حياة صبرى

[سامية]

المطربة حياة صبري

اعلان لمهرجان فني كبير يقام بمدينة الفيوم

فى 2 يناير سنة 1940


وتحييها فرقة حياة صبري

صوره منفردة للمطربة

مطربة مصرية كانت التلميذة الأولى لفنان الشعب سيد درويش، وشاركته غناء وبطولات مسرحياته الأولى، وكانت الصوت الأثير لديه إلى أن شاركتها هذه الخطوة مطربة القطرين فتحية أحمد التي تتلمذت وغنت وشاركت مسرحياً.

كان سيد درويش قد التقى بحياة صبري عام 1918 وذلك في إحدى صالات شارع عماد الدين بالقاهرة. وكانت وصلة سيد درويش تجيء في آخر الليل بعد وصلتين يؤديهما المطرب الكبير صالح عبد الحي. وحدد صاحب الصالة للشيخ سيد مرتباً شهرياً قدره ثمانية عشر جنيهاً. وفي آخر الشهر، اجتمع سيد درويش وصالح عبد الحي عند خزانة الصالة ليقبض كل منهما راتبه. وتقدم صالح عبد الحي قبل سيد درويش إلى العرّاف فمضى يعد له راتبه إلى أن بلغ مائة جنيه! انصرف صالح عبد الحي سعيداً، أما سيد درويش فوقف منبهتاً ولم يستطع أن يتفهم كيف يعطي صاحب الملهى لصالح عبد الحي أكثر من خمسة أضعاف ما يعطيه له هو. وفي هذه اللحظة مر صاحب الصالة فاحتج سيد درويش وزعق في وجهه وحدثت بينهما مشادة عنيفة، شهدتها إحدى مطربات الصالة التي كانت تقف على مقربة منهما.. وكانت هذه المطربة هي حياة صبري.
استطاعت حياة صبري أن تحظى برعاية سيد درويش وسجلت عدداً كبيراً من ألحانه على اسطوانات أوديون وبيضافون وميشيان، نذكر منها: "مين زيي"، "يا حلاوة أم اسماعيل"، "عين الحسود"، "عَ النسوان يا سلام سلم"، "يقطع فلان على علان"، "آن الأوان"، "يا مرحبا بك"، "والله تستاهل يا قلبي"، "دا بقى ف مين".
وكانت حياة صبري تفتن الجماهير وهي تقاسم سيد درويش غناء دويتو "على قد الليل ما يطوّل"، وقد قدر لهذا الدويتو أن يسجل بصوت سيد درويش وحياة صبري. كذلك قدر للحن "السقايين"، وهو من ألحانه في مسرحية "ولو" التي عرضتها فرقة نجيب الريحاني عام 1918. وكانت شركة اسطوانات أوديون تريد أن يسجل سيد درويش هذه الأغنية مع منيرة المهدية أو فتحية أحمد أو نعيمة المصرية، لأنهن جميعاً أشهر من حياة صبري وأقوى منها صوتاً فيما كان يقول "الخواجة ليفي" مدير تلك الشركة. وخاض سيد درويش معركة مع شركة أوديون وصاحبها ليفي لفرض حياة صبري مؤدية لهذا اللحن معه. والسقاءون فئة كادحة انقرضت الآن من مصر، وكانت في عهد سيد درويش من أكبر الفئات العاملة عدداً وأكثرها ضجيجاً، وكانت لهم أهمية خاصة لأنهم كانوا يعملون ليل نهار في نقل المياه على ظهورهم أو على حميرهم إلى جميع البيوت في القاهرة الكبرى التي كان يسكنها وقتئذ سبعمائة ألف مواطن على الأقل، وذلك نظير أجر زهيد. وفجأة أنشئت شركة مياه القاهرة التي توصل المياه النقية في المواسير إلى كل بيت، فاستغنى القاهريون عن السقاءين. وهكذا وجد هؤلاء أنفسهم بلا مورد رزق، فثارت ثائرتهم، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات احتجاج، ولكن أحداً لم يستمع إلى شكواهم، ولم يتنبه إليهم من أهل الفن إلا سيد درويش الذي وضع لحن "السقايين" الرائع الذي كتب كلماته الأديب بديع خيري
كانت حياة صبري أكثر المطربات شعوراً بفداحة موت سيد درويش في سبتمبر 1923، وعجزت بعد موته عن الاستمرار متألقة كما كانت في حياته، بينما واصلت منيرة المهدية وفتحية أحمد ونعيمة المصرية وغيرهن مسيرتهن الفنية بلا عائق، واستبدلن بالملحن الذي مات، ملحنين آخرين كثيرين!
استشهد نجلها الوحيد في حرب العدوان الثلاثي الغادر وكان ضابطاً في الجيش المصري. وهدّ موته كيانها فقاطعت الحياة الدنيا ولازمت قبر وحيدها حتى ماتت! كانت صلتها بالدنيا عبر زوجة حارس المقابر، تقضي لها لوازم الطعام من خارج المقابر، وظلت هكذا سنوات قليلة حتى جاء أجلها ولحقت بولدها، بعدما كان الزمن الغادر قد شطب اسمها من الأحياء من أهل الفن من حيث الغناء والوجود الفني بعد رحيل الشيخ سيد درويش

أغاني حياة صبري
اضغط هنـــــاااا

[marwan56]

شكراً للأخت الفاضلة سامية على إعادة نشرها مقالتي عن المطربة الراحلة حياة صبري والتي كنت قد نشرتها في مجلة "ألوان" اللبنانية منذ أكثر من عشرين عاماً. أشكرها على أمانتها في نشر المقالة كما هي دون أي تعديل أو حذف أو إضافة.
وتحية إلى روح المطربة حياة محمد.