهو مزيج لم يقدم من قبل ونجح كمال الطويل فى هذا الابتكار كثيرا

فى الستينات أيضا قدم الطويل بصوت عبد الحليم عدة أغان عاطفية أبدعها بلاش عتاب ، وفى هذا اللحن أفكار موسيقية مستوحاة من الشرق والغرب عرضها الطويل فى قالب عصرى وخلفية هارمونية غاية فى الدقة والبراعة

فى أواخر الستينات فاجأ كمال الطويل الجمهور بلحن لفاتنة السينما سعاد حسنى غنته أمام حسين فهمى رمز الوسامة فى السينما العربية ، وكانت أغنية يا واد يا تقيل الخفيفة فى فيلم خللى بالك من زوزو عام 1969 رغم خفتها وبساطتها شيئا جديدا تماما على الساحة الفنية ، فهى نقلة نوعية فى ألحان الطويل ، وإن لم تكن بالضرورة نقلة للأمام ، وغنتها ممثلة لم تحترف الغناء ، لكنها ذاعت وانتشرت بطريقة لم يسبق لها مثيل ، ولم تكن نقلة للملحن فقط فقد كانت للمؤلف أيضا وهو نفسه صلاح جاهين الذى كتب أغانى الثورة الوطنية ، وقد فاجأ هو الآخر الجمهور بكلمات خفيفة تجئ على لسان فتاة تتغزل فى ملامح الشاب الوسيم بعيد المنال الذى تتمنى حبه وتعلن له إصرارها على التعلق به ، ترى ما سر هذا التحول للملحن والمؤلف؟!

اشتركت أغنية أخرى فى الفيلم فى خلق جو جديد بعيد عن أغنيات الحرب والقتال رغم ظهورهما بعد حرب يونيو وأثناء حرب الاستنزاف الشهيرة ، فغنت سعاد حسنى أيضا الدنيا ربيع والجو بديع ، وكأن شيئا لم يكن!

فى تلك الفترة انتكست ثورة يوليو بحرب يونيو 1967 ، ولم يعد من المناسب أو المقبول التغنى بأحلام أفاق الشعب على خلوها من أى قاعدة حقيقية ولا التغنى ببطولات جيش منهزم ، وتأثر الفنانون كما تأثر الشعب بآثار النكسة التى أصابت الجميع بإحباط شديد ، وانفض سوق الأغانى الوطنية ليحل محلها ذلك النوع من الأغانى البعيدة كل البعد عن التعبئة السياسية وإلإعلام الثورى ، وكان نزول المؤلف الكبير والملحن الكبير إلى تلك الساحة إيذانا ببدء مرحلة من التراجع عن الإبداع المستقبلى وإبداله بفن التسلية



خلال السبعينات
فى عام 1973 وبعد ست سنوات من القلق واليأس والاكتئاب فوجئت الشعوب العربية بحرب أكتوبر كما فوجئ العالم كله ، وكانت المفاجأة ذات وجهين ، الأول مفاجأة شن الحرب ، والثانى مفاجأة الانتصار فيها ، استمرت موجات التقدم العسكرى شرق قناة السويس وفى الجولان وسط أفراح غامرة ، ثم أجهضت تلك الانتصارات بقرارات دولية لوقف إطلاق النار بعد أسبوعين فقط من القتال المصحوب بروح عالية وشعور متميز باسترداد الكرامة التى فقدت عام 1967 ، وتمنى الناس الاستمرار فى الحرب وإكمال تحرير الأرض لكن كل شيء توقف فجأة ، وقررت القيادات إكمال المسيرة بالسياسة بدلا من القتال ، عندها خشى الناس انقضاض العدو مرة أخرى وساد القلق من عواقب الاسترخاء العسكرى ، وقدم عبد الحليم حافظ أغنية خللى السلاح صاحى من ألحان الطويل فى عودة هادئة للأغانى الوطنية فى تلك الأيام التى أعقبت توقف القتال ، معبرة عن حرص الشعب على استمرار اليقظة تجاه العدو وحمل السلاح رغم قرارات وقف إطلاق النار بعد الانتصار السريع والمفاجئ ، لم تكن الأغنية نشيدا ولا هتافا ، وإنا نغمات حزينة على إيقاع هادئ لكنه يتصاعد تدريجيا ليصل إلى قمة تحذيرية فى كلمة صاحى
لم يصحب حرب أكتوبر اى عمل فنى ذى قيمة ، وقد قدم بليغ حمدى مجموعة من الأغنيات الوطنية أثتاء تلك الحرب لكنه لم ينجح فى اى منها ولم يكن لها أى نصيب من الجماهيرية ، وكذلك بعد الملحنين الآخرين عن الساحة رغم ظروف النصر ، وربما كان السبب سرية قرار الحرب الذى استلزم انعدام التعبئة الشعبية بعكس ما حدث فى الحروب السابقة ، ومن المفارقات الغريبة ارتباط الأناشيد الحماسية بالهزائم وارتباط النصر بالأغانى الهزيلة! وعند تلك النقطة تقريبا توقف السيل الفنى الوطنى القوى بشقيه الحماسى والشعبى ودخلت الأغنية الوطنية فى حلقة مفرغة من الأغانى المدفوعة الأجر تقدم فى ذكرى أكتوبر من كل عام ثم تذهب أدراج الرياح ، لكن نشيدا واحدا استطاع أن يبرز تلقائيا ويفرض نفسه على الساحة الشعبية والرسمية منذ عام 1967 وإلى يومنا هذا ، فقد تذكر الشعب نشيده القديم العظيم بلادى بلادى لملحنه الغائب الحاضر سيد درويش ، وأصبح الناس يرددونه فى كل مكان ومناسبة إلى أن أعلن نشيدا قوميا لمصر عام 1971 وإلى الآن

غنى من ألحان الطويل أفضل الأصوات مثل نجاة الصغيرة ، صباح ، وردة ، وعبد الحليم حافظ ، كما ألف موسيقى السلام الوطنى للكويت وموريتانيا ، ولعدة سنوات عمل كمستشار لوزارة الإعلام الكويتية

بعد رحيل عبد الحليم عام 1977 لم يقدم كمال الطويل ألحانا كثيرة لكنه قدم بعض الأعمال المتواضعة نسبة إلى إمكانيات الطويل وموهبته الفنية منها لحن على صوتك بالغنا لسه الأغانى ممكنة غناء محمد منير من كلمات عبد الرحمن الأبنودى ، وهى كلمات وإن كانت تدعو إلى التفاؤل تشير إلى مدى الاكتئاب الحاصل بعد كل هذه السنين من الاجترار السياسى والاجتماعى والفنى
قام الطويل أيضا بتلحين أغنية فيلم المصير ليوسف شاهين كما ألف الموسيقى التصويرية لأفلام ومسلسلات تليفزيونية منها مسلسل هو وهى بطولة أحمد زكى وسعاد حسنى ، وفيلم تسجيلى عن نجيب محفوظ
تلقى كمال الطويل جائزة الدولة التقديرية قبل وفاته بأيام وتوفى فى 9 يوليو 2003 بعد رحلة حافلة دامت 81 عاما اجتهد فيها ليقدم إبداعات أثرت الموسيقى العربية بكثير التجديد واحتفظ فى نفس الوقت بأصالة الفن الشرقى


من ألحان كمال الطويل

بلاش عتاب - غناء عبد الحليم حافظ
فى لحن هذه الأغنية من مقام دو ماجير والتى قدمت فى أحد أفلام الستينات قدر هائل من الخيال الموسيقى العذب ، وقد تفوق فيه الطويل الموسيقار على الطويل الملحن بمراحل فقد استخدم جملا موسيقية حديثة غاية فى الإبداع فى المقدمة والفواصل الموسيقية غلفها بتوزيعات موسيقية غنية وأداء أوركسترالى ممتاز
كما استخدم الآلات الغربية كالجيتار والبيانو فى تناغم تام مع الأوركسترا ، ومزج الطويل بين روح الموسيقى الكلاسيكية الغربية الفاخرة والموسيقى الغربية العصرية مع الاحتفاظ بطابع شرقى فى موسيقاه

استخدم الطويل أيضا التوزيع الهارمونى والكونترابونتى فى المقدمة وفى معظم المقاطع الموسيقية إلى جانب ، وهذا هو الجديد ، بعض المقاطع الغنائية أيضا ، وهو شيء نادر فى الموسيقى العربية
لكن مع هذا لم تتمتع المقاطع الغنائية بقدر كاف من الطرب الشرقى ، ومن المفارقات النادرة أن تتمتع الموسيقى بقدر أكبر من الطرب فى نفس الأغنية ، كما يلاحظ أن اللحن رغم طوله النسبى لم يشهد تحولا كبيرا فى المقامات ، والانتقال المقامى فيه كان محدودا جدا فهناك فقط ثلاثة انتقالات مقامية جاء أولها من دو ماجير إلى فا ماجير فى المقطع الثانى من الأغنية ثم موسيقيا إلى دو مينير فى المقطع الثالث وغنائيا إلى فا مينير فى نفس المقطع ومن ثم العودة إلى المقام الأساسى دو ماجير
وجملة نستطيع تمييز لحن بلاش عتاب كأحد الأعمال المتقدمة والتى كان يرجى للموسيقى العربية أن تقدم مثلها الكثير




التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 06/05/2010 الساعة 08h46
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14/02/2008, 13h03
الصورة الرمزية reza_neikrav
reza_neikrav reza_neikrav غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:59077
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: ايرانية
الإقامة: ايران
العمر: 44
المشاركات: 80
افتراضي كمال الطويل

الملحن المصري الكبير كمال الطويل في ذكرى رحيله الخامسة
ابن الثورة ورائد الأغنية الوطنية
وصاحب الأرض الموسيقية الخصبة والنغمات الشبابية والجديدة
المستقبل - الاثنين 4 شباط 2008



سحر طه
تمر في هذا العام الذكرى الخامسة لرحيل الملحن الكبير كمال الطويل.الموسيقيّ المكافح والموهبة الغزيرة والإنسان العصامي الذي بنى اسمه سنة بعد أخرى بعرق وجهد وبروح وطنية صادقة.
كان رمزاً للكبرياء حتى وصفه البعض بكونه "كبرياء يمشي على الأرض". هذه الميزة أبعدته عن الكذب والرياء والادعاء وحتى عن الدفاع ضد مهاجميه إذ اختار العزلة والرد عبر موسيقاه كي يحتفظ بكرامته وليبقى اسمه نقياً. لكن متغيرات الزمن والمناخ العربي العام كان لا بد لها من تأثير على فنان رقيق وموهبة كبيرة فتوقف أو كاد أن يتوقف عن التلحين والعطاء منذ سبعينيات القرن الماضي وخاصة بعد رحيل عبد الحليم حافظ الذي أسس معه ثنائية فريدة استمرت لأكثر من عقدين، فكانت فترة خصب وانتاج أثمرت أجمل الألحان الوطنية والرومنسية، ما تزال زاداً لنا أينما كنا، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على آخر تعاون بينهما، لتصبح المثال والنموذج للفن الغنائي الصادق.
محطات كثيرة في مسيرة حافلة بالنجاحات والإخفاقات والصعود والهبوط والفرح والدموع وما بينها من تراكمات ألحان وأفكار وموسيقى فيها الأصالة الشرقية والحداثة معاً، سبقت عصرها ونغمات تفتحت على تيارات ومسارات وتغيرات فنية وسياسية واجتماعية وتعدّ نتاجاتهما في تلك المرحلة مع آخرين مثل محمد الموجي ومرسي جميل عزيز وعبد الرحمن الأبنودي ـ على سبيل المثال ـ ثورة على الأغنية القديمة التي سادت قبلهم.
بداية الوعي الموسيقي
أثناء بعثة والده إلى انكلترا، عاش الطفل كمال في كنف جده لوالده في طنطا، فكان جَدّه يصطحبه إلى جلسات الإنشاد في مولد السيد البدوي، وهناك استمع إلى أساطين التلاوة والإنشاد مثل الشيخ مصطفى اسماعيل. وهكذا بدأ يكوّن مخزونه الموسيقي الذي تراكم عبر السنين في وجدانه وبه كان يواجه وحدته وغربته وحزنه الذي رافقه منذ دراسته في مدرسة الأرومان الداخلية وزاد ذلك كله حنينه الجارف لوالدته. تلك الوحدة زادها إحساسه بالغربة بين مجموعة طلاب أكبر منه سناً. ولم يكن يخفف وطأة الحزن سوى جلوسه وحيداً يدندن بعض الأغنيات. ولعبت المصادفة دورها حين استمع إليه مدرس الأناشيد في المدرسة محمد صلاح الدين وأعجب بصوته وقدمه إلى المفتش العام للموسيقى أحمد خيرت المعروف حينذاك إذ كان التلاميذ يحفظون أناشيده ويتغنون بها. وهكذا أصبح كمال المطرب الرسمي للمدرسة التي قررت إقامة حفل في نهاية العام لتقديم مطربها الموهوب، لكن بديلاً حل مكانه، فما السبب؟؟
بدلة سموكنغ أو لا غناء!!
كان شرط المدرسة أن يلبس كمال بدلة سموكنغ كي يقف على المسرح. لكن الحرمان والكبرياء حالا دون تحقيق هذا الشرط التعجيزي، إذ لم يكن يطلب شيئاً من والده وكانت كبرياؤه تمنعه من طلب أي شيء من أحد أعمامه أو أقربائه. وبذلك ضاعت الفرصة حيث استبدل بتلميذ آخر موهبته أقل لكن حالته المادية مكنته من شراء بدلة رسمية فكانت واقعة أدمت قلب الفتى الصغير قرر على إثرها هجر الموسيقى والمدرسة.
وعي سياسي مبكر
ولد كمال الطويل وسط عائلة لها تاريخ طويل في الحركة الوطنية المصرية، عائلة عريقة تجمع تفاصيل شخصية مصر. فعمّه هو توفيق باشا الطويل أحد تلامذة الزعيم سعد زغلول وأحد قادة حزب الوفد القديم الذي كان يتزعم الحركة الوطنية الشعبية في مصر في الفترة الممتدة من ثورة 1919 إلى ثورة 1952.
والده كان شاعراً مشاغباً في شبابه وصوفياً في مراحل حياته المتقدمة. استمع كمال الصغير إلى قصة النشيد الشهير "يا عم حمزة" الذي ألقاه والده عندما كان طالباً في السعيدية الثانوية وفي طياته صرخة ضد الاحتلال الانكليزي والملكية "يا عم حمزة.. إحنا التلامذة.. ما يهمناش الجن ولا المحاكم.. واخدين ع العيش الحاف.. والنوم من غير لحاف.. مستبيعين مستقلين ومصر حرة". وقام محمود الحفني الطالب بنفس المدرسة بتلحين هذا النشيد ليصبح لسان حال كل الطلبة ثم انتشر في كل مصر مما حدا إدارة المدرسة إلى التحقيق مع الطالبين محمود زكي الطويل ومحمود الحفني بتهمة (عشق الوطن) وتم فصلهما لمدة عام.
هكذا تفتح الوعي السياسي باكراً لدى كمال الطويل وبقي الهاجس الوطني كامناً في وجدانه حتى قامت ثورة يوليو عام 1952، لتطفو المشاعر مجدداً على السطح، ومن ثم كان العدوان الثلاثي على مصر، سبب تفجر طاقات الطويل في ألحان دفعته إلى قمة الانتشار عبر كلمات صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي وصوت عبد الحليم حافظ الشجي السلاح القوي الذي عبرّ من خلاله عن مشاعره الجياشة.
شهدت فترة الخمسينيات وما بعدها أحداثاً سياسية متتالية وحروباً فكانت الأغنية الوطنية وسيلة تعبير قوية عن مشاعر الجماهير والتي زاد انتاجها بحكم المناخ السائد فباتت الأعلى صوتاً رغم إنتاج أنواع أخرى، وكان كمال الطويل رمز من رموز تلحين الأغنية الوطنية رغم أن هناك من سبقه إليها مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، وكان استعانته بصوت عبد الحليم الشاب، من الأمور التي وضعت الطويل في مصاف الملحنين اللامعين الكبار.
فكيف بدأ التعاون بين الطويل وعبد الحليم؟
الطويل وعبد الحليم، مسيرة حافلة
عام 1947 سافر كمال الطويل إلى القاهرة، وهناك ذهب للسؤال عن صديقه أنور منسى في معهد الموسيقى العربية فقيل له إنه في بروفة مع الأستاذ محمد عبد الوهاب على أغنية "اتمختري واتمايلي يا خيل" لليلى مراد، فتح كمال باب غرفة البروفة بعفوية فغضب عبد الوهاب لكن منسى سارع ليهمس في أذنه (إنه صديق من الاسكندرية وليس له في الموسيقى) فاستأنف عبد الوهاب البروفة، لكن كمال الطويل خجل من الأمر ودفعته كبرياؤه إلى أن يقرر عدم العودة إلى الاسكندرية وأن يواصل دراسته للموسيقى في القاهرة كي يكون مطرباً وبذلك توجه إلى معهد الموسيقى والمسرح وطلب من العميد يومها محمود الحفني أن يسجله لكن الأخير اعتذر منه لأن الدراسة بدأت قبل ثلاثة شهور، وحينها اكتشف الحفني إن الواقف أمامه هو إبن صديقه القديم زكي الطويل فعقد له لجنة فورية قررت قبوله بالمعهد لكنه اكتشف إن زملاءه يفوقونه في المستوى لأن غالبيتهم من متخرجي معهد فؤاد الأول ومنهم: أحمد فؤاد حسن، علي اسماعيل، فايدة كامل وعبد الحليم شبانة.
عبد الحليم لفت نظر كمال الطويل لصغر سنه ونحول جسمه وهنا يقول الطويل عنه:
ـ خلال دراستي بالمعهد كان عبد الحليم يأتي إلي قسم الأصوات ويواظب على حضور محاضرة التمثيل وفي يوم سألته عن ذلك فقال: أنا بقسم الآلات وأحب التمثيل.
فارتاح الطويل له وأخبره بأنه ينوي ترك الدراسة في المعهد لأنه يجد صعوبة في اللحاق بزملائه فطلب منه حليم التروي وكان يمر عليه يومياً لمراجعة ما فاته من مناهج. وتكررت اللقاءات بينهما وتوطدت الصداقة وكل منهما يتحدث عن أحلامه، كمال في عالم الغناء وحليم في عالم الموسيقى. لكن كل منهما اكتشف موهبة معاكسة لدى الآخر.
فعبد الحليم اكتشف لدى الطويل ملحناً أكثر منه مطرباً فسأله ذات يوم: لماذا لا تلحن فاستحسن الطويل الفكرة وراح يبحث في أشعار والده فوجد قصيدة تقول: "إلهي ليس لي إلاك عوناً.. فكن عوني على هذا الزمان"، أعجب حليم باللحن واتفقا على اختيار زميلتهما فايدة كامل وكانت مطربة معتمدة في الإذاعة، لغناء القصيدة التي نجحت إلى حد بعيد ما دفع كمال إلى اختيار قصيدة أخرى لوالده تقول: "قل ادعُ الله إن يمسسك ضرّ" غنتها شادية وفي المعهد ساعده استاذه بالمدرسة محمد صلاح الدين في معرفة معالم المقامات الشرقية.
يقول الطويل: اكتشفت صوت عبد الحليم خلال دراستنا بالمعهد فعبد الحليم هو الذي حفّظ فايدة كامل أغنية "إلهي ليس لي غيرك عونا"... وبعد تخرج عبد الحليم في المعهد كان مرشحاً لبعثة دراسية إلى روسيا ولكنه عمل في طنطا فكان همّي أن يعمل بالإذاعة ولكن آلة الأوبوا التي تخصص فيها عبد الحليم لم تكن مدرجة في فرقة الإذاعة يومذاك، ومع ذلك وافق حافظ عبد الوهاب على التحاق عبد الحليم بالفرقة الموسيقية للإذاعة وكان الأخير مستشار الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام ومدير موسيقات الجيش.
ويكمل: بعد تخرجنا من المعهد ذهبت للعمل في الاذاعة بينما عمل حليم مدرساً براتب 8 جنيهات. لكن بعد سعي حثيث تم اعتماد عبد الحليم كعازف بفرقة موسيقى الإذاعة في العاشر من كانون الثاني عام 1949، أصبح راتبه الشهري 25 جنيهاً وهذا يعد نقلة مهمة في حياة عبد الحليم.
أما أول أغنية غناها عبد الحليم من ألحان الطويل فكانت في العام 1954 وعنوانها "لقاء" وهي من كلمات صلاح عبد الصبور. فيما كان أو لقاء وطني بينهما مع صلاح جاهين في العام 1956 وقصيدة "إحنا الشعب" أو أغنية يتغنى بها الثنائي للرئيس عبد الناصر بعد انتخابه من قبل الشعب لرئاسة الجمهورية.
وبعد العدوان الثلاثي على مصر كانت الأغنية الأكثر انتشاراً "السد العالي" أو "حكاية شعب" التي كتبها أحمد كامل وغناها حليم في حفل أضواء المدينة في أسوان لمناسبة وضع حجر الأساس لبناء السد العالي وبحضور الرئيس عبد الناصر واستقبلت بعاصفة من التصفيق والتشجيع غير مسبوقين، وكان ذلك عام 1960.
وبسبب ازدياد حركات التحرر والاستقلال في البلدان العربية ازداد إنتاج الأغنية الوطنية بسبب إقبال الشعوب العربية عليها فكانت أغنية "الجزائر" عام 1962 إحدى أغنيات المرحلة لحليم والطويل.
وفي عام النكسة أقام حليم والطويل والأبنودي في مبنى الإذاعة ولم يخرجوا إلا بعد إنتاج عشر أغنيات تتعلق بالحدث أهمها "أحلف بسماها".
وفيما بعد أصبح الثلاثي الطويل وجاهين وحليم رموز الثورة الإعلامية الأولى. إذ عبروا عن طموحاتها في كل أوقاتها وعن مطالب الناس في الحرية والتنمية والوحدة العربية، وهي ألحان نالت شهرة وانتشاراً، حفظها الشباب عن ظهر قلب على امتداد ارض الوطن العربي. خاصة أن الطويل وضع مشاعره في نغمات وإيقاعات شعبية قريبة إلى الأذن العربية مثل "حكاية شعب" أو (السد العالي) التي كتبها أحمد شفيق كامل. وأغنيات: "المسؤولية"، "بستان الاشتراكية"، "صورة"، "يا أهلاً بالمعارك"، "بلدي يا بلدي"، "وجميعها كتبها صلاح جاهين وغناها عبد الحليم حافظ، الذي كان من حسن حظه غنائها إذ أسهمت بصعود نجمه كمطرب الجماهير. وفي كل عام كان الثلاثي يقدم واحدة من هذه الأغنيات في شهر تموز أي في مناسبة عيد الثورة واحتفال مصر بها.
ويعزى نجاح الأغنيات أيضاً إلى بساطة اللحن الغنائي وروحه الشعبية المندفعة والكلمة الجديدة، حملت في طياتها الأحلام الوطنية والاجتماعية، ما دفع الملايين إلى الالتفاف حولها واحتضانها، كما أن الطويل قدمها في قالب تطريبي بسيط مع سمة الهتاف الجماعي في بعض الجمل اللحنية كل ذلك مغلف بضخامة موسيقية وتوزيع أوركسترالي وآلي يعتبر حديثاً في ذلك الوقت، ابتكره الطويل واستمر على منواله إلى الستينيات حين قدم لحليم أغنيات رومنسية شجية مثل "بلاش عتاب" في فيلم "معبودة الجماهير" حيث دمج أفكاراً شرقية وغربية معاً في إطار تعبيري درامي حالم.
لكن يبدو أن المشوار الطويل بين علمين بدأ يتأثر بالتغيرات العديدة المحيطة بهما، خاصة بعد نهاية عهد الثورات والانتصارات أو الانكسارات وتغير مناخ الأغنية ورغبة عبد الحليم ربما أو تطلعه إلى أسماء أخرى بارزة في عالم التلحين أمثال الموجي وبليغ حمدي وآخرين فكانت الشرارة الأولى خلافاً على قيادة الفرقة الموسيقية، حيث كان عبد الحليم يرغب دائماً بإعطاء التعليمات وقيادة الفرقة الموسيقية بوجود الطويل الذي لم يعجبه الأمر، في حين كان الموجي لا يمانع في قيادة حليم للفرقة في الحفلات، فكان ابتعاد الطويل عن حليم الذي بدوره التجأ إلى الملحنين المذكورين اللذين أوصلاه إلى النجاح، كما كانت ألحان محمد عبد الوهاب في الأفلام.


المستقبل - الاثنين 4 شباط 2008 - العدد 2866 - ثقافة و فنون - صفحة 20

التعديل الأخير تم بواسطة : غازي الضبع بتاريخ 05/09/2009 الساعة 13h32
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14/02/2008, 13h05
الصورة الرمزية reza_neikrav
reza_neikrav reza_neikrav غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:59077
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: ايرانية
الإقامة: ايران
العمر: 44
المشاركات: 80
افتراضي رد: كمال الطويل

قصيدتان لأم كلثوم بشرتا بمرحلة كلثومية جديدة
والله زمان يا سلاحي.. القفزة الكبرى:
يحكي الكاتب محمد الشافعي قصة ولادة النشيد الشهير "والله زمان يا سلاحي"، يقول:
ـ ...في عام 1956، أثناء حرب السويس، وضع كمال الطويل مشاعره على مفاتيح البيانو بداية في جمل موسيقية، ومن ثم اتصل بصلاح جاهين ليسمعه تلك الجمل الموسيقية وما كان من جاهين إلا أن كتب "والله زمان يا سلاحي" واتفقا على أن تغنيه أم كلثوم. اتصل بها الطويل فطلبت منه أن يذهبا إليها على الفور، ورغم رفض الإذاعة التسجيل باستديوهاتها لأنها مهددة بالقصف إلا أن أم كلثوم أصرت على التسجيل في الإذاعة فكان ذلك وسجلت النشيد الذي صار فيما بعد لسان الشعب العربي...
وبعد انتصار مصر على العدوان الثلاثي قررت الدولة إقامة مسابقة لاختيار سلام جمهوري جديد اشترك فيها 67 ملحناً منهم محمد عبد الوهاب بلحنين. ولم يتقدم كمال الطويل للمسابقة ولكن اللجنة اختارت لحنه "والله زمان يا سلاحي" لدخول المسابقة. وفجأة اتصل الكاتب محمد حسنين هيكل بالطويل وأخبره باختيار النشيد كسلام جمهوري، وهكذا بات النشيد الوطني لمصر وبقي كذلك حتى العام 1979 حين استبدله الرئيس السادات بنشيد "بلادي بلادي" لسيد درويش عقب اتفاقية السلام مع إسرائيل...".
وفي العراق بقي نشيداً وطنياً قبل أن يغيره صدام حسين في أواسط الثمانينيات بنشيد (وطن مدّ على الأفق جناحاً) من كلمات شفيق الكمالي ومن تلحين الموسيقي اللبناني وليد غلمية.
قصة كبرياء والمكافأة الضائعة
رغم أن الطويل لم يتقدم بنشيد "والله زمان يا سلاحي" لإشراكه في المسابقة كما أسلفنا، لكن اللجنة في الإذاعة هي التي قدمته، وتم اختياره ليكون نشيداً وطنياً لمصر. وقرر الرئيس عبد الناصر صرف مكافأة مالية بقيمة خمسة آلاف جنيه لكمال الطويل الذي لم يأخذ المكافأة رغم إن عبد الناصر سأله في عيد الثورة: أخذت المكافأة يا كمال؟
رد كمال: خلاص يا فندم. فقال عبد الناصر لكمال الدين حسين: لازم ياخد المكافأة فوراً.
لكن حسين ترك منصبه بعد يومين وجاء علي صبري الذي خفّض المكافأة إلى ألف جنيه، ثم أصبحت سيارة فيات دفع الطويل ثمنها. أي إضافة إلى أنه لم يأخذ المكافأة دفع من ماله من أجل السيارة التي منحت له.
مجدي العمروسي أبعد الطويل عن أم كلثوم
بعد نجاح نشيد "والله زمان يا سلاحي" أبدت أم كلثوم إعجابها بأسلوب كمال الطويل في اللحن وصياغة الجمل اللحنية بحداثة ومعاصرة، وكان لحن لها قصيدة في فيلم رابعة العدوية. فطلبت منه أن يلحن لها أغنيتين واحدة من تأليف بيرم التونسي دينية، وأخرى "لسة فاكر". ثم سافر الطويل مع زوجته إلى أوروبا وحين عاد أسرّ له مجدي العمروسي بأن أم كلثوم مستاءة من سفره إلى أوروبا في حين أن الالاف لا يستطيعون السفر إلى أوروبا للعلاج. وكان من طبيعة الطويل الكبرياء التي لا حدود لها، والتي دفعته إلى قطع صلته بأم كلثوم ولم يكن يرد على اتصالاتها. فاستغربت أم كلثوم الأمر وطلبت من مصطفى أمين أن يعرف السر، فقال له الطويل: السر هو أنني لم أجد اللحن الذي يتناسب مع أم كلثوم. وبقي على موقفه إلى أن رحلت أم كلثوم. وبعدها سأله أمين عن الحقيقة فأخبره بما قاله له العمروسي، فأكد له أمين: إن هذا لم يحدث أبداً والعمروسي فعل ذلك ليبعدك عن طريق أم كلثوم كي تتفرغ لعبد الحليم ولا تنشغل عنه.
والجدير ذكره إن خطة العمروسي نجحت إذ قدم الطويل عشرات الألحان الناجحة لعبد الحليم بلغت أكثر من 56 لحناً بدءً بأغنية "لقاء" الإذاعية والتي سبقت "صافيني مرة" أول لحن من محمد الموجي لحليم.
ولادة "على قد الشوق" و"أسمر يا اسمراني"
يروي مجدي العمروسي في كتابه "أعز الناس" إنهم حين يذهبون إلى الإسكندرية يقيمون في شاليه لكمال الطويل في سيدي بشر، وحين كانوا يتمشون كان كمال يمشي مفتح العينين على الآخر، أي جاحظ العينين، سارح النظرات والخاطر يدندن لحناً في طريق الولادة أو التكوين، ويتمتم بكلمات غير مفهومة، فنعرف إنه في حالة تفكير في لحن أو كلمات فلا نزعجه ولا نكلمه إطلاقاً. ويومها ولد لديه مطلع أغنية "على قد الشوق" كنغمات أولية أو لحن مبدئي كان كمال يدندنه وأكمل المذهب كله وأثناء سيره توقف كمال وأسمعنا إياه وطار عبد الحليم بالمذهب وحث كمال على إكماله فقال كمال: لغاية هنا ولازمنا مؤلف يكمل، وفعلاً أكمل محمد علي أحمد الكلمات بعد ذلك وباتت الطبق الطائر كما سماها الشاعر كامل الشناوي.
يقول العمروسي: كان كمال الطويل غزير الإنتاج، سريع الانتهاء من أي لحن، ولا أنسى أبداً أننا عبد الحليم وكمال وأنا كنا نزور بعض الأصدقاء في حلوان وكنا نركب سيارتي وعبد الحليم بجواري وكمال في الخلف وقبل أن نتحرك إلى حلوان سلم عبد الحليم نص أغنية "أسمر يا اسمراني" تأليف اسماعيل الحبروك وبدأ كمال في تلحين الأغنية وهو ينقر بأصبعه على ظهر الكرسي الذي يجلس عليه عبد الحليم وحين وصلنا إلى حلوان كان كمال قد انتهى من تلحين المذهب والكوبليه الأول وعند عودتنا أنهى الكوبليه الثاني والثالث وفي اليوم التالي سجلت الراحلة فايزة أحمد الأغنية بصوتها ووضعت في فيلم "الوسادة الخالية" كما سجلها عبد الحليم أيضاً بصوته.
يقول كمال النجمي في أحد مؤلفاته إن "ظهور الطويل والموجي في قصائد قصة "رابعة العدوية" كان إيذاناً بمرحلة أخرى من الغناء الكلثومي للقصائد..". وربما قصد النجمي بأن ألحان المذكورين أتت بالجديد في الجمل وأساليب اللحن ما كان مختلفاً وثائراً على طريقة غناء القصائد السائدة من قبل.
رأيه بالمطربين الشباب وبالموجة الجديدة
كان يقول بأن مطربي هذه الأيام يبحثون عن المال فقط وإن عمرو دياب مثلاً ليس مطرباً بقدر ما هو (أحسن المرقصاتية). وكان يؤمن بأن الفن كله سياسة وأن الفنان بلا موقف لا قيمة له وأن الفن لا يمكن أن يواجه الأزمات إلا إذا أعطيته ميكروفون بينما الآن نجد أن الجماهير في واد وأجهزة الإعلام في واد آخر، وحتى لو قدم الاعلام بعض الأغنيات مثلاً الجادة فلن يصنع اتجاه عام لأنه انفصل تماماً عن قضايا وطموحات الجماهير. متفائلاً جداً بصوت آمال ماهر والمطربة لينا.

آخر ألحانه
بعد عام من وفاته عثرت أسرته على أربعة ألحان أحدها مسجل على شريط كاسيت بصوته.
في العام 2004، صرح بذلك نجله الملحن زياد الطويل لجريدة "الشرق الأوسط"، وعناوين الأغاني: "صاحية"، "ولا كل من ضحكت" وهما من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي واغنية "إلا قولي" للشاعر محمد حمزة ورابعة رفض زياد الكشف عن اسمها وأشار إلى أن والده انتهى من تلحينها بالكامل قبل فترة طويلة من وفاته إلا أن الأصوات الموجودة على الساحة لم تشجعه على تقديمها، حيث إن إحدى هذه الأغنيات وهي "ولا كل من ضحكت" غناها والده بصوته وسجلها على كاسيت موجود معه الآن.
وكشف زياد عن وجود مفاوضات مع مطرب معروف ليغني هذه الأغنية وقال بأن الفنانة وردة أبدت إعجابها بأغنية "صاحية".
كذلك نفى زياد أن يكون والده الراحل كمال الطويل قد كتب مذكراته أو سجلها بصوته.
دعوى قضائية:
قبل أن يمر عام على وفاة كمال الطويل، أقام الملحن زياد الطويل نجل الراحل، دعوى قضائية ضد كل من: برنامج "ستار أكاديمي" والموسيقار حلمي بكر بسبب قيام الأخير بإذاعة شريط نادر بصوت كمال الطويل وهو يغني لحن "ولا كل من ضحكت عينيه عاشق ولا كل من فرد الإيدين مشتاق" وهو لحن أعده كمال الطويل قبل 27 عاماً لكي يغنيه عبد الحليم حافظ الذي لم يمهله القدر ليغنيه. ورفض كمال الطويل منحه لأي صوت آخر رغم محاولات هاني شاكر وسميرة سعيد للحصول عليه.
وسبب إقامة الدعوى ـ حسب زياد الطويل ـ أن والده أعطى الشريط لحلمي بكر على سبيل التذكار لا بغرض الإذاعة، "لذا أعتبر هذا بمثابة خيانة أمانة لأغراض تجارية لا تخفى على أحد لأن البرنامج له طابعه التجاري".
ومن جهة أخرى قال الملحن حلمي بكر: "قدمت لحن أستاذي كمال الطويل تقديراً له وليس بغرض تجاري لأن ما يربطني بالراحل علاقة بدأت قبل أن يولد زياد، وأنا حزين ليس بسبب الدعوى القضائية فقط لكن لاتهامي بالاتجار بقيمة كبيرة مثل كمال الطويل.
وأخيراً رحل كمال الطويل في العام 2003 بعد أن عاصر كل الموجات الغنائية الجديدة وعاصر الحروب والانهيارات وكان مكتئباً وحزيناً على حال العرب العامة بعد أن فقدوا الكثير من سماتهم وهيباتهم.
الملحن المصري الكبير كمال الطويل في ذكرى رحيله الخامسة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04/08/2009, 11h37
الصورة الرمزية سماعي
سماعي
رقم العضوية:1
 
تاريخ التسجيل: octobre 2005
الجنسية: عربية
الإقامة: سماعي
المشاركات: 3,182
افتراضي رد: كمـال الطويل

كمال الطويل أحد أعلام الموسيقى العربية

[fv]1213798102841[/fv]
__________________

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09/03/2011, 01h45
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: كمـال الطويل

كمال الطويل.. موسيقار ثورة يوليو يعود إلينا في ثورة يناير 2011


http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=89193
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09/03/2011, 01h51
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: كمـال الطويل

كمال الطويل.. موسيقار ثورة يوليو يعود إلينا في ثورة يناير2011

http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=89193
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17/10/2012, 20h47
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
افتراضي رد: كمـال الطويل

أكّد لي الموسيقار زياد الطويل أنّ التاريخ الصحيح لميلاد والده كمال الطويل هو 1923 وليس 1922 كما هو سائد ، وذلك بعد أن أعلنت بعض الهيئات أنها ستحفل بمرور تسعين عاما على ميلاده .
غدا ـ الخميس 18 أكتوبر ـ ساعة كاملة على شاشة القناة الثقافيّة المصرية عن كمال الطويل ، سنكون معًا ـ زياد وأنا ـ من السادسة والنصف إلى السابعة والنصف مساء ( بتوقيت القاهرة ) في برنامج (( ليلة فنّ ))
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20/04/2013, 00h03
fahdj1 fahdj1 غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:486667
 
تاريخ التسجيل: décembre 2009
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 19
افتراضي

انا اللي اعرفة أن تاريخ ميلاد كمال الطويل هو نفس تاريخ ميلاد عبدالحليم عام 1923م ولكن عبدالحليم وعبدالوهاب غيرو تواريخ ميلادهم الى 1910م لعبدالوهاب و1929م لعبدالحليم وذكر المؤرخين ان عبدالوهاب اكبر من ام كلثوم بعامين وأن عبدالحليم توفي وعمرة 54عام في لندن واول لحن قدمة الطويل هو على قد الشوق وغناة عبدالحليم في حديقة الأندلس عام 1953م في اعياد الثورة كما ذكر يوسف وهبي في مقابلة عندما قدمة للجمهور وليس اغنية صافيني مرة وبعدها قدم نفس الأغنية في اول فيلم مع شادية
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09/07/2021, 04h16
الصورة الرمزية حازم فودة
حازم فودة حازم فودة غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:726270
 
تاريخ التسجيل: juillet 2014
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 7,529
افتراضي رد: كمـال الطويل

السلام الوطني
(والله زمان يا سلاحي)


موسيقى كمال الطويل

3 تسجيلات تم نقلهم من دار الأوبرا يوم 1973
أذاعها الإعلامي أ.إبراهيم حفني في برنامجه منتهى الطرب
الحلقة رقم 14 بتاريخ 12-07-2012
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السلام الوطنى (والله زمان ياسلاحى) كمال الطويل م14.mp3‏ (2.82 ميجابايت, المشاهدات 26)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28/10/2021, 17h34
الصورة الرمزية حازم فودة
حازم فودة حازم فودة غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:726270
 
تاريخ التسجيل: juillet 2014
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 7,529
افتراضي رد: كمـال الطويل

" برنامج آخر كلام" عمار الشريعي

تقديم عمر بطيشة وضيف الحلقة كمال الطويل سجلت بين 14-03-1991 إلى 19-04-1991
أذاعها الإعلامي إبراهيم حفني برنامجه منتهى الطرب
الحلقة رقم 021 في [30-08-2012]
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 حلقة من برنامج آخر كلام تقديم عمر بطيشة (كمال الطويل) م21.mp3‏ (5.32 ميجابايت, المشاهدات 32)
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 01h28.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd