بلا دموع
أين ؟ من كانت حديثي في الربى
أُنسُـهَـا فــي الــروحِ يـســري طَـربَــا
حـــــلـــــوةٌ ذات جـــــمـــــالٍ بـــــاهـــــرٍ
تـبــعــث الــلــحــنَ شــجــيــاً طــيــيــا
تـتــغــنــى بـالــمــنــى فــــــــي رقــــــــةٍ
وتُــغــنـــي لــلــنـــوى . واعــجــبـــا ؟
فـــإذا مـــا الـصـمـتُ والـلـيـلُ دُجـــى
كُـــنـــتُ ألــقــاهــا بـلـيــلــي كــوكــبــا
وإذا مـــــــــا أســعــدتــنـــي بــالــلــقـــا
كُــــــــلُّ حــــــــظٍ خِــلـــتُـــهُ مُــقــتــرِبـــا
نـسـتـعـيـدُ الأمــــــسَ فــــــي أُبـــهـــةٍ
يـهـتــفُ الــشـــوق بِــنَـــا يـامـرحـبــا
ورؤىً مــنـــه لــنـــا فـــــي حــاضـــرٍ
حـــدثـــت فـــــــي واقـــــــعٍ لا كَـــذِبَــــا
ومــعــانــاةٌ مــــــع الــعــمــرِ الـــــــذي
شـابَ فـي الوهـنِ وقـد ضــاعَ هَـبَـا
كــــــم ضـحـكــنــا وبـكــيــنــا بــيــنـــه
واتـــخـــذنــــاهُ حِـــصـــانــــاً فـــكَــــبَــــا
حــظــنــا فـــيــــه قــنــاعـــاتٌ وكـــــــم
عَـــفـــتِ الــنــفــسُ فــــــزادت أدبـــــــا
أيــنُــهَــا الآن فــدمــعِــي عَـــاصِـــفٌ
نــــازِفٌ يــجــري أســـــىً مـضـطـربــا
كَـانــتِ الـنــورَ الـــذي أمـشــي بـــهِ
بـــيـــنَ تَــرحَــالــي زمـــانــــاً فــخَــبَـــا
رحـلـت واحـسـرتـي عـــن حـاضــرِي
فـــــــإذا بــــــــي بــعـــدَهَـــا مُـكـتَــئــبَــا
أيـــنَ إغـــداقُ الـنــدى مـــن كـفـهــا
حـيــن يـرويـنـي فـهــل قـــد نـضـبَــا
وابتـسـامـاتُ الـرضــا مـــن ثـغـرِهَـا
ذهـــــبـــــتَ أواه فـــيـــمــــن ذهـــــبـــــا
يـامُـلـيـمــي إن شـــوقــــي عـــاطِــــرٌ
هـــل تـرانــي بــعــد هــــذا مُـذنِـبَــا ؟
قِــــفْ تــأمــل كــيـــفَ كُــنَـــا ســيـــرةً
فــي ذُرى الأحـــزان نـمـضـي حِـقـبَـا
وتـمــهــلَ لـيــســتِ الـدّنــيــا مـــعـــي
إنـــهَـــا تــشــتــاط مـــنـــي غــضــبَــا
وأنــــــا مـــــــاضٍ إلـــــــى أوطـــارِهــــا
لا تُـقـم لــي فــي رحيـلـي موكـبـا!!