زهرة التمر حنة
تلك الزهرة التى لم يراها الكثير منا وربما شموا ريحتها ولم يعرفوا انها زهرة التمر حنة ... وهى زهرة نبات الحناء الذى يتخضب به العرسان فى الافراح والنساء فى ريفنا وصعيدنا ... وايضاً يستعمل كصبغة طبيعية للشعر ويعطى اللون الاحمر النارى ويستعمل ايضا كنبات طبى
لكن الفنانين رأوا وشموا فيه غير ذلك
رأوا فى زهرة الحناء ( التمر حنة )
شكل رقيق ورائحة ارق
فكتبوا فيه الشعر
ولحنوا فيه موسيقاهم
بل وصل الامر الى تسميه احد افلام الفنانة نعيمة عاكف ( تمر حنة )
وغنت فيه الفنانة فايزة احمد اغنية ( ياتمر حنه خليتى بيناوبعدتى عنا )
وهناك موسيقى رقصت عليها نعيمة عاكف اسمها ياتمر حنة
ويغنى فيها الكورس مقطع
ياتمر حنه كايده الازهار
الورد البلدى منك غيار
....الخ
لكن من اجمل اغانى تلك الزهرة
اغنية التمر حنة
التمر حنه طرح ريحة الحبايب فيه
عالغصن زى النجف والروض منور بيه
يهدى روايحه الجميلة للنسيم حواليه
ياللى انت مغرم صبابه شوف حبيبك فين
دالتمر حنه طرح خد للحبيب واهديه
يازهر يابلدى بابو القناديل ويا الربيع غصنك نور
ياللى انت عندى ملكش مثيل خفه وبديع رقه ومنظر
سحر ودلال ياتمرحنه .... بشرى الوصال يا تمر حنه
شفت بعنيا زهرك طرح ... هلت عليا ريحة الفرح
زى الندى فوق الاغصان ومنظرِك بيهنى العين
ياوعدى عالحسن الفتان مين اللى ينكرسحرِك مين
دا الكل قال يا ..... يا تمرحنة
مالكيش مثال يا..... يا تمر حنه
ياميت لطافه ياتمر حنه
وقبل ان ينبرى اخونا المايسترو محمد الالاتى لتحليل ذلك اللحن
لي بعض الانطباعات
فالكلمات رغم رقتها .... فهى مغرقة فى الشعبية المصرية فى زمن الاربعينيات
فكلمه ( ياميت لطافه ) نسمعها بكثره فى الافلام المصرية القديمة وكان يرددها ابناء الاحياء الشعبية كغزل او تعبيراً عن اعجابهم بشئ ما
وايضاً كلمة رقة وخفافة ... لم تعد متداوله فى ايامنا القاسية الحالية او لم اجدها فى اى اغنية سمعتها
وهناك كلمة اخرى استعملها ناظم الاغنية ... وهى كلمة ( ياوعدى ) على الحس الفتان
كلام مغرق فى الشعبية نسمعه من اولاد البلد فى ذلك الزمن
ورغم تلك الكلمات المغرقة فى الشعبية
ألا ان الملحن وضع لها لحن فى منتهى الرقة ... فى مقدمة تصلح كموسيقى لدخول الملوك .... فأنا شعرت بذلك لما سمعت تلك المقدمة الرائعة القريبة فى حركتها من السيمفونيات
وايضاً ذلك الايقاع الثقيل جداً المؤكد كأنه صوت خطوات اقدام حرس ثقيل
وايضاً فى التحويلات بين الكوبليهات نفس القوة والغرابه فى حركات الكمان
وايضاً المقدمة الثانية داخل الاغنية
لكن محمد قنديل ... غير كل تلك الرسميات بصوته وطريقة ادائه المليئة بالرقة وخاصة عندما ينطق حرف اللام فى كلمة حلوه م الجنة
وايضاً طريقة دلعه فى كلمه يا ميت لطافه ... رقه وخفافه التى يرددها وراءه الكورس
رقه مابعدها رقه وقوه وحنان صوتى رائع
وكلمه يا ابو القناديل كانت فى اساس الاغنية ولا مجامله للمطرب لكن حلوه والله
يقال ان تلك الاغنية هى اول اغنية سجلتها الاذاعة المصرية لمحمد قنديل عام 1949 حسب ما ساق لنا الغالى الراحل استاذى مختار حيدر رحمة الله عليه
لكن للأسف فالتسجيل الموجود بالمنتدى به تشويش يفقد المستمع للأغنية الكثير من روعتها ... ياريت حد يرفع تسجيل انقى
وعشان الموضوع يكمل
وللاننا نبغى الكمال
اليكم صوره زهرة التمر حنة