الكف السفلي و تعويذة سخمت
اربع سنوات هي عمري في تلك الفترة المرعبة في حياتي في بلدنا
بلد صغيرة كل ناسها فقرا يدوب فيها كام واحد كده زي سيدي عفتاح و حضرة العمدة الشيخ عبدالعزيز رمضان و ناظر عزبة ابو رجب خال امي محمد عبد الرحمن و ناظر عزبة تاني اسمه المرسي عبد اللاه و ابويا, دول اللي كانو مريشين شوية
سيدي عفتاح زي ما حكيت لكم في الاول كان مستولي علي ارض العيلة كلها و كانت ارضه علي الطريق بين البلد و الغيطان- الارض الزراعية - و كان بيخاف من البهايم
انها تاكل الزرع فعمل سور من الطين و التبن ارتفاعه تقريبا متر ونصف بالاضافة الي وجود قناة ميه واسعة شوية فكان صعب ان حد يوصل لارضه بسبب السور و الميه و الخوف من سيدي عفتاح
اربع سنوات من العمر لا تعرف فيها ان تكره حد او تدرك ما يدركه الكبار و لا ان تفهم ما يتحدثون به - و لكن كل ما ادركه ان هذا سيدي عفتاح
و في يوم من ايام الحر الشديد في شهر بأونه و في عز الضهر - الظهر - كنت رايح
الغيط و طبعا كنا بنمشي حافيين لان احنا فلاحين و مكنش عندنا جزم الا في الاعياد بس
و التراب كان مولع نارو اقدامي اتلسوعت فرحت طالع علي السور امشي عليه هربا من
هذه النار التي في التراب و يا ريتني ما طلعت علي السور لانها كانت طلعة سودة بعيد عنكم .
منذ عدة سنوات قبل هذا اليوم كان يحكي في البلد ان سيدي عفتاح ضرب جاموسة بكفه
وقعت الجاموسة علي الارض و ماتت في التو و اللحظة و قبلها برده ضرب حمار و مات الحمار في ساعتها
و بيحكوا انه في يوم عثر علي تعويزة من ايام الفراعين و احتفظ بيها عنده و كانوا بيسموها تعويزة سخمت من السخام او نسبة الي الفرعون سخمت الله اعلم
و بلدنا قريبة من محافظة الشرقية اللي كان عايش فيها اخوان سيدنا يوسف عليه السلام
و بني اسرائيل و كانوا رعاة غنم جايين من البدو و كان ريحتهم وحشة فعزلهم نبي الله يوسف في هذا المكان حفاظا عليهم من المصريين و كان المصريين بيقرفوا من ريحتهم
المهم كما يحكي ان هذه المنطقة كان فيها من هذه الامور كثيرا و الله اعلم لان كانوا بيحكوا الحاجات دي من الكتب الصفرا بتاعة زمان
المهم كانت ضربة سيدي عفتاح ضربة قاضية بلا منازع و ما هو السر الله اعلم و ناس كانت تقول عشان انه حافظ للقران و لكن لا اعتقد ذلك لان الاف كثيرة من حفظة القران لا يحدث منهم مثل هذه الامور
ان طلعت علي السور امشي عليه من النار اللي موجودة في تراب السكة شفت سيدي عفتاح جاي من بعيد و هو يبتسم انا فرحت لان سيدي ييضحك لي و قلت اكيد انه مبسوط مني عشان انا عارف امشي علي السور لحد ما قرب مني و نده عليا واد يا ابن علي قلت له نعم يا ياسيدي عفتاح انت واد شاطر اهه بتعرف تمشي علي السور و مش خايف تقع تنقطم رقبتك يا ابن الكلاب و راح ضربني كف علي وشي - وجهي - وهو
الكف الوحيد اللي انضربته في حياتي حتي هذه اللحظة
كل اللي انا فاكره هو ده بس و اللي حصل بعد كده من حكايات امي الله يطول في عمرها و يعطيها الصحة و العافية
قالت امي
جابوك الدار و انت لا تنطق و لا تتحرك و قالوا لي ان سيده عفتاح ضربه كف عشان كان ماشي علي السور اخذت امي تبكي بكاءا مرا و هي تندب حظها لان كان لي اخ لسه ميت من فترة بسيطة يعني ولدين يموتوا في سنة واحدة مصيبة و الله و طبعا اللي حصل معايا لا احد يعرف سببه و لا علاجه بس انا رايح في دنيا تانية و مش دريان بحاجة ممكن غيبوبة ممكن سحر ممكن اي شئ الاانه يكون مرض له علاج
كل قرايب امي و قرايب ابويا قعدوا في البيت منتظرين لحظة الذهاب الي الرفيق الاعلي
و مجهذين كل شئ لاستقبال المعذين من اهل البلد و البلاد المجاورة و معارف ابويا و اصحابه و ناس تجيب حد يرقيني و ناس تقرا عليا من القران و ناس تعمل اعمال و يحطوها تحت الفرشة اللي انا نايم عليها و مفيش فايدة
كنت استيقظ للحظات قليلة و كل ما اشعر به هو دموع امي و هي تسقط علي وجهي لما تلاقيني فقت و صحيت شوية و بعدين اروح تاني فين مش عارف
استمر الحال علي كده فترة طويلة كما حكت لي امي تقارب الثلاثة اشهر
و بعد كده