سيرة الظاهر بيبرس : محمود بيرم التونسي ، السيد فرج السيد

[abuhany]

**** في 82 حلقة كل حلقة في نصف ساعة أخرج السيد بدير سيرة الظاهر بيبرس التي صاغ حوارها وأغاني الربابة لها محمود بيرم التونسي عام 1956 ، وأذيعت في إذاعة الشعب في السبعينيات ، ثم نامت مع أهل الكهف إلى اليوم !!
* مَن يسعى للحصول عليها لتكون من المأثور الشعبي المصري الممتاز بدلا من الهلالية التي تقوم على الصراع بين العرب والعرب ؟!6/4/2007

[سامح الاسواني]

بدلا من الهلالية التي تقوم على الصراع بين العرب والعرب

الهلالية في الاساس تجسيد للصراع بين العرب و اهل افريقية في الاساس تخللتها عشرات الحكايات الاسطورية و قصص العشق و الغزل كما انها ترصد مجموعة من القيم العربية قد يرفض التطور الاجتماعي و الفكري جانبا منها لكن هذا لا يعني ان نمحو تلك الذاكرة الشعبية او ننحيها و مثلما قال الراحل العظيم زكريا الحجاوي :" الفلكور مسودة الحضارة " فان المهتمين بهذا العلم الكبير و الضخم يستنبطون من الفنون الشعبية الافكار و العادات و المعتقدات السائدة في فترة زمنية معينة و التي تتناثر بين ثنايا العمل الفني شعرا او نثرا و موسيقى، و في النهاية فان اقتراحك برفع سيرة الظاهر بيبرس هو اقتراح رائع يثري المنتدى و يثري وجداننا و تحياتي لشخصكم الكريم استاذ جابر و ارجو الا تفهم تعليقي هذا تحاملا من نوع ما بل هو تعبير عن رأيي الشخصي و لكم التحية و التقدير مرة خرى

[abuhany]

** لعل الأخ سامح الأسواني قرأ للدكتور طه حسين كتاب الأيام في جزئه الأول ؛ ففيه تناول لما كان عليه أداء السيرة الهلالية في المقاهي والمجالس الشعبية وما كان ينتج عن رواية أحداثها من نزاعات بين جمهور السامعين ؛ فهم بين متعصب لأبي زيد ومتعصب للزناتي خليفة ، وقد يصل الأمر إلى العراك اليدوي فما فوقه . وهذا كما يحدث بين المتعصبين لفرق كرة القدم ، وأنت لا تجد هذا حين يكون أحد الطرفين أجنبيا ، والسيرة الهلالية في واقع التاريخ مأسا ة عربية وليست مفخرة ؛ فالفاطميون الذين تركوا تونس واستولوا على مصر وجعلوها مركز الدعوة الشيعية أرادوا أن يحققوا هدفين من توجيه الهلاليين إلى تونس ( أفريقية قديما ) : الهدف الأول هو التخلص من هذه الموجة المهاجرة من شبه الجزيرة العربية ـ وهم من السنة ـ والهدف الثاني إثارة القلاقل لحكام تونس الذين جاؤوا بعد نزوح الفاطميين عنها ، يريدون ضرب العرب بالعرب ، والسنّة بالسنّة ، انظر يا أخي إلى الأهداف المسمومة ! لكنك لا تجد مثل ذلك في سيرة الظاهر بيبرس ولا الأميرة ذات الهمة ولا ابن بطال ولا سيف بن ذي يزن ، فالعرب ـ أو المسلمون ـ يقاتلون دفاعا عن أرضهم ضد الصليبيين والمغول ، أو ضد الأحباش المحتلين لأرض اليمن .
يستمع المستمعون لهذه السير فلا تجد سوى روح التعاطف مع أبطالها لا نزعات التعصب ضد أحد من أطرافها . لذلك أقول إن السيرة الهلالية لا يصح أن تكون مثالا محترما للسير الشعبية ؛ فهي لا تنمّي انتماء إلى وطن ولا إلى دين ، ولكنها تثير حزازات بسبب أمور تعصبية وكان وراءها دوافع ضد العرب أنفسهم .
**آمل أن تكون وجهة نظري قد اتضحت ، وأنا لست ضد السير الشعبية ذات الأهداف القيمة ، فهي كما تنقل تعبر عن الوعي الجماعي لأبناء الأمة ، فهل تجد في السيرة الهلالية هذا التعبير ؟ وشكرا . 26/4/2007

[moharram777]

السيرة الشعبية هى وجدان وضمير الناس وتعبر عن احلامهم وخيالاتهم بطريقة فطرية لا تعقيد فيها وبالتالى فقد يتخللها بعض مايؤخذ على السير من مخالفة للتعاليم الاسلامية وغيرها لكن هذا القليل ناتج ايضا بلا سوء نية وانما ناتج عن واقع الجهل والتخلف والامل فى الغد ومن هنا نلاحظ مثلا ان سيرة بنى هلال هم غزاة ارادوا غزو تونس اى ان مؤيدى الزناتى تماما على الحق والشرعية ومن السير نناقش للناس ونوضح لهم وبالتالى من اجلها فى وجدان المصريين سيرة الظاهر بيبرس التى ارادوا لها الاندثار

[سامح الاسواني]

الاستاذ الفاضل جبر .. تحية و احتراما
نعم يا سيدي مررت على الايام لطه حسين و اقول مررت لاني قرأتها في الصغر ، و هذا ما يفسر لي دهشتي بالرسومات الداخلية للراحل بيكار العالقة في ذهني الي الان ( دهشة الصغير بالصورة ) ، و يبدو ان الكتاب الذي قرأت منه كان مدرسيا ، لكني اعرف امرا اخر مضافا الي رأي العميد و هو ان رواة السيرة و منهم جابر ابو حسين ، كانوا يضعون في اعتبارهم القرية التي سيروون فيها ، فعرب هوارة مثلا منحازون الي الزناتي خليفة ، و علي الراوي اذن ان يمجد من بطولات الزناتي حتى يجد من ينصت اليه ، و في قرى اخرى يحدث العكس ، بل ان دول الشرق تختلف عن دول الغرب في انحيازاتها
و انا معك في ان الاصل التاريخي واقعه صراعات سياسية و مذهبية ، لكن هل رأيت او سمعت في السيرة شيئا من هذا القبيل ، هل وجدت للشيعي او للسني حتى اشارات ، لقد طوى الوعي الجمعي بذكائه الشديد مثل هذه الصفحات او لنقل اعاد صياغة و (تبييض ) التاريخي و حذف مثيرات الفتن و نزعاتها ، و يظل للمبدع الشعبي منطقه الخاص في اقصاء ما يرى ، هذا المنطق قال عنه الكاتب ياسر علام انه لصالح وجهة النظر الفنية و الانسانية
و وفق هذه الرؤية يمكن ان نفسر سبب تمجيد المصريين لادهم الشرقاوي الذي قيل انه لم يكن سوى لص او قاطع طريق ، و للان يرفض المصريون على اختلاف ثقافاتهم
مثل هذا الرأي الاخير ، و يعتبر جانب كبير منه ان هذا الرأي هادم للقيم !
ايضا الامر ذاته يمكن ان نسحبه على ياسين التي رثته بهية و المصريون ، ففي بعض الاراء قيل ان ياسين قتله الجيش المصري الذي خرج من السودان عام 1924 ، و ذلك لانه كان يسرق من مؤن الجيش ، و انت تعلم ان النص الشعبي يقول (قتلوه السودانية من فوق ضهر الهجين ) و ان المصريين خلدوا هذه الواقعة بـ(ياسين) لغضبهم من خروج جيشهم من السودان ، وفق احداث تاريخية انتهت باغتيال السير لي ستاك عام 1924 ايضا . و ايا ما كانت صحة او خطأ تلك الرواية فاننا لا نجد في قصة ياسين و بهية اي شئ يشير الي السرقة او الجيش او ستاك ، و من ثم فاننا اذا أولنا او فسرنا الابداع الشعبي بالمنطق التاريخي او الاخلاقي فسنخسر بهذا الشكل تاريخ مواز للتاريخ الرسمي ، تاريخ لا يمكن ان تعبر عنه الاف الكتب بينما سطر واحد من مقولة شعرية او مثل او حكمة او تهنينة لصغير يمكن ان تكون تعبيرا عن وجدان شعب باكمله ..
و في النهاية تحياتي لك على هذا الموضوع الثري

[abuhany]

**الأخ الكريم محرم تحية طيبة .
أود أول كل شيء أن ننظر نظرة عملية وواقعية إلى الأمر . إذا كانت السير الشعبية تحتوي على أشياء لا ترضاها الشريعة الإسلامية ـ كما في رسالتك ـ وفيها ما لا ترضاه رابطة الوطنية والانتماء إلى العرب فماذا يبقى لكي نقول إنها تعبر عن ضمير الجماعة ووجدانها ؟ أنا أقول : يبقى منها تعصب لأشياء غير ذات نفع كالتعصب لفرق كرة القدم المحلية تماما . فهل هذا ما نتطلبه من السيرة الهلالية ؟ لقد انجرف العامة البسطاء إليها لأنها تماثل ما كان بين قبائل العرب قبل الإسلام ! ومع ذلك لا ننفي الإعجاب بسيرة سيف بن ذي يزن والظاهر بيبرس والأميرة ذات الهمة وابن بطال ، ففيها قيم تنمّي الانتماء إلى الوطن والأرض والعرب والإسلام بحسب ما تعطيه كل سيرة ، وهي صادرة عن مجهولين لم يكن لهم هدف التزلف إلى حاكم كما حدث في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين حتى أقحم بعضهم في حلقات ألف ليلة وليلة إسقاطات هي بنت أحداث تلك الفترة ، واصطنع بعضهم اسم الفارس الموعود ، وفارس بني كذا على غرار قصة علي الجارم : فارس بني حمدان ، ونفخ بعضهم نارا في أدهم الشرقاوي !!!
في نتاج كل أمة ما يصح وما لا يصح ، والسيرة الهلالية عند تحليلها تجدها مما لا يصح ، حتى نسبة أبي زيد وخضرة يتضح فيها شيء من الخداع لكي تجذب الناس لمحبة أهل البيت !! أطلت ، ولكن لأجل التوضيح . ثم لماذا اهتمت تونس بهذه السيرة في العقود الأخيرة وأنفقت آلافا من الدولارات للاحتفاظ بها ؟ أمر فيه نظر !!! وسلام لك . 27/4/2007

[abuhany]

**الأخ العزيز سامح سلام لك وتحية .
ما كنت أحسب أن الأمر سيصل إلى هذه الدرجة . أنا لا أمنع أحدا من أن يجد متعته فيما يراه نافعا ، لكنني أربأ بالمثقفين أن ينخدعوا بما في هذه السير من أمور تصرف عن المهم . لقد كتبت منذ دقائق ردا على الأخ الكريم محرم وعندما ضغطت لإرساله وجدت ردك ، ولكما كل الاحترام والتقدير لما تريان أنه الصواب ، ومع ذلك موقفي من السيرة الهلالية ـ وما على غرارها إن وجد ـ هو ما بينته ، هذه خدع لأغراض تنافي منفعة المجتمع العربي ، تجد دليل ذلك في الاهتمام الزائد بها لدى أوائل المستشرقين الذين كانت تدفعهم مصالح دولهم ومعاداتهم للإسلام ، وإلا فأين الاهتمام المماثل بغيرها . وقد أشرت في ردي على الأخ محرم إلى اهتمام تونس بها ولست أرى لذلك تفسيرا !!!
معذرة ، سأكف عن الكتابة في هذا الموضوع .وسلام لك . 27/4/2007