اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإلياس
الأستاذ محمد صديق سليم ، كل الشكر على دخائر أرشيفك وما تمتعنا به ، أما مضمون المقالة ، فلا يعيب المطرب محمد الحياني في شيء ، فعلى سبيل المثال إذا إستحضرنا عمالقة الطرب العربي نجد أن محمد عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ كانا مطربا الميكروفون والأستوديو بإمتياز لضعفهما في الإرتجال التطريبي والتصرف على المسرح وكانت اعمالهما بالاستوديو تخرج في أبهى صورها مقارنة مع السهرات العمومية والخاصة بالمقابل كانت السيدة أم كلثوم والموسيقار فريد الأطرش سيدي الارتجال والسلطنة على المسرح في الحفلات الحية ، وتتذكر أستاذ محمد صديق سليم سهرات العمالات والاقاليم التي كانت تنظم أواسط الثمنينات تحث إشراف وزارة الداخلية في عهد سيطرتها على الاعلام ، فلم يكن حضور الحياني على المسرح في مستوى حضور عبد الهادي بلخياط أو حتى الدكالي وكنا نعتقد دائما أن الاداء راجع لمرض الحياني ، شخصيا عندي تجربة مع الحياني فقد استمعت لرائعته راحلة في الحفلات العامة ست أو سبع مرات في عقد الثمنينات ولم يصل في أي منها الى ادائه الرائع في تسجيل الاستوديو .
|
شكرا أستاذ أبو الياس كذلك على ما تبذلونه من أجل الحفاظ على ثراث الموسيقار فريد الأطرش
بالفعل وكما ذهبت فمضمون المقالة لا يعيب مطربنا . الا أن نية أصحابها كانت تقصد ذلك ونشرت العديد من هذه المقالات لتجعل خطأ القارىء العادي يرى أن مطرب السهرات والحفلات هو الذي يطرب وكانت توحي بأن مطرب الميكروفون أدنى من الأول .مع العلم أن هناك أمثلة للمطربين الكبار الذين ذكرتهم وهناك أسماء أخرى لم نكن في مصر نعرف حتى صورهم الا من خلال الصحافة وكان الواحد منهم يلقب بمطرب الاذاعة .لذلك فنحن نؤكد لهؤلاء أن محمد الحياني اذا كان مطرب الميكروفون فهو كذلك مطرب الحفلات .
بخصوص سهرات العمالات والأقاليم بالفعل أذكر أستاذ أبو الياس أن هذه السهرات كانت تعرف نوعا من المحسوبية في ترشيح الفنانين المشاركين (وقد قدر لي أن أقف على ذلك عن قرب). هذا من جهة. من جهة ثانية وأنت أعلم بذلك فهذه السهرات كانت تتصف بالعمومية حتى لا أقول الشعبية وقد قلتها وكان جمهورها من أصناف مختلفة وكانت تقدم خلالها أصناف من الغناء (شيخات وما جاورهم)وحتى المطربون العصريون الذين كانوا يشاركون بهذه السهرات لم يكونوا لينالوا اعجاب هذه الفئات من الجماهير لولا تقديمهم لأغاني بها لمسات شعبية واضحة أو فاضحة (على غرار ..أهاي أهاي أهاي.لمطربنا الكبير بلخياط وهو يغني قطار الحياة)
فمطربنا محمد الحياني كان مقيدا باختياراته فحتى عندما استعمل لمسات من المرساوي في أغنية وقتاش تغني يا قلبي كان ذلك بأسلوب راقي وقريب الى العصرية . لهذا فلا يمكن أن تكون تلك السهرات العمومية الا كما أشرت اليها أستاذ أبو الياس.
سهرات محمد الحياني التي لاقت نجاحا كبيرا كانت سهرات يقتني فيها الجمهور التذكرة وهو يعلم أنه ذاهب من أجل محمد الحياني وهنا أذكر احدى السهرت القديمة بالملعب الشرفي سابقا حيث غنى بها مطربون شرقيون أمثال عفاف راضي ومحمد رشدي وو..وغنى محمد الحياني أغنية بارد وسخون وعندما نزل من الخشبة أجبره الجمهور على العودة فأدى الأغنية مرة ثانية. فابداع محمد الحياني في الأداء على ما رأيت رهين بالجو المحيط بالحفل.سواء نوعية الفنانين المشاركين أو نوعية الجمهور وما انطبق على هذا الحفل ينطبق كذلك على حفلات الحياني الأخيرة الناجحة .لتبقى الفريدة راحلة فريدة في تسجيلها والذي لا يمكن أن يصل لقمته مطرب وهو يغني أمام الجمهور.وشكرا جزيلا.