لقد فعلها الأستاذ حسن كشك وشدنا شدا الى تلك الوليمة العامرة بكل مالذ وطاب من أكابر الفكر وأطايب النغم ورفيع الحديث المزدان بالمارون جلاسيه والمرصع بالقشدة والشيكولاته ولو بدأت من آخر المداخلات لوجدت حسن كشك الذى أطربتنى أحاسيسه ولكنها تركت كذلك دموعا من شدة الأنفعال بما كتب ولقد عبر دون أن يدرى عن مشاعر لقصة حب مرت هى بنا أو مررنا بها جميعا ووصفها وجمع فيها المشاعر لشاعر كابد اللوعة والعذاب وكابدته وأخرج لنا مرآة ظهرت فيها مشاعر وأحاسيس رومانسية نفتقدها - وأعادتنا الى زمن الحب الرومانسى الذى تحول فى عصرنا الحالى الى حب ميكانيكى آلاته الدولار والدينار والجنيه - ووصف فيها مالم نستطع أن نقوله فهذا هو حسن كشك ذو النفس البكر الصافية المندفعة بمشاعرها الى نيران الحب ولهيبه – انه قال شعرا ولم يدرى وصاغ نثرا ملتهبا وانفعل انفعالا جميلا رائعا. ولقد أثار عدة قضايا بمداخلته منها كيف كان الحب قويا وكيف كان رومانسيا موجها طلقاته بين قوسين ويوجهنا " شوفوا الحب كان أزاى ياولاد الأيه" ويتركنا كى نستنتج كيف أصبح الحب بكام وكم سوف تستفيد المحبوبة من الحبيب وأصبح الحب عربية وشقة فين وبكام وان كان مش عاجبك الخلع موجود – الشئ الآخر هو كيف كان التعبير عن الحب موسيقيا وكيف أصبح – كيف يعبر المؤلفون الآن وكيف يقوم الملحنون بصياغة الجمل عن الحب والمشاعر وهل جيلنا هو الذى أصبح متخلفا عن ركب المشاعر الحضارى ؟
الشئ الآخر الذى لابد وأن نخرج به هو درس الأستاذ محمد اللآلاتى الذى أعطاه لنا - فقد خرجت منه بمعلومة هامة للغاية وهى دور الفرقة الموسيقية فى انجاح اللحن وكذلك طريقة تسجيل العمل الموسيقى – فحديثه فى منتهى الأهمية وأنا أعتبر نفسى تلميذا له أتعلم منه وألتقط كلماته وأبحث فى معانيها ومدلولاتها- وأذكر أننى قد أثرت فى المنتدى سابقا أن نخرج بموضوع مستقل عن الفرق الموسيقية المختلفة – ولعله يوما ما – يعطينا مما أفاء الله عليه به من علم عن دور الفرقة الموسيقية فى انجاح اللحن أو أفشاله وأن العازف ليس مجرد منفذ لحروف موسيقية مكتوبة فى النوتة الموسيقية – فالمفترض أن كل العازفين يقرؤون النوتة بنفس الطريقة – اذن لماذا تكون هذه الفرقة أفضل من تلك فى أدائها وهو يرى بحسه وخبرته أن العمل مسلوق – بمعنى الأداء الموسيقى ليس كما يجب - بغض النظر عن المحتوى الموسيقى – وربما تكون بعض الألحان تتكون من جمل موسيقية صعبة فى الأداء مما قد يحدث فارقا بين عازف وآخر- وكذلك طريقة التسجيل عن طريق التراكات وما مدى أثرها على جودة التعبير عن اللحن – ففى الحقيقة أثار قضايا فنية هامة لابد من مناقشتها و ربما يكون هذا أحد الفروق فى تنفيذ العمل الموسيقى بين عبدالوهاب والسنباطى وغيرهم و سيكون مفيدا لو أعطانا محمد اللآلاتى نبذه عن هذا الموضوع وللعلم فأن محمد اللآلاتى شخص نادر فى هذا الزمان فهو يريد أن يعطى ويعطى دون أن ياخذ – أين تجد مثله !!!
أما الأستاذ بشير عياد والذى شرفت بتعليقة الجميل الرائع – وانفعالاته التى يتكون بها ومنها خياله ولولاها مانسج الشاعربشير أثواب الحرير وكانت هى مغزله الذى يغزل به أفكاره ويهديها لنا ثوبا أنيقا حريره أفكاره وصوفه مشاعره والحمد لله أن انفعالاته حاضرة تسعفه دون أن يدرى وتأتى فى الوقت المناسب وفى الحقيقة ياصديقى أن لى وجهة نظر فى الكلمة المغناة الملحنة فقد صاغها شاعر مثلك بقصد معين ثم تناولها الموسيقى فهل الجمل الموسيقية التى يصوغها الملحن تعبر عن ما أراد الشاعر أن يقوله ومن يفتينا أفضل منك فى هذا ولذلك أنتظر أن تخبرنا عن مدى تصورك لمدى توفيق الملحن فى تناوله للكلمات وأعتقد أن هذه الجزئية يجب أن تمثل علما موسيقيا مستقلا يجمع بين الكلمة والجملة اللحنية وتكون بالتالى معروضة للناقدين والأدباء والمستمعين - فشكرا لك أخى الكريم
ونعود للأستاذ مختار حيدر فهو الأنسان الرائع الذى اذا تكلم وجب علينا السكوت والأنصات يأتينا بفيوضه التى تنير لنا جوانب من الأعمال الموسيقية لا يستطيع غيره أن يتلمسها فأضافاته ثراء وأثراء وجانب هام فى تناول الموضوعات ومايعجبنى فيه بجانب دماثته ورقته - موضوعيته وحياده فى تناول الموضوعات الى جانب موسوعيته اللامحدوده فشكرا له ولربما تتاح لنا الفرصة كى نلتقى على خير ومحبة
وقد تطعم الموضوع بكلمات شابة من اخوتنا فؤاد عبدالحميد وغواص النغم ولى سؤال لهم : كيف تسمعون الأعمال الدسمة الصعبة وهل تعجبون بها ؟ ربما يكون هذا الشباب الجميل بارقة أمل تثبت لنا أن الأصالة مازالت موجودة وأن الشباب مازال بخير
مع تحياتى