* : عبد الغني السيد- 16 يونيو 1908 - 9 ديسمبر 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 09h53 - التاريخ: 16/04/2024)           »          محمد مرشان (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h27 - التاريخ: 16/04/2024)           »          عادل عبد المجيد (الكاتـب : عادل النعاجي - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h27 - التاريخ: 16/04/2024)           »          عطية محسن (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h25 - التاريخ: 16/04/2024)           »          مع الموسيقى - برنامج إذاعي (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h31 - التاريخ: 16/04/2024)           »          معانينا في أغانينا (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 22h40 - التاريخ: 15/04/2024)           »          عبدو داغر (نوتة) ‏ (الكاتـب : azzeddine_z - آخر مشاركة : ابو يعقوب و طه - - الوقت: 22h33 - التاريخ: 15/04/2024)           »          عفاف راضي- 5 مايو 1954 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h33 - التاريخ: 15/04/2024)           »          عصمت عبدالعليم- 15 فبراير 1923 - 19 يناير 1993 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h23 - التاريخ: 15/04/2024)           »          كنعان وصفي 1932-2000 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 17h52 - التاريخ: 15/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > الجنوب العربي و الجزيرة العربية > الفن الكويتي > الجيل الاول - رواد الاغنيه الكويتيه

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 24/04/2011, 20h40
الصورة الرمزية بو بشار
بو بشار بو بشار غير متصل  
طاقم الإشراف
رقم العضوية:6480
 
تاريخ التسجيل: novembre 2006
الجنسية: كل العرب اخوانى
الإقامة: بلاد العرب اوطانى
العمر: 74
المشاركات: 3,698
افتراضي الفنان عبدالله الفرج 1836 -1901

عبدالله الفرج - رائد الصوت



تمتد جذور الاغنية الكويتية الى سنوات طويلة، فهي راسخة في القدم، حققت شهرة واسعة بفضل عدد من الرواد الاوائل الذين قدموا اجمل الالحان واعذب الكلمات واطربوا الجمهور باغانيهم.

نتوقف في كل حلقة من حلقات فرسان النغم مع احد الملحنين الاوائل من فنانين الكويت البارزين الذين قدموا اعمالا غنائية خالدة، لا تزال تعيش بيننا، تلك الالحان التي اثرت الساحة، ورسخت في الاذهان لعذوبتها، ولتميزها. وراء هذه الالحان اسماء بارزة من الفنانين الاوائل الذين كان لهم سبق البدايات والتميز، وكان لهم ايضا دورهم في وضع بصمة مهمة للاغنية الكويتية على المستوى الخليجي والعربي.

لا يمكن الحديث عن الاغنية الكويتية دون التوقف طويلا امام اسم الراحل عبدالله الفرج، فقد كان رحمه الله مطربا متميزا، بل هو اول من قدم الصوت الكويتي. وهو ملحن له عشرات الالحان الخالدة التي لا يزال الكثير من المطربين يقدمونها، وهو شاعر غنائي، وهو فوق ذلك كله فنان له بصمة واضحة ومؤثرة في رحلة الاغنية الكويتية، لانه يعد ابا الاصوات وهو المؤسس الحقيقي لفن الصوت في الكويت ـ سار على نهجه عشرات المطربين، سواء من خلال الالحان التي قدمها، او الالحان المطورة، التي قدمها من جاء بعده.

تتفق المصادر على ان ولادة عبدالله الفرج كانت في الكويت، حيث يشير احمد البشير الرومي الى ان عبدالله ولد في عام 1836 وهو الوحيد بين اختين لمحمد فرج عبدالرحمن الفرج، والده كان من ابرز اثرياء الكويت، عرف بتجارته الواسعة آنذاك مع الهند، ومن هناك انتقل عبدالله مع والده الى الهند، خاصة ان رغبة والده كانت في ان يعلمه اللغة الانكليزية، وهكذا تربى في الهند، وكان والده حريصا على ان يكون ملما باللغة العربية وثقافتها، فتعلم على ايد اساتذة متخصصين وبرع في العلم والشعر لأنه كان موهوبا ذكيا، وآثر الشعر والموسيقى والى جانب تأثره بالبيئة الهندية التي عشق ألحانها، كان يجتمع مع عدد كبير من العرب، لا سيما اليمنيين المتواجدين في الهند، ومن خلالهم تعرف على عيون الشعر العربي، الى جانب الغناء اليمني.

وانكب الشاب عبدالله الفرج على قراءة الشعر العربي القديم، وتأثر به كثيرا وبدأ ينظم القصائد، خصوصاً بعد ان نهل من الشعر الجاهلي والعربي في العصور الاولى للاسلام والاموي والعباسي.

وعلى الرغم من تعامله كملحن ومطرب مع قصائد لشعراء من عصور قديمة كالعباس بن الاحنف، فان عبدالله الفرج كتب العديد من القصائد التي تحولت الى اغان، سواء الاغاني التي قدمها بصوته، او التي غناها بعده مطربون كبار كعبداللطيف الكويتي، ومحمد بن فارس، ومحمود الكويتي، وعوض دوخي، وسعود الراشد وسواهم.

اشعار عبدالله الفرج
ومن اشعار عبدالله الفرج «والله ما دريت» التي لحنها الفرج ايضا وغناها بعده عدد من المطربين ابرزهم يوسف البكر، وتقول كلماتها:
والله والله والله ما دريت
ان الهوى هكذا يعمل معي
لما لما جرت ما رضيت
ذمام ذلك الاديب اللوذعي
ذي قد نظم في ودادك الف بيت
ابيات ما قد نظمها الاصمعي
نقضت عهدي وانا عهدك رعيت
ما كل ذي قد رعى عهد رعي
تفهم ولكن كني إن شكيت
أشكيك بالرمز أو بالديعي

وعرف الشاعر عبدالله الفرج بمعارضته لعدد من الشعراء من خلال قصائده، أو ردوده على بعض الشعراء، ويشير عبدالله بن خلف الدوسري في بحث قدمه لملتقى «مئوية الرحيل والميلاد» الذي اقامته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين في الفترة من 6-10 يناير 2002 ونشر في كتاب ضم عدة ابحاث، حيث يقول العماري ويجتمع الشاعر عبدالله الفرج بأصحابه ابراهيم السنيدي ومحمد بن عبدالله بن سليم العازمي والشاعر محمد الفوزان ينظمون القصائد في هجاء محمد بن فضال، كما ان الفرج رد على عدد من قصائد محمد بن لعبون وعدد من الشعراء الآخرين.

ويشير الدوسري الى ان ديوان الفرج الشعري المعنون «الارج ديوان ابن فرج»، قد صدر في بومباي عام 1338 هجرية، ويعد مناهم دواوين الشعر النبطي التي تحرص عليها المكتبة الشعرية في كل مكان.

ومن اشعار الفرج ايضا «يا من يعاوني على الونة» وقد غناها محمد زويد، و«قال محيي الهوى ظبي سباني»، و«يالله يا منشي عظيم اللها» وسواها.

غناء
تتلمذ على يد عبدالله الفرج عدد من الاسماء البارزة، بينهم يوسف البكر وخالد البكر، وسجل يوسف البكر عددا من الاصوات كما غناها عبدالله الفرج، وقد حظيت اشعار عبدالله الفرج كما هي ألحانه باهتمام كبار المطربين، خاصة في الكويت والخليج، الذين اعادوا غناءها، ومن ابرز الذين قدموا قصائد عبدالله الفرج المطرب الكبير محمود الكويتي، حيث غنى «الحمد لك»، و«الله ما دريت ان هندا»، «يا من يعاوني كما غنى من أشعاره عبداللطيف الكويتي، ومن ذلك اغنية «من ناظري هل مسكوب»، وفرحان بوشايع، وغنى عبداللطيف الكويتي ايضا اغنية «الحمد لك ياعظيم الشان» وغنى من كلماته عبدالله فضالة وعدد من المطربين البارزين.

ومن القصائد التي كتبها الفرج ولحنها ايضا «يارب سهل لنا المطالب» ويقول مطلعها:
يارب سهل لنا المطالب
واجعل دعانا لك مجاب
يا مفرج الهم والكرايب
الله يا منشي السحاب

ومن ابرز قصائده «قريب الفرج» التي غناها عدد من المطربين ويقول مطلعها:
قريب الفرج يا دافع الهم والعسر
مزيل الضجر ما حي الكدر كن لنا معين
فيارب انا أسألك بعم وبالزمر
وبالتين والزيتون وبالطاهر الأمين
تقل عثرتي تكشف كروبي من الضرر
تجبرني من الفتنة وترحم بكا الحزين

ومن أغاينه «يالداني دانة» التي غناها عدد من المطربين

عبدالله المفرج لم يكن شاعرا متميزا وحسب، بل كان ملحنا مجددا وفنانا رائعا، كان وراء التجديد والتطوير في فن الصوت
وهو الرائد الحقيقي للاغنية الكويتية، وسيظل خالدا لان اعماله مازالت خالدة

وتشير معظم المصادر الى ان عبدالله الفرج قد انتقل الى جوار ربه في عام 1901 بعد ان ترك ثروة غنائية ولحنية وشعرية كبيرة، تشكل في مجملها ابداعا خالدا مازال مصدرا مهما للعديد من المهتمين بالاغنية والصوت تحديدا، ويسجل له ان الفرج كان الرائد في التعامل مع الموروث على الرغم من أنه تأثر ببيئات وثقافات عدة استمد منها ألحانه الخالدة.

إعداد الاستاذ عبدالمحسن الشمري
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg عبدالله الفرج.jpg‏ (15.2 كيلوبايت, المشاهدات 249)

التعديل الأخير تم بواسطة : بو بشار بتاريخ 08/09/2011 الساعة 09h18
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08/06/2013, 20h41
الصورة الرمزية بو بشار
بو بشار بو بشار غير متصل  
طاقم الإشراف
رقم العضوية:6480
 
تاريخ التسجيل: novembre 2006
الجنسية: كل العرب اخوانى
الإقامة: بلاد العرب اوطانى
العمر: 74
المشاركات: 3,698
افتراضي رد: الفنان عبدالله الفرج 1836 -1901

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg عبدالله بن محمد الفرج.jpg‏ (2.66 ميجابايت, المشاهدات 206)
__________________
http://www.sama3y.net/forum/signaturepics/sigpic6480_1.gif

التعديل الأخير تم بواسطة : بو بشار بتاريخ 11/08/2013 الساعة 21h36
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28/11/2013, 00h36
الصورة الرمزية بو بشار
بو بشار بو بشار غير متصل  
طاقم الإشراف
رقم العضوية:6480
 
تاريخ التسجيل: novembre 2006
الجنسية: كل العرب اخوانى
الإقامة: بلاد العرب اوطانى
العمر: 74
المشاركات: 3,698
افتراضي رد: الفنان عبدالله الفرج 1836 -1901

مقابلة سيف مرزوق الرومي مع عثمان ابرهيم الخراز و لقاء عن الشاعر عبدالله الفرج

الجزء الاول
‫ظ…ظ‚ط§ط¨ظ„ط© ظ…ط¹ ط§ظ„ط*ط§ط¬ ط¹ط«ظ…ط§ظ† ط§ظ„ط®ط±ط§ط² ط¹ظ† ط§ظ„ط´ط§ط¹ط± ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ„ظ‡ ط§ظ„ظپط±ط¬ 1‬â€ژ - YouTube


الجزء الثانى
‫ظ…ظ‚ط§ط¨ظ„ط© ظ…ط¹ ط§ظ„ط*ط§ط¬ ط¹ط«ظ…ط§ظ† ط§ظ„ط®ط±ط§ط² ط¹ظ† ط§ظ„ط´ط§ط¹ط± ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ„ظ‡ ط§ظ„ظپط±ط¬ 2‬â€ژ - YouTube


الجزء الثالث
‫ظ…ظ‚ط§ط¨ظ„ط© ظ…ط¹ ط§ظ„ط*ط§ط¬ ط¹ط«ظ…ط§ظ† ط§ظ„ط®ط±ط§ط² ط¹ظ† ط§ظ„ط´ط§ط¹ط± ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ„ظ‡ ط§ظ„ظپط±ط¬ 3‬â€ژ - YouTube
__________________
http://www.sama3y.net/forum/signaturepics/sigpic6480_1.gif
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08/11/2014, 13h54
الصورة الرمزية بو بشار
بو بشار بو بشار غير متصل  
طاقم الإشراف
رقم العضوية:6480
 
تاريخ التسجيل: novembre 2006
الجنسية: كل العرب اخوانى
الإقامة: بلاد العرب اوطانى
العمر: 74
المشاركات: 3,698
افتراضي رد: الفنان عبدالله الفرج 1836 -1901

من قصائد عبدالله محمد فرج

لا أظن أن هذا الشاعر الكبير يحتاج إلى تعريف فإنه – لايزال – منذ مرور أكثر من قرن على وفاته وهو يملأ أسماعنا شعراً وألحاناً، فنجد في شعره جمال التعبير وقوة الشاعرية، ونجد في ألحانه الطرب الجميل الذي يأخذ بالألباب، ويكفيه أن نقول إن ألحانه التي مضى على إبداعها زمن طويل لا تزال حية تنطق عن موهبة عالية، وتمكن بديع في فن الموسيقى على الرغم من أن الأيام التي أبدعت فيها كانت خالية من الوسائل المعينة في مجال الفن الغنائي، فهي أيام على غير ما نحن عليه الآن من توافر الآلات، والفنانين المبدعين والنقاد، ومع كل ذلك فقد ظهرت ألحان عبدالله الفرج وعاشت إلى يومنا هذا يهواها كل محبي الفن ويرددها كبار المطربين من أبناء الكويت وغيرهم.
ناهيك عن شعره الذي جاء في ديوان كبير، يضم عدداً كبيراً من القصائد متنوعة الأغراض، متعددة البحور، ولجمال شعره فإن الفنانين صاروا يغنون حتى الأغاني التي لم يلحنها الشاعر من شعره، وأقرب مثال لذلك هو قيام الفنان القدير سعود الراشد بتلحين عدد من الأبيات التي ابتدأ بها الفرج قصيدته الرثائية التي يقول في مطلعها
مرت بي القدرة ضحى يوم الاثنين
بدْيار خلِّي باللوى والحبايب
وارفض من عيني كما فايض العين
دمع بْمثله ما تجود السحايب

وهي أبيات جميلة ذات لحن جميل رنان على الرغم من أن موضوعها ليس من الموضوعات التي تُغنَّى، ولعلها المرة الأولى التي استمع فيها إلى قصيدة من قصائد النبط الرثائية فأجد أن ملحنا كبيراً استساغ عباراتها فلحنها وغناها فابدع في اللحن وفي الغناء

هذا الذي نذكره هنا يعتبر من الدلالات الواضحة على عبقرية عبدالله محمد الفرج، ورقي فنه، وقدرته على التعبير الصادق

***
للشاعر عبدالله محمد الفرج قصائد جميلة كثيرة، متنوعة الأغراض والأوزان فيها قصائد العرضة والصوت والسامري وفيها الغزل والمديح والهجاء والوصف، وله إضافة إلى الأوزان المعتادة أنواع من الزهيريات وإن كانت أقل من حيث الكم مما انتجه في باقي أوزان الشعر

ومن قصائده الغزلية الجميلة هذه التي مطلعها
جرى الدمع من عيني على الخدِّ وانتثرْ
وبَيَِّح بْسدِّي ياعلي مدمعي الجاري
شجاني حمام ناح بالمورق الخضرْ
وْهيَّض غرامي تالي الليل وأفكاري

والقصيدة في ثمانية عشر بيتا. وقد غناها الفنان سعود الراشد مُغيرا لحن عبدالله الفرج لها، ثم غنتها الفنانة حورية سامى في إحدى الحفلات فأجادت على الرغم من اختلاف لهجتها عن لهجة الأغنية. وغنتها كذلك المطربة وطفة، ولها تسجيل في إذاعة الكويت. وسوف يأتي بيان ذلك

استهلال جميل، وتعبير واضح عما سوف يأتي في القصيدة من ملامح فنية جميلة، سوف نعرضها فيما بعد

فهذا شاعر كويتي جميل الشعر، مشهور لدى محبي القصائد النبطية، ومعروفٌ بأنه من الملحنين المشهورين فقد انتقلت إلينا منه ألحان كثيرة ولا تزال تتردد على أسماعنا، لم يغير من قيمتها مرور الزمن بل هي تزداد جمالا لأنها ذات أصالة، ولأنها صادرة من فنان عريق. ولقد كان من حسن حظنا أن أحاط به عدد من الفنانين منهم الفنان خالد البكر الذي حفظ ألحانه كلها، ثم قام بتحفيظها إلى أخيه يوسف البكر، وهذا الأخير كان له الفضل في ايصال هذه الالحان إلينا دون أنْ يلحقها أي تشويه، وكما أن الفضل له في ذلك فإن الأستاذ أحمد البشر الرومي صاحب فضل كذلك لأنه هو الذي سعى إلى تسجيل صوت الفنان يوسف البكر، وقام يحفظ كل ما غناه. مما يجعلنا نؤكد أنه لولا قيام الأستاذ أحمد البشر بهذه المهمة لما وصل إلينا نتاج هذا الفنان العريق الأصيل

ومهمها كتبنا عن فنان الكويت وشاعرها عبدالله محمد الفرج فإن ما قدمناه قليل إذا ما قارناه بحجم انتاجه في كلا الجانبين اللذين خاض غمارهما: الشعر والموسيقى

***
كان تعبير الفرج عن الحب تعبيراً باكياً، جرت له دموع عينيه، وانتثرت على خديه، فكان دمعه دليلاً على عشقه، وكشفا عن سريرته. ولقد تسبب في إثارة شجونه ما سمعه من الحمام النائح على أغصان الأشجار المورقة الخضراء. كان وقت ذلك في أواخر الليل مما افزعه واثار اشواقه، وشغل فكره بالمحبوب الغائب

ثم استأنف حديثه شارحاً وضعه بعد هذا الاستهلال الذي ورد في اول بيتين من قصيدته، فعبر عن شقائه وشقاء قلبه لكثرة الويل الذي يحس به عند ذكر المحبوب الذي جفاه على الرغم من انه مغرم به يردد اسمه في شعره (رنت به اشعار)

ثم يقول ان هذا الحبيب قد جفاني، وَعَرَّضَ روحي للتلف، وسلك بها المسالك الوعرة، وترك جسمي ناحلاً عارياً من اللحم سقيما

وسبب ذلك ان هجره ما كان يخطر على بالي، وكان المنتظر منه أن يرأف بي ويراعي حالتي كما أرأف به واداريه

ألا واشقا قلبي من الويل لي ذكرْ
حبيب جفاني يوم رَّنت بِه أشعاري
جفاني وعرَّض بالجفا روحي الوعرْ
وجسمي دعاه من اللَّحم ناحل عاري
نحل حالتي هجره ويا ليت ما هجرْ
مْحِبٍّ يروفْ بحالته دوم ويداري

لقد اجاد الشاعر في أبياته الخمسة التي تقدمت، وأحسن تصوير حالته بعد فراق من يهواه، فهو يتحسر على أيام مضت حين كان لقاؤهما ممكنا، وكان الزمان مواتيا لهما، وهو يردد بسبب ما يشعر به من هموم الفراق ذكر الدموع المنهمرة من عينيه على خديه، فجعلته كما باح بمكنون نفسه بائساً حزينا

وهذه معاني الكلمات الواردة في البيتين الأولين
مرت بي القدر: مرَّ بي الأمر المقدر الذي لا أستطيع له دفعاً
اللوى: موضع رمال في الصحراء، بقربها منازل من يحب
ارفضَّ: تفجَّر سائلاً
العين الفائضة: هي النبع الذي ينبعث منه الماء

أما الأبيات الخمسة التي تلت ذلك فمعاني كلماتها كالآتي
بيح: باح. بْسَدِّى: بسرِّي
شجاني: هي من قولهم شجاه الهم اي: أحزانه وهي فصيحة
المورق الخضر: الشجر المورق الأخضر
هيَّض: أثار. واشقا: ما أشقى
رَنَّتْ: سمع صوتها في كل مكان
الوعر: الأماكن الوعرة: أي الصعبة المسالك، وهي فصيحة
دَعَاهُ: جعله. يروف: يرأف
يداري: يراعي ويهتم

***
كانت تلك هي الفقرة الأولى من القصيدة، وهذه هي الفقرة الثانية التي استأنف بها شكايته وبث الآمه؛ ولكنه ابتدأها بوصف صاحبته التي كانت ذوائب شعرها طيبة الرائحة، زكيَّة وعطره، ثم قال لصاحبه علي: انه كلما مر على بالي ذكر هذا الحبيب أذهل التذكار فكري، وأخذني الوجد كل مأخذ

خنين الذوايب يا علي كل ما خطرْ
على البال ذكره سَبَّهْ البال باذكاري
أنا كيف باسلا عنه واصبر كما صبر
وأنا اللي بْحبَّه للملا شاعت اخباري
تلفني على فرقاه وجدي مع السَّهر
فهل – يا علي – عن حالتي متلفي داري؟

هكذا نراه في تساؤله الموجه إلى صاحبه عليِّ فهو تساؤل مستنكر، وكان صديقه علي قد طلب منه أن يصبر وهو يقول: كيف أسلو عنه، وأصبر كما صبر عنّي، وأنا الذي أحبه محبة شاعت أخبارها بين الناس. وهو فوق ذلك قد أوردني موارد التلف بسبب فراقه لي، لأنني صرت أعاني الوجد والسهر الطويل، وكل ذلك يحدث لي ومن أهواه لا يدري عن حالي شيئاً

ثم عاد إلى وصفه قائلاً
ضحوك اللمى له غرة كنها القمر
إلى شعشعت يسري على نورها الساري
حسين سواته ما حَّدٍ شاف أو نظر
غزال بزينه يخجل البيض ويماري
يقول الشاعر: إنه ضحوك اللَّمى، واللمى لون جميل في اللثة يظهر عند الضحك أو الكلام، وله غُرَّة كأنها غرة القمر إذا انتشر نورها سار عليها الساري ليلاً، والمحبوب مضيء بسبب ذلك النور المشع من محيَّاه، وهو جميل لم ير الشاعر أحداً مثله في جماله، وهو شبيه بالغزال، بل إنه ليُخْجِل الحسان حين يفاخر بحسنه بينهن

ثم ماذا؟ يقول إن سبب ما حل به هو
أنا من سبب شوف الغضي في شهر صفر
نطحني عْصيرٍ ساطع نورها واري
نطحني وحيرني بها صافي النحر
وسبَّه دليلي عقبما تَيَّه أفكاري

إذن فمشاهدته لمن يحب بصورة مباغتة (نطحني) هو سبب إثارة الكوامن، فهو يقول إنني رأيت المحبوب في شهر صفر، وقد قابلني في عصر يوم مشرق من ذلك الشهر العربي فحيَّرني بنحره الصافي الجميل، وتاهت لمرآة أفكاري، ولم أتمالك نفسي ذلك اليوم

ولفظة نطحني لها معنى لقيني فجاءة وهي من ألفاظ اللهجة التي كانت تستعمل فيما مضى من الزمان. وَصَغَّر لفظ العصر فقال عصير، وهو يقصد (عصرية) وهذا اللفظ مستعمل في اللهجة وهو يشابه قولهم صبحية وظهرية ولذا فإن الشطر الثاني من البيت الذي نتحدث عنه هنا يقول: «قابلني فجأة في عصرية نورها ساطع، وكأنه يشتعل لقوة نوره. وفي كلمة صبحية يقول الفنان عواد سالم
صوت السهاري يوم مرّوا عليه
صبحية العيد
وهي أغنية مشهورة غناها الفنان عوض دوخي بكلمات أخرى ولحن آخر

وهذه معاني بعض ما مر في الأبيات من كلمات
خنين: طيب الرائحة
الذوائب: خصلات الشعر
سَبَّهَ: أذهل
الملا: الناس. اللَّمى: لون محبب في اللثة، وهي فصيحة
غرة: غرة الشهر أوله، وغرة المحبوب هنا: جبهته
شعشعت: ظهر شعاعها. الساري: الماشي ليلاً
سواته: مثله
شاف: رأى. يماري: يفاخر
الغضي: المحبوب. نطحني: قابلني ولقيني على غير تَوَقُّع
واري: أصلها مُتَّقد. ويقصد بها هنا: ساطع
صافي النحر: ناعم الرقبة وأعلى الصدر. عقبما: بعدما

***
ويستمر الشاعر عبدالله الفرج في شكواه، معبرا مرة بعد مرة عن حالته البائسة مع من يحب. وعن امله الخائب في اعادة العلاقة التي انقطعت بينهما الى ما كانت عليه. انه يتمنى ان لو عرف حبيبه عن حاله واخذ الخبر عن شكواه التي زادت على كل شكوى مرت به في حياته. انه يردد في شعره قائلاً: ليته يعلم بحالي (خذ الخبر) اذن لادركني وسعى الى ان يزيل عني هذا الهول والجزع اللذين جعلا الدموع تنتثر من عينيَّ كأنها الرمال التي تذروها الرياح (الذراي). ثم يتساءل: ما شأنه كلما راني مقبلاً صدَّ عني، ونفر من ملاقاتي، اما اذا كلمته فإنه سرعان ما يرد عليه بقوله: إنك طويل اللسان، كثير الكلام (بيعاري):
ألا ليت عن حالي حبيبي خذ الخبرْ
ولا هال من تذري همومه كما الذاري
علامة إلى من شافني مقبل نفَرْ
وإلى قلت قول قال: والله بيعاري
ثم يختم القصيدة بالتوجه الى أهل المعروف قائلا لهم: انتم تحاولون الاصلاح بيننا، وتسعون الى اعادة المياه الى مجاريها بيني وبين من أهوى، ولكني علمت ان ذلك لا يفيد، وان الحذر لا يقرب البعيد. وان الله قد قضى عليَّ بما قضاه من امره الجاري، وتحقق قضاؤه سبحانه، وبليت بحب هذا الجميل الأعفر. ولقد تأكد في يقيني أن هذه البلوى انما جاءت بارادة الله وبحكمته تعالى

لقد صار هذا المحبوب الذي اهتم به، وارعاه طوال عمري، نافراً عني، يصدني عنه ولا يسأل عن اخباري، بل ولا يهتم بشأن من شؤوني وهو يعلم ما أعاني، كما يعلم سبب معاناتي وهو جفاؤه وبعده

انني يا اهل الهوى قد ايقنت ان روحي بسببه في خطر، فاذا ما مت فعليكم ان تأخذوا منه بثأري:
ألا يا أهل المعروف ما ينفع الحذر
قضى الله ربي ما قضى بامره الجاري
بلاني الهوى وأبليت بالجادل العفر
وهذا المقدر – يا علي – حكمة الباري
هواي الذي عنه اتحفّى مدى الدهر
وهو ما يسل عني ولا هوب في كاري
أرى منه روحي يا هل الغي في خطر
إذا مت فاخذوا منه يا اهل الهوى ثاري
أما معاني كلمات هذه الفقرة من القصيدة فهي:
الذاري: الرمل الذي تذروه الرياح أي تنشره وتدفعه
علامَه: ما شأنه. نفر صد وابتعد
بيعاري: سليط اللسان كثير الكلام
الجادل: الجميلة، وهذا من صفات الظباء
العفر: الأعفر، ذو اللون الأبيض المشوب بحمرة، وهذا من صفات الظباء
أبليت: بسكون الباء وكسر اللام: بُليت، من البلاء
اتحفَّى: اهتم به وأرعاه وأسأل عن حاله
ولا هوب في كاري: ولا هو في شأني أي لا يهتم بشأني. وفي اللهجة إذا أردت أن تقول لشخص: لا شأن لك بهذا قلت: ما كارك
أهل الغي: هم أهل الهوى، وهي معادة في البيت بهذا اللفظ

***
انتشرت هذه القصيدة، وأحبها عشاق الشعر النبطي وتداولوا إنشادها في مجالسهم، وأصبحت في فترة وجيزة على كل لسان. كما صار للحنها الجميل الذي وضعه الشاعر نفسه وهو: عبدالله محمد الفرج؛ دور كبير في نجاحها وانتشارها فغناها عدد من المطربين ذكرنا منهم الفنان سعود الراشد، والفنانة حورية سامي، وما لم يأت ذكره هنا أكثر من ذلك بكثير بحيث لا نجد مجالا لسرد أسماء الجميع

ولم يكن غريباً أن ينحو بعض الشعراء نحو شاعرنا الفرج فيقولوا شعراً على منوال قصيدته، وقد جاء من ذلك ما قاله الشاعر أحمد مبارك العصفور برواية السيد عبدالله الدويش في كتابه: «الفن والسامري» وإذا اطلعنا على الأبيات التي قالها أحمد العصفور وجدناها متشابهة إلى حد كبير مع أبيات عبدالله الفرج في المعاني والألفاظ ناهيك عن الوزن والقافية فهو يقول فيها:
أحب الخضر من حيث لي صاحب خضر
وماري بزينه جميلة البيض ومارى
نطحني اضْحيّ العيد وأحدث معي الكدرَ
ومن شوفته- يا حمود- أنا ضاعت أفكاري
نطحني اضْحيّ العيد بمْشَجَّر خَضَرْ
يتل الردليف تلَّة الحصن للقاري
أبو لبة عفرا كما دورة القمرْ
إلى شعشعت يسري على نورها الساري
فهذه أبيات جميلة لا يخفى على من يقرؤها مدى تأثر هذا الشاعر بمن سبقه وهو عبدالله الفرج. وبخاصة استعماله لبعض الألفاظ مثل (نطحني)، مثل ما جاء في البيت الرابع الذي غيَّر فيه كلمات في الشطر الأول فبدلا من كلمة (غُرّة) عند الأول، نجد كلمة لبّه عند العصفور. واللبّة هي موضع النحر من الرقبة ويقصد بها الشاعر أعلى الصدر، وهي فصيحة هذا وفي هذه الأبيات عدد من الكلمات التي لابد من شرحها وهي:
نطحني: قابلني وقد شرحناها آنفا
اضْحىّ: تصغير ضحى. مْشجَّر خَضَر: ثوب عليه ألوان الشجر الأخضر فهو بكامله أخضر اللون
الراديف: الأرداف. الحصن: جمع حصان، وقوله جرة الحصن للقاري، مع نطق القاف جيماً قاهرية معناه يجر أردافه كما تجر الجياد القاري وهو العربة
ولا أريد أن أشير هنا إلى ما أشرت إليه في كتابي «دروس في اللهجة الكويتية من خلال الشعر النبطي الكويتي» حيث ذكرت فيه خطأ فادحا ارتكبه أحد الكتاب عند تفسيره لهذه العبارة. ولم يأت خطأه إلا لأنه اعتمد على رأيه الخاص دون بحث أو مراجعة أحد

***
وفي الختام فإننا نود أن نضيف في النهاية ما لابد من إضافته هنا وهو أن بعض الأبيات قد تداخلت بين القصيدتين أثناء الغناء، فنجد الأغنية الواحدة قد اشتملت على أبيات واردة في كل منهما. ولكن الذي يؤكد لنا صحة الأبيات التي ذكرناها منسوبة إلى عبدالله الفرج هو أنها موثقة في ديوانه الذي طبع لأول مرة بالهند في سنة 1919م برعاية خالد محمد الفرج الذي كان حريصاً على العناية بشعر عبدالله واتقان طبعه، وتحقيق نسبة القصائد إليه

ولا يفوتنا أن نذكر أنه للشاعر ضويحي بن رميح قصيدة مشابهة للقصيدة التي عرضناها نقلا عن عبدالله الدويش، مع وجود اختلافات بسيطة، وزيادات واضحة بين الجانبين. وإذا كانت قصيدة العصفور قد وصلتنا وهي أربعة أبيات فقط، فإن قصيدة ابن رميح جاءت في أربعة عشر بيتاً كما وردت في الكتاب الذي أصدره عنه الأستاذ الشاعر عبدالرزاق محمد صالح العدساني.
وأخيراً فإن هذه المصادر الثلاثة كافية، وهي تنفي ما زعمه أحدهم من نسبة بعض الأبيات إلى شخص آخر وهذا أمر تعودناه من الجماعة فقد اعتادوا نسبة كثير من القصائد إلى أصحابهم.
وهناك إضافة أخرى تنبغي الإشارة إليها في هذا الختام، وهي أن نسبة اللحن إلى الشاعر الفرج ليست مؤكدة، وإن كانت الأبيات من إنشاده بالتأكيد، وقد اختلف في مسألة اللحن فهناك من قال إن اللحن لعبدالله الفرج، وجاء سعود الراشد فطوره وأدخل عليه الآلات الحديثة، وقيل إنه هو الذي لحن هذا الغناء منفرداً، ولم يكن قد جرى تلحينه من قبله، ولا نعلم على وجه اليقين حقيقة الأمر

ولكننا بالرجوع إلى مكتبة الأغاني في إذاعة الكويت، والاستماع إلى التسجيلين المتاحين فيها نستطيع أن نستخلص ما يلي:
-1 لا يوجد تسجيل محفوظ لهذه الأغنية بصوت المطربة حورية سامي وإن كانت غنتها في حفلة
-2 هناك تسجيل للأغنية بصوت الفنانة وطفة على إيقاع السامري، وهو الذي نظن أنه من ألحان عبدالله الفرج
-3 وهناك تسجيل آخر للأغنية بصوت الفنان سعود الراشد على الإيقاع النقازي، وذلك من تلحينه

بدأت الفنانة حورية سامي مشوارها الفني في وطنها: مصر، وكانت تغني الأغاني الخفيفة في ملهى كوبانا، ثم التحقت بالمسرح العسكري – قسم التوجيه المعنوي، وسافرت – بعد ذلك إلى لبنان، فعملت هناك في بعض الملاهي، وتزوجت لبنانياً، وبعد زواجهما حضرا إلى الكويت، وعند ذلك التحقت حورية سامي بالإذاعة الكويتية – قسم الموسيقى وكانت ضمن أعضاء المجموعة الغنائية (الكورس) ولقد عرض عليها الغناء لموهبتها فيه، ولما كانت ذات صوت جميل، ولأنها صارت تجيد اللهجة الكويتية، فقد تهافت عليها الملحنون لعدم وجود أصوات نسائية آنذاك

ولقد لحن لها أكثر من عشرين ملحنا منهم الأستاذ ابراهيم الصولة، والمايسترو سعيد البنا، والفنان سعود الراشد ومحمود الكويتي وعبدالله فضالة وأحمد علي وخالد الزايد وعبدالحميد السيد ويوسف المهنا. وآخرون

وقد سُجِّلت لها أغان كثيرة منها هذه الأغنية التي تحدثنا عنها في مقالنا هذا. ومنها:
سامرية: يا روح روحي، وصوت: والله والله ما دريت، وأغنية تاج حسنك علمك… ويا بو فهد مني غدا الشوق، ويا فرحتي مهري ربع دينار وغيرها من الأغاني

توفيت هذه الفنانة المبدعة قبل أن تكْمِلَ طريقها مع الأغاني الكويتية، ولكنها تركت ذكرى طيبة ومستمعين لا يزالون ينتظرون إذاعة أغنياتها

***
هذه إشارات لابد من ذكرها حول أغنية من الأغنيات الكويتية الشهيرة اشترك في تقديمها لنا الفنان الشاعر عبدالله الفرج والفنان الموسيقار سعود الراشد والفنانة القديرة حورية سامي، رحمهم الله

=========

ملحاق خير:
مما يلفت النظر أن اسم شهر صفر قد تردد في عدد من القصائد، منها قصيدتان سبق أن أوردناهما في مقال سابق من مقالات: «الأزمنة والأمكنة» إحدى هاتين القصيدتين للشاعر القديم الراعي النميري الذي عاش في العصر الأموي مترددا على أرضنا، وذكر منطقة الرحية (الرحا) في شعره كما بينا سالفا، والقصيدة الثانية لشاعر آخر معاصر لنا هو فهد العسكر الذي لا يحتاج إلى تعريف لكثرة ما كتب عنه

ولقد قال الراعي النميري في مطلع قصيدته:
يا أهلُ ما بال هذا الليل في صفر
يزداد طولا ولا يزداد من قصر
في إثر من قطْعت منى قرينته
يوم الحدالى بأسباب من القدر
(الحدالى: موضع في بادية الشام)

ومعنى البيتين اللذين ذكرناهما هنا أن الشاعر يدعو أهله ثم يسألهم عن ذلك الليل من شهر صفر، ويقول إنه ليل طويل يزداد طوله ولا يقصر، وهذا بسبب سهره وانشغال فكره بمن انقطعت صلته به منذ اليوم الذي لقيه فيه آخر مرة في منطقة (الحدالى) وكان ما حدث مقدرا عليه بأسباب من القدر لا يستطيع تجاوزها

أما فهد العسكر فقد قال في بداية قصيدة له:
يا ميُّ ناب السمع عن بصري
في الليلة الظلماء من صفر
ذهبت فلا رَجَعَتْ مُخَلِّفَة
في غور روحي أسوأ الأثر

يُبلغ مَيّا بأنه لم يعد يرى شيئا في ذلك الظلام الدامس الذي خيَّم عليه في شهر صفر، وقد ناب سمعه عن بصره آنذاك، ويقول: لقد ذهبت تلك الأيام التي أسهرني تذكرها فلا رجعت، وقد خلفت في أعماق روحي أسوأ الأثر، وأصعب ما يشعر به المرء في حالة مثل هذه الحالة

وكلا الشاعرين أورد اسم الشهر، تحدث الأول منهما عن طول الليل فيه، ولعله صادف – يومذاك – شهرا من شهور الشتاء. وأما الثاني – فهد العسكر – فلم يذكر إلا ظلام الليل في هذا الشهر، وهو ظلام يأتي خلال كل شهر من شهور السنة الهجرية وقت أفول القمر، ولم يذكر العسكر أية علاقة لمعاناته مع طول الليل، بل كانت تلك المعاناة بسبب الظلام الذي خيم عليه، وقد تكون لذلك صلة بما حدث لعينيه إذ فقد البصر بهما كما نستوحي من بعض أبيات هذه القصيدة، وبخاصة ما جاء في آخرها حيث يقول:
حسناء والأجفان قد ثقلتْ
هاتي الدواء وكحِّلي بصري

والعجيب في الأمر أن الشاعر عبدالله محمد الفرج قد ذكر في قصيدته التي أوردناها مع المقال المرافق لهذا الملحاق شهر صفر فقال:
أنا من سِبَبْ شوق الغضي في شهر صفر
نطحني عْصيرٍ ساطعٍ نورها ساري

وقد يكون هذا اللقاء الذي يصفه شاعرنا الفرج مصادفة، أي أن حصوله صادف مرور هذا الشهر

إذن فما هو السر في تكرار اسم (صفر) عند هؤلاء الشعراء الثلاثة؟ إن المبرر الوحيد لذكره عند الراعي النميري هو ما أشار إليه من أن العناء الذي ألم به في ذلك الليل الطويل؛ ذلك الليل الشتائي الشديد البرودة كان ليلا من ليالي شهر صفر

ومع ذلك فلا يزال السؤال قائما عن سبب ذكر الشهر لدى فهد العسكر، ولدى عبدالله الفرج إلا أن يكون ذلك بسبب المصادفة عند الأخير كما سبق أن ذكرنا، وبسبب شدة الظلام عند غياب القمر في اللحظة التي كان يتكلم فيها إلى (ميّ) عند الأول، وأيضاً فإن المصادفة تلعب هنا فتضع الحادثة ضمن أحداث شهر صفر بالنسبة للشاعر


منقول من جريدة الوطن
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=148928
__________________
http://www.sama3y.net/forum/signaturepics/sigpic6480_1.gif
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22/03/2017, 21h15
حمدان بطي حمدان بطي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:771177
 
تاريخ التسجيل: août 2016
الجنسية: إماراتية
الإقامة: الإمارات
المشاركات: 22
افتراضي رد: الفنان عبدالله الفرج 1836 -1901

عبدالله الفرج من مؤسسي فن الصوت الكويتي بأشعاره الجميلة اللي ترددها الأجيال إلى الآن
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20/10/2018, 02h31
الصورة الرمزية حسن الجمالي
حسن الجمالي حسن الجمالي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43098
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: كويتية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 14
افتراضي لقاء للاستاذ والاديب الراحل / احمد البشر الرومي يتحدث عن عبدالله الفرج



لقاء للاديب الراحل / احمد البشر الرومي يتحدث من خلاله عن فنان الكويت الاول / عبدالله محمد الفرج
تسجيل الاستاذ الراحل / محمد علي الاذاعي المعروف الذي عمل في اذاعة الكويت 1951

تم عمل المونتاج من قبلنا وارجوا ان يحوز على رضاكم

تنويه مهم جدا / لا توجد صورة للراحل / عبدالله الفرج
وما تم رفعه من قبل الاخوة سابقا ليست صورته الحقيقة ويقال انها صوره لعمة او صورة تقديرية حسب وصف من عاصروه

رابط اللقاء : https://www.youtube.com/watch?v=uUkIUpzJVXg
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 19h27.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd