نظرة عامة وموجزة على ما يحتويه الكتاب
سامح الله أختنا العزيزةالأستاذةهالة ، فلقد أدخلتنا في بحر من الأشواك مع هذا الكتاب ، فهو لا يناقش موضوعا ً ما ، ولكنه يناقش عدة موضوعات متفرقة ، هي منهاج للحياة ، فكل موضوع منهم لا يكفيه الكثير من الأسفارللمناقشة ، ولقد حاولت هنا أن أقدم بإيجاز ما تعرض له الكتاب من موضوعات لبداية المناقشة المفيدة والمثمرة إن شاء الله .
يبدأ الكاتب هنا بمناقشة قضية الخلق و الخالق ... ويتبع أسلوب الإستدلال المنطقي في التسلسل ثم ينقض هذا السلوب على أنه لا يفيد حين نناقش قضية الخالق عز وجل .
ثم يستعرض عطفا ً قانون السببية ، وعلاقة الخلق بالزمان والمكان ،
ويصل منها إلى عجز الإنسان عن إدراك الماهيات وأستدل بما وصل اليه (كانط) في كتابه نقد العقل الخالص .
ثم يواصل إستدلاله على أن الخالق واحد لا إثنان ، وذلك بتجانس شكل الخلق بالمخلوقات جميعها ، ووحدة التكوين الأولية ، الهيدروجين والكربون.
وفي نهاية الفصل ناقش إختصاصات الخالق ، وأن ما يبدو مفيدا ً لنا قد يكون ضارا ً في الحقيقة ، وما يبدو تافها قد يكون ذا قيمة عظيمة .
تناول الكاتب هنا قضية شائكة حار فيها المتكلمون من قبل ، وشغلت عقول الفلاسفة منذ الأزل وإلى الأن........
القضاء والقدر وهل الإنسان مسير أم مخير ، ولقد نوقش هذا الموضوع في التاريخ الإسلامي ، وكان علامة لظهور مدارس فكرية متعددة كالجبرية والمعتزلة والأشاعرة ، ممن تكلموا في هذا الموضوع ....
لم يكن الكاتب موفقا ً ولا مقنعا ً حين ناقش العلم الإلهي والقدر فلقد تطرق لهذا الموضوع دون تعمق أو إقناع بدليل واضح جلي ّ .
ثم تعددت به المسالك في دروب شتى ينقصها الترتيب المنطقي ، أي أن الكاتب تاه وسط زحام المواضيع والأفكار المطروحة ، وإن كان قد حاول أن يصل في النهاية الى ما يريد التدليل عليه بأستنباط بعض النتائج من المقدمات لذا لم يكن موفقا ً تماما فيما عرض.
القيم العليا والدنيا معرض ما دار من حوار في هذا الفصل ،وهل تتعارض القيم السيئة مع كون أن هناك حساب وعقاب من الخالق ، ومع كونه رؤف رحيم ، وهنا نرى الكاتب في معرض ردة قد هرب من التساؤلات المطروحة بقوله " إن الله كله رحمة وكله خير ، ولم يأمر بالشر ولكنه سمح به " وهذا فيما أرى تبسيط للأمر ، وأجابة منقوصة قد تقبل الكثير من الإعتراض ، فالموضوع لاينفصل عن القضاء والقدر بحال......
يناقش الكاتب هنا قضية حساب من لم يصله رسول أو نبي ، فيثبت أن كل أمة ولابد أن يكون لها نذير ، وأستدل كثيرا بايات القرآن الكريم، وأخذ الكاتب يدلل على ما أراد أن يثبته بكثير من المشاهدات ، لقبائل إفريقية ، وفكرتهم عن الخالق ، وأن هذا لا يكون كمعتقد إلا وإن كان هنا من جاء ونبأ بهذا الأمر ، وهنا أرى الكاتب وقد أستطرد كثيرا فيما أراد أن يثبته ، في حين أن الأمر قد حسم جدلا ً منذ البداية :
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " أي أن الإنسان معذور عند الخالق بالجهل إلى أن يعلم .
يناقش الكاتب هنا على ما أثير من تساؤلات عن العدل والظلم والجنة والنار ، وهل من العدل أن العمل البسيط في الدنيا ، يقابله خلود أبدي ّ في النار ، فيثبت الكاتب أن الإنسان لا محدود القدرات في إستيعاب الكون بفكره ، لذا فهو خلق عظيم يستحق المحاسبة على ما يفعل من خير أو شر ، وأن ما يقوم به من عمل وإن كان يترآى للبعض هينا ً ، إلا أنه في حقيقة الأمر ليس كذلك ، ولقد كان الكاتب موفقا ً هنا في ردوده وإستدلاله.
ناقش هنا قضية المرأة وموقف الدين منها في العديد من القضايا،
كموضوع تعدد الزوجات ، ومكوث المرأة في المنزل ، الحجاب ، والطلاق في يد الرجل ، الضرب والهجر كما جاء في القرآن الكريم ، القوامة والميراث ، .
لقد كان الكاتب هنا تقليد يا ً في رده على موضوع تعدد الزوجات ولم يقدم الجديد سوى ما نقله من أراء عن السابقين ، ثم كان موفقا ً في رده على موضوع خروج المرأة من عدمه ، ولكنه سطح موضوع الحجاب ، وأخذه على غير المراد وبذلك كرر ما يقال على الألسنة .
ثم تكلم عن العبيد وحقوقهم وقارن بين الأديان الثلاث في معرض حديثه عن هذا الموضوع .
وختم حد يثه عن القوامة والميراث ولقد أوجز فيهما ووفق .
تناول هنا الرد على بعض الأفكار المادية كقول كارل ماركوس " الدين أفيون الشعوب "وإنه من صنع البشر وكان موفقا ً في ردوده ودلل على أنه ليس معنى تفاوت البشر طبقيا ً ، أن بعضهم فوق بعض ، ولكن بعضهم في إحتياج للتكامل مع البعض لصحة بناء المجتمع .
خلط هنا الكاتب في تعريفه بين الروح والجسد والنفس ، فتناول الجسد والنفس على أنهما شيء واحد وفصل عنهما الروح في معرض حديثه ،
وهذا بلا شك قصور كبير في تناول هذا الموضوع .
ثم وقع الكاتب في مطب أخر وهو تصوير النفس على أنها الحيوانية الشهوانية ، وهذا تسطيح ، يقبل الكثير من الطعن والرد .
ثم ناقش مستطردا ً لمن السيطرة الروح أم الجسد؟
ولقد كان موفقا فيما وصل إليه ودلل عليه .
الكاتب في هذا الفصل وقع في تناقض مع نفسه ، ففي معرض حديثه في فصل سابق أنكر الحتميات الكونية ، وهنا يعود ويستشهد بها بقوله " حتى الحضارات لها دورات " فبأيها يؤمن الكاتب بهذه أم بتلك ؟
حاول الكاتب في هذا الفصل أن يعرف الروح كما عرف الجسد ولكنه دار في حلقة مفرغة ، بينا لم يتطرق من قريب أو بعيد في ذكر النفس ، إلا ما ذكرته سابقا ، لذا أري أن الكاتب لم يكن موفقا في هذا الفصل تماما لقصور في تناول الأفكار.
ناقش هنا الكاتب مسألة الضمير ، وهل هي ضرورة إجتماعية ـ كما يقول الماديون ـ أم وازع داخلى للكائن الحي ( فطري) ، وأثبت أن الضمير لو كان ضرورة إجتماعية لما عرفه الحيوان ، وبذلك نقض المذهب المادي بنجاح ، ووفق في هذا الى حد ٍ بعيد .
ذكر الكاتب مقولة مفزعة ، أعتبرها سقطة ، أو كبوة ) حين قال
" لا شيء ثابت في هذا الكون إلا الله هو الصمد (الساكن) والكل من حوله في حركة " ....... لا تعليق.
ثم تسائل عن الرقم سبعة وما يحتويه من أسرار.
دلل الكاتب وبتوفيق على صدق الوحي ، وأن الثورة العلمية التي نشهد خير برهان على إمكانية ذلك ومؤيدة لا في مكان الضد .
كما ناقش فكرة أن القرآن لا يمكن أن يكون من قول البشر ،
عطفا ً على الفصل السابق أستطرد الكاتب في أدلته على أن القرآن ليس مؤلفا ً بشريا ً ، ولقد ناوله سابقا من حيث اللغة ، أما في هذا الفصل فيسوق أدلة ٌ علمية ٌ، ويستعرض آيات كونية ظهرت مؤخرا ً ووافقت ما جاء به القرأن الكريم من قبل.
في هذا الفصل رد الكاتب على من يتوهمون بوجود تناقض ما بين أيات القرآن الكريم وقد كان موفقا في رده وتدليله .
ناقش الكاتب هنا نظريتي النشوء والإرتقاء وأصل الأنواع لداروين وموقف الدين منها ، ونقض فيها النظريتين وأثبت أنه ليس معنى أن يكون تشابه في المخلوقات ناتج عن تطور ما تسلسلي حدث في الأصل ، ولكن هي أصول منفصلة نتجت عن تطور إبداعي في الخلق ذاته ولقد كان موفقا فيما أستدل به .
ناقش مقولة" لا إله ألا الله" ، وأثبت أنها منهاج عمل ، لا كلمات مركبة من بضع حروف تلوكها الألسنة ، وكأن هذا هو الإيمان.
ناقش في هذا الفصل الحروف المقطعة في القرآن الكريم ، وإرتباطها بمدلولات الإعجاز الرقمي الحسابي ، وأضاف هذا دليلا ً على إستحالة كون القرآن الكريم من قول البشر .
ناقش فيها أمور قرآنية ، ما بين الذبح لولد إبراهيم عليهما السلام ،
وما بين السحر الأكبر كمعجزة على يد موسى عليهم السلام ، وهل في هذا إعجاز.....
ويدلل في هذا الفصل أن هناك فاصل ما بين الأسباب والمسببات،
حين الكلام عن المشيئة الإلهية.
ناقش الكاتب هنا ماهية الدين ، وهل هو المثل العليا في الأفعال أم أنها جزء منه ومكمل لازم ؟
ولقد لخص هنا معنى الدين بمعرفة الإله ، والإيمان به ولقد حاول هنا إزالة اللبس عن بعض التصرفات العبادية بالبحث عن جوهر الأمر بأدائها، في محولة لسبر ما وراء الأشياء ولقد كان موفقا .
يناقش الكاتب حقيقة السعادة أهي في الدنيا أم في الآخرة ، أهي مادية أم روحية ، ولقد كان موفقا فيما إستدل به عن النهاية السعيدة للإنسان .
أرجو أن أكون قد وفقت في إستعراض مبسط لما يحتويه الكتاب، وأن يكون هذا قد فتح بعض الأفاق حول الكتاب بما أبد يت من رأي متواضع حول بعض ما ذكر في الكتاب،
في النهاية أرجو من الأخوات والإخوة ، إن كانت هناك مناقشه أن تكون في نقطه واحدة من الكتاب ، وبعد الأستيفاء ننتقل لما بعدها من النقاط ، ثم نختم في النهاية بإختيار كتاب جديد يرشحه لنا أحد ما من الأخوات أو الإخوة ، والله الموفق لما يحب ويرضى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..