صالح الخميسي
13 ديسمبر 1912
10 جويلية 1958
ينحدر من عائلة ذات جذور أندلسية فوالده علي بن عبد الله الخميسي و الأصل في «الجميزي» من مدينة «قشتالة» ووالدته مريم بنت محمد بن رمتانة والأصل في اللقب رمثانة من مدينة«أراقون» هاجرو في أوائل القرن السابع عشر واستقروا بمدينة تستور بالشمال التونسي.
اشتغل والده بتونس في تجارة الجلود وكانت علاقة صالح بوالده اتسمت بالحياد فهو الابن الأوسط فقبله محمد وآمنة وبعده الهادي ونفيسة.
ولكنه كان الأقرب إلى والدته فقد كان صاحب مواقف طفولية جد طريفة منذ الخامسة من عمره وفي المدرسة الابتدائية كان هو صاحب الزعامة في كل شيء، وفي سنته العاشرة كان قد بلغ نضجه الفكري وأصبح «المشوش» الأول في الفصل و مقلد كل الأساتذة.
وقد عرف بأنه الوحيد القادر على ابتكار كلمات مركبة على أغاني معروفة وتسمى «بالمعارضة» وربما الأغنية الوحيدة التي وصلتنا منذ ذلك التاريخ هي أغنية «امرة يا أمورة يا محنية يد العصفورة» لعبد الحي حلمي فقد كانت هذه الأغنية مشهورة في تلك الفترة فركب عليها كلمات من تأليفه الخاص و أصبح يغني «خمرة يا خمورة يا مسكرة حتى العصفورة»..
وفي سنة 1928 بدأ يتعاطى صناعة النجارة وفي نفس السنة دعاه أولاده الحي إلى الانخراط في جمعية الزيتونة فرفض والده باعتباره ما يزال صغير السن (16 سنة) ولكن والدته استطاعت إقناعه في الأخير.
واكتمل النصاب في الجمعية بصالح «فتى الحي الظريف» فقد كان في كل مسابقة لا يخلو من التندر والتفكه وتقليد أصحابه في الجري وكان والده في كل يوم يأتيه مصحوبا بالبرتقال والموز لأنه دائما في آخر الترتيب و كثيرا ما كان يدفعه إلى أن يتقدم أكثر في المراتب و فعلا أصبح يأتي الثاني و الثالث في كل مرة يضحك فيها من يسبقه فيتخلى هذا الأخير عن مرتبته طواعية بعد أن ينفجر ضحكا و يصبح غير قادرا على مواصلة السباق و هكذا يفوز هو.
عازف الناي بالرشيدية
تكونت الرشيدية سنة 1934 و بدأ صيتها يكبر بالتدرج و قدم إلى تونس الفنان السوري الشيخ علي الدرويش للمعهد الرشيدي وكان صالح ما يزال متمسكا بصناعة النجارة حيث طورها إلى صناعة الآلات الموسيقية و خاصة العود .
فرغب في الانخراط بالرشيدية آملا في وجود قسم للفكاهة وفي نفس الوقت يتعلم الموسيقى على أصولها الصحيحة فكانوا أربعة شبان ترشحوا لتعلم الناي سنة 1935 وهم على التوالي ......أحمد بن عبد السلام .... أحمد الحداد.... صالح المهدي و صالح الخميسي.
و سألهم الشيخ علي الدرويش عن الآلة التي يبتغون اقتناءها فطلب صالح مباشرة الناي لأنه ليس موجودا بتونس وبقي يدفع ثمنه كل أسبوع عشرة فرنك إلى موفي العام الثاني.
وقد عرف صالح في تلك الفترة في الرشيدية بتشويشه وحيويته التي لا تهدا حتى أن الشيخ كانت له كلمة مشهورة «من فزلك يا ابني بلا بهولة» .
واصل دراسته بالرشيدية و كون رصيدا من المعارضات الغنائية التي اشتهرت في تلك الفترة و لكنه ما يزال شابا بكل ما يؤلفه يردده بين زملائه فقط. دعا الفنان و المناضل مصطفى صفر الأستاذ محمد التريكي شهرة كبيرة خاصة من خلال جوقته الموسيقية و الفنانة المتألقة «حسيبة رشدي» التي كانت برفقته.