الأديب الساخر .. عبد العزيز البشري

[هشام الجميلي]

قصة حياة

الأديب الساخر الشيخ عبدالعزيز البشري

كتبه أنور جعفر

إخراج أحمد سليم

[هشام الجميلي]

من نوادر البشري

صفحة ساخرة
الخميس 17/5/2007
في موسوعته (الأعلام) يقدم خير الدين الزركلي الكاتب الظريف الفكه عبد العزيز البشري (1303- 1362ه = 1886-1943م) كالتالي:
أديب مصري من الكتاب المترسلين, مولده ووفاته بالقاهرة. تعلم في الأزهر وولي القضاء الشرعي في بعض الأقاليم المصرية, ثم عين مراقباً إدارياً للمجمع اللغوي إلى أن توفي.‏
كان مرحاً طروباً, حلو العشرة, شريف النفس, نظم الشعر في شبابه, ثم عدل عنه إلى النثر. له كتاب سماه (في المرآة) جمع فيه مقالات كان ينشرها تحت هذا العنوان. و (المختار في الأدب) جزأين و( التربية الوطنية) وبعد أن توفي رثاه عميد الأدب العربي طه حسين وضمه إلى شاعر النيل حافظ ابراهيم وطبيب النيل علي ابراهيم, وقال: إنه كاتب النيل. وأضاف: كلهم كان عذب النفس, حلو الروح, كريم السجية, مهذب الطبع, مترف الذوق, مرهف الحس, ورقيق الشمائل.‏
حين توفي البشري سنة 1943 كان طه حسين يصدر مجلة (الكاتب المصري) وقد أنشأ فيها داراً للنشر, كان كتاب (قطوف) في جزأين بين منشوراتها وقدم له طه حسين.‏
مقدمة طه حسين لكتاب البشري‏
أما أهله الأقربون وذوو مودته من الأصدقاء والخلان, فيذكرونه كما كانت الخنساء تذكر صخراً أخاها, وتذوب أنفسهم حسرات كلما ذكروه, حتى يكاد الحزن ينتهي بهم إلى اليأس, كما كانت الخنساء تلقى وتشقى كلما ذكرت أخاها صخراً, وكما صورت الخنساء ذلك أحسن تصوير أبعده أثراً في النفوس أشده وقعاً في القلوب حين قالت:‏
يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس‏
ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي‏
ما يبكون مثل أخي ولكن أسلي النفس عنه بالتأسي‏
وصنع الله لأهله الذين يذكرونه حين تطلع الشمس وحين تزول وحين تهوي إلى مغربها, ولأصدقائه الذين يذكرونه في تلك الساعات التي كانوا يلقونه فيها, في ساعات العمل وجه النهار, وفي ساعات الفراغ من آخر النهار, وفي تلك الساعات الحلوة من أول الليل حين يتخفف الناس من أعمال النهار وأثقاله, وحين يرسلون أنفسهم على سجيتها, فتفرح وتمرح وتعبث وتمزح, وتخوض في كل فن من فنون القول, وتجول في كل ميدان من ميادين التفكير.‏
فقد كان عبد العزيز رحمه الله أباً براً, وأخاً وفياً, وصديقاً حميماً, وكان من أجل هذا كله محبباً إلى النفوس, أثيراً في القلوب, عزيزاً على الأهل والأصدقاء جميعاً.‏
وكنا قد أشرنا في الصفحة السالفة إلى العدد الخاص بالضحك الذي أصدرته مجلة (كل شيء والدنيا) في القاهرة عن دار الهلال في 8 آب عام ,1934 واقتبسنا منه بعض النوادر, وقد نشرت هذه المجلة, بعض نوادر عبد العزيز البشري, تحت عنوان (ظرفاء معاصرون) وفيها نقرأ:‏
هل الأدب يلازمه الظرف. أم أن الظرف إحدى علامات الأدب? فما من أديب إلا وجدت في طبعه وأخلاقه ناحية من الظرف. ولذلك كثر ما تجد في الأدب العربي والغربي أيضاً نوادر لطيفة وحوادث ظريفة وقعت من الأدباء. وأستاذنا الشيخ عبد العزيز البشري أديب قبل أي شيء. وظريف في كل شيء قد ظهرت ناحية الظرف فيه ظهوراً كبيراً إلى جانب ظهوره في الأدب العربي ونبوغه فيه.‏
ومما يروى للشيخ عبد العزيز من النوادر الظريفة أنه كان وهو قاض شرعي مجتمعاً في مجلس مع المرحوم الفريق ابراهيم فتحي باشا (وكان وزير الحربية) فأراد الباشا الفريق أن يمزح مع الشيخ القاضي فقال له:‏
هل في الحديث الشريف: (قاض في الجنة وقاضيان في النار)‏
فأجاب الشيخ عبد العزيز:‏
- نعم. وفي القرآن الكريم: (فريق في الجنة وفريق في السعير..) وركب مرة الترام, فجلس إلى جانبه فلاح, ونظر الفلاح إلى الشيخ وأخرج من جيبه خطاباً ناوله للإستاذ البشري ليقرأه.‏
ولما كان خطه رديئاً, فقد عسر عليه أن يقرأه فقال للفلاح:‏
- والله يا أخينا مش عارف اقراه, فاستاء الفلاح وقال له:‏
- أمال العمة الكبيرة دي كلها على أيه?.‏
فما كان من الشيخ عبد العزيز إلا أن خلع العمامة ووضعها على رأس الفلاح وقال له: اتفضل اقرا انت بقى ?

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية

‏

و

عبد العزيز البشري.. المرآة الضاحكة

اضحك من عقلك
الاربعاء 24/5/2006
هاني الخير
لم يكن الأديب الظريف عبد العزيز البشري, مجرد ساخر من الناس والحياة والأحياء. بل كان فنانا عميق النظرة رقيق الإحساس والمشاعر. وله بحوث قيمة في الغناء والقراءات والشعر والأدب.
وكان البشري مؤلف كتاب ( قطوف) حسن العشرة, بارع الحديث, سريع البديهة, يحب الفكاهة, ويمتاز بخفة الروح وعذوبة النفس والمداعبة ورواية النكتة..‏
وجه حمار!‏
كان البشري مع شلة من أخوانه يقضون أياما في قرية وجيه من أفراد الأسرة الأباظية بمديرية الشرقية, فقام البشري ليغسل يده, وترك جبته السوداء معلقة على المشجب, فلما عاد وجد أخوانه قد رسموا عليها بالطباشير وجه حمار, بهدف اغاظته واستفزازه, فنظر إليهم البشري دون أن يفقد أعصابه وقال بجدية:‏
مين فيكم اللي مسح وجهه في الجبة?!‏
اتفضل اقرأ‏
تصادف أن رجلا عاميا استوقف البشري ليقرأ له خطابا طويلا, فقال له البشري, بقصد التهرب إنني لا أعرف القراءة فتعجب العامي وقال له : كيف ذلك وأنت تلبس هذه العمامة الكبيرة? فمسك البشري بعمامته ووضعها على رأس الرجل وقال له: اتفضل اقرأ أنت!!‏
خرج ولم يعد‏
شوهد البشري حزينا ذات يوم فسأله حافظ ابراهيم عن سبب حزنه وتعاسته فروى البشري القصة قائلا:‏
جاءني اليوم رجل من بلدة نائية يرغب ويلح في نشر اسمه بالجريدة, وسألته, هل أنت عمدة? فأجاب بالنفي , هل كنت ضمن زوار رئيس الوزراء? قال: لا .هل مات قريب لك فننشر اسمك في صفحة الوفيات, أجاب: لا. فقلت له: اسمع ياعزيزي اذهب فارم بنفسك تحت الترام وعندئذ ننشر اسمك!‏
وسأله حافظ.‏
وماذا يحزنك في الموضوع?‏
أجاب البشري:‏
يبدو أن الرجل أطاعني فقد خرج ولم يعد !!‏
ينعي نفسه‏
وسئل قبل وفاته بأيام عن أعظم شاعر فأجاب إنه الشاعر عبد الحميد الديب وأعظم ما قاله:‏
تعلمت فيها صبر أيوب في الغنى‏
وذقت الجوع أكثر من غاندي‏
جوارك ياربي لمثلي رحمة‏
فخذني الى النيران أو جنة الخلد‏
وكأنما البشري ينعي نفسه, فارتحل إلى جوار ربه, وكان قبل ذلك حديث الندوات الأدبية ومجالس الأدب.‏

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية

[إبراهيم صالح]

عبد العزيز البشري...طالما تحدث عنه أساتذتي في كلية اللغة العربية
وكم كنت ولا زلت أتمنى قراءة ما كتب من أدب ساخر...
فها أنا ولله الحمد أسمع ما كتب كلّه بفضل الله ثم بفضل هذا المنتدى الرائع والرائق..
أشكرك...يا أخى هشام الجميلي على هذا الاختيار من أعماق قلبي

[علي أبوناجي]

الكاتب الساخر عبد العزيز البشري ذو أسلوب أخاذ جذاب أصيل، وبعض كتاباته ذات روح تراثية محضة ، فحين تقرأ له مثلا قصة : أعرابي يصف الراديو (المذياع ) ، تحيلك فورا إلى حكاية (أعرابي في عرس) لأبي الفرج الأصفهاني ، وتدرك قدرة الكاتب على الإمساك بعصا من وسطها أحد طرفيها الأصالة والآخر المعاصرة ، وتلك سمة صنعت سر نجاح الكثير من الأدباء ومنهم عبد العزيز البشري .

[طارق الحريدي]

رررررررررررررررررررررررررروعة مششششششششششششكورررررررررررررر