تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا
سبعةٌ وثلاثون عامْ مثلما نجمةٌ تركتْ جرحَها عالقاً في الظلام مثلما يُعبر الآن هذا الغمام عبرَتْ أمَّ خالد .. كم ربيعاً مضى؟ كم شتاءاً وصيفْ؟ كم خريفاً بأعمارنا حلّ ضيفْ؟ .. كم ضحكنا معا؟ كم ذرَفنا على دربنا أدمُعا؟ كم تسرَّبَ من عمرنا من يَدَينا؟ كم عزيزاً علينا أصبح الآن طيفْ؟ كيف لم ننتَبهْ أمَّ خالد.. كيف؟! .. سبعةٌ وثلاثون عام أصبحت كلُّ أصدائها مثلَ رجعٍ بعيد رغم أني أحاولُ، واليوم عيد.. .. لَيُخَيَّلُ لي أمَّ خالد فرطَ ما شمسُ عمري تميلْ أنَّ ظلّي وظلَّك صارا بطولِ ظلال النَّخيلْ! .. ومباركةٌ أنتِ يا أمَّ بيتي عَدَّ كلِّ الأماني وكلّ الأغاني عدَّ كلّ الدموعْ عدَّ كلِّ الدعاء الذي دونَ صوتِ كان يلهجُ بين الضلوعْ.. .. عدَّ كلِّ السَّهَرْ مباركةٌ عدَّ نَقرِ المطَرْ فوق شبّاكِ غرفةِ نومكِ بينا صغيرُكِ يبكي، يُناغي.. ويلعبُ حتى الصباحْ وأنتِ، على رهَقِ اليوم، عيناكِ شاخصتانِ لهُ وذراعُكِ تطويهِ طيَّ الجناحْ .. مباركةٌ أمَّ خالدْ بشموع ثلاثين عاماً ونَيفْ ودموعِ ثلاثين عاماً ونيفْ وكونُكِ جدَّةَ بارقْ وجدَّةَ سلسلْ وسَيفْ وأمَّ بَنيَّ وبنتي فأنتِ العراقُ بأبهى معانيه طيبتِهِ، وخصوبِتِهِ وليَالٍ غَفَونا بها كالحمامْ ثم صرنا معاً أمَّ خالدْ على كِبَرٍ لا ننام...
قمرٌ في شواطي العمارة أراهنُ أنَّ الذي أسمعُ الآن ليس الصدى أراهن أنَّ الذي يُقلقُ الضجَّةَ الآن شيءٌ سوى، الصَّمت هل قلتُ شيئاً عن الذاكره؟ .. ربَّما كان لي قمرٌ ربَّما أورَقَتْ سدرةٌ ذات يومٍ بزاويةٍ في العمارة أعرفُها ولجأت إليها صغيراً يعذّبني الشكُّ في حيَّةٍ قيل تسكنُها ولجأتُ إليها كبيراً فلم نتعرَّف على بعضنا آهِ.. مَن لي بخوف الطفوله؟! .. وأقسمُ أنَّ الذي أسمع الآن ليس الصَّدى أنَّ ما يتسلَّلُ بين المفاصلِ شيءٌ سوى الصمت.. يا قمراً في شواطي العمارةِ مِن أين نأتي بحَدس الطفولةِ من أين..؟!
ملاحظه: العمارة هي محافظة (ميسان) تقع في جنوب العراق وهي مسقط رأس شاعرنا
عامان يا شواطيء المرجان عامان منذ أول ريشة لنا رفتْ على الشطآن عامان مُذ أول فانوس أضاء في سفينة ظلت بنا تسري بلا سفان عامان مذ أولى حكايا الجان حَكتْ بها حورية كانت تسمى يان تُرى أما زالتْ تناجي الليل حتى الآنْ؟.. يا وجعَ النسيانْ..!
مع كلِّ نَفَسْ لو فمي دون وعيٍ هَمَسْ لو يدي جفلَتْ.. إصبعي لو لَمَسْ دون قصدٍ، أو أنّي تحرَّكتُ حتى ولو دون مَسّْ لتهيَّأتِ محفوفةً بالحَرَسْ لتصدّي اعتدائي..! تَتيبَّسُ بين عروقي دمائي وأظلُّ أحدقُ فيكِ.. أفِعلاً هي المرأةُ الهِمْتُ فيها..؟ أفأدنو لها الآن، أم أتَّقيها؟ وتقولين أنكِ لا تفهمينْ لماذا أموتُ إذا كان ثغرُكِ بين شفاهي .. هكذا؟؟ فلماذا أُعذبُ فيكِ مياهي إذا كنتِ لا تَشْعرين بأيَّةِ ردّةِ فعلٍ سوى الحزنِ، والاكتئابِ الدَّفين..؟ وبالنَّدمِ اللايَبينْ..؟ .. ألفَ معذرةٍ لدمي ألفَ معذرةٍ لفمي أنه لم يقبِّلْ حبيباً ولكنه مَسَّ ثغراً غريباً فجفَّلَ أصحابه..! ألفَ عذرٍ لهم أنَّنا رغم قَطْعِ شراييننا لم نُوفَّقْ لإيقاظِ فرحتهم بل تركنا لديهم فناراً كئيباً ونهاراً رتيباً وتركنا غداً، ربما لن يجيء وإذا جاء يبقى مُريبا..!
وطن مرَّة قيلَ لي لمَ مِن دونِ كلِّ الشَّجَرْ تحتفي بالنخيلْ؟ .. لم أجد ما أقول غيرَ أنيّ تَذكَّرتُ كيف الفصول تتعاقبُ كانت على بيتنا في العماره.. .. وتذكرتُ كيفْ في شتاءٍ وصيفْ تتغيَّرُ أشكالُ كلِّ الشجَرُ تتناثرُ أوراقُهُ في المطرْ وحدَها كانت المطمئنَّةَ في بيتنا بين بردٍ وحَرّ.. وتذكرتُ.. يا ما رأيتُ بها تَمَرةً نصفَ مأكولةٍ كان جَدّي يقول لم أجدْ كالبلابلِ شيئاً أكولْ إنها تعشق التمرَ، تأكلُهُ وتغنّي ووجدتُ مع الوقتِ أنّي أعشقُ النخلَ والتَّمرَ أعشقُ فيه البَلابلَ والطَّلعَ والسَّعَفَ اللايحولْ رغمَ كلِّ اختلاف الفصول .. حين أصبحتُ في سنِّ جدّي ونظرتُ لمجدِ العراقْ صرتُ أدري لماذا دمُ ألفِ شهيدٍ لسعفةِ نخلٍ يُراقْ..
كنتُ أعلمُ كيف سترتجفينْ كيف كلُّ مساماتِ جلدكِ تشهقُ مذعورةً ثم تَسكنُ مبتلَّةً بالحنينْ..! .. كنتُ أعلمُ كيف سيصفرُّ وجهُكِ يَحمرُّ وجهُكِ كيف أصابُعكِ الثَّلجُ ينبضْنَ تنهضُ فيهنَّ أشرعةٌ لا تَبينْ ثم يُبحرنَ ملءَ دمي، وفمي .. مُطبَِقٌ في جنونٍ على شفتيكِ وشيئاً فشيئاً صَهيلُكِ مُهرَتُهُ تَستكينْ..! كنتُ أعلمُ كيف ستنخلعينْ من جذوركِ يا زهرةَ الياسمينْ وأعلمُ أنَّكِ عند انخلاعِكِ في كلِّ أوردتي تَنبُتينْ..!
الغيرة القاتلة أنتِ حاشا أن تُصبحي دزدمونهْ....وعطيلٌ بضَعفِهِ لن أكونَهُ! أنا فيَّ اشتعالُهُ، غيرَ أنّي....غيرَتي قطُّ لم تكنْ مجنونَه! ربّما تُبصرين قلبي ذبيحاً....ربَّما تُبصرين روحي طَعينَه ربَما تُبصرين كلَّ ضلوعي....بدوامي هواجسي مَسكونَه لا تخافي منها، فقلبيَ أوفى....لهواكِ الجميلِ مِن أن يخونَه! لا تخافي.. حتى ولو صِرتُ ذئباً....ستكونينَ من نيوبي مَصونه! أنتِ روحي، ولو أكون جباناً....حدَّ أن تَفقدي لديَّ السَّكينه!