رد: بليغ حمدى ليس من ضمن أصحاب الريادة والأعلام
الإخوة الأعزاء
تصفحت المبارزات التى دارت بينكم حول ريادة الفنان بليغ حمدى نفيا وإثباتا. وتعجبت لهذا الخلاف الدائر بينكم دونما سبب. فلو فكرتم قليلا لعلمتم أن كل فنان حقيقى قد أدى رسالته حسب مقتضيات عصره وظروفه. فالأخ الذى ذكر إبداعات بليغ الوطنية -وهو بالطبع محق فى ذلك- نسى إبداعات سيد درويش إبان ثورة 1919والتى كانت تلهب حماس الثوار,ونسى الوطنيات الخالدة لمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وكمال والموجى والشريف والكلام نفسه يسرى على باقى أغراض الغناء سواء العاطفى أو الإجتماعى أو الوصفى أو الدينى فالريادة بدأت بالحامولى ثم محمد عثمان فسيد درويش فالقصبجى وعبد الوهاب وزكريا وأم كلثوم وفريد وظلت مدرسة عبد الوهاب والسنباطى متصدرة حتى ظهر الموجى وكمال وفوزى والشريف وصدقى و بليغ, ومع أنهم جميعا من مدرسة عبد الوهاب, إلا أن كلا منهم كانت له إضافته الخاصة وطابعه المميز وكلهم أمتعونا جميعا بأعمال لازالت حية إلى الآن. ثم تسلمت الراية مدرسة الرحبانية بأقطابهافيروز والأخوين رحبانى وفيلمون وهبة ونجيب حنكش وغيرهم لتضع بصمتها القوية على الموسيقى العربية. أقصد أن كلا منهم وضع لبنة فى صرح الموسيقى العربية وساهم فى تطويرها كل حسب طاقته وذوقه الفنى وما أملته عليه ظروف عصره .
غير أنى فى نهاية كلمتى أذكركم جميعا بغربة الموسيقى العربية الأصيلة بين الأجيال الحالية التى لاتعلم شيئاالبتة عن هذه الأسماء التى أخذت بيدنا فى طفولتنا وشاركتنا مشاعرنا فى شبابنا وهاهى تؤ نس شيخوختنا وياليت الإخوة فى المنتدى يتناقشون فى وسائل بعث موسيقانا الأصيلة وكيف نعلم الأجيال الجديدة كيف تتذوقها حتى نضمن لها الإستمرارية والخلود.
|