الكلام عن التوزيع الموسيقى لا ينتهى .. ولا يكفى مجرد رد فى موضوع لشرح وتبسيط التوزيع الموسيقى .. ولكنى سأحاول على أى حال ..
التوزيع الموسيقى ياسادة .. هو فن التوافق والتناغم ( الهارمونى ) .. هكذا بكل بساطة .. مهما حاول الكثيرون تعقيده ..
ولا يتصدى للتوزيع الموسيقى إلا الدارس الفاهم .. لأن التوزيع مرحلة متقدمة عن التلحين ..
الموزع لابد أن يكون دارساً لتاريخ علم الهارمونى .. دارساً لفن القيادة ، يعزف على أكثر من آلة .. يعرف إمكانات كل آلة موسيقية أو إيقاعية فى الأوركسترا .. بإختصار .. العملية مش هيصة ..
وعلشان أقرب ليكم المسألة .. الخط اللحنى العادى يسمى ( ميلودى ) كأن يعزف العازف جملة موسيقية معينة .. فإذا أضفنا عازفاً أخر يعزف جملة موسيقية مختلفة فى نفس الوقت .. يسمى هذا ( بوليفونى ) أو ( كاونتربوينت ) .. أى جملة متعارضة تسير مع اللحن الأساسى وتختلف عنه فى شكل الجملة الموسيقية .. بحيث ينتج عن هذا تناغم وإثراء للعمل .. دون نشاز ..
ومن الطبيعى أن يكون لكل موزع أسلوبه وطريقته فى التوزيع ( كما الحال بالنسبة للملحن ) .
ولقد عرفنا جميعاً الموزع العبقرى ( على إسماعيل ) ولا أحد يختلف عليه كموزع متمكن أضاف بالتأكيد لكثير من الأعمال ..
ولكن على إسماعيل نفسه .. لاقى نقداً شديداً عندما تصدى لتوزيع أغنية ( أنا كل ماأجول التوبة ) لعبد الحليم حافظ ..
فلقد قام على إسماعيل بتوزيع الأغنية بطريقته المعهودة ( التى يحبها ) وإستخدم النحاسيات والألآت الخشبية فى التنفيذ .. مما أدى لتعرضه لنقد لكون الأغنية شعبية .. لا تتحمل نحاسيات أو خشبيات ..
هاهو موزع واحد .. أضاف للعديد من الأغنيات وأضعف أغنية مثل ( التوبة ) .. فما بالكم بباقى الموزعين ..
وهاقد جاءت الفرصة لنتحدث عن أساليب الموزعين ( أندريا رايدر ، على إسماعيل ، فؤاد الظاهرى )
وقبل أن نتحدث عن كل منهم .. ينبغى علينا أن نذكر بعض أعمالهم حسب ماتسعفنى الذاكرة ..
أندريا رايدر : الموزع المصرى الأرمنى
بعض أعماله : الرجل الثانى ، دعاء الكروان ، شارع الحب ، غروب وشروق ، اللص والكلاب ، السمان والخريف ، الخروج من الجنة ،
على إسماعيل :
بعض أعماله : الأيدى الناعمة ، عروس النيل ، يوم من عمرى ، أبى فوق الشجرة ، معبودة الجماهير ، أفلام فرقة رضا ، الأرض ، صغيرة على الحب ،
فؤاد الظاهرى :
بعض أعماله : القاهرة 30 ، رد قلبى ، الزوجة الثانية ، إسكندرية ليه ، شفيقة ومتولى ، فى بيتنا رجل
هذا غير عدد غير محدود من أعمالهم التوزيعية للأغانى ..
فمثلاً .. أندريا رايدر قام بتوزيع عدد كبير من أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب
وعلى إسماعيل قام بتوزيع عدد كبير من أغنيات عبد الحليم حافظ
أما فؤاد الظاهرى .. فلم تكن له أعمال تذكر بالنسبة لتوزيع الأغانى .. ربما يكون وزع أغنيات ولكنها غير معروفة .. ولكن هذا لا ينفى أنه موسيقى بارع ومخضرم قام بتأليف مقطوعات موسيقية كبيرة وأوركسترالية بجوار الموسيقى التصويرية للأفلام .
نأتى الأن لأساليب هؤلاء الموزعين ..
أندريا رايدر : يتضح أسلوبه جيداً فى أفلام ( الرجل الثانى ودعاء الكروان وشارع الحب ) فهو موسيقى غربى بكل المقاييس .. يستخدم كل إمكانيات الأوركسترا من آلات نحاسية ( ساكس بأنواعه ، كورنو ، هورن ، باص هورن ، ترومبيت ، باصون .. ألخ ) وآلات خشبية ( كلارنيت ، فلوت ، بيكالو ، أوبوا .. ألخ ) وآلات وترية ( كمان ، فيولا ، تشيللو ، كونترباص ) .
يحب إستعمال الجمل الضخمة الفخيمة وإيقاعاته غربية غالباً .. إسمعوا له أغنية ( جبار ) لعبد الحليم أو أغنية ( لست قلبى )
على إسماعيل : تلميذ أندريا رايدر النجيب .. درس الموسيقى الغربية وتشبع بها لكنه لم ينسى أنه شرقى .. خلط بين الألآت الغربية والألآت الشرقية فى موسيقاه .. يحب إستعمال الألآت الخشبية فى أعماله .. يستخدم الوتريات بطريقة مميزة تجعلك تعرف شخصيته من مجرد سماع أحد أعماله . . إسمعوا له موسيقى فيلم ( يوم من عمرى ) وأغنية ( ضحك ولعب وجد وحب ) من نفس الفيلم .
فؤاد الظاهرى : كبير كبير .. مش عارف أقول عنه إيه الراجل ده ..
موزع شرقى حتى النخاع .. يحب إستخدام الألآت الشرقية مثل القانون والعود والناى .. والألآت الإيقاعية مثل الدفوف والنقرزان ..
له عمل موسيقى شهير ( الأرض الثائرة ) .. ولقد إستخدم مفردات هذا العمل فى كثير من أفلامه .. مثل ( رد قلبى ، فى بيتنا رجل ) .. إسمعوا له موسيقى ( الزوجة الثانية ) ..
وكفاية عليكم كده أحسن تبقى موسوعة .. ومانعرفش ناكل عيش ..
فى إنتظار أسئلتكم .. التى أسعد بالتأكيد بالرد عليها ..