بسم الله نبدأ فى تحليل قصيدة ( عرفت الهوى )
كلمات : طاهر أبو فاشا
ألحان : رياض السنباطى
غناء : أم كلثوم
فى الواقع .. أن ما شدنى وشجعنى على تحليل هذا العمل .. أنى شخصياً أحبه .. منذ أن سمعته لأول مرة
اللحن يعتبر من أساليب السنباطى المحببة .. حيث يلجأ دائماً للموسيقى والغناء الفالت ( أدليب ) .. أى بدون إيقاع
وهو لم يستعمل الإيقاع فى هذا العمل إلا نادراً .. والإيقاع المستعمل هو المصمودى الكبير ( 8 / 4 )
إختار عمنا السنباطى مقام الحجاز كار ليكون هو المقام الرئيسى والمسيطر على اللحن
ونحن نعرف أن الحجاز عموماً هو مقام الخشوع والتبتل والإبتهالات
يبدأ العمل بأدليب موسيقى من الوتريات من نفس الحجاز كار
ولعلنا نسمع ونلاحظ أن السنباطى إستعمل جملة موسيقية سبق أن إستعملها فى أغنية ( عايز جواباتك )
وهو الجزء الموسيقى الذى يسبق الغناء مباشراً .. أى قبل أن تغنى أم كلثوم ( عرفت الهوى )
ولن نعجب إذا عرفنا أن لحن ( عايز جواباتك ) من ألحان السنباطى .. فلا مشكلة أن يستخدم نفس الجملة
فهو لم يقتبس أو يسطو على ألحان غيره .. هى ألحانه وهو حر فيها
تغنى أم كلثوم ( عرفت الهوى مذ عرفت هواك ) من الحجاز كار .. وتظل معه لنهاية المذهب
ونسمع موسيقى من مقام الراست لتغنى أم كلثوم ( أحبك حبين .. حب الهوى .. وحباً لأنك أهل لذاك )
إسمعوا معى الرد الموسيقى بعد أن تغنى ( أحبك حبين ) إن الرد يتغير عند الإعادة .. هل هذا مقصود ؟
طبعاً مقصود .. الهدف منه إبعاد الملل عن المستمع .. والتجديد فى الرد .. لأنه ببساطة شديدة .. السنباطى
ويعود للحجاز عند ( ولكن لك الحمد فى ذا وذاك )
وكعادتنا فى تحليل أعمال السنباطى .. لن نستطيع أن نلهث خلفه وخلف تحويلاته المتعددة .. والتى قد تبلغ أربع أو خمس تحويلات فى جملة لحنية واحدة
يكفى أن نشير إلى المقامات أو الأجناس التى إستعملها فى هذه التحويلات .. فنجد النهاوند والطرزنوين مع الراست والحجاز ..
إن السنباطى لا يستطيع أن يقف فى مكانه ولا يتحرك .. فهو صاحب أجمل الجمل اللحنية المتنوعة
نسمع لازمة موسيقية أخرى من الراست مرة أخرى
وتغنى أم كلثوم ( فأما الذى هو شوق النوى )
ويعود بنفس السيناريو للحجاز عند ( ولكن لك الحمد فى ذا وذاك ) وتنتهى الأغنية
ويبقى أن نذكر أن السنباطى إستعمل مقامان رئيسيان فقط هما الحجاز والراست .. مع بعض التحويلات القصيرة جداً
لكننا فى النهاية سمعنا وإستمتعنا بعمل من أعمال السنباطى الخالدة
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .