[SIZE="5"][/لم يدرْ بخلد «الطالبة» سلوى وهي تردد اغنية المطربة صباح «دخل عيونك حاكينا»، أنها ستصبح «سنديانة الاغنية الاردنية».
كانت بدايتها مع برنامج الهواة عام 1959 ،ويومها لفتت انتباه مدير الاذاعة ولجنة التقييم والاستماع، الذين شعروا انهم امام صاحبة صوت غير عادي.فكان قرار مدير الاذاعة الاردنية آنذاك الشاعر عبد المنعم الرفاعي (رئيس الوزراء فيما بعد) بتعيينها بالاذاعة براتب مقداره 13 دينارا شهريا.وكان رفض العائلة والوالد ان تنشغل ابنتهم بالفن،وهو ما كان في عقلية كثير من العائلات» المُحافِظة» في فلسطين وتحديدا في «جنين» حيث وُلدت الفنانة سلوى.وتدخّل الكبار،واقصد : وصفي التل وحابس المجالي وصلاح ابو زيد ـ مع حفظ الالقاب ـ.وقاموا باقناع الوالد والاسرة بان ما تقدمه ابنتهم اجمل انواع الفن وارقاه. وكانت الحان الموسيقار جميل العاص( رئيس القسم الموسيقي وقتها) بانتظار حنجرتها وصوتها.ومن ثَمّ اصبحت زوجته.
تألقت الفنانة سلوى مع الحان جميل العاص،فكانت « بين الدوالي» و» وين ع رام الله» التي يُقال ان عنوانها كان « وين ع باب الله».لكن المرحوم هزاع المجالي طلب تعديل العنوان الى « وين ع رام الله»،وكان يقول « كلنا على باب الله».
غنت للوطن
بدأت «سلوى» مشوارها الفني وهي في سن مبكرة. وأتقنت اللهجة البدوية الأصيلة وشدت بها في عواصم العالم العربية والأجنبية، وتكاد تكون من أعمدة الفن الأردني وهي في نظر كثير من الأردنيين جزء من الهوية الأردنية الأصيلة التي غنت للوطن وإنجازاته. وسلوى فلسطينية الأصل من قرية «عجّا» التي تقع إلى الجنوب من مدينة «جنين» واسمها الحقيقي «نوال عبد الرحمن عجاوي»، وكان أهلها وهي صغيرة يقيمون في طلعة «حي المراح» بمدينة جنين، قبل أن تبدأ الغناء في الإذاعة الأردنية.
ومن اشهر اغانيها: «مويل الهوى»،و «وش الغزال» واغنية « لاحمل بايدي جوز فرد/ مسدسات» واغنية وطنية بعنوان « خسى يا كوبان» و «بيرق الوطن رفرف» واغنية « على بير الطيّ» واغنية مع المطرب شكري عياد «على دلعونا» وغيرها.
احتكار
ويقولون ان الموسيقار جميل العاص الذي اشتهر بغزارة الحانه، «احتكر» صوت المطربة سلوى. ورغم انه لم يمنحها سوى عدد ليس بالكثير من الحانه، الاّ انه حال دون تعاونها مع الملحنين الآخرين، ربما باستثناء لحن من الدكتور إميل حداد،و وبعض الملحنين من الكويت ودول الخليج العربي.
مع ذلك كله،بقيت الاغنيات التي قدمتها سلوى من الحان جميل العاص هي الاشهر والاكثر انتشارا في الاردن والوطن العربي.
سلوى التي تشارك في فرقة « الرواد الكبار» وتقدم اغانيها كل اسبوع بترتيب خاص مع اعضاء الفرقة من المطربين الكبار والاصوات المميزة الطربية في مركز الحسين الثقافي، تعتبر من أقوى الاصوات النسائية وقد اشتهرت باجادة المواويل ذات النّفَسْ الطويل الذي يخرج من الطّبَقَة العالية ليصل حتى بدون موسيقى الى آخر شخص من الجمهور كما حدث اثناء مشاركتها في العديد من المهرجانات وابرزها مهرجان جرش.
«وبقيت سلوى ملتزمة باللون الاردني، وكانت اول اغنية خاصة بها اسمها «اهلا وسهلا بالسلامة» لتشتهر بعد ذلك باغاني «وين ع رام الله» و «بين الدوالي» وغيرها الكثير، وكل اغنية لها حكاية، حيث كان الشاعر رشيد زيد الكيلاني موهوبا بالشعر والنظم، والجملة اللحنية جاهزة عند جميل العاص، وكان هناك التزام مهني بمسؤولية الفنان، والتزام من الدولة تجاهه، ولذلك كان طبيعيا ان تولد اغاني على فم المسؤولين الكبار، هزاع ووصفي وحابس، الذين كانت الاغنية تمثل واحدة من هواجسهم، وكلما التقطوا لحنا، او جرى على ألسنتهم مطلع اغنية، كانوا يعرضونه ويطلبون استكماله، ولعل اغنية» اتخسى ياكوبان» تمثل أنموذجا فارقا بين اهتمام المسؤول سابقا، واهمال المسؤولين حاليا للفن والفنانين.»
مهرجانات
رصيد كبير من الاغاني،تحتفظ به مطربتنا الكبيرة سلوى. حيث شاركت في اهم المهرجانات العربية والدولية، و كانت سلوى قد شاركت في اول مهرجان يقام في آثار جرش عام 1960 قبل ان يأخذ «جرش» شكله الكرنفالي الحالي، مع فعاليات محلية والمطربين عبده موسى وفهد نجار وغيرهم، فانها شاركت في مهرجانات لندن، واليونان، وهولندا، وفرانكفورت وعدة ولايات امريكية وغيرها، وهي حائزة على جائزة الدولة التقديرية.
مسيرة 57 عام
وقد زارت الفنانة سلوى دولة قطر وشاركت في الاحتفالات في « سوق واقف» وقالت لصحيفة « الشرق» متحدثة عن مسيرتها،
مع الطرب الشعبى مؤكدة ان عملها اقتصر على الفلكلور وان سجلها يحفل بحوالي 500 اغنيه منها خلال مسيرتها التى تقدر بـ 57 عاماً من بينها «وين ع رام الله» ووقوف المسئولين فى الاردن خلف الاعمال الفنيه ومقدمتهم المرحوم جلاله الملك حسين ، خاصة ان الاعمال الشعبية كانت عباره عن قصص معبره عن احداث تاريخية ، وكانت سلوى العاص «اول اردنيه» تتقدم للعمل بالاذاعه الاردنية عام 1959 .
واشارت سلوى العاص الى ان الطرب الشعبي عاش عصره الذهبي انذاك ، فقد كانت الاعمال الشعبية ملهمه لحماس كل الاقطار العربية ، خاصة انها كانت تتسم بالدقة والاصاله بخلاف ما يحدث من تعالي المطربين حاليا على الاغنية الشعبية ، وقد تداول بعض الفنانين غناء الاغاني القديمه ونسبوها لانفسهم ، على الرغم من وجود رقابه على الكلمات والالحان ، ومن بينهم الفنانة سميره توفيق التى غنت الكثير من اغاني فناني الاردن والتى كانت السبب وراء شهرتها.
وعن رايها فى الاغنية العربية حاليا قالت ان الاغنية الاصليه اندثرت وهناك فقط اصوات جيدة دون محتوى ملائم ، ونفت ان يكون هناك على الساحة حاليا من يحمل ملامحها الفنية ، مؤكدة ان لكل فنان اسلوبه الذى يتميز به
اعزائي الموضوع اعلاه منقول للفائدة من صحيفة الدستور الاردنية.SIZE]