* : فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 03h52 - التاريخ: 27/04/2024)           »          جوزيف عازار (الكاتـب : اسامة عبد الحميد - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h03 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          مُحيي الدين بعيون (الكاتـب : sol - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 21h45 - التاريخ: 26/04/2024)           »          نوت الأستاذ الهائف (الكاتـب : الهائف - - الوقت: 21h36 - التاريخ: 26/04/2024)           »          هدى سلطان- 15 أغسطس 1925 - 5 مايو 2006 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : ديمتري ميشال مل - - الوقت: 17h36 - التاريخ: 26/04/2024)           »          إعلانات زمان (الكاتـب : سامية - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h15 - التاريخ: 26/04/2024)           »          يوسف دهان (الكاتـب : محمد الساكني - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          احسان صادق (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h40 - التاريخ: 25/04/2024)           »          التخت العربى (الكاتـب : عصمت النمر - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h18 - التاريخ: 25/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #21  
قديم 09/09/2007, 12h44
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

و هرعت جلاجل نحوه دون أن تعبأ بكتل اللحم الآدمى !!

اعتدل الأستاذ على مستعينا بما تيسر من السيقان و الكراسى

ووقف مقهقها ، و أردف مخففا من وقع الصدمة : خير ان شاء

الله .. أخبار الأكل ايه يا جلجولة ؟!

ردت بصوتها المثبت على طبقة ( السوبرانو ) : السفرة جاهزة ..

اتفضلوا يا جماعة ..

ما ان نطقت بها .. حتى اندفعت جحافل المدعوين كأنما يفرون من

حريق اندلع فى المكان ، متوجهين عدوا و هرولة تجاه شقة العبد

لله .. حتى الأستاذ على السمبوخسى انطلق و هو يترجرج مثل

بالون ضخم مملوء بالماء .. بينما علت وجهه سعادة طفولية تنضح

بالبراءة !!


كادت الأجسام المتلاصقة تحملنى و انا ألبى معها نداء الجوع ،

وشعرت أننى خاضع لقانون ( الطرد المركزى ) الذى سلب ارادة

أقدامى و ثبتها على هدف واحد

تعلقت به القلوب و البطون .. ( المائدة ) .. و ما ان تفرقت

الأجسام و استتب لكل ( جائع ) موقعه من السفرتين المستطيلتين

( احداهما تخص العبد لله ).. حتى وجدت نفسى وحيدا خارجا من

رحمة السمبوخسية الذين هجموا على ما لذ و طاب هجمة رجل

واحد ، فانتفخت الأوداج بالبفتيك و الدجاج المحمر و الكفتة

والكسكسى .. و أخذت سيمفونية ( شفط ) الشوربة و ابتلاع

السوتيه تتصاعد مع ايقاع الملاعق التى تحدث رنينا متنوعا حسب

حجم الطبق و درجة الطرق !!

حاولت احداث ثغرة فى الحائط البشرى المحكم دون

جدوى ..فوقفت ( محتاسا) و متضورا و ذليلا .. و كادت تنتابنى

حالة الدروشة التى تعترينى فى ( الزنقات )

و أصرخ بما تيسر من حكمة تناسب الموقف ، لولا زوجتى

( اللهلوبة ) التى أنقذتنى و توجهت الى على السمبوخسى مباشرة

قائلة فى صوت آمر :

وسع يا سى على شوية .. خدك ريحك يا خويا .. دا الأفندى على

لحم بطنه م الصبح .. خش يابو احمد .. ثم غمزت لى غمزة ذات

مغزى ، و طرقعت

( لولولولولى ) فوق الرؤوس المحتقنة التى ركزت كل حواسها فى

حاسة واحدة .. البلع !!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 09/09/2007, 12h46
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

أستاذ على أحمد .. أشكرك على مجاملتك اللطيفة ..

تفتكر ليه اخترعوا القوسين ؟!

لو عرف السبب لبطل العجب !

مش معقول علشان يحطوا بينهم جبنة رومى أو قشطة بالعسل !

و الله دا يبقى سندوتش هايل ..

و الجماعة الأفاضل بتوع مجمع اللغة العربية سموا ( السندوتش )
شاطر و مشطور و بينهما طازج .. بجد و الله !


عموما يا أخى .. القوسان علامة مستحدثة لها وظيفة فى المعنى ،



وكثر استخدامها و توسع فى المقال الصحفى و فى الكتابات الأدبية

من قصة و شعر ..

و هى تؤدى دورا ( دلاليا ) فى السياق و المعنى مثل :

الاستيقاف ، التحديد ، التمييز ، الاشارة

ستلاحظ أن أى كلمة عامية أضعها بين قوسين ، لأن العمل أصلا

مكتوب بالفصحى .. و دخول العامية من باب التخفيف و التماس مع

خيال المتلقى الذى يألف اللغة العامية باعتبارها لغته الحياتية اليومية

التى لا تستدعى جهدا فى هضمها ذهنيا .. و لأنها عامية ، وجب

وضعها بين قوسين ، و هنا يؤدى القوسان دور التنبيه ..

مثل ( الملرهرط ، تطرقع ، صرصور ودنى ، لولولولولى ) الخ

و ان كانت ( لولولولولى ) فى اللغة تسمى (ظاهرة صوتية ).

أو :
فىحالة استخدام كلمة أجنبية مثل : ( ديسيبيل ، كونتراست ،

سوبرانو ) الخ .. وجب وضعها بين قوسين (للتمييز ) لأن الكاتب

هنا يكتب بالعربية ، و وجب تمييز الكلمة الأجنبية التى أوردها

الكاتب الذى يعتقد ( الكاتب ) أن الاستعانة بتلك الكلمة ستؤدى دورا

دراميا أو دلاليا فى السياق ، لا تستطيع الكلمة العربية أن تؤديه

مثلها !

و قد أتى القوسان لأداء وظيفة ( اشارة خارج السرد ) .. بمعنى :

أقول : و قد أخذ موقعه من السفرتين ( احداهما تخص العبد لله )

فى تلك الجملة أنا أسرد عليك الموقف بشكل محايد لا دخل فيه

للراوى ( أنا ).. فأنا أحكى لك صورة ( مطابقة ) للواقع ..

و لكن حين تتدخل ( خبرتى ) الشخصية التى تحمل معلومات لا

يعرفها سواى ، و هى أن احدى السفرتين تخصنى ، فأنا أضع

الجملة التى تحيل القارىء الى خبرتى الشخصية بين قوسين ..

لماذا ؟! لأنها خارج سياق السرد .

( أوعى تنام منى يا أخ على ) ..

و قد يستخدم القوسان للاستيقاف بغرض التنبيه .. فوضعت اسم

( السامبو ) و هو اسم المطرب بين قوسين من أجل أن أجذب

الانتباه ، فتعلو درجة التركيز عند مطالعة الاسم ..

و بالطبع من يستخدم القوسين لتلك الأغراض، فهو يستخدمها بشكل

تلقائى .. وهى تؤدى دورا ( دقيقا ) له بعد درامى يخدم العمل

المكتوب .. و لهذا اخترعوها !!

العجيب يا أخى ان سؤالك (جه ) فى كلمتين ، و اجابتى ( جات )

أطول من السنة ( السوده ) .. الظاهر انك ( جيت لى ع

الجرح )!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 09/09/2007, 12h47
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

عصفور يا طاير ..
انت فيك ايه منى ؟!... أو أنا فيا ايه منك ؟!
يبدو أن التركيبة الكيميائية واحدة .. و بمتابعتى لمداخلاتك أدركت
أننى بصدد واحد ( كتيب ) بتشديد التاء ، يعرف كيف يطوع الكلمة
و يصوغ الجمل الوهاجة ، و يضع اللفظة فى مكانها المناسب ..
و لا ( يأتيه الباطل ) فى النحو !

حاسس كده انك انت اللى ( ابداعجى ) !و ان فيه نار تحت الرماد .. تكونشى من الجماعة
بتوع ( قهوة ريش ) و ( زهرة البستان ) و ( الأتيليه ) و(معرض الكتاب ) ؟!

لقد ( أخجلت تواضعى ) ، و كدت تسبب لى أزمة عائلية .. فحين
كنت أطالع كلامك الكبير ، انتابتنى حالة من الغرور و الكبرياء و الشموخ .. فناديت ( المدام ) و قلت لها : تعالى شوفى الناس بتقول عليا ايه فى ( النت ) .. أنا مش شوية يا هانم .. اصحى ..
فوقى .. بعد كده أما تكلمينى تقوليلى يا ( أستاذ ) !

فكأنى فتحت على نفسى أبواب الجحيم .. اذ انفجرت فى وجهى
شحنة غضبها ( المكنون ) قائلة : هو جايبنا ورا غير النت ..
قوم يا راجل شوف التلاجة اللى مافيهاش غير مية ساقعة .. و لا
السيفون البايظ بقاله شهرين .. و لا المروحة اللى ابنك دمرها ف
عز الحر .. دا عيالك نفسهم فى المنجة يا مفترى يا ظالم و انت
مصدر لنا الطرشة .. قطع النت و سنين النت .. و النبى لاحرقهولك بجاز ..
.. آل أستاذ آل !!

منك لله يا عصفور !
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 09/09/2007, 12h48
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

أستاذ حسن ..
سمبوخسى أى ترجع أصوله العائلية لبلدة ( سمبوخسة ) و هى
بلدة تقع فى شمال شرق ( خيالى )..
و مين عارف .. يمكن لو دورت عليها فى كتاب ( وفيات الأعيان)
لابن خلكان ...تلاقيها !
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 09/09/2007, 12h50
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

جووووول يا عم هانى انت كمان ..
و بالمناسبة عمنا ( عبرحمان ) الأبنودى ياما حضرت له ندوات
( كلت ) منى راقات .. و كان ليا الشرف انى أدعوه لبلدنا لاقامة
مهرجان شعرى ، و الراجل استجاب مشكورا .. و كعادته كان
( مولعها ) بلهجته الصعيدية و موهبته الخارقة و بساطة عرضه
للهموم البشرية ،و أدائه التلقائى .. و أذكر أنه و هو يلقى قصيدة عامية
لها بصمة ( مختلفة ) عما تعودناه منه تدعى ( العم لامبو )..
أن والدة صديق لى ، أخذت تبكى ( بحرقة ) بعد أن
مستها القصيدة ، و خاصة أنها ( رحمها الله ) كانت من ( الفصيلة
البشرية الراقية ) التى تتعامل مع الدنيا بوجدانها.. فأنتقلت عدوى
البكاء الى المحيط الذى تجلس فيه ، و خاصة أن ( العم لامبو )
تأخذ المتلقى الى حالة من التصعيد الدرامى شديد المأساوية ..
فتوقف الأبنودى للحظات ملتفتا الى الموقف .. و لمحنا دموعه
( ربما لأول مرة فى ندوة عامة ) و أصاب الجمهور حالة من الشجن الجماعى لم يسبق لى أن شهدت مثلها !!
و أدعوك يا هانى( باعتبارك صعيدى أصيل ) الى متعة لن تجد لها مثيلا ..
اقرأ لمحمد مستجاب الذى أشار له ( عصفور طاير )الأديب المحترم و الملقب بعمدة الأدب ..
فهو أفضل من عبر عن الصعيد و همومه .. و هو الساخر الأكبر فى عالم الأدب .. و هو الذى كان بمثابة حائط صد ضد كل محاولات ( التطبيع ) .. وقد قرأت لهذا الأسيوطى المبدع ( قيام
و انهيار آل مستجاب ) فصرت من مريديه .. رحم الله مستجاب
حامل لواء أدب الواقعية الساخرة المختلطة بأجواء سحرية !
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 09/09/2007, 12h51
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

استطعت أن أنجو بمعجزة من على السمبوخسى المصاحب لى

كالتوأم الملتصق ، اذ مارست خبرتى الوظيفية فى ( التزويغ ) من

موكب سيارات الميكروباس المستأجرة للتوجه الى مسجد

( سيدى المشموطى ) لعقد قران المحروسة أنوسة ..

تسللت كالزواحف فى غفلة من الحضور الى سطح البيت،و بمجرد

وصولى الى ( براح ) السطوح ، احتوتنى هبة رطبة من الهواء

النقى ، و بدأت أذنى تتماثل للشفاء ، وهى تطرد بقايا آخر أغنية

سمعتها ( العب على أد ما تتعب ) ..


اختبأت فى الحجرة المهجورة التى خصصت لتخزين كراكيب

السكان ، و وقفت أنتظر هدير( الكلاكسات ) ايذانا بمغادرة

الشارع ..و انتابتنى فرحة ماكرة و أنا أتخيل على السمبوخسى

يفتش عنى بلهفة و جنون .. متيقنا أن السطوح لن يخطر له على

بال ..


و كانت أصعب اللحظات تلك التى سمعت فيها باب السطوح

الخشبى العتيق

يحدث صريرا مرعبا ، ثم يمرق من فتحته الضيقة طفل

سمبوخسى ( مكلبظ )، أخذ يدير رأسه فى كل الاتجاهات .. ثم

توجه نحو مخبئى مباشرة ، ونظر نحوى بعينين منتصرتين ووجه

أحمر منتفخ قائلا : ظبتك يا عمو .. اطلع اطلع .. دا أونكل على

قالب عليك الدنيا !!


لم يكن أمامى سوى تصورين لا ثالث لهما .. اما أن أقتل الطفل

السمبوخسى الذى يشبه كرة كبيرة حمراء .. و اما أن ألقى فى

جوفه بشىء يأكله .. استبعدت

التصور الأول كونى لا أستطيع قتل نملة .. و توجهت الى التصور

الثانى مباشرة ، فسحبت جنيها من جيبى و لوحت به أمام وجهه

الكلبوظة ، قائلا فى

لكنة وسواسية : ايه رأيك ؟! .. تروح تجيب لك اتنين شيبسى و

تقرمشهم و تعمل نفسك ما شفتنيش .. و للا أنزل معاك و يا دار ما

دخلك شر ؟!

فى لمح البصر كان صاحبنا الصغير قد خطف (الجنيه) من يدى و

جرى منصرفا و هو يسرسع : أنا ماشفتكش يا عمو ..خليك

مستخبى !!


بمجرد انصراف السيارات حاملة رهطا من آل السمبوخسى و ما

تيسر من الأصدقاء و الجيران ، هبطت كما صعدت فى هدوء

و ثبات .. و عند اقترابى من الدور الثانى ، لمحنى الطفل

السمبوخسى بينما كان ( يقرمش ) الشيبسى ، فقال بصوت

( متواطىء ) : تعالى ما تخافش .. كل الرجالة مشيوا .. مافيش

غير الستات ... بيتزوئوا !!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 09/09/2007, 12h54
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

و النبى مجاريح يا عصفور يا طاير ..
و انت عارف مولد سيدى ( المشموطى ) و اللى بيحصل فيه ..
و عمك الشيخ حسان ( الكبنش ) منشد الحضرة البيومية ..
و( صلى ) ياللى جنب ( العرق ) جايز يشفع !!

و( العرق ) بكسر العين و تسكين الراء ، هو عمود خشبى طويل يشبه وتدا كبيرا
و يثبت فى الأرض كدعامة لفرد قماش ( السوان ) ، و لمن لا يعرف المنشد ( الكبنش ) أو يجهل السوان ، فليسأل عصفور طاير !

و ربنا يدينى و يديكم طولة العمر ، و أحدثكم عن مغامراتى أنا
و شوية الأفندية أصحابى فى الموالد و ما يقدم فيها من فنون منوعة ،
بدءا من رقص الموالد و رائدته صبرية الحشمة ، و انتهاءا بالمنشد
الدينى عم الشيخ زين الممخناتى ..
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 09/09/2007, 12h57
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

بدا اليوم و كأنه لا ينتهى .. و بدا شارعنا متألقا فى أبهى زينة عرفها عبر تاريخه المديد ، بعد أن رسم شباب متخصصون( اسفلت ) الشارع بكامله بنشارة الخشب الملونة فى أشكال ( سيمترية ) جذابة وطفولية ، فخطوا نجوما و شموسا و دوائر ومثلثات متداخلة ، حتى نجمة داوود السداسية أخذت موقعا مركزيا أمام المسرح الذى تم اعداده منذ الظهيرة

و قد انتابتنى بهجة داخلية غامضة .. ربما يكمن سرها فى متابعتى من الشرفة لفروع المصابيح الملونة التى تضىء و تنطفىء بسرعات آلية و متفاوتة ، و التى علقت بكثافة و تنسيق محكم بطول الشارع العريض .. و قد تدلت ( لمبات ) صغيرة مكونة ( تعريشة ) نورانية على شكل عناقيد من العنب لها بريق أخاذ يثير شعشعة و غشاوة بريئة و طاغية ، فأخذت أحدق فى أطيافها متناسيا ( حيلى المهدود ) .. و متعجبا من تحول شارع ( أغا ) الى كرنفال من الألوان و الأضواء و الصخب بفضل أنوسة السمبوخسى !!


أنوسة التى تشبه دبا قطبيا عملاقا يقف على قدميه الخلفيتين .. غير أنها مستأنسة وعاطفية و على قدر كبير من السذاجة التى ترقى الى مرتبة ( الهطل ) ، و لذا فقد كانت صيدا سهلا لشباب الحى العاطل و المفلس ..

اذ يكفي غمزة أو ابتسامة أو معاكسة تليفونية ، لتقع أنوسة فى الحب مباشرة ، و تبادر بأداء فروض العشق و الطاعة لكل ما يحلم به العاشق الولهان ، و فى اعتقادى أن قلبها كان عملاقا مثل جسمها و لديه القدرة على استضافة عاشق جديد كل شهر ..
و هو ما كان يؤثر مباشرة على ميزانية الأسرة السمبوخسية ، فنصف الفاكهة التى يحملها الأستاذ على الى بيته ، كانت تنتهى الى فم آخر العشاق ، و الذى يتلقفها من أسفل البلكون ، بل ان أحدهم كان جريئا و واضحا فى ( حبه ) للدرجة التى دفعته الى طلب حقه ( ناشف ) ، فكان يمر تحت شرفتها فى ستر الظلام ، ، لتلقى اليه أنوسة بثمن علبة السجائر ( البوكس ) بعد أن تلفها فى قطعة صغيرة من ( الفويل ) مقابل قبلة هوائية من النوع الذى يطرقع على باطن الكف و ينفخ فى الهواء ..

كنت بمثابة شاهد عيان على تلك اللحظات المشبوبة ، من ركنى المظلم فى الشرفة الملاصقة ، حين يحلو الاستماع فى هدأة الليل الى ما طاب لى من شدو أساطين الغناء ، فأرى من حيث لا ترانى أنوسة طقوس الحب و الغرام التى تنتهى ( بغنيمة ) يتلقفها فلانتينو ، و يمضى مرتاح الضمير !
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 09/09/2007, 12h59
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

أما التفاصيل الأخرى ، فكنت أطلع عليها باسهاب ، كلما ارتفعت صرخات أنوسة الأوبرالية المستنجدة ، بينما الأستاذ على ( يعجنها ) ضربا ، و قد أغراه ضخامة الهدف و عجزه عن الفرار ..

و كالعادة ، تهرع الست جليلة نحو شقتنا و تطرق بكلتا يديها على الباب مستغيثة : الحقونا يا ناس .. الظالم المفترى هايموتها ..

وباعتبارى المنقذ المنشود أنا و أم احمد ، فقد كنت أهرع الى موقع الحدث من باب الفرجة و التسلية و الاطلاع على آخر فضائح أنوسة البلكونية ، و غالبا ما أجد أنوسة قد ارتمت على السرير(مسخسة ) ، بينما الأستاذ على يجلس قبالها (مفرهدا) و محمرا ، و قد غمرت و جهه سيول من العرق اللامع ، فيجأر بالشكوى بمجرد أن يرانى قائلا :

الدبة بنت الدبة عاملة لى حبيبة .. مش كفاية انها ماسحة التلاجة أول بأول .. تلاتة كيلو جوافة ( سكرى ) درجة أولى ، تحدفهم بكيسهم للواد الصايع ابن عم صالح البقال .. و دكى النهار ، تسحب من ورايا أربع تفاحات أمريكانى من الصنف المخرفش اللى قلبك يحبهم ، و ترميهم م البلكونة للواد أوصة ( الفلاتى ) اللى مسيح برطمان فزلين على شعره ( لم تصله بعد ثقافة الجل ) ،
ولا يوم البطيخة الحجازى .. حد فى الدنيا
يفرط فى بطيخة حجازى ( قالها و هم بالهجوم على الجثة المتأوهة الملقاة مثل قنطار قطن بعرض السرير ) ، ارتميت فى حضنه الوسيع محاولا ردعه ، و أسهب متباكيا :

أنا اتهزأت فى الحتة بسبب الملعونة دى ، عارف يا بو احمد ( قالها و قد هدأت أنفاسه المتسارعة ) ، من كام يوم لقيت شوية مانجة فونس ريحتهم ترد الروح ، رحت شارى عداية على ابوها ( قفص بأكمله ) .. تصدق باللى خلقك ( قالها وقد اقترب من وجهى كأنما سيفشى لى بسر عظيم ) ما نابنى منهم غير تلات منجايات !! تانى يوم رايح أحلق عند عمك أبو أشرف ، يقوم يقوللى انت جبت المانجة الحلوة دى منين ؟! .. جيت لاعن سلسفين جدوده هو وابنه أشرف اللى عامل لى روميو ..
طب جولييت كانت رفيعة ( قالها و هو يقفز غاضبا تجاه أنوسة ، بادئا فى وصلة أخرى من العجن ) لكن أنا عمال أعلف فى سيد قشطة !!
و الهانم اللى تسد عين الشمس ( يقصد جلاجل ) سايباها على حل شعرها ، آل ايه خايفة ليفوتها قطر الجواز !! قطر لما يفرمك انتى و هى ف ساعة واحدة ، وتدارك رافعا طبقة السرسعة :
دا انا طاحن نفسى فى الدروس الخصوصية عشان ألاحق عليكم أكل لما خسيت النص ، ثم أردف متحسرا و مهزوما : فونس تصدير أصلى من بتاع مزارع أبو دياب .. ثم قال متفاخرا :
أصل محسوبك خبير فى المانجة !!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 09/09/2007, 12h59
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

يا أستاذ سويفى ..

و الله فكرتنى بكلامك عن الفجر بأحلى أغنية ( فجرية )
لأميرنا شوقى بك و كبير كبراء الغناء عبد الوهاب :


الفجر شأشأ و فاض على سواد الخميلة
لمح ( كلمح ) البياض من العيون الكحيلة
و الليل سرح فى الرياض .. أدهم بغرة جميلة
...................
هنا : نواح ع الغصون
و هناك : بكا فى المضاجع
و دوح غرق فى الشجون
و دوح ماشافشى المواجع !!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 12h08.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd