* : كروانة - بوسي - سيد زيان - فيصل خورشيد 1993 (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 17h29 - التاريخ: 24/04/2024)           »          الغناء الثنائي (الديالوج أو الدويتو ) (الكاتـب : عمر كامل - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h39 - التاريخ: 24/04/2024)           »          أمَّا بَرَاوَة على أمَّا بَرَاوَة (الكاتـب : aburakan - آخر مشاركة : hisham mohammed - - الوقت: 15h26 - التاريخ: 24/04/2024)           »          سليمان أبو داوود (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 12h04 - التاريخ: 24/04/2024)           »          محمّد السبع (الكاتـب : إبن كار - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 11h47 - التاريخ: 24/04/2024)           »          الشيخ محمد التلغرافجى (الكاتـب : هادي العمارتلي - - الوقت: 11h32 - التاريخ: 24/04/2024)           »          أحمد فريد (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 11h05 - التاريخ: 24/04/2024)           »          اغاني ليبيه باصوات عربيه (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h30 - التاريخ: 24/04/2024)           »          نوشي خليل (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h21 - التاريخ: 24/04/2024)           »          محمد مرشان (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h11 - التاريخ: 24/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > موسوعة سماعي > ز

ز حرف الزين

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 21/08/2021, 12h12
الصورة الرمزية loaie al-sayem
loaie al-sayem loaie al-sayem غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:785901
 
تاريخ التسجيل: août 2017
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 58
المشاركات: 502
افتراضي زكي طُلَيْمَات

زكي طُلَيْمَات

عملاق من زمن الفن الراقي نتعرف عليه في هذه السطور


"في ليلة أقل جمالًا من ليلتنا هذه سوف تأتينني إلى خيمتي زاحفة، إلى تلك الليلة يا فرجينيا"، بطبيعة الحال المشهد منصب تمامًا على رائعة الجمال فرجينيا التي جسدت دورها ليلى فوزي في فيلم "الناصر صلاح الدين"، لكن للوهلة الأولى يسرق صوت ذلك الفنان الجبار الذي يقف أمامها سمع المشاهدين، زكي طليمات واحد من رواد المسرح العربي ومجدديه.
نحن نتحدث عن واحد من رواد المسرح المصري زكى طليمات صاحب دور آرثر الشهير في فيلم «صلاح الدين» وقد عرفه مشاهدو هذا الفيلم بهذه الجملة الشهيرة ويعرفه جمهور السينما أيضاً بشخصية المليونير أبو عجيلة والد زبيدة ثروت في فيلمها مع عبد الحليم حافظ «يوم من عمرى»
إنه الفنان الكبير زكي طليمات أحد رواد المسرح العربي، ناضل وبذل حياته من أجل قيام نهضة مسرحية حتى ذاع صيته خارج حدود مصر وتتلمذ على يديه العديد من جهابذة الفن المسرحي والأداء في مصر وبعض الدول العربية، ‏كما شارك بالتمثيل في الكثير من المسرحيات والأفلام السينمائية.
واسمه كاملاً “زكي عبد الله طليمات” في حي عابدين وبالقرب من قصر عابدين الذي كان مقراً للحكم زمن الملكية انطلقت "زغاريد" تعلن ميلاد زكي عبد الله طليمات في أحد أيام عام 1894 وتحديداً في يوم 29 مايو عام 1899 من أب ذو أصول سورية حيث كان جده من أسرة معروفة بالوجاهة في حمص بسوريا قد سافر إلى القاهرة بقصد التجارة واقام بها وأم مصرية من أصول شركسية وبين الشوارع الضيقة والميدان المترامي الأطراف, لعب وجرى الصغير, وتربى وواصل دراسته, حتى حصل على شهادة البكالوريا عام 1916, ليلحقه والده بمدرسة المعلمين العليا. لكن الفتى الطموح المتمرد كان قد وقع في هوى الفن المسرحي, قرر ألا يكمل دراسته بهذه المدرسة, ووجد نفسه في قلب معركة مع أسرته.
وكان عناد طليمات أصيلا منذ نعومة أظافره ففي تلك السنوات، كان هذا العناد قائما وفاعلا ، وكانت رحلته مع المسرح قد بدأت معه منذ الطفولة، إذ إنه كان طفلا شقيا وذا حركات مثيرة، وكان يلعب بطريقة لافتة للنظر، إذ إنه كان يقفز من الشباك، ويسير على حوافه، وكان هذا يثير الجيران والمارة، فيصفقون له، دون أن يعلم أن تلك اللحظة كانت البداية الأولى التى دفعته إلى إدمان حالة «الفرجة»، ثم دخل المدرسة، واختير للتمثيل فى فريق المدرسة، ففى أحد الأيام من عام 1914 كان مدرسا اسمه محمد عبد الرحيم قد كتب رواية مسرحية اسمها «الممثل» عن حياة «دافيد جاريك» الفنان الإنجليزي الذى أخرج روايات شكسبير لأول مرة بالملابس التاريخية. وبالطبع كان مشاركا بها
تعرف الفتى على اثنين من زملاء الدراسة، وكانا من طلائع الفن والكتابة، وهما محمد تيمور ومحمود تيمور، وكان الاثنان من عائلة تيمور الأرستقراطية، التى كانت مهتمة إلى حد بعيد بالفن والثقافة والعلوم، وكان محمد ومحمود تيمور قد اخترعا مسرحا بيتيا فى البدروم، وكانا يقومان فيه بتمثيل بعض المسرحيات العالمية، وانضم إليهما الفتى طليمات، وصارت بينهم صداقة فنية وثقافية إلى أجل بعيد، وعندما صدر لمحمد تيمور كتاب يتضمن مقالاته المسرحية، كان طليمات هو الذى قدّم هذا الكتاب.
تمنى والده ذو النزعة الجادة الرصينة أن يرى ابنه مدرساً للغة العربية بإحدى المدارس الحكومية, وأصر زكي على موقفه وهو ميله للمسرح, وصمد أمام طوفان غضب أبيه وانتقاداته اللاذعة بمساندة أمه ذات الأصل الشركسي التي كانت تعشق الفن بعيداً عن عيون الأب الصارم. حصل على شهادة إتمام الثانوية العامة بالقسم الأدبي عام 1916م، وفي العام التالي انضم إلى فرقة عبد الرحمن رشدي “المحامى” عند تكوين فرقته المسرحية.وفي يناير من عام 1921م وعقب حل “عبد الرحمن رشدي” فرقته المسرحية انضم طليمات إلى فرقة “جورج أبيض”، ولكنه لم يستمر فيها طويلا حيث فضل الوظيفة الحكومية بحثا عن حياة كريمة وعين بوظيفة كاتب بمصلحة وقاية الحيوانات، وتزوج في تلك الفترة “روز اليوسف”، إلا إن صلته لم تنقطع بالمسرح والحركة المسرحية. تجربته فى حديقة الحيوانات كانت مفيدة له كفنان مسرحى إلى حد بعيد، فكان يجلس لساعات طويلة يراقب القرود فى حركاتها وإيماءاتها وأشكال تقليدها لكل ما تراه، وكذلك كان يتأمل كل الحيوانات الأخرى فيما تفعل، ويحدد ردود فعل تلك الحيوانات عن الحب والكراهية والغيرة وخلافه، ولم يكن عمله انقطاعا عن الفن، بل كان اتصالا به ولكن بشكل آخر، وهذا يؤكد أن الفنان يستطيع أن يعيش حالته كيفما يشاء ووقتما يريد.
وفى تلك الفترة أعلنت وزارة الأشغال عن مسابقة مسرحية، ولا تتعجب أيها القارئ من أن وزارة الأشغال هى التى تعلن عن ذلك، لأن دار الأوبرا فى ذلك الوقت كانت تتبع تلك الوزارة بوصفها بناية لا أكثر ولا أقل، وبالتالى فوزارة الأشغال هى التى تتولى رعاية أنشطتها، وتقدم مئات الشبان لتلك المسابقة، وينجح زكى طليمات الذى قام بدور لوريس إيبانوف أمام السيدة والممثلة العظيمة روز اليوسف، والتى قامت بدور فيدورا.
وكان طليمات قد تزوج روز اليوسف، وبعد نجاحه استدعاه حسين سرى، سكرتير عام الوزارة، وسأله عن عمله، فرد عليه بأنه يعمل فى حديقة الحيوانات، فضحك سرى وقال له جملة ظلت ترن فى أذنه لزمن طويل: «يعنى بتشتغل مع القرود.. اسمع أنت ممثل كويس، وهنبعتك تتعلم فى فرنسا!».
وذهب طليمات عام 1925، وكانت فرنسا هى النور الذى يشع على العالم فى ذلك الوقت، وتعلم طليمات الكثير والكثير هناك، وعاد بحيوية شديدة، ليبنى المسرح المصرى، ويكون له الشأن الأول والعظيم فى ذلك المجال، وكانت من ميزات طليمات أنه لم يخلط الفن بالسياسة على الإطلاق، إلا فى الحدود التى تفرض نفسها، مثل هذا الموقف الذى تعرض له فى أعقاب عودته من بعثته الباريسية عام 1928 أمام أحمد لطفى السيد، وكان وزيرًا للمعارف فى ذلك الوقت فى وزارة محمد محمود الديكتاتورية، وكانت روز اليوسف -زوجة طليمات آنذاك- قد اعتزلت التمثيل وأسسّت مجلتها التى تهاجم الوزارة، ودار بين لطفى السيد وطليمات الحوار التالى:
■ هل تعجبك سياسة السيدة روز اليوسف؟
- أنا لا أفهم ألف.. باء السياسة.
■ مش شايف أنها ضد الحكومة؟
- كل واحد وله رأيه.. أنا متعلم فى فرنسا، وعرفت أن حرية الرأى لها احترامها، وإذا أرادت هى أن تغير رأيها وتقف مع الحكومة فهذا من شأنها.
■ أنت مسلم والرجال قوّامون على النساء.
- أنا لا أعتقد أن هذا الكلام ينطبق على حرية رأى المرأة.. خصوصا إذا كان هذا الرأى فى السياسة.
وبالطبع لم يعجب هذا الكلام سيادة معالى الوزير أحمد لطفى، فأنهى الاجتماع فورًا، ويبقى زكى طليمات نصيرًا للمرأة فى حياته وفى حياة الآخرين، ولذلك نجح فى إقناع الكويتيين فى ما بعد بظهور المرأة على المسرح.
تقلد زكي طليمات بعد ذلك العديد من المناصب منها وظيفة معاون بدار الأوبرا الملكية في ديسمبر من عام 1929، ثم تم تعينيه مشرفًا إداريا ومدرسا للإلقاء بمعهد التمثيل عقب افتتاحه في نوفمبر من عام 1930، ولكن هذا المعهد أغلق في صيف عام 1931م بحجة مخالفته للتقاليد والآداب، وفي عام 1934م عين مديرا لاتحاد الممثلين الذي ألف بدعم من الدولة لحل أزمة المسرح، حتى تم إنشاء الفرقة القومية المصرية، أول فرقة مسرحية تشرف عليها الدولة، عام 1935، وعُين مخرجا وعضوا للجنة الإشراف على الفرقة.
وكانت السخرية لا تفارق زكي طليمات حتى وهو في أقسى حالات الغم والكآبة وفي عهد الحكم الملكي والاحتلال الانجليزي لمصر تعرض لمحاربة شديدة لكنه صبر ولم ييئس من محاربة الملك والانكليز لمسرحه.‏

ومن أجل مجابهة تلك الحرب لمسرحه تفتق ذهنه عام 1930م عن فكرة غريبة, حيث قام مع عدد من المسرحيين بتأسيس جمعية لدعم الحركة المسرحية أطلق عليها اسم “جمعية الحمير”، وجاءت تسمية الجمعية بهذا الاسم تحدياً للقصر الملكي والاحتلال الانكليزي، وإشارة إلى أن الحمار أكثر قدرة على التحمل وهم مستعدون للتحمل مثله، وضمت جمعية الحمير في عضويتها فنانين وكتاباً وصحفيين كباراً منهم طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وأحمد رجب والسيد بدير وغيرهم.‏

وتولى زكي طليمات رئاسة الجمعية عند تأسيسها وحددت الجمعية هدفها في الدفاع عن المسرح ضد ما يتعرض له من محاربة لكنها تحولت بعد إنجاز مهمتها هذه إلى جمعية خيرية لجمع التبرعات للفقراء واستمرت الجمعية في نشاطها سنوات طويلة وانضم إليها أجيال من الفنانين والكتاب.‏
وبعد رحلة طويلة من تقلد المناصب المسرحية، وتحديدًا في عام 1961، عهدت إليه حكومة الكويت بتأسيس مسرحها القومي حيث عُين مشرفا عاما على مؤسسة المسرح والفنون بها، وبعد عودته من الكويت عام 1971م عين مستشارا فنيا للهيئة العامة للسينما والمسرح والموسيقى.
ومع بدايات العام 1942, وفي عهد الحكومة الوفدية تم دعم ومساندة طليمات ليعيد افتتاح معهد التمثيل الذي بدأ يخرج كل عام مجموعة كبيرة من الممثلين.
وقرر من جانبه أن يستعين بخريجي المعهد في إنشاء "الفرقة النموذجية للتمثيل" التي اندمجت في "الفرقة المصرية" ومنهما تكونت "الفرقة المصرية الحديثة" ممثلة للجيل القديم والجيل الجديد من خريجي المعهد الذي اشتهر باسم معهد زكي طليمات, وكان من أوائل خريجي المعهد: فريد شوقي وعبدالرحيم الزرقاني وسعيد أبوبكر وحمدي غيث ونعيمة وصفي ونبيل الألفي .. وجميعهم أصبحوا علامات بارزة في مجال التمثيل فيما بعد, وإلى جانب هؤلاء ظهرت سميحة أيوب وسناء جميل من اللاتي تخرجن أيضاً وكذلك عمر الحريري الذي كان يعتبره من أنجب تلاميذه. وقد اجمع من عمل معه او تتلمذ على يديه على قسوته في العمل والتدريس لصالح الفن والطيبة والمرح والسخرية اللاذعة بعيدا عن الفن.
قرر طليمات أن يمد اهتمامه إلى المحيط العربي الرحب ولم يقصر مجهوده على بلده مصر فقط, فقد أشرف على إنشاء معهد الفنون المسرحية بدولة تونس, وأيضاً كان أول من تم تكليفه من قبل الحكومة الكويتية لتأهيل الكوادر وتأسيس المسرح وقد اسهم في الكشف عن مواهب أهم نجوم الكويت والخليج حيث نجح في نشر الثقافة المسرحية الجادة في بلدان الخليج العربية, وتخرجت من تحت يديه أجيال كثيرة من الممثلين والمبدعين الذين غطوا جميع جوانب العملية الإبداعية, ولا ننسى أنه عهد لتلميذه النجيب عمر الحريري بتأسيس معهد الفنون المسرحية في ليبيا, وقد تم تكريم طليمات على دوره هذا بإنشاء معاهد ومسارح بالدول العربية الشقيقة, وتخريجه اجيالا من الممثلين البارعين.
وفى 27 يناير 1958 نشرت مجلة «روز اليوسف» ضمن الأخبار التي تنشرها عن أحوال المشاهير والشخصيات الكبرى في المجتمع السياسي والثقافي والفني خبرًا يقول: «زكى طليمات تحول إلى سندباد مسرحي.. لقد عاد في نوفمبر الماضي من تونس، وما كاد يصل حتى ركب الطائرة إلى الكويت، وبمجرد أن تنتهى زيارته هناك سيستقل الطائرة من الخليج الفارسي إلى مراكش فى شمال إفريقيا ليقدم مقترحات عن النهضة المسرحية فيها.. ومهمة زكى طليمات شاقة في الكويت، لأنه اكتشف أن المرأة الكويتية لا تعرف السفور، ويرفض الرجال ظهورها على المسرح، ويقومون هم بـدورها.. وعلى زكى طليمات أن يقنع الكويتيين بأن ظهور المرأة على المسرح ليس عيبًا، فإذا لم يفلح فى إقناعهم فعليه أن يُعلِّم الممثلين الرجال كيف يقومون بالأدوار النسائية».
والذين يتتبعون مسيرة الفنان الكبير الراحل زكى طليمات، سيعرفون أنه لم ينجح فى إقناع الكويتيين بظهور المرأة على المسرح فقط، بل إنه قاد نهضة مسرحية عارمة فى دولة الكويت، بعد أن حصل الكويتيون على استقلالهم عام 1961، ففى ذلك العام أنشأ طليمات فرقة للمسرح في الكويت، ضمت الشباب الموهوب والطليعي الكويتي، وراح ليبحث عن حل لمشكلة ظهور المرأة الكويتية على خشبة المسرح، وبالفعل وجد فتاتين دخلتا مجال المسرح، والفتاتان كانتا مريم الصالح ومريم الغضبان، وكانتا الفتاتين اللتين دخلتا مجال التمثيل المسرحي في الكويت بشكل حصري، وقدمتا أدوارهما للمرة الأولى في مسرحية «صقر قريش»، وذهبت إليهما النجومية، مثلهما مثل عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي من الرجال.
ولم يتوقف مجهود طليمات عند تأسيس فرقة المسرح الكويتى فحسب، بل إنه قام بتأسيس مركز الدراسات المسرحية هناك، وفى عام 1975 أسس المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وكان هذا حلما بعيد المنال، لولا مجهودات زكى طليمات الرشيدة والعنيدة، والتي أسهمت في نهضة الفن والثقافة والكويت منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي.
تقلد “زكي طليمات” بعد ذلك العديد من المناصب حيث تولى وظيفة معاون بدار الأوبرا الملكية في ديسمبر من عام 1929م، ثم تم تعينه مشرفا إداريا ومدرسا للإلقاء بمعهد التمثيل عقب افتتاحه في نوفمبر من عام 1930م، ولكن هذا المعهد أغلق في صيف عام 1931م بحجة مخالفته للتقاليد والآداب.
وفي عام 1934م عين “طليمات” مديرا لاتحاد الممثلين الذي ألف بدعم من الدولة لحل أزمة المسرح، ولكن الفرقة لم تستمر طويلا حيث كانت الدسائس والوقيعة سببا في فشل الفرقة وحلها حتى تم إنشاء الفرقة القومية المصرية -أول فرقة مسرحية تشرف عليها الدولة- عام 1935م وعُين مخرجا وعضوا للجنة الإشراف على الفرقة.
كما عُين مديرا فنيا للفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى التي حلت محل الفرقة القومية في أغسطس من عام 1942م، وفى نفس العام أفتتح المعهد العالي لفن التمثيل العربي وعين “طليمات” أول عميدا له.
وشارك رائد المسرح المصري في العديد من الإنجازات خلال مشواره الأدبي حيث سافر عام 1954م إلى تونس بدعوة من حكومتها للمشاركة في تأسيس الفرقة القومية، كما شارك في إنشاء معهد الفنون المسرحية بتونس، وفي عام 1961م عهدت إليه حكومة الكويت بتأسيس مسرحها القومي حيث عُين مشرفا عاما على مؤسسة المسرح والفنون بها، وبعد عودته من الكويت عام 1971م عين مستشارا فنيا للهيئة العامة للسينما والمسرح والموسيقي.
إلى جانب الكتابة الأدبية والصحفية، أخرج “طليمات” عددا من المسرحيات ومن أشهرها: “أهل الكهف”، “تاجر البندقية”، “السيد”، “نشيد الهوى”، “الفاكهة المحرمة”، “الشيخ متلوف”، “مدرسة الأزواج”، “أوبريت يوم القيامة”، “مدرسة النساء”، “الناصر”، و”حواء الخالدة”.
كما قدم العديد من الأعمال السينمائية، ومن أبرزها “من اجل امرأة” عام 1959م، و”بهية” عام 1960م، وفيلم “يوم من عمري عام 1961م والذي قام ببطولته الفنان عبد الحليم حافظ والفنانة زبيدة ثروت، وفيلم “الناصر صلاح الدين” عام 1963م الذي قام ببطولته الفنان احمد مظهر وأخرجه المخرج العالمي يوسف شاهين. مثل مع كوكب الشرق في فيلم منيت شبابي( نشيد الأمل) قام بدور د/ عاصم وكان آخر أوبريت قام بإخراجه هو "موال من مصر" نهاية السبعينيات, ليعتكف بعده في منزله, منشغلاً بتوثيق وتسجيل تاريخ المسرح المصري والعربي منذ ظهور يعقوب صنوع.ورغم أن أدواره السينمائية التي جسدها كانت قليلة جدًا فلم تتعد 12 فيلمًا، إلا أن زكي ، واحد ممن أسسوا أول معهد للتمثيل في مصر عام 1930، وتخرج على يده الكثير من أهم الممثلين في السينما والمسرح، كما أسس الفرقة القومية للمسرح عام 1935 وأسس المسرح المدرسي والمسرح الحديث وكان أول من أخرج أوبريت للفنون الشعبية، وأصدر العديد من الكتب عن فن التمثيل، ثم حصل على جائزة التفوق في الإخراج المسرحي. كان طليمات قامة شامخة في التمثيل, الإخراج, التدريس والتدريب لأجيال متعاقبة تعلمت وأبدعت في الدراما والفنون الأدائية المتنوعة. اسهاماته العديدة علي المستوي الاكاديمي والتدريس وتلقين الخبرة طوال ما يقرب من نصف قرن فقد تخرج من بين يديه عمالقة في مجال التمثيل وكان له هذه التجربة الحية مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من اجل تخريجها بمستوي عالي يناسب موهبتها التي توسمها طليمات.
التحقت فاتن حمامة بالمعهد العالي لفن التمثيل .. وكانت هي الاصغر سنا ضمن طلاب الدفعة الاولي بالمعهد نجحوا هؤلاء الطلاب في اجتياز امتحان القبول في احد صفوف وما كان عليهم الا انتظار حضور استاذهم زكي طليمات الذي كان يعمل له الف حساب فقد كان هذا القاء هو الاول بينه وبين هؤلاء الطلاب.
وعندما دخل طليمات المدرج بدا يوزع قفشاته بين الطلاب ليزيل من نفوس الطلاب حالة الخوف والرهبة التي استولت عليهم بمجرد علمهم بان طليمات سيكون احد استاذتهم ..بعدما بدا حديثه لمح فتاة ضئيلة الجسم تجلس خلف شاب ضخم الجثة ..فناداها زكي (تعالي ياعروسة ) فوقفت فاتن في غضب قائلة انا مش عروسة يااستاذ وابتسم زكي وقال طيب ما تزعليش بكرة تبقي عروسة ..اسمك ايه يا شاطرة ..ردت فاتن حمامة.
ثم طلب منها الصعود الي منصة تشبة المسرح لتؤدي دورا تمثيليا ..وبالفعل ادته فاتن علي غير الموتق من فتاة في مثل جسمها وعمرها ايضا اعجب بها زكي ولمس فيها امورا تنم عن موهبة ولكنه كان يري ان هذا الصوت الضعيف ينفذ الي القلب مباشرة ويحس بما يقوله احساسا عميقا.
وفي مذكراتها قالت حمامة (ان العيب الذي لاحظه طليمات ان لدي لدغة انطق بها الراء (غينا ) وطلب مني ان اخرج لساني وفجاة وجدني اغرق في الضحك فتحت فمي واخرجت لساني ثم اغلقته وقلت ردا علي تعليق له .. لا لساني مش ناقص حته وارا زكي ان يلجا الي حيلة جدية في علاج هذا العيب ففاجاني بسؤال غريب انت مصرية؟
وتابعت حمامة في مذكراتها سالني طليمات .انت مصرية ..فاجبت ايوة لية فاجاب طليمات لان الفرنساويين هم فقط اللي عندهم هذه اللدغة وبدا طليمات يتستفز حمامة ويمتحن قوة تحملها .فاذا به يكتب علي اللوح جملة فيها عدد كبير من حروف (الراء ) كتب (انحشر .حشرا .الدرج .ولم يقدر ان يخرج )وطلب مني ان اقرا هذه العبارة بسرعة واندفعت بثورة غضبي وانفعالي اقرا هذه الجملة ..فاذا اللدغة تفارقني ..زهنا صفق زكي طليمات اعجابا بقدرتي علي التحدي وهو يقول (برافو يا فاتن ..هتبقي ممثلة عظيمة.

وكان طليمات يعرف ان فاتن لن تتخلص من اللدغة إلا إذا استفزها عندما تنفعل سينطلق الكلام سليما بحروفه كافة كاملة ولذلك استفزها متعمدا وهكذا كانت اول محاضرة في تاريخ معهد التمثيل هي علاج اللدغة في نطق فاتن حمامة واصبح لسانها بعد ذلك الافصح في نطق اللغة العربية بين طلاب الدفعة الاولي في معهد العالي للتمثيل.
وحصل الفنان الكبير زكي طليمات على العديد من الجوائز أهمها نيشان الافتخار من درجة كوماندور من الحكومة التونسية، في عام 1950م، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1961م، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1975م كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية في نفس العام
وعلى صعيد حياته الخاصة فقد تزوج طليمات من الفنانة والكاتبة روز اليوسف وأنجب منها ابنته آمال, واستمر زواجهما 20 عاما, وعن سبب انفصالهما, تحدث الفنان الموسوعي في حوار صحافي شهير أن سبب الانفصال الحقيقي يعود لانشغال روز بأعمالها والصراع بينها وبين السلطات, فكل يوم محاكم وبوليس واستدعاء من النيابة, فالرجل يحب دائما أن تبحث عنه المرأة, وروز كانت تريد رجلا يبحث عنها, ولم أكن أنا هذا الرجل ولم تكن هي تلك المرأة فكان لابد أن يحدث الانفصال.
وعن أهم امرأة دخلت حياته وأحبها قال طليمات: أنها الراقصة امتثال فوزي .. فقد أوقعها القدر في طريقي وتوطدت علاقتي بها, وظلت صورتها لاتفارقني محفورة في ذاكرتي تؤنس وحدتي على مر الزمن, لقد وضع موتها مقتولة وهي في عز الشباب حدا لمأساة كان من الممكن أن تستمر طوال الحياة ولم يحن الوقت بعد للكشف عن كل اسرارها وقد رحل الفنان العاشق دون أن يكشف اللغز الدفين.
لقد أحب زكى طليمات الحياة،* وكان لايعترف بحقيقة عمره أبداً،* وكان* يعيش وكأنه* يعيش فى عز الشباب بالرغم من وقوفه على ما* يزيد على الثمانين وكان المسرح هو كل شىء فى حياته حتى إنه ليراه أهم من صحته‬‬‬‬‬
لقد أحب زكى طليمات التمثيل وهام به بعد أن تملك حبه كل كيانه فأعطى له كل ما* يملك،* وبذل وضحى بكل ما عنده،* ولم* يخرج من هذه الدنيا بمال أو عقارات،* ومع أنه تزوج بأكثر من واحدة،* فإنه لم* ينجب سوى ابنته الوحيدة* »‬آمال*« من السيدة* »‬روزاليوسف*«‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
كتب فى وصيته أن* يتم دفنه فى مقبرة صديقه* »‬محمد تيمور*«‬،* وألا* يقام له مأتم للتعازى وأن* يدفن مع ارتفاع صوت الحاكى بأنغام السيمفونية الرابعة للموسيقار الألمانى العبقرى* »‬بتهوفن*«‬،* وأن تؤول مكتبته إلى المعهد العالى للفنون المسرحية‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وفى الثانى والعشرين من ديسمبر سنة 1982 انتقل زكى طليمات إلى رحاب ربه عن عمر* يناهز السابعة والثمانين من عمره،* وقد أوقفت ابنته جائزة سنوية تخليداً* لذكراه،* تمنح لأول الخريجين من المعهد العالى للدراما
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg الفنان زكي طُليْمات.jpg‏ (114.6 كيلوبايت, المشاهدات 15)
رد مع اقتباس
رد

Tags
زكى طليمات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 17h34.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd