* : الملحن كاظم نديم (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 00h34 - التاريخ: 29/03/2024)           »          فتحيه أحمد- 1898 - 5 ديسمبر 1975 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h23 - التاريخ: 29/03/2024)           »          سمير صبرى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 21h09 - التاريخ: 28/03/2024)           »          ليلى مراد- 17 فبراير 1918 - 21 نوفمبر 1995 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h08 - التاريخ: 28/03/2024)           »          تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h16 - التاريخ: 28/03/2024)           »          غادة سالم (الكاتـب : ماهر العطار - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 15h31 - التاريخ: 28/03/2024)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : fahedassouad - - الوقت: 12h28 - التاريخ: 28/03/2024)           »          محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #31  
قديم 25/05/2008, 19h19
jevaramat
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: القصائد السياسية لنزار قباني

أوراق إسبانية


1


الجسر

إِسْبانِيَا ..
جِسْرٌ مِنَ البُكاءْ ..
يَمْتَدُّ بيْنَ الأرْضِ والسماءْ ..

2


سوناتا

علي صَدْرِ قيثارَةٍ باكِيَةْ
تَموتُ ..
وتولَدُ إسْبانِيَةْ ..

3


الفارس والوردة

إسْبانِيَا ..
مَراوِحٌ هَفْهافَةٌ
تُمَشِّطُ الهَواءْ ..
وأَعْيُنٌ سَوْداءْ ..
لا بَدْءَ لها .. ولا انْتِهاءْ
قُبَّعَةٌ تَرْمي أمامَ شُرْفَةِ الحَبيبَةْ
وَوَرْدَةٌ رَطيبَةْ ..
تَطيرُ مِنْ مَقْصورَةِ النّساءْ
تَحْمِلُ في أَوْراقِها الصَّلاةَ والدُّعاءْ
لِفارِسٍ مِنَ الجَنوبِ
أَحْمَرِ الرِّداءْ
يُداعِبُ الفَناءْ ..
وكُلُّ ما يَمْلِكُهُ ..
سَيْفٌ .. وكِبْرِياءْ ..

4


بيت العصافير

بإشْبيلِيَةْ
تُعَلِّقُ كُلُّ جَميلَةْ
علي شَعْرِها وَرْدَةً قانِيَةْ
تَحُطُّ علَيْها مساءً
جَميعَ عَصافيرِ إسْبانِيَةْ

5


مراوح الإسبانيات

إذا لَمْلَمَ الصّيْفُ أَشْياءَهُ
وماتَ الرّبيعُ علي الرّابيَةْ
تَفَتّحَ أَلْفُ ربيعٍ جديدٍ
علي أَلْفِ مِرْوَحَةٍ زاهِيَةْ ..

6


اللؤلؤ الأسود

شَوارِعُ غِرْناطَةٍ في الظّهيرَةْ
حقولٌ مِنَ اللؤْلؤِ الأسْوَدِ ..
فَمِنْ مِقْعَدي ..
أري وَطَني في العُيونِ الكَبيرَةْ
أري مِئْذَناتِ دِمَشْقَ
مُصَوَّرَةً ..
فَوْقَ كُلِّ ضَفيرَةْ

7


دونيا ماريا

تُمَزِّقُني .. دونيا ماريَهْ
بِعَيْنَيْنِ أوْسَعُ مِنْ بادِيَةْ
وَوَجْهٍ عليْهِ شُموسَ بلادي
ورَوْعَةِ آفاقِها الصّاحيَةْ ..
فأّذْكُرُ مَنْزِلَنا في دِمَشْقَ
ولَثْغَةَ بِرْكَتِهِ الصّافيَةْ
ورَقْصَ الظّلالِ بِقاعاتِهِ
وأشْجارَ ليْمونِهِ العاليَةْ
وباباً قَديماً .. نُقِشَتْ عَليْهِ
بِخَطٍّ رديءٍ .. حَكاياتِهِ
بِعَيْنيْكِ .. يا دونيا ماريَهْ
أري وَطَني مرَّةً ثانِيَهْ ..

8


القرط الطموح

علي أُذُنَيْ هذِهِ الغانِيَهْ
تأَرْجَحَ قِرْطٌ رَفيعْ
كما يَضْحَكُ الضّوْءُ في الآنِيَةْ
يَمُدُّ يَديْهِ .. ولا يَسْتَطيعْ
وصُولاً إلي الكَتِفِ العارِيَةْ ..

9


الثور

بِرَغْمِ النَّزيفِ الذّي يَعْتَريهِ ..
بِرَغْمِ السِّهامِ الدَّفينَةِ فيهِ ..
يَظَلُّ القَتيلُ علي ما بهِ ..
أَجَلَّ .. وأكْبَرَ .. منْ قاتِليهِ ..

10


نزيف الأنبياء ..

كوريدا ..
كوريدا ..
ويَنْدَفِعُ الثَّوْرُ نَحْوَ الرّداءْ
قَويَّاً .. عنيدا ..
ويَسْقُطُ في ساحَةِ المَلْعَبِ ..
كأيِّ شَهيدٍ ..
كأيِّ نَبيٍّ ..
ولا يَتَخَلّي عَنِ الكبرياءْ ..

11


بقايا العرب

فلامِنكو ..
فلامِنكو ..
وتَسْتَيْقِظُ الحانَةُ الغافِيَةْ
علي قَهْقَهاتِ صُنوجِ الخَشَبْ
وبَحَّةِ صَوْتٍ حَزينٍ ..
يَسيلُ كنافورَةٍ مِنْ ذَهَبْ
وأَجْلِسُ في زاوِيَةْ
ألُمُّ دُموعي ..
أَلُمُّ بقايا العربْ ..
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 25/05/2008, 19h23
jevaramat
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: القصائد السياسية لنزار قباني

بانتظار غودو

1
ننتظرُ القطارْ
ننتظرُ المسافرَ الخفيَّ كالأقدارْ
يخرجُ من عباءةِ السنينْ
يخرجُ من بدرٍ ، من اليرموكِ ،
من حطّينْ ..
يَخْرجُ ..
منْ سيفِ صلاحِ الدّينْ ..
منْ سنةِ العشرينْ
ونحنُ مَرْصوصونَ ..
في محطّةِ التاريخِ ، كالسّردينْ ..
يا سيّداتي سادتي :
هل تعرفونَ ما حُريّةُ السّردينْ ؟
حينَ يكونُ المرءُ مضطرّاً
لأن يقولَ رغمَ أنفهِ : « آمينْ »
حينَ يكونُ الجرحُ مضطرّاً
لأن يُقبّلَ السكّينْ ..
يا سيّداتي سادتي :
من سنةِ العشرينْ
ونحنُ كالدجاجِ في أقفاصنا
ننظرُ في بلاهةٍ
إلي خطوطِ سكّةِ الحديدْ
أفقيّةٌ حياتُنا ..
مثلَ خطوطِ سكّةِ الحديدْ
ضيّقةٌ .. ضيّقةٌ
مثلَ خطوطِ السكّةِ الحديدْ
ساعاتُنا واقفةٌ
لا اللهُ يأتينا .. ولا موزّعُ البريدْ
من سنةِ العشرينْ ، حتى سنةِ السبعينْ
نجلسُ في انتظارِ وجهِ الملكِ السعيدْ
كلُّ الملوكِ يشبهونَ بعضَهمْ
والملكُ القديمُ ،
مثلُ الملكِ الجديدْ
2
ننتظرُ القطارْ
ونحملُ البيارقَ الحمراءَ ، والأزهارْ
تمضغُنا مكبّراتُ الصوتِ في الليلِ
وفي النهارْ
تنشرُنا إذاعةُ الدولةِ بالمنشارْ
انتبهوا !
انتبهوا !
خمسينَ يوماً ـ ربّما ـ تأخّرَ القطارْ
خمسينَ عاماً ـ ربّما ـ تأخّرَ القطارْ
تقيّحتْ أفخاذُنا من كثرةِ الجلوسْ
تقيّحَتْ ..
في رأسنا الأفكارْ
وصارَ لحمُ ظهرِنا
جزءاً من الجدارْ
جاؤوا بنا عشرينَ ألفَ مرّةً
تحتَ عويلِ الريحِ والأمطارْ
واسْتأْجروا الباصاتِ كي تَنْقلنا
ووزّعوا الأدْوار ..
وعلّمونا .. كالقرودِ الرقصَ
والعزفَ على المزمارْ
ودرّبونا ..
ـ ككلابِ الصيد ـ كيفَ نَنْحني
للقادمِ المسكونِ بالدهشةِ والأسرارْ
إذا أتى القطارْ ..
3
لم نَرَهُ ..
لكنَّ مَن رأوهُ فوقَ الشاشةِ الصغيرةْ
يبتلعُ الزجاجَ ..
أو يسيرُ كالهنودِ فوقَ النارْ
ويُخرجُ الأرانبَ البيضاءَ من جيوبهِ
ويقلبُ الفحمَ إلي نُضارْ
يؤكّدونَ أنّهُ ..
من أولياءِ اللهِ .. جلَّ شأنُهُ
وأنَّ نورَ وجههِ يحيِّرُ الأبصارْ ..
وأنّهُ سيحملُ القمحَ إلي بيوتنا
والسمنَ .. والطحينَ .. بالقنطارْ
ويجعلُ العميانَ يبصرونْ
ويجعلُ الأمواتَ ينهضونْ
ويزرعُ الحنطةَ في البحارْ
وأنّهُ ـ في سنواتِ حكمهِ ـ
يُدخلنا لجنّةٍ ..
من تحتها تنسكبُ الأنهارْ
لم نرَهُ ..
ولم نقبّلْ يدهُ
لكنَّ مَن تبرّكوا يوماً بهِ ..
قالوا بأنَّ صوتَهُ
يُحرّكُ الأحجارْ ..
وأنّهُ ..
وأنّهُ ..
هوَ العزيزُ الواحدُ القهّارْ ..
4
ننتظرُ القطارْ
مكسورةٌ ـ منذُ أتَينا ـ ساعةُ الزمانْ
والوقتُ لا يمرُّ ..
والثواني ما لها سيقانْ
تعلكُنا ..
تنهشُنا ..
مكبّراتُ الصوتِ بالأسنانْ ..
انْتبهوا !
انْتبهوا !
لا أحدٌ يقدرُ أن يغادرَ المكانْ
ليشتري جريدةً ..
أو كعكةً ..
أو قطعةً صُغرى من اللبانْ
لربّه ، لا أحدٌ ، يقدرُ أن يقولَ :
« يا ربّاه »
لا أحدٌ ..
يقدرُ أن يدخلَ ، حتّى ، دورةَ المياهْ ..
تعالَ يا غودو ..
وخلّصنا من الطغاةِ والطغيانْ
ومن أبي جهلٍ ، ومن ظُلمِ أبي سُفيانْ
فنحنُ محبوسونَ في محطّةِ التاريخِ كالخرفانْ
أولادُنا ناموا على أكتافِنا ..
رئاتُنا .. تسمّمَتْ بالفحمِ والدخانْ
والعَرْضَحَالاتُ التي نحملُها
عن قلَّةِ الدواءْ ..
والغلاءِ ..
والحِرمانْ ..
صادَرَها مرافقو السلطانْ
تعالَ يا غودو .. وجفِّفْ دمعَنا
وأنقذِ الإنسان من مخالبِ الإنسان
5
تعالَ يا غودو ..
فقد تخشَّبتْ أقدامُنا انتظارْ
وصارَ جلدُ وجهِنا ..
كقطعةِ الآثارْ ..
تبخّرتْ أنهارُنا
وهاجَرَتْ جبالُنا
وجَفّتِ البحارْ
وأصبحتْ أعمارُنا ..
ليسَ لها أعمارْ
تعالَ يا غودو .. فإنَّ أرضَنا
ترفضُ أن تزورَها الأمطارْ
ترفضُ أن تكُبرَ في ترابِنا الأشجارْ
تعالَ .. فالنساءُ لا يَحْبلنَ ..
والحليبُ لا يدرُّ في الأبقارْ
إن لم تجئْ من أجلنا نحنُ ..
فمن أجلِ الملايينِ من الصّغارْ
من أجلِ شعبٍ طيّبٍ ..
ما زالَ في أحلامهِ
يُقرْقِشُ الأحجارْ
يُقرْقِشُ المعلّقاتِ العشرَ ..
والجرائدَ القديمةْ
ونَشْرةَ الأخبارْ ..
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 25/05/2008, 19h35
jevaramat
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: القصائد السياسية لنزار قباني

البحث عن سيدة اسمها الشورى

1
سيدتي الشورى:
ما أحوالك؟
ما عنوانك؟
ما صندوق بريدك؟
هل يمكنني أن ألقاك لخمس دقائق
يا سيدتي الشورى؟..
فتشنا عنك طويلاً
بين الماء.. وبين الماء..
وبين الرمل.. وبين الرمل..
ويبن القتل.. وبين القتل..
وبين قريشٍ.. وقريشٍ..
فوجدنا أنقاض خيولٍ
ووجدنا أجزاء سيوفٍ
ووجدنا أشباه رجالٍ
ووجدنا جيشاً مدحورا...
2
سيدتي..
سيدتي الشورى:
فتشنا عنك بأقسام البوليس,
وقائمة السجناء,
وطابور الغرباء,
وفي غرف الإنعاش,
وثلاجات الموتى..
فتشنا..
حتى في أمعاء الحاكم..
عن سيدةٍ فقدت منذ القرن الأول منا,
تدعى الشورى
فوجدنا رأساً مقطوعاً..
ووجدنا جسداً مغتصباً..
ووجدنا نهداً مبتوراً...
3
من يوم ولدنا
نسمع عن حكم الشورى
وبأن الشعب شريكٌ في التفكير..
وفي التدبير..
وفي التنظير..
كما تقضي أنظمة الشورى
لكنا.. لم نسأل أبداً
إن كنا في الأصل إناثاً
أو كنا في الأصل ذكورا...
أو كنا بشراً.. أو كنا
قططاًَ.. وكلاباً.. وطيورا..
4
أو كنا نأكل فاكهةً
أو نأكل تبناً.. وشعيرا..
وبقينا في رسم الإيجار
تحلبنا الدولة كالأبقار
لا نعرف من يستأجرنا
لا نعرف من هو مالكنا
لا نعرف من في اليوم التالي يركبنا..
وبقينا نسأل أنفسنا
هل هي شوربةٌ..
أم شورى؟؟
5
لو أنت دخلت على فرعونٍ
في عزلته الأبدية
ستشاهد فوق عباءته
قطرات دماءٍ بشريه
وتشاهد فوق وسادته
امرأةً دون ذراعيها..
وخواتم ذهبٍ مرميه..
وتشاهد تحت أظافره
قطعاً من لحم الحريه..
6
من يوم ولدنا
نسمع عن حكم الشورى
لكن الحاكم في الشرق الأوسط
قد بال على عقل الإنسان..
وبال على رأي الإنسان..
وبال على حكم الشورى..
واحترف الرقص على أجساد الشعب
وشيد للظلم قصورا..
ورمانا في آتون الحرب
وأحرق أمماً وعصورا..
فأفقنا في ذات صباحٍ
لنرى أنفسنا مكتوبين بقائمة الموتى
ونرى الرايات ممزقةً
ونرى الجدران مهدمةً
ونرى الأجساد مفحممةً
ونرى أكفاناً وقبورا
وأفقنا في ذات صباحٍ
لنلملم وطناً مكسورا..
وعرفنا -بعد سقوط البصرة-
ما معنى الشورى!!
7
ما زلنا منذ طفولتنا
نتفاءل باللون الكاكي
ونفرح بالعقداء..
وبالنجمات على الأكتاف..
وبالخوذات..
وبالجزمات..
وبالأزرار..
ما زلنا..
-منذ بدأنا نقرأ-
نتلو قرآن الثوار..
ونغطي دبابات الجيش الظافر
بالقبلات.. وبالصلوات..
وبالأزهار
ونحدد يوم ولادتنا
بمجيء الضباط الأحرار..
8
لا لغةٌ..
تجمع بين الحاكم والمحكوم لدينا
إلا لغة البلطة والمنشار..
لا خيطٌ يجمع بينهما
إلا ما يجمع
بين القط.. ويبن الفار..
9
... وأتانا الضباط الأحرار
وبدأنا ننسى ضوء الشمس,
وصوت البحر,
وألوان الأشجار..
وبدأنا نسقط تحت نعال الخيل,
ونصلب في غرف التعذيب,
ونشوى في أفران النار..
وبدأنا نأخذ
شكل الإنسان -الصرصار
وبدأنا نسأل أنفسنا:
أهنالك ربٌ يسمعنا خلف الأسوار؟؟
10
يتكسر وطني
مثل قوارير الفخار
تنقرض الأمة بين الماء وبين الماء..
تهاجر أسماكٌ وبحار
تنهار بنايات التاريخ جداراً بعد جدار..
وأنا أتأمل ما تعرضه الشاشة
من أخبار العار..
ومذيع الدولة, يعلن دون حياءٍ,
((أنا قد حققنا النصر..
بفضل نضال الحزب..
وفضل الضباط الأحرار))!!
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 25/05/2008, 19h41
jevaramat
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: القصائد السياسية لنزار قباني

بريد بيروت

1
أَكْتُبُ منْ بيروتَ ، يا حبيبَتي
حيْثُ المَطَرْ ..
مَحْبوبَةٌ قَديمَةٌ تَزورُنا بَعْدَ سَفَرْ
أَكْتُبُ مِنْ مَقْهى علي البَحْرِ ..
وأَيْلولُ الحزينُ بلَّلَ الجَريدَةْ
وأَنْتِ تَخْرُجينَ كلَّ لَحْظَةٍ ..
منْ قَدَحِ القَهْوَةِ .. يا حبيبَتي
وأَسْطُرِ الجَريدَةْ ..
2
,, مَضَتْ شُهورٌ خَمْسَةٌ ..
هلْ أَنْتِ ، يا صَديقَتي ، بِخَيْرْ ؟
أَخْبارُنا عاديَّةٌ جداً ..
وبيْروتُ ـ كما عَرِفْتُها ـ في أول الشِّتاءْ
مَشْغولَةٌ بِحُسْنِها كأَكْثَرِ النّساءْ
عاشِقَةٌ لِنَفْسِها .. كأَكْثَرِ النّساءْ
طيِّبَةٌ .. قاسِيَةٌ
ذاكِرَةٌ .. ناسِيَةٌ
كأَكْثَرِ النّساءْ ..
بيْروتُ في الخَريفِ .. يا حبيبَتي
مُشْتاقَةٌ إلَيْكِ ..
أَيَّتُها القَريبَةُ البَعيدَةْ
أيَّتُها المُدْهِشَةُ الحُضورِ ، كالقَصيدَةْ ..
أمْطارُها مُشْتاقَةٌ إلَيْكِ ..
أَحْجارُها مُشْتاقَةٌ إليْكِ ..
وبَحْرُها .. سافَرَ مِنْ شُطْآنِهِ
وصّبَّ في عيْنَيْكِ ..
3
بيْروتُ يا حبيبَتي ..
في هذه الأيام ، كالْخُرافَةْ
أَوْراقُ أَيْلولَ علي الأَرْضِ نُحاسٌ وذَهَبْ
و « شارِعُ الحَمْراءِ » يا حبيبَتي
ثَوْبٌ مُوَشَّي بالقَصَبْ
اللهُ .. كمْ أَحْتاجُ يا حبيبَتي إليْكِ
حينَ يَجيءُ موْسِمُ الدموعْ
كمْ بَحَثَتْ يدايَ علي يَدَيْكِ
في زَحْمَةِ الشّوارِعِ المُبَلَّلَةْ
يا زَهْرَةَ اللاوَنْدِ في دَفاتري
يا وَجَعي الجَميلَ ، يا هِوايَتي المُفَضَّلَةْ ..
4
أَكْتُبُ يا حبيبَتي منْ مَطْعَمٍ ..
كنَّا اكْتَشَفْناهُ معاً .. في « الرّمْلَةِ البيْضاءْ »
طاوِلَتي تَتْرُكُني ..
كُرَّاسَتي تَتْرُكُني ..
ذاكِرَتي تَتْرُكُني ..
وتَتْبَعُ الغَمامْ ..
والمَقْعَدُ الثاني الذي ملأْتِهِ ..
بَشاشَةً ورِقَّةً .. في سالِفِ الأيام
يَرْفُضُني ..
يَرْسُمُ حوْلَ مِقْعدي
إشارَةَ اسْتِفْهامْ ..
5
أَكْتُبُ سَطْراً باكياً ..
أَبْدؤهُ بالشّوْقِ والسّلامْ
أَشْطُبُهُ ..
أَعاشِقٌ مِثْلي أنا .. يبْدأُ بالسّلامْ ؟
أَكْتُبُ سَطْراً ثانياً ..
أَشْطُبُهُ ..
أَبْحَثُ عنْ أَصابِعي ..
عنْ لُغَتي ..
عنْ عُلبةِ الكبْريتِ ..
عن عِبارَةٍ ما وَرَدَتْ في كُتُبِ الغرامْ
تُسَيْطِرُ الفوْضى علي مشاعِري
يلُفُّني الظّلامْ ..
ما أصْعبَ الكلامْ ..
نَكْتُبُهُ لامرأةٍ نُحِبُّها
ما أَصْعَبَ الكلامْ ..
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 25/05/2008, 20h06
jevaramat
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: القصائد السياسية لنزار قباني

بلادي

مِنْ لَثْغَةِ الشُـحْرورِ .. منْ
بَحَّـــةِ نــايٍ مُحْزِنَةْ ..

مِنْ رَجْفَةِ المُــــوَّالِ .. مِنْ
تَنَهُّـــــداتِ المِئْــذَنَةْ ..

مِنْ غيْمَـــــةِ تَحْبُـكُهــــا
عنْدَ الغُــروبِ المَدْخَنَـــةْ

و جُـرْح قرميــــدِ القــرى
المَنْثــــورةِ .. المزينـــةْ

مِنْ وشْـوَشَـات نجمـــــةٍ
في شَرْقنـا .. مُسْتوطنـهْ

مِنْ قصّـةٍ تـــــدورُ بيــــن
وردةٍ .. وسَـــــوْسَنَـــهْ

وَمِنْ شَــــــذا فلاّحَـــــــةٍ
تَعْبَقُ مِنْهــا « الميْجَنَهْ »

وَمِنْ لُهـــــاثِ حـــــاطِبٍ
عـــــاد بفَــأْسٍ مُوهَنَــهْ

جِبالُنــــا .. مَرْوَحَــــــةٌ
للشّـرقِ غَرْقى .. ليّنــهْ

توَزِّع الخَـيرَ على الدنيـــا
ذُرانــــــا المُحْسِـــــــنَةْ

يَطــــــيبُ للْعُصْفـــــــور
أنْ يَبْني لَدَيْنــــا مَسْكنهْ

ويَغْـــــزِلُ الصَّفْصــــــافُ
في حُضْن السّواقي موطنَهْ

حُـــــدودُنا .. بالياسمينِ
و النّـدَى .. محصّنَــــهْ

و وردُنـــــــا مُفَتِّـــــــــحٌ
كالفِكَـــــــرِ الملـونـةْ ..

وَعِنْدَنـــــــا الصُّخــــــورُ
تَهـوَى و الدّوالي مُدْمِنَهْ

وإِنْ غَضِبْنـا .. نَــــــزْرعِ
الشَّمْسَ سيوفاً مؤمِنَهْ ..

بلادُنـا كانتْ .. و كـانت
بَعْـدَ هذا الأزمِنَـــــةْ ..
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 25/05/2008, 20h13
jevaramat
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: القصائد السياسية لنزار قباني

بلقيس

1
شُكْراً لَكُمْ
شُكْراً لَكُمْ
فَحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بِوِسْعِكُمْ
أَنْ تَشْربوا كأْساً على قَبْرِ الشَّهيدَةْ
وقَصيدَتي اغْتيلَتْ ..
وَهَلْ مِنْ أُمَّةٍ في الأَرْضِ
ـ إلا نَحْنُ ـ تَغْتالُ القَصيدَةْ ؟
2
بَلْقيسُ ..
كَانَتْ أَجْمَلَ المَلِكاتِ في تاريخِ بَابِلْ
بَلْقيسُ ..
كَانَتْ أَطْوَلَ النَخَلاتِ في أَرْضِ العِراقْ
كَانَتْ إذا تَمْشي ..
تُرافِقُها طَواوِيسٌ
وتَتْبَعُها أَيائِلْ
بَلْقيسُ يا وَجَعي
ويا وَجَعَ القَصيدَةِ حينَ تَلْمَسُها الأَنامِلْ
هلْ يا تُرى
مِنْ بَعْدِ شَعْرِكِ سَوْفَ تَرْتَفِعُ السّنابلْ ؟
يا نينَوَى الخَضْراءَ
يا غَجَريَّتي الشَّقْراءَ
يا أَمْواجَ دِجْلَةَ
تَلْبَسُ في الرَّبيعِ بِساقِها
أَحْلى الخَلاخِلْ
3
قَتَلوكِ يا بِلْقيسُ
أَيَّةُ أُمَّةٍ عَرَبِيَّةٍ
تِلْكَ التي
تَغْتالُ أَصْواتَ البَلابِلْ ؟
أَيْنَ السُمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغَطاريفُ الأَوائِلْ ؟
فقبائِلٌ أَكَلَتْ قبائِلْ
وثَعالِبٌ قَتَلَتْ ثَعالِبْ
وعناكِبٌ سَحَقَتْ عَناكِبْ
قَسماً بِعَيْنَيْكِ اللَتينِ إليْهما
تَأْوي ملايينُ الكواكِبْ
سأقولُ ـ يا قَمري ـ عَنِ العَرَبِ العَجائِبْ
فَهَلِ البُطولَةُ كِذْبَةٌ عَرَبِيَّةٌ ؟
أَمْ مِثْلُنا التّاريخُ كاذِبْ ؟
4
بَلْقيسُ لا تَتَغَيَّبي عنّي
فإنَّ الشمسَ بَعْدَكِ
لا تُضيءُ على السَّواحِلْ
سأقولُ في التَّحْقيقِ :
إنَّ اللصَّ أصْبَحَ يَرْتدي ثَوْبَ المُقاتِلْ
سَأقولُ في التّحقيقِ :
إنَّ القائِدَ المَوْهوبَ أَصْبَحَ كالمُقاوِلْ
وأَقولُ :
إنَّ حِكايَةَ الإِشْعاعِ ، أَسْخَفُ نُكْتَةٍ قيلَتْ
فَنَحْنُ قبيلَةٌ بَيْنَ القبائِلْ
هذا هوَ التاريخُ يا بِلْقيسُ
كَيْفَ يُفَرِّقُ الإنسان
ما بَيْنَ الحَدائِقِ والمَزابِلْ
5
بَلْقيسُ
أَيَّتها الشَّهيدَةُ والقَصيدَةُ
والمُطَهَّرَةُ النَّقيَّةْ
سَبأٌ تُفَتِّشُ عَنْ مَليكَتِها
فرُدِّي لِلْجماهِيرِ التَّحيَّةْ
يا أَعْظَمَ المَلِكاتِ
يا امْرأَةً تُجَسِّدُ كُلَّ أَمْجادِ العُصورِ السومَريَّةْ
بَلْقيسُ
يا عُصْفورَتي الأَحْلى
ويا أَيْقونَتي الأَغْلى
ويا دَمْعاً تَناثَرَ فوْقَ خَدِّ المَجْدَليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ منْ ضِفافِ الأَعْظُميَّةْ
بَيْروتُ تَقْتلُ كُلَّ يوْمٍ واحِدً منّا
وتبْحَثُ كُلَّ يوْمٍ عنْ ضَحيَّةْ
والمَوْتُ في فِنْجانِ قَهْوَتِنا
وفي مِفْتاحِ شَقَّتنا ..
وفي أَزْهارِ شُرْفَتِنا ..
وفي أَوْراقِ الجَرائِدِ ..
والحُروفِ الأَبْجَديَّةْ ..
ها نَحْنُ يا بَلْقيسُ
نَدْخُلُ مَرَّةً أُخْرى لِعَصْرِ الجاهِلِيَّةْ
ها نَحْنُ نَدْخُلُ في التَّوَحُّشِ
والتَّخَلُّفِ والبَشَاعَةِ والوَضاعَةْ
نَدْخُلُ مرَّةً أُخْرى
عُصورَ البَرْبَريَّةْ
حيْثُ الكِتابَةُ رِحْلَةٌ
بيْنَ الشَّظِيَّةِ والشَّظِيَّةْ
حيْثُ اغْتيالُ فراشَةٍ في حَقْلِها
صارَ القَضيَّةْ
6
هلْ تَعْرِفونَ حبيبَتي بَلْقيسْ ؟
فَهْيَ أَهْمُّ ما كَتَبوهُ في كُتُبِ الغَرامْ
كانَتْ مَزيجاً رائِعاً
بيْنَ القَطيفَةِ والرُّخامْ
كانَ البَنَفْسَجُ بَيْنَ عيْنيْها
يَنامُ .. ولا يَنامْ
بَلْقيسُ
يا عِطْراً بِذاكِرَتي
ويا قَبْراً يُسافِرُ في الغَمامْ
قَتَلوكِ ، في بَيْروتَ ، مثلَ أي غَزالَةٍ
منْ بَعْدِ ما قَتلوا الكلامْ
بَلْقيسُ لَيْسَتْ هَذه مَرْثِيَّةً
لَكِنْ على العَرَبِ السّلامْ
7
بَلْقيسُ
مُشْتاقونَ مُشْتاقونَ مُشْتاقونْ
والبَيْتُ الصّغيرُ
يَسْأَلُ عَنْ أَميرَتِهِ المُعَطَّرَةِ الذُّيولْ
نُصْغي إلي الأَخْبارِ .. والأَخْبارُ غامِضَةٌ
ولا تَرْوي فضولْ
بَلقيسُ .. مَذْبوحونَ حَتّى العَظْمِ
والأَوْلادُ لا يَدْرونَ ما يَجْري
ولا أَدْري أنا ماذا أَقولْ ؟
هلْ تَقْرَعينَ البابَ بَعْدَ دقائِقٍ ؟
هلْ تَخْلعينَ المِعْطَفَ الشُّتْويَّ ؟
هلْ تأْتينَ باسِمَةً ..
وناضِرَةً ..
ومُشْرِقَةً كأَزْهارِ الحقولْ ؟
8
بَلْقيسُ
إنَّ زُروعَكِ الخَضْراءَ
مازالَتْ على الحِيطانِ باكِيَةً
وَوَجْهُكِ لَمْ يَزَلْ مُتَنَقِّلاً
بَيْنَ المَرايا والسَّتائِرْ
حتى سِجارَتُكِ التي أَشْعَلْتِها
لَمْ تَنْطَفئْ
ودُخانُها
مازالَ يَرْفُضُ أنْ يُسافِرْ
بَلْقيسُ
مَطْعونُونَ مَطْعونونَ في الأَعْماقِ
والأَحْداقُ يَسْكُنها الذّهولْ
بَلْقيسُ
كَيْفَ أَخَذْتِ أَيَّامي وأَحْلامي
وأَلْغَيْتِ الحَدائِقَ والفُصولْ
يا زَوْجتي ..
وحَبيبَتي وقَصيدَتي وضِياءَ عَيْني ..
قَدْ كنْتِ عُصْفوري الجَميلَ
فكَيْفَ هَرُبْتِ يا بَلْقيسُ مِنّي ؟
9
بَلْقيسُ
هذا مَوْعِدُ الشايِ العِرَاقِيُّ المُعَطَّرُ ..
والمُعَتَّقُ كالسُّلافَةْ
فَمَنِ الذي سَيُوَزِّعُ الأَقْداحَ أَيَّتُها الزَّرافَةْ ؟
وَمَنِ الذي نَقَلَ الفُراتَ لِبَيْتِنا
وَوُرودَ دِجْلَةَ والرَّصافَةْ ؟
بَلْقيسُ
إنَّ الحُزْنَ يَثْقُبُني
وَبَيْروتُ التي قَتَلَتْكِ لا تَدْري جَريمَتَها
وبَيْروتُ التي عَشِقَتْكِ
تَجْهَلُ أَنَّها قَتَلَتْ عَشيقَتَها
وأَطْفأَتِ القَمَرْ
10
بَلْقيسً .. يا بَلْقيسُ .. يا بَلقيسْ
كُلُّ غَمامَةٍ تَبْكي عَلَيْكِ
فَمَنْ تُرى يَبْكي عَلَيَّا
بَلْقيسُ كَيْفَ رَحَلْتِ صَامِتَةً
ولَمْ تَضَعي يَدَيْكِ على يَدَيَّا ؟
بَلْقيسُ
كَيْفَ تَرَكْتِنا في الرِّيحِ
نَرْجُفُ مِثْلَ أَوْراقِ الشَّجَرْ ؟
وتَرَكْتِنا ـ نَحْنُ الثلاثَةُ ـ ضَائِعينَ
كَريشَةٍ تَحْتَ المَطَرْ
أَتُراكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يَحْتاجُ حُبَّكِ مِثْلَ « زَيْنَبَ » أو « عُمَرْ »
11
بَلْقيسُ
يا كَنْزاً خُرافيَّاً ..
ويا رُمْحاً عِراقيَّاً .. وغابَةُ خَيْزُرانْ
يا مَنْ تَحَدَّيْتِ النُّجومَ تَرَفُّعاً
مِنْ أَيْنَ جِئْتِ بِكُلِّ هذا العُنْفوانْ ؟
بَلْقيسُ أيَّتُها الصَّديقَةُ والرَّفيقَةُ .. والرَّقيقَةُ
مثلَ زَهْرَةِ أُقْحُوانِ ..
ضاقَتْ بنا بيْروتُ ..
ضاقَ بنا البَحْرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ
بلْقيسُ ما أنْتِ التي تَتَكَرَّرينَ
فما لِبَلْقيسَ اثْنتانْ ..
12
بَلْقيسُ
تَذْبَحُني التَّفاصيلُ الصَّغيرَةُ في عِلاقَتِنا
وتَجْلِدُني الدَّقائِقُ والثَّواني
فلِكلِّ دَبُّوسٍ صَغيرٍ .. قِصَّةٌ
ولِكُلِّ عُقْدٍ منْ عُقودِكِ قِصَّتانِ
حتّى مَلاقِطُ شَعْرِكِ الذَّهَبيِّ
تَغْمُرُني كَعادَتِها ، بأَمْطارِ الحَنانِ
ويُعَرِّشُ الصَّوْتُ العِراقِيُّ الجَميلُ
على السَّتائِرِ ..
والمَقاعِدِ ..
والأَواني
ومِنَ المَرايا تَطْلُعينَ ..
منَ الخَواتِمِ تَطْلُعينَ ..
منَ القَصيدَةِ تَطْلُعينَ ..
منَ الشُّموعِ ، منَ الكُؤوسِ
منَ النبيذِ الأُرْجُواني
بَلْقيسُ .. يا بَلْقيسُ
لوْ تَدْرينَ ما وَجَعُ المَكانِ
في كُلِّ رُكْنٍ .. أَنْتِ حائِمَةٌ كَعُصْفورٍ
وعابِقَةٌ .. كَغابَةِ بَيْلَسانِ
فَهُناكَ .. كُنْتِ تدَخِّنينَ
هُناكَ .. كُنْتِ تُطالِعينَ
هُناكَ .. كُنْتِ كنَخْلَةٍ تَتَمَشَّطينَ
وتَدْخُلينَ على الضُّيوفِ
كَأَنَّكِ السَّيْفُ اليَماني
بَلْقيسُ
أَيْنَ زُجاجَةُ « الغُيولانِ » ؟ ،
والْوَلاعَةُ الزَّرْقاءَ
أَيْنَ سيجارَةُ الـْ « الكِنْتِ » التي
ما فارَقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أَيْنَ « الهاشِمِيُّ » مُغَنِّياً
فَوْقَ القَوامِ المَهْرجانِ
تَتَذَكَّرُ الأَمْشاطُ ماضِيها
فَيَكْرُجُ دَمْعُها ..
هلْ يا تُرى الأَمْشاطُ مِنْ أَشْواقِها أَيْضاً تُعاني ؟
بَلْقيسُ : صَعْبٌ أنْ أُهاجِرَ مِنْ دَمي
وأنا المُحاصَرُ بيْنَ أَلْسِنَةِ اللّهيبِ
وبيْنَ ألْسِنَةِ الدُّخانِ
13
بَلْقيسُ : أَيَّتُها الأَميرَةْ
ها أَنْتِ تَحْتَرقينَ .. في حَرْبِ العَشيرَةِ والعَشيرَةْ
ماذا سَأَكْتُبُ عَنْ رَحيلِ مَليكَتي ؟
إنَّ الكلامَ فَضيحَتي ..
ها نَحْنُ نَبْحثُ بَيْنَ أَكْوامِ الضَّحايا
عَنْ نَجْمةٍ سَقَطَتْ ..
وَعَنْ جَسَدٍ تَناثَرَ كالْمرايا
ها نَحْنُ نَسْأَلُ يا حَبيبَةْ
إنْ كانَ هذا القَبْرُ .. قَبْرُكِ أَنْتِ
أمْ قَبْرُ العروبَةْ

يتبع ببقية القصيدة >>>>>
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 21/02/2009, 02h50
ahmed_2300 ahmed_2300 غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:81852
 
تاريخ التسجيل: septembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 35
المشاركات: 8
Thumbs up الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني

نزار قبانى



لا أعتقد أن شاعراً عربياً علي امتداد مساحة الشعر العربي بكافة أشكاله وتعدد أطيافة قد أثير من حوله مثل ما أثير حول شاعرنا من جدل ونقاش ،، فهو ومنذ ولادته الشعرية الأولي عام 1944 العام الذي انقض فيه علي مملكة الشعر شاهراً ديوانه الأول " قالت لي السمراء " وهو في وسط دائرة تموج بالجدل ، الجدل الأدبي والجدل الإجتماعي ، وهو يقول عن هذا الديوان :
( نشرتُ مجموعتي الشعرية الأولي ـ قالت لي السمراء ـ في أيلول / سبتمبر 1944 ، نشرتها من مصروف جيبي ، وكانت الطبعة الأولي منها 300 نسخة فقط .. لأن ميزانيتي كطالب لم تكن تسمح بأكثر .
وبلحظة تحرَّك التاريخ ضدي .. وتحرَّك التاريخيون ، رفضوا الكتاب جملةً وتفصيلاً ، ورفضوا عُنوانه ورفضوا مضمونه ورفضوا حتى لون ورقه وصورة غلافة ، هاجموني بشراسة وحشٍ مطعون ..
كان لحمي يومئذ طرياً .. وسكاكينهم حادة ..
وابتدأت حفلة الرجم ..
ففي عدد مارس 1946 من مجلة الرسالة المصرية كتب الشيخ علي الطنطاوي عني وعن كتابي الكلام الدموي التالي :
" طُبعَ في دمشق كتاب صغير زاهي الغلاف .. ناعمه ، ملفوف بالورق الشفاف الذي تلفُّ به علب الشكولاته في الأعراس ... فيه أشطارٌ طولها واحدٌ إذا قستها بالسنتيمترات ... يشتمل علي وصف ما يكون بين الفاسق والقارحِ والبغيّ المتمرسة الوقحة وصفاً واقعيا لا خيال فيه لأن صاحبه ليس بالأديب الواسع الخيال بل هو مدللٌ غني ... وفي الكتاب مع ذلك تجديد في بحور العروض يختلطُ فيه البحر البسيط والبحر الأبيض المتوسط ، وتجديد في قواعد النحو لأن الناس قد ملُّوا رفع الفاعل ونصب المفعول ... "
هذا نموذج مصغَّرٌ لواحد من الخناجر التي استعملت لقتلي .. وصوتٌ من أصوات القبيلة التي تحلَّقتْ حولي ترقص رقصة الموت .... و " قالت لي السمراء " حين صدوره أحدث وجعاً عميقاً في جسد المدينة التي ترفض أن تعترف بجسدها .. أو بأحلامها ... )
هكذا كانت الخطوات الشعرية الأولي لنزار قباني .. خطوات علي شوك ، لكنها لم تثنه عن المضي قدما نحو غايته الشعرية ،، وفي القاهرة التي ارتحل إليها عام 1945 كأول محطة من محطات عمله الدبلوماسي تأكدت شعرية نزار وتأكد عزمه علي الهجوم علي قطار الشعر وقطار اللغة كما يصف ، في القاهرة التي يقول عنها :
( للقاهرة عليَّ فَضْلُ الربيعِ علي الشجر ... كانت القاهرة في الأربعينيات زهرة المدائن وعاصمة العواصم العربية وكانت بستانا للفكر والفن عزَّ نظريه .. )
كانت القاهرة في هذا الوقت حلقة فكرية صاخبة وفيها تعرف نزار علي الكثيرين من أعلام الفكر والأدب والثقافة والسياسة ، وكان من بين هؤلاء الذين منحت القاهرة لنزار فرصة التعرف إليهم " توفيق الحكيم ، محمد عبد الوهاب ، محمد حسنين هيكل ، المازني " إلا أن نزار قد خص واحد منهم بالذكر وهو الناقد الأدبي الكبير أنور المعداوي الذي كان من أشد المتحمسين لنزار كشاعر وكان أن تعهد مجموعته الشعرية الثانية " طفولة نهد " بالرعاية والتشجيع للدرجة التي جعلته يُقنع الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة ـ المجلة الأدبية الأشهر ـ أن ينشر نقدا كتبه هو حول المجموعة الشعرية الوليدة ، ويروي نزار موقفاً طريفا حدث بهذا الخصوص قائلا :
( صدر مقال المعداوي في الرسالة كما كان مقرراً .. ولكن الأستاذ الزيات رأي حرصاً علي سمعة مجلة الرسالة الرصينة المحافظة ، أن يغيِّرَ عُنوان مجموعتي الشعرية من طفولة نهد إلي طفولة نهر، وبذلك أرضي صديقه الناقد أنور المعداوي وأرضي قراء الرسالة المحافظين الذين تُخيفُهمْ كلمة النهد وتزلزل وقارهم .. ولكنه ذبح اسم كتابي الجميل من الوريد إلي الوريد )
وهذا الموقف الذي رواه القباني قد يكون مؤشراً علي مدي صعوبة هذه الولادة الشعرية بدليل أنه وفي مصر التي كانت تموج بالحركات الفكرية والثقافية قد قوبل شعره بقبول علي استحياء .
ومن بعد القاهرة بدأ ارتحال نزار في العالم فهو هولندي طائر جديد تنقل من عاصمة لعاصمة ومن أرض لأرض وتلك التجربة بكل تأكيد قد وسعت مداركه الشعرية وشكلت لديه مخزونا فكريا تبدي في لغته فيما بعد وجعلته يؤكد أنه مدين للترحال بثلاثة أرباع شعره .
نزار قباني هذا العاشق الدمشقي الكبير ،، يختلف من يختلف معه ويتفق من يتفق ،، ولكن تبقي حقيقة واحدة مؤكدة هي أن نزار شاعر لن يجود الزمان بمثله ،، إنك علي مر التاريخ الشعري العربي قد تعجب بكثيرين وقد تحفر في ذاكرتك أبيات شعرية من هنا وهناك ،، وقد تدمن السكني في بيت شعر أو قصيدة لشاعر ،، ولكن حين سيعد عظماء الشعر العربي فنزار هو أحدهم ،، وفي رأيي الشخصي أن نزار قباني هو ثاني اثنين في مملكة الشعر يقف جنباً إلي جنب مع إمام الشعراء أبي الطيب المتنبي .
للأمانة الأدبية هذا العمل الجميل رايته فى احد المنتديات واردت ان اقدمه لأعضاء سماعى..
ساضيف قصائد الشاعر الكبير تباعا


البداية

22نيسان


المَسا ، شَلّالُ فَيْروزٍ ثَري
وبِعَيْنَيْكِ أُلوفِ الصُّوَرِ



وأنا مُنْتَقلٌ بَيْنَهُما
ضَوْءُ عَيْنَيْكِ وَضَوْءُ القَمَرِ



وبِعيْنَيْكِ مَرَايا اشْتَعَلَتْ
وبِحارٌ وُلِدَتْ مِنْ أَبْحُرِ



وانْفِتاحاتٌ على صَحْوٍ ..
على جُزُرٍ لَيْسَتْ بِبالِ الجُزُرِ



رِحْلَتي طالَتْ .. أَما مِنْ مِرْفأٍ
فيهِ أَرْسو عَسَليَّ الحَجَرِ ؟



أنا عَيْناكِ .. أنا كُنْتهُما
قَبْلَ بَدْءِ البَدْءِ قَبْلَ الأَعْصُرِ



أنا بَعْثَرْتُ نجومي فيهِما
زُمَرٌ تَسْألُني عَنْ زُمَرِ



ما المصابيحُ التي تَغْلي على
فَتْحَتَيْ عَيْنَيكِ إلا فِكَري



المشاويرُ التي لَمْ نَمْشِها
بَعْدُ تَدْعوكِ فلا تَفْتَكري



رَجَعَ الصّيْفُ لِعَيْنَيْكِ ولي
فالدُّنا مَرْسومَةٌ بالأَخْضَرِ



وَأَراجيحٌ لَنا مَعْقودَةً
إنْ تَمَسِّيها بهُدُبٍ .. تَطِرِ



نَحْنُ مَنْثورُ الرُّبي .. مَضْعفُها
شَهْقَةُ النَّجْماتِ في المنْحَدَرِ



تُعْرَفُ القِمَّةُ مِنْ طَرْزِها
بالأَغاني .. بِرفُوفِ الزَّهْرِ



إنَّهُ أَوَّلُ صَيْفٍ مَرَّ بي
وسِواهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ عُمْري



مَنْ تَكونينَ ؟ أَيا أُغْنِيةً
دِفْؤها فَوْقَ احْتمالِ الوَتَرِ



أنْتِ يا وَعْداً بِصَحْوٍ مُقْبلٍ
بِعَطايا فَوْقَ وِسْعِ البَيْدَر



الثَّواني قَبْلُ عَيْنَيْكِ سُدى
وافْتِكارٌ بإِنائَيْ جَوْهَرِ



وتَوَقَّعْتُكِ دَهْراً .. فَإِذا
بِكِ فَوْقَ المُرْتجى المُنْتَظَرِ



فَوْقَ ما يَحْلُمُ ثَلْجٌ بِذُرى
وتُرابٌ بِرُجوعِ المَطَرِ



لَوْ مَعي حُبُّكِ لاجْتَحْتُ الذُّرى
ولَحَرَّكْتُ ضَميرَ الحَجَرِ



ولَجمّعْتُ الدُّنا كلَّ الدُّنا
في عُرى هذا القَميصِ الأَحْمَرِ



فاتْرُكيهِ واتْرُكيني نَبَأً
لَمْ يَجُلْ بَعْدُ بِفِكْرِ المُضمَر



أيُّ فَضْلٍ لَكِ في الدُّنْيا إذا
أَنْتِ لَمْ تَحْتَرِقي كالشَّرَرِ



ضَلَّ إزْميلى إذا لَمْ تُصْبحي
قَمراً أوْ شُرْفَةً في قَمَري






5 دقائق
اجلسي خمس دقائقْ
لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش
في الغيبوبة الكبرى
سوي خمس دقائقْ
لا يريد الشعر كي يثقب لحم الورق العاري
سوي خمس دقائقْ
فاعشقيني لدقائقْ
واختفي عن ناظري
بعد دقائقْ
لست أحتاج سوي علبة كبريتٍ
لإشعال ملايين الحرائقْ
إن أقوي قصص الحب التي أعرفها
لم تدمْ أكثر من خمس دقائقْ







أبو جهل يشتري « فليت استريت »
1
هلِ اخْتفتْ من لندنٍ ؟
باصاتُها الجميلةُ الحمراءْ
وصارتْ النوقُ التي جئْنا بها من يَثْرِبٍ
واسِطةَ الركوبِ,
في عاصِمةِ الضبابْ ؟
2
تسرْبَ البدو إلى
قصر بَكِنْغهامَ
وناموا في سرير الملكةْ
والانجليزُ, لملموا تاريخهمْ ..
وانصرفوا ..
واحترفوا الوقوفَ ـ مثلما كنا ـ
على الأطلالِ ..
3
ها هم بنو تَغْلَبٍ ..
في (سوهو) ..
وفي (فيكتوريا) ..
يُشمْرون ذيلَ دَشْداشاتِهِمْ
ويرقصونَ الجَازْ ..
4
هلْ أصْبحت انْجلْترا ؟
تصحو على ثَرْثرةِ البدو ..
وسيمفونيةِ النِعالْ ؟
5
هلْ أصبحتْ انجلترا ؟
تمشي على الرصيفِ, بالخُفِّ .. وبالْعِقالْ ؟
وتَكْتبُ الخَطَّ منَ اليمينِ للشمالْ ..
سُبْحانهُ مُغيُّرُ الأحْوالْ!!
6
عنترةٌ .. يبْحثُ طول الليلِ, عنْ رُوميَّةٍ
بيضاءَ كالزُبْدةْ ..
أوْ مَليسةِ الفخْذينِ .. كالهلالْ
يأْكُلها كبيضةٍ مَسْلوقةٍ
منْ غَيْرِ مِلْحٍ ـ في مدى دقيقةْ ـ
ويرْفعُ السروالْ!!
7
لمْ يبقَ في البارْكاتِ ..
لا بطٌ , ولا زهرٌ, ولا أعْشابْ
قد سَرَحَ الماعزُ في أرْجائِها
وفرَّتْ الطيورُ من سمائِها
وانْتصر الذبابْ ..
8
ها هُم بنو عبسٍ .. على مداخلِ الِمتْرو
يَعُبُّونَ كؤوسَ البيرةِ المُبَرَّدةْ ..
وينْهشونَ قطعةً ..
من نَهْدِ كلِّ سيدةْ ..
9
هلْ سَقطَ الكبارُ من كُتَّابنا
في بورصةِ الريالْ ؟
هل أصْبحتْ انجلترا عاصمةَ الخلافةْ ؟
وأصبح البترولُ يمشي ملكاً ..
في شارعِ الصحافةْ ؟
10
جرائدٌ ..
جرائدٌ ..
جرائدْ ..
تنتظر الزبونَ في ناصيةِ الشارعِ,
كالبَغايا ..
جرائدٌ, جاءتْ إلى لندنَ,
كيْ تُمارسَ الحريةْ ..
تحولتْ ـ على يدِ النِفْط ـ
إلى سبايا ..
11
جِئْنا لأوروبا ..
لكي نَشْربَ منْ منابعِ الحضارَةْ
جئنا .. لكيْ نبحثَ عن نافذةٍ بحْريةٍ
مِنْ بَعدِ ما سدوا علينا عنقَ المحارةْ
جئنا .. لكي نكتبَ حُرياتِنا
منْ بَعْدِ أنْ ضاقَتْ على أجْسادنا العبارةْ
لكننا .. حينَ امْتلكنا صُحُفاً,
تحولتْ نصوصُنا
إلى بيانٍ صادرٍ عَنْ غُرْفَةِ التجارةْ ..
12
جِئْنا لأوروبا
لكَيْ نَسْتَنْشِقَ الهَواءْ
جئنا .. لكَيْ نَعْرفَ ما ألْوانُها السَماءْ ؟
جئْنا .. هُروباً منْ سِياطِ القَهْرِ, والقَمْعِ,
ومنْ أذَى داحِسَ والْغَبْراءْ ..
لكنْنا .. لمْ نَتَأمَّلْ زَهْرةً جميلةْ
ولمْ نُشاهِدْ مَرَّةً, حَمامَةً بيضاءْ
وظَلَّتِ الصَّحْراءُ في داخِلنا ..
وظلَّتِ الصَّحراءْ ..
13
مِنْ كُلِّ صَوبٍ .. يهْجُمُ الجَرادْ
ويَأْكُلُ الشِّعْرَ الذي نَكْتبهُ ..
ويشْربُ المدادْ
من كلِّ صوبٍ ..
يهجمُ (الايدزُ) على تاريخنا
ويحصدُ الأرواحَ, والأجسادْ
من كلِّ صوبٍ ..
يُطْلقونَ نِفْطَهُمْ علينا
ويَقْتُلونَ أجْملَ الجيادْ ..
فكاتبٌ مُدَجَّنٌ ..
وكاتبٌ مُسْتَأْجَرٌ ..
وكاتبٌ يُباعُ في المزَادْ
هلْ صارَ زيتُ الكازِ في بلادنا مُقدَّساً ؟
وصارَ للْبِتْرولِ في تاريخِنا, نُقْادْ ؟
14
للواحدِ الأَوْحَدِ .. في عَلْيائِهِ
تَزْدانُ كلُّ الأَغْلفَةْ ..
وَتُكْتبُ المدائِحُ المُزَيَّفةْ ..
ويزْحفُ الفِكْرُ الوصُوليُّ على جَبينِهِ
ليَلْثُمَ العَباءَةَ المُشَرَّفةْ ..
هلْ هذهِِ صحافةٌ ..
أمْ مكْتبٌ للصَّيْرفَةْ ؟
15
كلُ كلامٍ عِندهُمْ , مُحَرَّمٌ
كلُّ كتابٍ عندهمْ, مَصْلوبْ
فكيفَ يسْتوعبُ ما نكْتُبهُ ؟
منْ يقْرأُ الحروفَ بالمقلوبْ!!
16
على الذي يُريدُ أنْ يفوزَ
في رِئاسةِ التَّحْريرْ ..
عَليهِ .. أنْ يبوسَ رُكْبةَ الأَميرْ ..
عليهِ .. أنِْ يمْشي على أَرْبعةٍ
كيْ يَرْكبَ الأَميرْ!!
17
لا يَبْحثُ الحاكِمُ في بلادِنا
عنْ مُبْدعٍ ..
وإنْما يبْحثُ عن أجيرْ ..
18
يُعْطي طويلَ العُمْرِ .. للصَّحافةِ المُرْتَزِقَةْ ..
مَجْموعةً منَ الظُروفِ المُغْلقَةْ ..
وبَعْدها ..
يَنْفجِرُ النباحُ ..
والشَّتائِمُ المُنسَّقَةْ ..
19
ما لِلْيساريْينِ مِنْ كُتَّابنا ؟
قدْ تَركوا ( لينينَ ) خَلْفَ ظَهْرِهِمْ
وقرْرَوا .. أنْ يَرْكبوا الجِمَالْ!!
20
جِئْنا لأوروبَّا ..
لكَيْ نَنْعمَ في حُرِّيْةِ التَّعْبيرْ
ونَغْسلَ الغُبارَ عنْ أجْسادِنا
ونَزْرعَ الأَشْجارَ في حَدائِقِ الضَّميرْ
فكَيفَ أصْبحْنا, مَعَ الأيّامِ ,
طَبَّاخينَ .. في مَضَافَةِ الْإسْكَنْدرِ الكبيرْ ؟؟
21
كُلُّ العصافيرِ التي
كانتْ تَشُقُّ زُرْقةَ السَّماءِ,
في بَيروتَ ..
وتَمْلأُ الأشْجارَ والبَيَادِرْ ..
قَدْ أحْرقَ البِتْرولُ كِبْرياءَها
وريشَها الجَميلَ .. والْحَناجِرْ ..
فَهْيَ على سُقُوفِ لنْدنٍ ..
تَموتْ ..
22
يَسْتعْمِلونَ الكاتِبَ الأخَيرَ .. في أَغْراضِهِمْ
كَرَبْطَةِ الحِذاءْ ..
وعِنْدما يَسْتَنْزفونَ حِبْرَهُ ..
وفِكْرَهُ ..
يَرْمونَهُ في الرِّيحِ, كَالأَشْلاءْ ..
23
هذا لهُ زاويةٌ يَوْميَّةٌ ..
هذا لهُ عَمودْ ..
والفارِقُ الوَحيدُ, فيما بَيْنهُمْ
طَريقةُ الرُّكوعِِ ..
والسُّجودْ ..
24
لا تَرْفَعِ الصَّوْتَ .. فأَنْتَ آمِنْ
ولا تُناقِشْ أبداً مُسدَّساً ..
أَوْ حاكِماً فَرْداً ..
فَأَنْتَ آمِنْ ..
وكُنْ بلا لَوْنٍ, ولا طَعْمٍ, ولا رائِحَةٍ ..
وكُنْ بلا رَأْيٍ ..
ولا قَضِيَّةٍ كُبْرى ..
فَأَنْتَ آمِنْ ..
واكْتُبِ الطَّقْسَ,
وعَنْ حُبوبِ مَنْعِ الحَمْلِ ـ إنْ شِئْتَ ـ
فأنْتَ آمِنْ ..
هذا هُوَ القانونُ في مَزْرعةِ الدَواجِنْ ..
25
كَيْفَ تُرى, نُؤَسِّسُ الكِتابةْ ؟
في مِثْلِ هذا الزَمَنِ الصَّغيرْ
والرَّمْلُ في عُيونِنا
والشَّمْسُ مِنْ قَصْديرْ
والكاتِبُ الْخَارِجُ عنْ طاعَتِهمْ
يُذْبَحُ كَالبَعيرْ ..
26
أيا طويلَ العُمْرِ:
يا منْ تَشْتري النساءَ بالأرطالْ ..
وتَشْتري الأقْلامَ بالأرْطالْ ..
لسْنا نريدُ أيَّ شيءٍ منكَ ..
فانْكَحْ جواريكَ كما تريدُ ..
واذبَحْ رعاياكَ كما تريدُ ..
وحاصِرِ الأمَّةَ بالنارِ .. وبالحديدْ ..
لا أحدٌ ..
يريدُ منكَ ملْكَكَ السَّعيدْ ..
لا أَحدٌ يريدُ أن يَسْرقَ منكَ جِبَّةَ الخِلافةْ ..
فاشْرب نبيذَ النفطِ عن آخرهِ ..
واتركْ لنا الثقافةْ .
مع تحيات / أحمد
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 12/05/2009, 20h06
الصورة الرمزية ابو يحيي
ابو يحيي ابو يحيي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:128757
 
تاريخ التسجيل: décembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 113
افتراضي نزار

قصيدة لنزار قباني
في مدح الرسول
عليه أفضل الصلوات والسلام


عَـزَّ الـورودُ وطـال فيـك أوامُ
وأرقـتُ وحـدي والأنـام نيـامُ

ورَدَ الجميع ومن سناك تـزودوا
وطردت عن نبع السنـا وأقامـوا

ومنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد
وتقطعت نفسي عليـك وحامـوا

قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقـت
أبواب مدحـك فالحـروف عقـامُ

أدنوا فأذكر مـا جنيـت فأنثنـي
خجـلا تضيـق بحملـي الأقـلام

أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
جـل المقـام فـلا يطـال مقـام

وِزْرِي يكبلني ويخرسني الأسـى
فيموت في طرف اللسـان كـلام

يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي
شوقٍ تقـض مضاجعـي الآثـام

أرجوالوصول فليل عمري غابـة
أشـواكـهـا ... الأوزار والآلام

يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا
نفحات نـورك وانجلـى الإظـلام

أأعود ظمـآنٌ وغيـري يرتـوي
أيراد عن حـوض النبـي هيـام

كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنـوب جسـام

أو كلمـا حاولـت إلمامـا بــه
أزف البـلاء فيصعـب الإلـمـام

ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة
عصماء قبلي ... سطرت أقـلام

مدحوك مابلغوا برغـم ولائهـم
أسرار مجـدك... فالدنـوُّ لمـامُ

حتى وقفتُ أمـام قبـرك باكيـاً
فتدفـقَ الإحسـاس والإلـهـامُ

ودنـوت مذهـولا أسيـرا لا أرى
حيـران يلجـم شعـري الإلجـام

وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى
وطوى الفـؤاد سكينـة وسـلام

يا ملء روحي وهج حبك في دمي
قبس يضـيء سريرتـي وزمـامُ

أنت الحبيب وأنت مـن أروى لنـا
حتـى أضـاء قلوبنـا الإٍسـلام

حوربت لم تخضع ولم تخش العدى
من يحمه الرحمن كيـف يضـام

وملأت هذا الكون نورا فاختفـت
صور الظـلام وقوضـت أصنـام

الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي
فالمسلمون عن الطريق تعامـوا

والـذل خيَّـم فالنفـوس كئيبـة
وعلـى الكبـار تطـاول الأقـزام

الحزن أصبـح خبزنـا فمساؤنـا
شجـن وطعـم صباحنـا أسقـام

واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسنـا
فكـأن وجـه النيريـن ظــلام

أنى اتجهت ففي العيون غشـاوة
وعلى القلوب من الظـلام ركـام

الكـرب أرقنـا وسهـد ليلـنـا من
مَهدهُ الأشـواك كيـف ينـام

يا طيبة الخيرات ذل المسلمـون
ولا مجيـر وضيـعـت أحــلام

يغضون إن سلب الغريب ديارهـم
وعلى القريب شذى التراب حـرام

باتـوا أسـارى حيـرة وتمـزق
فكأنهـم بيـن الـورى أغـنـام

ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم
لا غرو ضاع الحـزم والإقـدام

ودنـوت مذهـولاً أسيـراً لا أرى
حيران يلجـم شعـري الإحجـام

وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر
قد عاقـه عمـن يحـب زحـام

ياهادي الثقلين هل مـن دعـوة
تُدْعَـى بهـا يستيقـظ الـنـوامُ

__________________



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه
ومداد كلماته


التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 12/04/2010 الساعة 16h39
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 20/06/2009, 16h28
بيلسان نور بيلسان نور غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:420024
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: ليبية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 9
افتراضي الذكرى لنزار قباني

طوق الياسمين
شكراً .. لطوق الياسمين ..
وضحكت لي فظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين .. يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين ..
وجلست في ركن ركين .. تتمشطين
وتنقطين العطر من قارورة وتدمدمين
لحناً فرنسي الرنين .. لحنا كأيامي حزين ..
قدماك في الخف المقصب .. جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس .. تعلقين وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين ..
ووقفت في دوامة الألوان ملتهبة الجبين
الأسود المكشوف عن كتفيه ..
هل تتردين ؟! لكنه لون حزين ..
لون كأيامي حزين ..
ولبسته وربطت طوق الياسمين .
وظننت أنك تعرفين .. معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك ..
ظنت أنك تدركين .. هذا المساء ..
بحانة صغرى رأيتك ترقصين ..
تنكسرين على زنود المعجبين .. تنكسرين وتدمدمين
في إذن فارسك الأمين ..
لحناً فرنسي الرنين ..
لحناً كأيامي حزين ..
وبدأت اكتشف اليقين ..
وأنك للسوى تتجملين ..
ولهم ترشين العطور .. وترقصين ..
ولمحت طوق الياسمين ..
في الأرض مكتوم الأنين .. كالجثة البيضاء
تتدفعه جموع الواقفين ..
ويهم فارسك الوسيم بأخذه ..
فتخالفين .. وتقهقهين ..
" لا شيء يستدعي انحناءك .. ذالك طوق الياسمين "
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 20/06/2009, 16h35
بيلسان نور بيلسان نور غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:420024
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: ليبية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 9
افتراضي الذكرى لنزار قباني

الذكرى
إنزعي الخنجر المدفون في خاصرتي
واتركني أعيش ..
انزعي رائحتك من مسامات جلدي
واتركيني أعيش ..
امنحيني الفرصة ..
لأتعرف على امرأة جديدة
تشطب اسمك من مفكرتي
وتقطع خصلات شعرك ..
الملتفة حول عنقي
امنحيني الفرصة ..
لأبحث عن طرق لم أمش عليها معك .
ومقاعد لم أجلس عليها معك ..
ومقاه لا تعرفك كراسيها ..
وأمكنة .. لا تذكرك ذاكرتها ..
امنحيني الفرصة ..
لأبحث عن عناوين النساء اللواتي
تركنهن من أجلك ..
وقتلتهن من أجلك ..
فأنا أريد أن أعيش ..
رد مع اقتباس
رد

Tags
نزار قبانى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 02h25.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd