ولد الفنان ابراهيم أمين عليوان سنة 2119 م في بيروت, منطقة الصنائع, شارع الزيدانية, بملك والده و كان محظوظًا بأنه حظي بحسًا فنيًا وراثيًا منذ ولادته و الفضل في ذلك يعود لوالده أمين عليوان الذي كان يملك صوتًا جميلا و الذي كان واحدًا من بين أربعة من كبار العازفين على ألة البزق في بيروت عام 1910 و نذكر منهم محي الدين بيعون و زكريا حجال الذين عزفا على البزق في الإذاعة اللبنانية عند افتتاحها و يبدو أن الفنان إبراهيم عليوان قد ورث الحسّ الفني و الصوت الجميل عن جدِّه الذي كان صاحب خامة صوتية رفيعة بشهادة كبار فناني أيام زمان أمثال محمد البكار, محي الدين بعيون, عمر الزعني, عبد الرحمن مرعي و غيرهم. و يقال أيضا أن خال الفنان إبراهيم عليوان كان يعزف على آلة العود. و في هذا الأجواء المليئة بالموسيقى و الغناء كبر الفنان إبراهيم عليوان و ترعرع .
تلقى علومه في مدرسة الشيخ أحمد عساف ثم في الكلية العباسية الأزهرية ثم في حوض الولاية و كان يغني في ملعب المدرسة مع رفاق الطفولة و ينشد جميع أغاني صالح عبد الحي, سيد درويش, محمد عبد الوهاب, ليلى مراد و أسمهان و كان حينها لم يتجاوز الثامنة.
و للفنان ابراهيم عليوان حكاية طريفة مع الفن و تبدأ فصول هذه الحكاية يوم كان الفنان عليوان طفلا في سن العاشرة, يومها وقف الصبي في حديقة بيته يغني لبعض الأهل و الزوار قصيدة الموسيقار محمد عبد الوهاب: "جفنه علم الغزل". و من شدة إعجاب أهل إبراهيم بصوته راحوا يصفقون طالبين سماع المزيد فما كان منه إلا أن عاد لينشد أغنية "مريت على بيت الحبايب" و أغنية "أنا هويت و انتهيت" للشيخ سيد درويش و مجموعة أخرى من أغاني المطربة أسمهان و كانت الأغنية الأسمهانية المفضلة عنده " ليالي الأنس في فيننا " و كثيرا ما كان ينشدها عبر سهرات ما يطلبه المستمعون من الأهل و الزوار الذين كانوا يفترشون حديقة منزله.
و هكذا بدأ تعلق الفنان ابراهيم عليوان بالفن و في أحد الأيام رأى الفنان عليوان في أحد الدكاكين المجاورة لمنزله عودًا جميلا و كان العود مصنوعًا عام 1910 فأقنع صاحبه بأن يبيعه إياه و كان ثمنه ليرتين أخذهما الفنان إبراهيم من شقيقته الكبرى و كان عمره آنذاك لا يتجاوز الحادية عشرة من العمر و عندها بات يتردد على دكان هذا البائع ليتعلم الأصول الأولى للعزف و في وقت قصير أتقن إبراهيم عليوان العزف على العود و الفضل في ذلك كله يعود لتعلقه الشديد بهذه الآلة.
و من المعروف في ذلك العصر أن الفونوغراف كان موضة جديدة, و قليلةً كانت البيوت التي يوجد فيها فونوغرافًا و كان منزل الفنان إبراهيم من بين هذه المنازل التي لم تشري بعد فونوغرافًا لذلك كانت أخته الكبرى تطلب منه أن يصعد إلى المتخت , يجلس بالقرب من النافذة و يغني بأعلى صوته أغاني لموسيقار الجيل محمد عبد الوهاب حاملا البوق لكي يوهم رفيقاها من من الجيران أن في منزلها فونوغراف و أنها تستمع إلى صوت محمد عبد الوهاب و كانت تعطيه مقابل ذلك خمسة قروش و يظهر في هذه القصة الطريفة مدى تشابه الأصوات بين الفنان الشاب إبراهيم عليوان و الموسيقار الكبير الأستاذ محمد عبد الوهاب و قد ذكر الفنان ابراهيم في ذكرياته مع الفن عن هذه المرحلة بالذات أنه في أحد المرات كان ينشد بعض أغاني السيدة أم كلثوم فإذا بوالدته تقف ورائه و تقول بصوت حنون: "يا ابني حرام تضيع وقتك بالغناء للمطربين و المطربات روح كمل دروسك أفضل" و كذلك كان والده يفضل له طريقًا غير طريق الفن و لكن دون جدوى و يقول الفنان عليوان في إحدى المقابلات التي أجريت معه خلال مشوار الفني : " الفن خلق بدمي و الدليل أني ما زلت مصرًا حتى الآن على متابعة المسار".
من مهارته في العزف على العود كان يطلب منه المطرب الراحل صابرالصفح الذي يكبره سنًا و يسكن في الحي نفسه, أن يعلمه العزف على العود لقاء كوب من كبوش التوت من شجرة التوت التي كانت في منزل صابر الصفح.
و كذلك كان الفنان ابراهيم يعزف على البزق و قد تعلم العزف عليه من والده الذي كان على الرغم من مناعته دخول ابنه مجال الفن فخورا به و بصوته و بعزفه فكان يجلس معه أحيانا أثناء قيامه بتسجيل أغانيه و كثيرا ما كان يرمي طربوشه إلى الأعلى من شدة السلطنة و يصفق له حينما كان الفنان ابراهيم ينشد الليالي ذات المقامات الشرقية الأصيلة.
و كبر الفنان ابراهيم عليوان و في سنة 1937 إفتتح له والده متجرًا لبيع الأقمشة (مانيفاتورة) في شارع الأرغواي و من ثم افتتح له دكانًا مجاورًا للمنزل و لكن هذا لم يبعده عن الفن.
و في سنة 1938 بدأ بالتلحين و كانت أول تسجيلات خاصة به على إسطوانات من الشمع الأحمر يعزف فيها على العود و يغني مرافقًا بالعزف على البزق من قبل جاره و صديق طفولته الراحل محمد الدمياطي الملقب و المعروف بالصعيدي.