* : تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 00h31 - التاريخ: 18/04/2024)           »          هاني شنودة - موسيقى الأفلام (الكاتـب : smsm78 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h01 - التاريخ: 18/04/2024)           »          لبلبة- 14 نوفمبر 1945 (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h17 - التاريخ: 17/04/2024)           »          نوتات الأغاني المغربية (الكاتـب : عاشق موزار - آخر مشاركة : abdellahjaber - - الوقت: 20h12 - التاريخ: 17/04/2024)           »          مقهى جراموفون (الكاتـب : علي علوي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 18h17 - التاريخ: 17/04/2024)           »          كارم محمود- 16 مارس 1922 - 15 يناير 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : محمد دياب - - الوقت: 17h48 - التاريخ: 17/04/2024)           »          الهادي القلال -7 فيفري 1927 - 15 مارس 2015 (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 15h28 - التاريخ: 17/04/2024)           »          شريفة فاضل- 15 سبتمبر 1938 - 5 مارس 2023 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 11h42 - التاريخ: 17/04/2024)           »          فاضل عواد (الكاتـب : طروب الشرق - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 07h45 - التاريخ: 17/04/2024)           »          عبدو داغر (نوتة) ‏ (الكاتـب : azzeddine_z - آخر مشاركة : qusay.qq - - الوقت: 03h59 - التاريخ: 17/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > أصحاب الريادة والأعلام > محمد عبد الوهاب (13 مارس 1898 - 4 مايو 1991)

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 12/11/2009, 23h08
هشام سعيدي هشام سعيدي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:33213
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: انجلترا
المشاركات: 167
افتراضي أسرار لا يمكن تعلمها.. بقلم عناية جابر

نقلا عن صحيفة القدس العربي



أسرار لا يمكن تعلّمها
عناية جابر

12\11\2009



رصد الناقد الموسيقي فكتور سحّاب في 'أحّب أشوفك كل يوم' أغنية محمد عبد الوهاب، خمس مجموعات مزدوجة من الآهات، تتبعها 'آه' حادية عشرة، من خلالها يُبدي عبد الوهاب فكراً وغريزة غنائيين مُتفوقين، تُظهّرهما عملية أخذه النفس في كل مرّة قبيل ختام 'الآه' الثانية من كل مجموعة آهات، لإحساسه ربما، بأن أخذ النفس في موقع آخر من الغناء، قد لا يُتيح استعداداً جيداً للآه الأخيرة الصعبة. من يذكر أو يحفظ 'أحّب أشوفك كل يوم' يُدرك تماماً كم إتقان 'الآه' الختامية فيها، صعب.
الغناء الجيّد بحسبي، ليس الصوت الجميل في اكتماله مع اللحن والكلمة فحسب، فثمة دهاليز و'أسرار' يمتلكها بعض المُغنين ويطلقونها في أثناء إرسالهم أصواتهم المُغنّية راسمين مداءات لها، مُتحكميّن في ذبذباتها الفاتنة. أسرار لاتُكتب ولا تُدوّن ولا يجري تعليمها للمُغنّي.
'احبّ أشوفك كل يوم، يرتاح فؤادي' غنّاها عبد الوهاب سنة 1928 وبقيت حتى اللحظة يرتاح لها فؤاد سامعها من كونها الاستعراض الأغلى للعواطف المشبوبة، في شكواها اعتمالات عشقية تراجيدية. حين أسمعها (وأنا ما زلت 'دقة قديمة' في السماع)، خصوصاً في المقطع الذي يقول: يا روحي راح عقلي .. أُرجّح رأسي في كل الجهات، في رغبتي الى تشتيت تلك العاطفة المُعذبة.
عبد الوهاب، في الاختبار الالكتروني (أُجري في القاهرة سنة 1975) بلغت دّقة صوته واحداً في الألف والمائتين من الطنين، أي أكثر دّقة من صوت أم كلثوم: واحداً في الألف من الطنين، لتأتي بعدها كافة أصوات مطربي ومطربات العالم العربي دون دّقة صوتيهما بكثير. في الحقيقة هذه الأرقام في دقة الأصوات لا تعنيني كثيراً، بل تُخيفني أحياناً من طبيعتها المثالية. تطيب لي الأصوات في دقة أقل وعذوبة أكثر وفيها من فتنة التعثّر الإنساني وضعفه ما يُقربها من القلب، تحُلّ فيه ما أن تُرسل. محمد فوزي أحد هذه الأصوات مثلاً، كذلك محمد قنديل وكارم محمود وليلى مراد وعبد الحليم .. والقائمة هنا تطول وهذه من أكثر الأصوات جذباً للسماع، ومنها الأسرار التي ذكرت، ويُعجزنا فهمها.
عبد اللطيف افندي البنّا، المعروف في عشرينيات القاهرة بميوله المثلية وغنائه بصوته النسائي، سّر الأسرار كلها. ما أن تسمعه حتى تسقط أغنياته في قلبك وتعلق في مسامك خصوصاً في 'ما تخافش عليّ' و'ارخي الستارة'. هل هي الحسيّة لزوم الغناء العربي وأحد مكوناته؟ هل هو الصدق والشغف بالغناء؟ المهارات؟ التقنية العالية؟ الدعوة والإغراء؟ أُحبّ أن أُصدّق أن بعض الغناء الجيّد الذي يستقّر طويلاً في الأفئدة هو ذاك المجبول بالشغف، ويُلمّح في آن الى أن المقاربة الجسدية ممكنة، ولكن من دون أن يجعل هذه الإمكانية تبدو يقيناً، وبكلمة أخرى تحميل الصوت كل عناصر الإغراء مع وعد غير مضمون بالوصال.
تُغنّي أم كلثوم: 'الليل يطوّل ويكيدني' (وأسمح لنفسي هنا بأن أقول بأنني غنيّت أغنيتها هذه في حفلي في 'الأسمبلي هول، الجامعة الأمريكية في بيروت للتدليل على أنني أعرف مدى صعوبتها وبعض أسرارها) فتسمع إيقاعاً مُعقداً غير معهود في الطقاطيق، إضافة الى الأغصان ذات الألحان المختلفة من مثل مقطع: صبّرت قلبي
ومقطع: ليه يا غرامي، كذلك المقطع الذي يقول: مين اللي يقدر .. الذي أحلّت فيه الآهات بين الأغصان، محل المذهب الأساسي، يروح يرددها المنشدون أو المذهبجية ويختمونها بكلمتيّ: غصبن عنّي. لن يسمع أحد كلمتين سريتين في الغناء أكثر فتنة من كلمتي: غصبن عنيّ في: الليل يطوّل ويكيدني، الطقطوقة الوحيدة التي مذهبها آهات.
هدى سلطان في أحد أفلامها، واقفة بشقرتها المصطنعة وصباها، باذخة لحمها الأبيض أمام السكارى تُغنّي: 'إن كنت ناسي .. أفكرّك' بصوت يقوم على خدمة مزاجهم، وهم يرسلون سيول عبارات الإطراء والكلمات المبطنّة والدعوات والإبتسامات. نظرة مُتفحصة الى هدى سلطان تُغني، نجدها مزهوّة ولا نجد عندها أمر إزعاجات السكارى مستنكرة، بل نجدها في رغبة لا تُقاوم وهي تُرسل صوتها، الى منح أكثر من هذا الصوت، الى منح الحب الذي هو ارتداد حب الساهرين لها.
'الآه' الواحدة، هي ثنائية طبيعية للرغبة وللعاطفة في آن. أكتب هنا طبعاً في نوع معيّن من الأغنيات والأصوات التي تفتش عن منفذ للخروج من متاهة الوحدة، الى رحاب 'الآخر' المعشوق . الوحدة، الحمل الثقيل، ولا تقدر عليه إلا الأكتاف القوية. الإغواء طبيعة ثانية في بعض الأصوات (منيرة المهدية، ليلى مراد، ام كلثوم، والعراقية سلمى مراد) تُقيم توازنها في القلوب في لعبة الإيحاء من جهة، واستحالة الوصول من جهة أخرى. هذه بعض براعة الصوت البشري، وجاذبيته عند هذا وتلك.
__________________
د. هشام سعيدي
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 01h50.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd