الأطلال
عود على بدأ فالأمسية الليله هى أمسية شاعر الحب و الجمال شاعر الأطلال وإذا قلنا الأطلال فالذهن يسترجع الطبيب الشاعر إبراهيم ناجى ذلك العذب الرقيق رفيق الصبا عرفته من خلال شعره فى السبعينيات من القرن الماضى عندما غنت له قيثارة السماء إم كلثوم هذه الرائعة دوما و أبدا الأطلال كنت إذا سمعتها ينساب إلى عيني دمعا رقراقا و أحس وجدا لاينقضى وكنت مرارا وتكرارا أستمع و أ ستمع حتى أصل إلى حالة قلما إستطعت الفكاك منها بسهوله .
يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى
كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ
وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً
وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
ولقد استبدلت كوكب الشرق رحم الله بكلمتى لا تسل أين و الإستبدال ألطف فلقد تبادر إلى الذهن أنه كان ماضى عذب فيه الكثير من العذاب فلا تسأل عنه فقد إرتحت منه و إن كنت إحن إليه على الرغم من كونه حبا عظيما يستعجب الشاعر كيف أن كل هذا الحب تحول إلى مجرد خبر و حديث من أحاديث السمر و المناسبات و الإستفهام فى البيت الثانى للتقرير و تأكيد أنه أصبح خبرا .
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني
بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَـدٍ تَمْـتَدُّ نَحْـوي كَـيـَدٍ
مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
و بريق يظـمَاُ السَّاري لـَهُ
أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
هى إذا هذه أهم أسباب هذا الحب الخالد فهذا الفم الساحر لطالما أسمعنى دررا عذبه وكان ينادينى بأعذب المنادات الرقيقه الحالمه و تلك اليد التى لا أنساها تلك اليد الحنونه الحانيه و كأنها يد تمتد لتنقذنى أنا ذلك الغريق وأه ثم أه من ذلك البريق فى عينيك الآن أين ذلك البريق
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ
فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً
ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى
سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
و قد إستبدلت كوكب الشرق بالنبل العز و قد أضعف المعنى فالنبل أشمل و أعم من العز ونعود لتلك الصفات أو الهبات التى منحها لك الله و التى كانت سببا لكل هذا الحب و التى عندما ذهبت ذهب الحب معها كنت ساحرا فيك نبل وجلال وحياء و أه ثم أه من الحياء أحد أجمل صفات المرأه فلقد تذكرت قول الرائع عزيز أباظه فى رائعته آنًّــة حـائـره و التى غناها عبد الوهاب
نـبـدى حـيـاءا و نـبـدى عــفّـّة وتــقــى
إن الـحـيـاء سـيـاج الـحـبّ مــذ كــانـا
و قد كنت ملكا حتى عندما تمشى وكنت لك رائحة عبقه ذكيه كأنها أنفاس الربا (تشبيه رائع جميل فأنفاس حبيبته كأنها أنفاس تلك الروابى الخضر الفيحاء الغناء )وهوساهم اللحظ جميلا كأحلام المساءولكن يأخذ على ناجى وصفه الحسن و الجمال على شدته بالظلم .