حَمَاسٌ بِدُونِ حَمَاسٍ
حَمَاسٌ بِدُونِ حَمَاسٍ
حَمَاسٌ وَ بَعْضٌ هَوَى مِنْ عَصَبْ = يُعَادُونَ مِصرَ بِدَربٍ خَرِبْ
جُسُورُ البَلاءِ يُقيِمُونَهَا فِي = دَجُوجِ اللَّيَالِي وَ تَحتَ الحُجُبْ
لإِرهَابِ مِصرَ ، وَ سَحْقِ الوَفَا – هَلْ - = تَسَاوَى العَدُّو ، بِإبنِّ العَرَبْ
فَأَينَ الجِهَادُ ، وَكَيفَ اسْتَكَانَ –= وَ أَينَ الصٌّقورُ ، وَ أَقْصَى تَعِبْ
وَ أَينَ العُرُوبةُ تَزهِي البِلادَ = وَ دِينٌ ، وَ عَزمٌ كَأيدِ القُضُبْ
وَ أَينَ الإخَاءُ ، وَ أينَ الوِفَاقُ = وَ مَاذَا جَرَى يَا زَمَانَ العَجَبْ
وَ مَنْ قَالَ أنَّ الجِهَادَ بِمْصرَ = وَ قُدْسٌ تُعَانِي حَمِيمَ اللَّهَبْ
بَمَنْ يَعبَثُونَ وَ هُمْ يَعرِفُونَ = بِلا مِصْرَ يَبقُونَ بَينَ الصّعُبْ
فَمِصرُ الكِفَاحِ ، وَ مِصْرُ اليَقِينِ = وَ خَيرُ الجُنوُدِ بِدَربِ النُّوَبْ
زَمَانُ الحَمَاسِ ، زَعِيمُ الِجهَادِ = وَ ( يَاسِينُ ) فِيهَا بُرُوحٍ أُهُبْ
وَ قَامَ بِشَقِّ صُفُوفِ الأعَادِي = وَ ثَارَ عَلَيهِمْ كَثَورِ الرُّقُبْ
وَلَا الصَّمتُ عِندَهُ صَمتُ الرَّجِيْفِ = وَ لَكِنْ كِفَاحٌ ، وَ لَو يَنتَكِبْ
حَمَاسٌ عَظِيمٌ ، وَ لَيسَ رياءً = وَ لَمْ يَستَرِحْ تَحتَ ظِلِّ الكَذِبْ
وَ بعْدَهُ يَا غَزَّةَ المَجدِ بَانَتْ = مَعَالِمُ صَوبَ انْحِسَارِ الغَضَبْ
فَعُودِي كَمَا كُنتِ يَاسِينَ عُرْبٍ = وَ لَستِ سَرَابًا وَ مِثْلَ الُّلعَبْ
وَ حدِّثْ فَقَد يَسْتَفِيقُ الغُفَاةُ = يَظُّنُونَ أَنَّ لَدَيِهِمْ غَلَبْ
كَوَارِثُ حَلَّتْ ، وَ فِكْرٌ سَقِيمٌ = وَ غزَّةُ صَارَتْ كَبَحرٍ لَجِبْ
وَ حُكْمٌ بِسَوطٍ ، وَ نَارٍ ، وَ قَيدٍ = وَ قتْلٍ لِمَنْ فِي طَريْقِ الهَرَبْ
حَمَاسٌ بِدُونِ حَمَاسٍ وَ عَزْمٍ = وَ شَقُّوا العُرُوبَةَ دُونَ سَبَبْ
فِلَسْطِينُ تَشكُو لَهيبَ العُدَاةِ = وَ هُمْ يَعبثُونَ بِمِصرَ القُطُبْ
أَبَا الهَولِ مَاذَا جَرَى لِلْوَفَاءِ = وَ أنتَ تَرَى مَصرَ بَينَ الصَّخَبْ
وَ لو تَنْطِقُ اليَومَ قَهْرًا لَكُنْتَ = فِدَاءً لِمِصرَ بِرَغْمِ الرَّهَبْ
فهيَّا أَبَا الهَولِ قُلْ إنَّهَا مِصـ = رُ ، فَوقَ العُدَاة وَ مِثلُ الشُّهُبْ
وَ قُلْ : يَا حَمَاسُ كَفَى مِنْ صُدُودٍ = فَنَحْنُ لُيُوثَ الحِمَى ، وَ العَرَبْ
وَ قلْ : غزَّةُ العُرْب شَعْبٌ أَبِيٌّ = لَهُ فِي النُّفُوسِ عَظِيمُ الرُّتَبْ
هُوَ اليَومَ يَبكِي جُنُونَ الأَعَادِي = وَ تَحْتَ الحِصَار ، وَ بَينَ اللَّهَبْ
نِسَاءٌ ، شُيُوخٌ ، وَ أَطْفَالُ تَهْوِي = بِنِيرَانِ غَدرِ عَدُّوٍ ذَنَبْ
صَريِخٌ ، عَوِيلٌ ، وَ قَتْلٌ ، وَ هَدْمٌ = فَأينَ حَمَاسٌ وَ دَرءُ الرُّعُبْ
وَ حَدِّثْ فشَّعبَ بِقَهرٍ ، وَ بَأْسٍ = وَ هُمْ فِي رَغِيدِ الدُّنَا ، وَ القُشُبْ
وحدَّثْ فشَّعبٌ يَذُودُ بِرُوحٍ = وَ هُمْ فِي الحُصُونِ ، وَ هُمْ في الحُجُبْ
وَلَا يَرْغَبُونَ لِحربٍ ، وَ سِلْمٍ = سِوَى لِلسَّرابِ ، وَدَعْمِ الكَذِبْ
كَأنَّهَمُو فِي رِيَاضٍ ، وَ غُدْرٍ = بِأَنفَاسِ زَهْرٍ ، وَ فَوقَ السُّحُبْ
فَيَا غزَةَ العُرْبِ قُومِي ، وَ ثُورِي = فَقَد حَانَ وَقْتُ صَلِيْلَ الغَضَبْ
فَلَو لَمْ تَقُومِي سَتَيْقِينَ دَهْرًا = عَدِيمَ الحَيَاةِ ، صَرِيعَ النُّوَبْ
وَ عَانيتِ يا مِصْرُ مِنْ أَجْلِ شَعْبٍ = وَ قُدْسٍ – بِروُحٍ – وَ رَغْمِ التَّعَبْ
بِخَيرِ الجُنُودِ ، وَ عِزِّ الشَّبَابِ = وَ حَربٍ ، وَ سْلْمٍ كَعْزمِ القُضُبْ
فِدَاءٌ لَكِ الرُّوحُ – لَيسَ بِمَنٍ - = بِحقِّ الهَوَى ، وَ الوَفَا ، وَ النَّسَبْ
فَنَحْنُ لَكِ العِرْضَ، وَ الأرْضُ ، نَبْقَى = يَقِينَ القُلُوبِ ، وَ مِثْلَ الذَّهَبْ
دِمَاءُ الشَّهِيدِ رَوَتْ كُلَّ دَارٍ = وَ غُصْنٌ ، وَ زَهْرٌ بَكَى مِنْ سَغَبْ
وَ لَكنَّمَا اليَومُ فِي مَرْكَبٍ أُغْـ = رِقَتْ ، وَ المُنَى فِي يَدِ المُغْتَصِبْ
لَكِ اللهُ مصرُ فَهُمْ فِي غَفَاءٍ = بِكَهفٍ عَمِيقٍ ، وَ فِكرٍ عَطِبْ
يُرِيدُونَ مَحْوَ السَّلامِ ، وَ أَمْنٍ = وَ لَو كَانَ سَحْقًا لِجُنْدِ الْعَرَبْ
شعر : مراد الساعي
|