ورا كل باب حكاية .. جوه البيوت روايات ..
منها اللي سمعنا عنه .. و في منها اللي فات ، و مات مع اللي مات
قصص ، حواديت ، حكاوي .. آه ما انا أصلي غاوي .. أسمع الحكايات ..
و أرسم اللحظات .. و أثـّبت الكاميرات .. و أقرّب الكادرات ..
يمكن في النهاية .. أعرف أصل الحكاية
اسمع لو زيي غاوي .. كلام من واحد هاوي .. مالوش في قعاد قهاوي ..
لكن يهوي الشباك .. و الشاي في البلاكونات
حكايتي عن إنسان .. عايش من زمان .. و لسه في الحياة .. بياخد منها و يدّي
حكايتي عن إنسان .. فِـرح ، غنـَّى و كان .. له نصيبه من الأحزان ..
أصل مفيش حكاية
من غير سطر لوداع .. و صفحة للضياع .. و صفحة للصداع ..
و ذكرى حب عاش لكنه فجأة ضاع
و سطور تعدّي بسرعة و لا كان ليها أثر .. و سطر واحد يقول .. و يحكي كل العِـبـَر
و في صفحات تطوِّل .. و تفكـَّرها النهاية .. لكن ترجع تلاقي ..
دي مجرد بداية !
و النهاية بتختلف .. !!
و قلوب سهل تدخلها و معاها تئتلف
و قلوب تانية تشوفها .. قلبك يرتجف
طيور في السما طايرة .. و نسمة ع الخد فايتة ، بتقول للعين عواف
و دموع تنزل تمطـّر .. في عز الشمس تكتر .. و فـ عز الجفاف
كلها عايشة في قلبي .. من غير ما اعرف طريقها .. لكن في وقت واحد .. هي بتعرف طريقي
و بتعرف تجيلي .. و تكتب نفسها ، على صفحات من ورق
دروس بنتعلمها .. و أغاني بنغنيها .. ساعات نتعلـِّم منها .. و ساعات نعلـّم فيها
أصل الحكاية كبيرة .. و أكيد كان ليك دور فيها .. ما سألتش نفسك مرة .. كان إيه اللي جابك فيها ؟
حلقة كبيرة و عظيمة .. مترتبة بطريقة ، يا سلام عليها طريقة .. برغم كتر الطرق !
إشارات ، سِكك و حواري .. أسئلة من غير جواب .. ما هو طريق الحقيقة .. طريق مليان صعاب
و مهما كنت كبير .. فيه اللي أكبر منك .. و أكيد راح تتعلم ، و لو طال في العمر سنـَّك
و ما أحلى الحكاية .. لو كان الصدق فيها ،، هحكي و اقول حكاية .. أحاول ما اكدبش فيها !
مع إن كل حكاية .. فيها من ده و فيها .. أصل الفن بجماله .. بيزيِّف حاجة فيها .. !
..
محمد .. محمد .. محمد .. محمد .. محمد....
إيه ده ؟
و مين اللي نايم على بطنه ده ؟
آه ده محمد ، لسه راجع من المدرسة دلوقتي ، رمى الشنطة من على ضهره
و نام على بطنه و فتح الكراسة بسرعة و بدأ يكتب الواجب
و أهه خلـًَّص واجب العربي ، و داخل ع الحساب ..
3+ 4 ، 7+9 ، 6-2 ، 8-5 ......
و ع الحال ده بقاله سنين ..
بس الواجب كل مدى بيتقل و المسائل الحسابية تزداد تعقيداً
و واجب العربي بقى مع الضبط بالشكل ..!!
لكن محمد كان بيعرف يصرًّف أموره كويس
كان يكتب النص بالكامل و بعد كده يشكـِّله ع السريع
ضمة ، فتحة ، كسرة ، سكون .. و أهي كلها حركات !
لحد ما المُدرِّسة خدت بالها من التهجيص اللي بيعمله
و وعدها إنه مش هيعمل كده تاني !
بس بعد إيه ؟
كلها كام يوم و يمتحنوا و ياخد الأجازة .. أجازة سنة رابعة
اللي محمد مستنيها من الأجازة اللي قبلها ..
بالظبط زي عم عبده فرَّاش المدرسة اللي مستني يوم النتيجة عشان يبيع الشهادات للطلبة
و بالفلوس اللي يلمـّها يكمـِّل جهاز بنته قبل ما العريس يطير
هانت .. يا محمد .. و هانت يا عم عبده
أهو راجع من المدرسة و معاه الشهادة كمان ..
ناجح و منقول للصف الخامس
ما أنا عارف إني ناجح .. فين الدرجات ؟؟
مش عاجبه ان الشهادة مش مكتوب فيها الدرجات
طب ارجًعها تاني لعم عبده و أقول له دي مش بتاعتي !
أنا عايز اعرف جبت كام بالظبط ؟!!!
مش مهم يا سيدي .. انت مش خدت الأجازة ، عايز إيه تاني ؟
ماما .. ماما
إيه ؟ جبت الشهادة ؟
أيوة يا ماما .. بس مش كاتبين فيها الدرجات !
مش مهم ، الدور و الباقي على السنة الجاية ، خامسة دي شهادة ، عايزاك تطلع الأول
سابها هو و طلع .. آه طلع الأوضة اللي في الدور التاني ..
مليان كراكيب و هدوم قديمة ، على كرسي متهالك ، و بقايا سجادة ،
على شوية اشولة لا يمكنك تحديد ما بداخلها أبداً ، و لو فكـّرت تفتحها ستصيبك لعنة الفراعنة !
و في ركن صغير في فرختين ، على ديك ، على شوية بط و وزة صوتها مزعج ..
انسوا كل اللي فات ده ..
تعالوا بقى ندخل أوضة محمد نشوفه بيعمل إيه ؟
إيه ده لحقت تخلـَّص القـُرْص ؟
قرص إيه ؟
دي طيارة ورق ..
و القرص ده الهيكل الأساسي للطيارة
مكون من 3 غابات ..
أول 2 عملهم على شكل حرف x
و التالتة يضعها بشكل أفقي بحيث تلتقي نقطة انتصافها مع نقطة التقاء الغابتين السابق ذكرهما !
إيه اللي انا بقوله ده ؟
المهم انه فاهم بيعمل إيه !
بس إيه ده ؟ ده نزل تحت ..
بس إيه الجمال ده يا ميدو ؟ الحيطة اللي بالطوب الأحمر مليانة صور
و رسومات شكله قاطعها من كراسة الرسم بتاعته
ورد ، و شجر ، و فراشات ، و أولاد بيعلبوا كورة ، و بيت صغير ،
و بنت بتنط الحبل .. كل دي رسومات يا ميدو ؟
إيه ده ؟ لا لا لا .. دي أجمل رسمة فيهم .. ولد قاعد على القمر ، أو بمعنى أصح الهلال
و كاتب عليها ( هذا هو محمد )
باين حكايتك حكاية !
بس إيه ده ؟ انت طوِّلت تحت ليه كده ؟
و إيه الريحة دي ؟ أنا عارفها الريحة دي .. دي ريحة مهلبيـَّة !
ده طلع أهُه و فـ إيده طبق فيه نشا سخنة .. و معاه ورق و جلاّد ملون ..
و بدأ يشتغل تاني في الطيارة ..
الله .. شكلها بقى جميل قوي بعد ما جلـّدها ..
جلـّدها : أي كساها هذا الثوب المصنوع من الورق !
و ركنها ع الحيطة على ما تنشف و الجلاّد يشد !!
باين عليه جامد الولد ده
بس محمد أهـُه بدأ يعمل السبعة و الديل !
سبعة و ديل إيه ؟
دي الشراشيب التي تتدلى من الطائرة ، و تعمل على اتزانها
بس دي طريقتها صعبة جداً .. دي أصعب من المسائل اللفظية
اللي كان بيستعين بأخته الكبيرة عشان تفهِّمهاله !
بس هنا مش بيستعين بحد .. بقاله ساعة شغـَّال !!
و بعدين ؟
فات ساعتين كمان ..
بقوا تلاتة
لسه برضه ؟
إيه ده ؟ انت هتخلص إمتى يا ابني ؟
طب يا ابو حميد أنا هستأذن بقى على ما تخلـًّص !
بس قوللي الأول انت زعلان إني بحكي حكايتك ؟
يا ريتك كنت ترد عليا !! .. على الأقل كنت أفهم راسك دي فيها إيه
اقول لك سلام بقى دلوقتي
و نكمـِّل وقت تاني
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته كمل يا محمد كمل عجبنى جدا مقدمه الحكايه اللى بتلخص الحكايه بتلخص كل حكايه بطلك اسمه محمد وانت اسمك محمد اوعى يكون بطلك سلامونى عموما مش هتفرق يا غالى حتى لو كان بتانونى او حتى عاطف الاشمونى كلنا واحد شبهه بعض ما احنا من نفس الارض هاتها بالطول او بالعرض هتلاقى عندنا -بكى وغُنى- فقر وغنى -حزن وهنا مستنى يا غالى باقى الحكايه بس اوعى تتأخر عننا تقبل خالص تحياتى
__________________
إن الكلام من الفؤاد وإنما جُعل اللسان على الفؤاد دليلا
ايه حكايتك اخى العزيز
انت كنت مستخبى فيييين؟
جميله بجد حكايه محمد
لكن عارف هى مش حكايه محمد وبس دى حكايه محمد واحمد وايهاب ومنى وشيرين واطفال كتير فى نفس المرحله العمريه دى
كل التحيه للفنان اللى مخبى شغله عننا
__________________
لـــَـستُ مُجبـــــَــــره أنّ يَفهـَـم الأخـَــرِين مـَن أنــَـــا
و بعدين ؟
فات ساعتين ..
بقوا تلاتة
لسه برضه ؟
إيه ده ؟ انت هتخلص إمتى يا ابني ؟
طب يا ابو حميد أنا هستأذن بقى على ما تخلـًّص !
اقول لك سلام بقى دلوقتي
و نكمـِّل وقت تاني
..
ياسلام عليك يا محمد طب ساعتين .. تلاتة .. قلنا نصبر لكن يومين .. تلاتة .. كتير كل ده بتعمل السبعة والديل !! وانت يا أستاذ محمد كمّـل لنا حكايته لحد ما طيارته تنشف قبل ما ريقنا ينشف وناكل المهلابية بتاعته هيه وبعدين ...