الاستعداد للحفلة الأولى
ثلاث حفلات عامة بمسرح محمد الخامس يفصل بين كل حفلتين منها ثلاثة أيام هو برنامج أم كلثوم الفني بالمغرب
أسعار تذاكر حفلات أم كلثوم كانت باهضة وفي غير متناول الفئات الضعيفة والمتوسطة ، والتلفزيون المحلي أنقذ الموقف بتعاقده على نقل حفلات أم كلثوم مباشرة على الهواء .
خياطة فستان الحفلة الأولى كان أشهرالترتيبات التي سبقت أول لقاء بين أم كلثوم والجمهور المغربي .
كاريكاتير طريف من المرحلة ومن وحي الزيارة
وصلت السيدة أم كلثوم للرباط صبيحة يوم الجمعة 01 مارس 1968 ، واستقر بها المقام في فندق هيلطون وكان حينها من أفخم فنادق العاصمة ، أعلن رسميا عن مواعيد الحفلات العامة الثلاث التي ستقام بمسرح محمد الخامس على الشكل التالي :
الحفلة الأولى : يوم الاثنين 4 مارس ؛
الحفلة الثانية : يوم الجمعة 8 مارس ؛
الحفلة الثالثة والأخيرة : يوم الثلاثاء 12 مارس؛
ومما اتفق عليه بين الست والمنظمين أن حفلاتها لن توزع من أجلها أي استدعاءات ، حيث سيكون الشباك وحده طريق المرور إلى سهرة السيدة الكبيرة .
كان أكثر ما يشغل بال عشاق أم كلثوم هو الحصول على تذكرة تمكنهم من ولوج إحدى الحفلات الثلاث ، لكن الرياح جاءت بما لا يشتهيه ذوو الدخل البسيط والمتوسط ، فقد حددت أثمان التذاكر تبعا للقرب أو البعد من ركح المسرح بالدرهم المغربي كالتالي ( وحتى يأخذ الإخوة العرب فكرة عن الأسعار ثمن الدولار الأمريكي حينها يقابله 1 ، 5 درهم مغربي ) :
120 درهما مغربيا / 50 ،23 دولار
150 درهما مغربيا / 40 ،29 دولار
180 درهما مغربيا / 30 ،35 دولار
كانت الأسعار أضعاف أضعاف ثمن تذاكر حفلاتها بمصر، وكان سعر التذكرة الواحدة آنذاك قد يستنفذ ثلث الأجر الشهري لموظف بسيط ، والسبب في الصعود الصاروخي لأثمان التذاكر أن المغرب دفع 36 ألف جنيه إسترليني نظير مجيء أم كلثوم ستنضاف كلها إلى المجهود الحربي فكان لزاما أن تغطي الإيرادات هذا المبلغ الضخم آنذاك ، وفيما كان الكل ينتظر مراجعة أثمان التذاكر، أنقذ التلفزيون المغربي الموقف فقد تعاقد على نقل حفلات أم كلثوم على الهواء مياشرة مقابل 00 ، 60000 درهم للحفلة الواحدة ، ويحكى أنه في تلك الفترة كانت هنالك ضريبة اسمها ضريبة التلفزيون يدفعها كل من يتوفر على جهاز استقبال وكان المغاربة يتضايقون من دفعها إلا أنه ومع هذه الالتفاتة من التلفزيون أعلن كثيرون أنهم سيدفعون الضريبة هذا العام بكل أريحية .
كانت أبرزت الطقوس التي سبقت الحفلة الأولى هو خياطة فستان أم كلثوم الذي ظهرت به في الحفل المذكور، نقلت روايات كثيرة عن هذا الفستان وزعم أكثر من خياط ومحل للألبسة التقليدية بالرباط أن القفطان الأسطورة كان من عنده ، إلا أن أصح الروايات جاءت على لسان السيدة خديجة بنونة من عائلة بنونة بتطوان التي كانت لأفرادها علاقة خاصة بأم كلثوم ، فقد حكت في برنامج في التلفزيون المغربي أنها كانت تعرف قياس أم كلثوم واشترت ثوبا من نوع الموبرا - لا أدري ما يسمونها في مصر وباقي البلدان العربية - وهوثوب ناعم وفاخر يلبس في الشتاء ودفعته إلى خياط تقليدي بالرباط واستغرقت حياكته خمسة عشر يوما وأبى صاحب المحل أن يأخذ مقابل عمله إكراما للسيدة أم كلثوم .