موسيقار الكويت الأصيل / عوض دوخي

عوض دوخي (1932-1979)



بدأ حياته الفنية عام 1941 ايام الغوص والبحر عندما كان يغني على ظهر السفن وظهر لاول مرة من خلال الاذاعة عام 1958


ادى طيلة حياته حوالي اربعين اغنية ومارس التلحين ومعظم الفنون الشعبية وتنطبق عليه كل صفات البحارة ويعتبر اول من طور فن " الصوت " وهو اسلوب وطريقة في الغناء لها ايقاعها المعروف ونموذجها اللحني

وشارك الدوخي في العديد من الحفلات الغنائية بالدول العربية وغنى لام كلثوم وبعض المطربين العرب المشهورين توفى بتاريخ 17 / 12 / 1979

عوض دوخي .. التباب الذي اقتحم الغناء عندما نتحدث عن الفنان الراحل عوض دوخي فاننا لا بد من ان نتوقف عند ابداعات هذا الفنان الذي عشق التراث وابدع فيه، وغدا أحد أهم فرسانه الذين رفدوا الأغنية الكويتية بابداعاتهم وأعمالهم الخالدة

وتشير المصادر الى ان عوض فرحان دوخي من مواليد منطقة الشرق فريج المطبة عام 1932، كانت بدايته كسائر الأطفال صدم بوفاة والده وعمره لم يتجاوز السنوات الخمس، وتلقى دروسه الأولى عند الملا بلال، والملا زكريا حيث تعلم أصول القراءة والكتابة والقرآن الكريم. ثم انتقل بعد ذلك الى مدرسة النجاح

ودرس معه في تلك الفترة شقيقه الراحل د.يوسف دوخي الذي يقول عن تلك المرحلة «عوض دوخي تحصيله العلمي بسيط، درسنا أنا وهو في مدرسة ملا بلال وتلقينا دروسا في حفظ القرآن الكريم وكتابة الخط ودراسة الحساب البدائية، هذا هو تحصيل عوض دوخي الدراسي

عشق الغناء منذ الصغر وارتبط بالبحر لكون والده كان «تبابا» وقد ورث الفن عن عائلته فشقيقه الأكبر عبداللطيف كان يجيد العزف وشقيقه الأصغر يوسف فنان محب للغناء والطرب، وعندما كان عمره 12 عاما بدأ يحب الغناء الأصيل حيث يؤدي أغاني المطرب الراحل محمد بن فارس، خاصة الأصوات، كما كان يقلد بعض مقرئي القرآن ومنهم محمد عبدالوهاب وهو مقرئ عراقي شهير

وفي سن الرابعة عشرة انتقل عوض دوخي الى فريج «الشيوخ» مع والدته، والتقى هناك بأحد أقرباء عائلة الخليفة واسمه سلطان أحمد، وهو عازف للعود، وكانت هناك جلسات فنية بين الاثنين، واشترك الاثنان بشراء عود، وهذا ما ساعد عوض دوخي على ممارسة العزف بحرية أكثر، وساعده في ذلك شقيقه عبداللطيف، وقد تمكن من عزف «يا حبيبي من كثر جفاك» للموسيقار محمد عبدالوهاب

وانتقل عوض دوخي بعد ذلك الى مرحلة جديدة اذ بدأ العزف في الجلسات الشبابية بمساعدة شقيقه الأكبر الذي اعتبره معلمه الأول، وكان آنذاك يستمع الى مطربين بارزين خاصة محمد بن فارس وضاحي بن وليد من البحرين وتأثر بهما في غناء الصوت، كما كان يستمع الى أغاني المطربة أم كلثوم وكان يؤجر «البشتختة» لسماع اسطوانات محمد بن فارس وأم كلثوم

عوض والبحر ارتبط الراحل عوض دوخي بالبحر منذ الصغر، وعن تلك الذكريات يتحدث دوخي: كان عمري آنذاك 14 عاما سافرت مع عبدالرحمن بن عثمان الشهير بعبدالرحمن خيشة، «وكنت تبابا»، وتوالت سفراتي بعد ذلك مع عدد من النواخذ، حتى عام 1948، حيث كنت مع أخي يوسف، كنت بحارا وكان هو تبابا في بوم بن شاهين ثم مع بوقماز نغني اجمل الألحان، (هذا ما ذكره الزميل صالح الغريب في كتابه، «عوض دوخي عاشق الصوت والوتر») ويتابع عوض: «حدث ان طلب مني النوخذة يوسف بن يعقوب السفر معه بحارا، فقلت له أنا لست بحارا، أنا مطرب وذهبت معه وغنيت «يا غصين البان» على العود»

ويذكر يوسف دوخي انه كان يرافق عوض دوخي الى عند أحمد الزنجباري في عام 1945، حيث يجتمع هناك كبار المطربين وعن ذلك يقول: «كان أحمد الزنجباري قد حط في الكويت أخيرا، وكنا نسمع ان كبار المطربين يجتمعون لديه كان ذلك في عام 1945، أو 1946، كنا نذهب للاستماع فقط، لكن بعد ذلك نشأت علاقة وطيدة بين الزنجباري وعوض حيث غنى عوض (1947)، في اذاعة شيرين وكنت استمع في الخارج وأحيانا أشارك على المرواس»

والغريب ان عوض دوخي لم يُعتمد كمطرب في البداية، وتقول الخطابة ان طه، صاحب محل الاسطوانات الذي يبيعها ويسجل للمطربين في الاربعينات، رفض التسجيل لعوض دوخي، وعندما استمع الى صوته قال «انت مرفوض ولا تصلح للغناء»، وهذا كان الدافع الأساسي لعوض للتحدي واثبات وجوده، حيث احتك بعد ذلك بكبار المطربين واستفاد منهم. ويقول عوض دوخي: أول اغنية سجلتها في اذاعة شيرين عام 1947 وغنيت صوت «يشوقني برق من الحي لامع». كما سجل بعض الأصوات الأخرى، واستمر في الغناء لسنوات قبل ان يدخل اذاعة الكويت حيث سجل في 11/11/1959 صوت «يا من هواه اعزه واذلني» وحقق بعد ذلك شهرة واسعة وعرف كمطرب بارز لكن بعد تسجيل الأغنية جرى ايقافه لثلاثة أشهر بقرار اداري وقعه وكيل وزارة الإعلام آنذاك صالح عبدالملك الصالح، وجاء في القرار «يوقف المطرب عوض دوخي عن التسجيل عن اذاعة أغانيه وعدم دخوله الاذاعة لمدة ثلاثة أشهر من تاريخه وذلك بسبب ما حدث في الاستديو»، لكن القرار ألغي بعد يوم واحد

عودة المهنا قدمته للإذاعة لعبت الفنانة الرائدة عودة المهنا دورا بارزا في تقديم عوض دوخي الى الساحة الفنية، فقد كانت المهنا وراء دخوله الاذاعة عام 1958، على رغم ان والدته لم تكن راضية آنذاك، وغنى في الاذاعة أغنيته الشهيرة «يا من هواه» التي يقول مطلعها: يا من هواه أعزه وأذلني كيف السبيل الى وصالك دلني أنت الذي حلفتني وحلفت لي وحلفت أنك لا تخون فخنتني والأغنية قصيدة للشاعر المعروف امرؤ القيس لحنها له شقيقه يوسف دوخي، وبعد ان قدم هذا الصوت في اذاعة الكويت بدأت شهرته، وانطلق اعلاميا حيث كان في السابق معروفا على مستوى الجلسات الخاصة، وعند الأصدقاء، وقدم بعد ذلك العديد من الألحان الجميلة مثل «طال الهدوء، يا هاجري، وقل للمليحة»، كما سجل آنذاك بعض الأصوات البحرينية التي غناها محمد بن فارس مثل «مال غصن الذهب»، وقد تأثر كثيرا بهذا الفنان الكبير، ويشير المطرب المعتزل حمد خليفة في لقاء أجرته جريدة «الرأي العام» في عددها الصادر في 27 يونيو 1997، ان عبدالرحمن بن فارس آل خليفة، ابن عم المطرب محمد بن فارس هو الذي علم ولقن عوض دوخي طريقة محمد بن فارس في غناء الأصوات، وقد عرف عوض دوخي بفطنته وذكائه واستطاع ان يقلد ويؤدي الصوت بطريقة محمد بن فارس نفسها، وبالفعل أجاد الأداء، ويؤكد د.فهد الفرس في مقال له نشرته «القبس» في 17/12/1997، أن عوض دوخي استطاع بموهبته الفنية ان يستفيد من طريقة أداء وعزف محمد بن فارس، واتبع طريقته نفسها، وهي استعمال مرواس واحد، أو اثنين فقط وكمنجة واحدة، وقانون، لكي يسمع المستمع ما يغني حتى لا يضيع جمال الكلمة واللحن، وبهذا التأثير حاز عوض دوخي اعجاب الكثيرين واشتهر بنجاحه في أداء الأصوات البحرينية

وفي حوار أجراه الزميل صالح الغريب مع دوخي نشرته مجلة «عالم الفن» يقول: بحكم السن لم أقابل الفنان ضاحي بن وليد، أما محمد بن فارس فاذكر انني «شفته» مرة واحدة وكنت صغيرا في ذلك الوقت، اما عن الصوت البحريني فقد توقف بعد محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد، ولم يأت بعدهم من يقوم بالحفاظ على تراث الصوت. ويتابع: الصوت البحريني هو امتداد للصوت الكويتي

تأثر بأم كلثوم ومن العلامات البارزة في حياة هذا الفنان تأثره الشديد بالراحلة أم كلثوم، حيث غنى لها أنا في انتظارك، عودت عيني، الأمل، شمس الأصيل، وغيرها الى جانب إلمامه بغناء عدد من الكبار أمثال محمد عبدالوهاب، فتحية أحمد، زكريا أحمد وسواهم، كما ان الراحل عوض دوخي هو أول من ادخل الكورس النسائي على الصوت العربي في أغنية «قل للمليحة في الخمار الأسود»، كما تأثر الراحل عوض دوخي بالفنان احمد الزنجباري، خاصة في العزف على العود وغنى له احدى اجمل أغانيه «ألا صبا نجد» من كلمات مجنون ليلى التي يقول في مطلعها: ألا صبا نجد متى هجت من نجد لقد زادني مسراك وجدا على وجد سقى الله نجدا والمقيم بأرضها سحابا طوالا خاليات من الرعد

يقول د.يوسف دوخي: «عوض دوخي يمثل ذلك البحار الأصيل، فعوض نهام، طبال، مغن، مارس جميع الفنون الشعبية الشعبية سواء كان ذلك في البر أو البحر وتنطبق عليه جميع صفات البحارة»

يقول عنه الملحن ابراهيم الصولة: من ابرز الأصوات في الكويت عوض دوخي وهو فريد من نوعه في عالمنا العربي. والتصق اسم عوض دوخي باسم أخيه د.يوسف دوخي وكونا ثنائيا متفاهما وناجحا، عندما كتب يوسف دوخي العديد من الأغاني العاطفية والوطنية مثل «ما بين أهل الهوى»، «لا تخاصمني في هواك»، و«مستحيل انسى اللي فات»، و«رد قلبي»، وأغنية «صوت السهارى»، التي تعد نقلة فنية واسهمت بنشر الأغنية الكويتية خارج الحدود، لكن هذا التفاهم لم يستمر طويلا

يقول د.فهد الفرس، وبعد هذه الأعمال الناجحة قررا الانفصال عن بعض لاختلاف وجهات النظر، بعد ان طلب يوسف دوخي من عوض مواصلة غناء الفنون الشعبية، ولكن عوض دوخي أصر على الغناء الشرقي ذي الطابع المصري حين تعاون مع الفنان المصري نجيب رزق الله في تلحين أغانيه

وقد سجل عوض دوخي للتلفزيون أول اغانيه مع بداية الارسال، وأول صوت قدمه «قال المعنى» و«يا ساري الليل» لكن في حوار اذاعي مع منى طالب عام 1964 نشره الزميل صالح الغريب في كتابه «عوض دوخي عاشق الصوت والوتر» يقول عوض دوخي: «أول مرة غنيت في التلفزيون أغنية اليوم وصلني كتاب من كلمات الأخ سلطان عبدالله السلطان». وكان اللحن معمولا للأخ عبدالمحسن المهنا، لكنه كان مريضا آنذاك وطلبوني للتلفزيون، وقد كتب لي محمد السنعوسي كلمات الأغنية على قطعة ورق كبيرة، وسجلت الأغنية بسلام. وعوض دوخي هو أول من سجل الأغنية الوطنية في اذاعة الكويت وهي «الفجر نور» في أوائل الستينات يوم اعلان استقلال الكويت

كما سجل مجموعة من الأغاني البحرية في فيلم سينمائي بعنوان السامر عن الغوص مع فرقة العميري الشعبية، شاركه في الغناء النهام راشد الجيماز

[صالح المزيون]

أحببت أن أوكد أن القصيدة (ألا يا صبا نجد) كما ذكرت فهي للشاعر ابن الدمينة :
واسمه : عبد الله بن عبيد الله والدُّمينة أُمّه وقد نُسب إليها وينتمي إلى قبيلة خثعم اليمانية ويعد من أرق الشعراء في العصرالأموي اشتهر بالغزل وكان أكثر غزله في زوجته حماء لكن على ما تذكر الروايات أن رجلاً من بني سلول هو مزاحم بن عمرو السلولي كان يختلف إلى امرأة ابن الدمينة ويتحدث إليها فعزم ابن الدمينة على قتله فأرغم امرأته على أن تبعث إلى مزاحم وتواعده ليلاً في دارها ففعلت وكمن له زوجها وأعدّ له ثوباً فيه حصى فلما حضر ضرب كبده بالثوب حتى قتله ثم قتل الشاعر على يد مصعب بن عمرو السلولي أخي مزاحم وهو عائد من الحج في تبالة (بقرب بيشة للذاهب من الطائف) وكتب ابن الدمينة هذه القصيدة الشهيرة حنيناً إلى بلده نجد 0
وقد عارض هذه القصيدة كثير من الشعراء لعل أشهرهم إسحاق الموصلي والأميرالصنعاني وما نسب لمجنون ليلى عن طريق الخطإ واللبس وهو ليس له ويزيد بن الطثرية (مع أن بعضالرواة ينسبها له أيضاً خطأ ) ومكي الجوخي ومحمود قبادو شاعر تونس في القرن التاسع عشر
أَلاَ هَل مِن البَينِ المُفَرقِ مِن بُد
وَهَل لِلَيَالٍ قَد تَسَلَّفنَ مِن رَد
نَوَى أُم عَمرٍو حَيثُ تَغتَرِبُ النوى
بها ثُم يَخلو الكاشِحُونَ بها بَعدِي
وظني بها وَالله أَن لَن تضيرني
وُشَاةٌ لَدَيها لاَ يَضِيرُونَهَا عندي
وَقَد زَعَمُوا أَن المُحِب إِذَا دَنَا
يَمَلُّ وإََن النأي يَشفِي مِنَ الوَجدِ
بِكُل تَدَاوَينَا فَلَم يُشفَ مَا بنَا
عَلَى أَن قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ
ألا أن قرب الدار ليس بنافع ٍ
إذا كنت من تهواه ليس بذي ود
هواي بهذَا الغَور غَور تهَامَة
وَلَيسَ بهَذا الحَي مِن مُستوَى نَجدِ
فَوَ الله رَب الَبيت لاَ تجدينني
تَطَلّبتُ قَطعَ الحَبلٍ مِنكُم عَلَى عَمدِ
وَلا أَشتَرِى أَمراً يَكُونُ قَطِيعَةً
لِماَ بَينَنَا حَتى أغيّب في اللحدِ
فَمِن حُبهَا أحببت مَن لاَ يحبني
وَصَانَعتُ مَن قَد كنتُ أُبعِدُهُ جهدي
أَلا رُبما أَهدَى ليَ الشوقَ وَالجَوَى
عَلى النأي مِنهَا ذُكرةٌ قَلمَا تجدي
ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجدا على وجد
رعى الله من نجد أناسا أحبهم
فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودي
إذاهتفت ورقاء في رونق الضحى
على غصن بان أو غصون من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم أكن
جليداً وأبديت الذي لم أكن أبدي
إذا وعدت زاد الهوى بانتظارها
وإن بخلت بالوعد مت على الوعد
تاريخ الأدب العربي / د عمر فروخ
العصر الأموي / د شوقي ضيف

[بو بشار]

اخى الفاضل صالح المزيون

من شعر المجنون الذى تغنى به بوفهمى
الا ياصبا نجد متى هجت من نجد ... فقد زادنى مسراك وجدا على وجدى
أأن هتفت ورقاء فى رونق الضحى ... على فنن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكى الوليد ولم ازل ... جليدا وأبديت الذى لم اكن ابدى
بكل تداوينا فلم يشف مابنا ... على ان قرب الدار خير من البعد

وقصة هذه القصيده هى كالاتى
مر قيس برجلين صادا ظبيا وربطاه فدنا منهما وتأملة ساعة ثم قال لهما : اختارا شاة من غنمى مكانه وخلياه فساوماه ثم خلياه فقال

وهذه القصيده كامله حسب ماوردت فى ديوان مجنون ليلى

شريت بشاتى شبه ليلى ولوا ابوا ... لاعطيت من مالى طريفى وتالدى
فيا بائعى شبها لليلى قتلتما ... وجنبتما ماناله كل عابد
فلو كنتما حرين ما بعتما معا ... شبيعا لليلى بيعة المتزايد
واعتقتماها رغبة فى ثوابها ... ولم ترغبا فى ناقص غير زائد
فلا ظفرت كفاكما بكريمة ... وجنبتما صوب الغمام الرواعد
خليلى مرا بى على الابرق الفرد ... وعهدى بليلى حبذا ذاك من عهد
الا ياصبا نجد متى هجت من نجد ... فقد زادنى مسراك وجدا على وجدى
أأن هتفت ورقاء فى رونق الضحى ... على فنن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكى الوليد ولم ازل ... جليدا وأبديت الذى لم اكن ابدى
وأصبحت قد قضيت كل لبانة ... تهامية وأشتاق قلبى الى نجد
اذا وعدت زاد الهوى لانتظارها ... وان بخلت بالوعد مت على الوعد
وان قربت دارا بكيت وان نأت ... كلفت فلا للقرب اسلو ولا البعد
ففى كل حب لامحالة فرحة ... وحبك مافيه سوى محكم الجهد
أحن الى نجد قياليت اننى ... سقيت على سلوانه من هوى نجد
الا حبذا نجد وطيب ترابه ... وارواحه ان كان نجد على العهد
وقد زعموا أن المحب اذا دنا ... يمل وأن الناى يشفى من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف مابنا ... على ان قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع ... اذا كان من تهواه ليس بذى ود

المصدر
ديوان مجنون ليلى جمع وتحقيق عبدالستار احمد فراج للناشر مكتبة مصر 3 شارع كامل صدقى الفجالة ص 112

ولدى المصادر الكثيره التى تثبت بان هذى الكلمات لقيس
اذا تحب ان اوردها لك بالتفصيل فليس لدى مانع

وكذلك توجد قصه طريفه تنسب الى ابن الدمينه والسبب فى نسبة بعض اشعار قيس له
سوف ابحث عنها واوردها لك مع المصدر

والسبب حسب ما قرأت ان ابن الدمينه له علاقه بامراه ويخاف ان يفتضح امره فكان يقتبس من اشعار قيس فى شعره

[صالح المزيون]

الأستاذ الفاضل sep17
تحية طيبة وبعد :
فأنت متمسك بما لديك من مراجع وأدلة على أن الشعر المذكور لمجنون ليلي ...
وأنا كذلك متمسك بما لدي من مراجع وأدلة تفيد بأن الشعر لابن الدمينة !
واختلاف الرأي لايفسد للود قضية وأنت تعلم أن هناك باباً كبيراً في الأدب العربي يسمى بقضايا الانتحال أو الشعر المنحول ... فأين الحقيقة ؟ الله أعلم !
لذلك أقترح نقل سجالنا ونقاشنا إلى صفحة الشعر كي لانفوت على الذواقة التمتع بكنوز الفنان الرائع عوض الدوخي مع العلم أن كثرة الجدال في النهاية لن تعود علينا بأية فائدة لأنني كما ذكرت لك فالمصادر كثيرة ومتضاربة ..
وننتظر منكم رفع المزيد من أعمال فناننا المبدع عوض الدوخي
ولكم التحية ,,,

أخواني الأفاضل

صالح المزيون
بو بشار sep17

بالنسبة لكلمات قصيدة (ألا يا صبا نجد)

لم أشأ التدخل في مجال الشعر الفصيح والشعراء
لأنه أولاً ليس تخصصي .. ثانياً .. لأن هذا المجال
أتعبني في فترة بالنسبة للشعر الجاهلي بالتحديد
بعد قراءتي لكتاب (في الشعر الجاهلي) للدكتور طه حسين

هو ينسب الشعر الجاهلي كله لفترة العصر الأموي والعباسي
لا يوجد دليل على أن هذه القصائد ترجع للعصر الجاهلي .

ومثالي على هذا الكلام من خارج كتاب طه حسين ..

مشكلة الجدل في قصيدة (تعلق قلبي بطفلة عربية) التي تغنت
بها هيام يونس .. وطلال مداح .

القصيدة ترجع لأمريء القيس .. يقول مطلعها (لمن طلل بين الجدية والجبل) ولكن القصيدة بها كلمات غير عربية ولا يعقل بأنها كانت تستخدم ما قبل الإسلام

مثال بسيط على ذلك .. عند وصفه للعبة الشطرنج في القصيدة (ولاعبتها الشطرنج)
لعبة الشطرنج لم تكن متداولة عند العرب قبل عصر الفتوحات لبلاد الفرس .

وكما يقول الأصمعي في هذا الشأن

كل شيء في أيدينا من شعر امرئ القيس فهو عن حماد الراوية .. إلا نتفاً سمعناها من الأعراب وأبي عمرو بن العلاء

على العموم .. كنت أخشى أن يطول النقاش حول صاحب كلمات قصيدة (ألا يا صبا نجد) .. وحسناً فعل الصديق صالح المزيون .. في انهاء النقاش .. أو اقتراح تحويله إلى المنتدى الأدبي .. هناك نستطيع قتل الموضوع تحقيقاً وسرد المصادر والروايات .. حتى لا نخرج عن موضوع الإهتمام بأعمال الموسيقار عوض دوخي

_______________

يا أبو بشار تسلم تسلم على أغنية (إنت إنت يا غدار)

هذه أول مرة أسمعها

عندك عنها أي معلومات من ملحنها ؟؟

يعطيك العافية وما قصرت

[عبدالهادي برا]

من الجمال في اغانيه التحفة
صوت السهارى


صوت السهارى يوم مّرو عليه.. عصرية العيد

ابطى ركابه وراح يسأل عليه.. عصرية العيد

ساعة ماشفته أنا.. بالي انشغل وياه

اقضيت ليلي بهنا.. واصبحت اعد خطاه

اللي بغيت بعيد.. اليوم ذا يوم عيد

عيدك وعيدي انا

[بو بشار]

لما صار عمري اثنعشر سنة بدا هواي بالغناوي

عوض الدوخي مواليد الكويت 1932 في منطقة شرق فريج المطبة
كنت أروح السوق الداخلي بفريج الشيوخ في قهوة بوناشي لأن عندهم بشتخته اسمع منها غناوي المطربين
تعبت في البداية لكن غنيت من جميع أطوار الغناوي
أخوي عبداللطيف علمني العزف وأول عود شريته شروكة مع محمد بن زومان

عوض الدوخي فنان صاحب صوت مميز، وفريد من نوعه، استطاع ان يتقن حصيلة كبيرة من الالوان الغنائية المعروفة عازفا وملحنا ومطربا، تتبع مدارس فنية متنوعة، وقد اطلع على الكثير من الفنون البحرية والبرية والقوالب السواحلية الافريقية والغناء المصري القديم اضافة الى ابداعه في فن الصوت

تميز الدوخي بخاصية الاداء والبحة الصوتية الجميلة التي تضيف الى ادائة الاحساس وعمق التعبير، هذا بالاضافة الى المساحة الصوتية العريضة في حنجرته وتمكنه من اداء الاغاني الصعبة ذات الالوان المختلفة كالنهمة البحرية، فصوته فريد اثرى الفن الكويتي والخليجي بأعذب الالحان»....«الوطن» استحضرت ماضي هذا الفنان الجميل واجرت معه لقاء عرض به الكثير من المعلومات حيث ذهبت الى منطقة شرق لمنزل شقيقه الملحن الدكتور يوسف الدوخي لأجراء حوار مع عوض الدوخي..وهنا التفاصيل:

< سلام عليك عمي بوفهمي شلون نعرف الاجيال اليديده عليك؟
- هلا فيك ولدي خالد انا عوض فرحان الدوخي من مواليد الكويت 1932م في منطقة شرق فريج المطبة

< هل تعلمت بمدارس نظامية حكومية؟
- معلوم...انما أول شيء تعلمت عند ملا بلال والملا زكريا وتعلمت اصول الكتابة والقراءة والقرآن الكريم وبعدها رحت مدرسة النجاح الحكومية

< بوفهمي شلون بدأت حياتك الفنية وشلون تعلقت بالفن؟
- انا أحببت الغناء من صغري وارتبطت بالبحر لان أبي كان نهاماً وكان اخي عبداللطيف يعزف على العود ولما صار عمري اثنتي عشرة سنة بدأ هواي بالغناوي وحفظت الاغاني خصوصا الاصوات اللي كان يغنيها محمد بن فارس وضاحي بن وليد وكنت اروح السوق الداخلي القريب من فريج الشيوخ في قهوة بوناشي لان عندهم بشتخته نسمع غناوي المطربين

< شلون حصلت على اول عود ومتى تعلمت العزف على العود؟
- لما انتقلنا فريج الشيوخ التقيت مع واحد من قرايبي وهو سلطان احمد وكان يعزف عودا ومن صداقتنا انا معاه اشترينا عودا شروكة من محمد بن زومان، بدأت اتعلم على العزف على العود لكن الفضل يرجع في تعليمي لاخي الكبير عبداللطيف واول شيء عزفته لمحمد عبدالوهاب (يا حبيبي من كثر جفاك) وتعلمت اغاني ام كلثوم القديمة

< يا سلام...بوفهمي منو الفنان الكويتي اللي تأثرت فيه؟ - تأثرت وايد بالفنان احمد الزنجباري.
- اول ما غنيت...منو اكثر شخص شجعك؟ - كانت البداية مع اذاعة الكويت كانت تربطني علاقة طيبة مع الفنانة عودة المهنا اللي نصحتني ابدأ تسجيل اغاني خاصة فيني بدال ما اغني اغاني المطربين المعروفين، ومنها بدأت اعتمد على نفسي ولحنت اول صوت مأخوذ من الفنان ضاحي بن وليد لاني كنت متأثرا به فلحنت بطريقة ثانية صوت(يا من هواه اعزه واذلني) وكان صوت عربي..وبهالفترة انشهرت في الخليج وقالولي اني ثالث صوت بعد محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومنها غنيت صوت (قل للمليحة) واغنية (الفجر نور)

< بوفهمي شنو اول او اكثر فن تأثرت فيه؟
- في بداية حياتي تأثرت بالفنون البحريه لاني ركبت البحر واشتغلت (تباب) مع اخي عبداللطيف ووقتها كان عمري اربع عشرة وتعلمت النهمة البحرية حتى صرت مطرب السفينة

< يعني...تحولت من بحار تباب الى مطرب بالسفينة؟؟؟
- اييييه معلوم، والسالفة بدت لما قعدت مع النوخذة يوسف بن يعقوب وطلب مني السفر معاه، وقال لي نبيك معانا بحارا...فرددت عليه انا ماني بحار انا مطرب فاستغرب من كلامي في البداية ووافق النوخذة وكان أجري (قلاطة وربع) يعني مية روبية طايحة، جنك مطول يا وليدي بالاسئلة ترى توني راجع من العلاج من لندن فماني قادر انا تعب الحين

< تكفه تحملني بوفهمي عندي بقى جم سؤال، هل انت راض على رصيد اغانيك اللي غنيتها من وطني وعاطفي؟
- تعبت في البداية لكن غنيت من جميع أطوار الغناوي، غنيت (يا بنات الحي – يا بن سالم – يا بوفهد) ومن الاغاني الوطنية على سبيل المثال لا الحصر وسط القلوب يا كويتنا – يا حماة الدار – يوم الفرج – وغيرها من اغاني كثيرة وغنيت بعد من فن الطمبورة (يا جميلة – وياوليد الناس)

< بوفهمي كانت لك علاقتك مع الغناوي المصريه...شلون؟
- صحيح...كنت متأثرا بالمدرسة المصرية وغنيت لام كلثوم (الامل – دليلي احتار- وعلى بلدي المحبوب – الحلم – شمس الاصيل - اغدا القاك – انت عمري حيرت قلبي معاك – عودت عيني – اروح لمين – وصورت منهم لتلفزيون الكويت) وتقابلت مرة مع ام كلثوم ومع الشاعر احمد رامي وعبدة صالح، وغنيتلها اغنيتها (اهل الهوى) وقالتلي ام كلثوم «انت عندك طبقة صوت ممتازة وعندك قرار عظيم «مع ان ام كلثوم ما ترضى احدا يغني اغانيها لكنها باركت لي

< سمعت عن صداقة تجمعك مع الملحن الكبير رياض السنباطي؟
-نعم السنباطي صديقي من سنة 1949م وكنت اغنيله اغاني ام كلثوم وكان يقول «انبسطت من صوتك أوي معبر ودافئ وطربت لاحساسك المرهف» ولا انسى صديقي الفنان الملحن كمال الطويل اللي لحن لي اغنية بكلمات كويتية

< بو فهمي جم عدد غناويك..هل تتذكر؟
- شلون ما اتذكرها..خذ عندك..الاعمال الوطنية تقريبا (21) عمل، واغاني ام كلثوم (62) صوتا ومن اغاني البحر (6) تسجيلات ومن فنون السامريات (17) عملا، ومن الاغاني الشرقية (68).

منقول من جريدة الوطن الكويتيه
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=185139

[بو بشار]

قصة مبدع لم يغب عن ذاكرة الشعب الكويتي

إعداد ليلى أحمد:

< في بداية شبابه عمل الفنان الراحل عوض موظفا في القسم الفني ببلدية الكويت حتى أوائل الستينات انتقل بعدها الى وزارة الاعلام

< كان عوض معروفا على مستوى الجلسات الخاصة عند الأصدقاء فقط، وبدأت شهرته بعد غنائه لصوت «يامن هواه اعزه وأذلني»

< تميز في غناء السامريات والأصوات وعرف بفطنته وذكائه واستطاع ان يؤدي الصوت بطريقة الرائد البحريني محمد بن فارس واستخدم مرواسا واحدا أو اثنين فقط وكمنجة واحدة وقانونا لكي يوصل جمال الكلمة واللحن للسميعة

< على الصعيد الشخصي كان عوض الدوخي حاد الطبع والمزاج، خصوصا في العمل الفني والبيت، ولم يكن ليقتنع بالعمل مالم يكن متقناً

< قال المايسترو سعيد البنا عن تجربتة الفنية مع عوض الدوخي: «هو فنان مرهف الحس وصوته جميل كما ان عزفه على العود رائع لكنه مزاجي وعندما نعمل بروفة للحن فجأة يتوقف ويقول... كفاية..»

< وإثر مزاجيته في تسجيلات أغانيه لاذاعة الكويت، جرى ايقافه بقرار من وكيل وزارة الاعلام آنذاك صالح عبدالملك الصالح وتم ايقافه عن التسجيل وعن اذاعة أغانيه ومنع دخوله الاذاعة لمدة ثلاثة أشهر وذلك بسبب ما حدث في الاستديو، الا انه تم الغاء القرار بعد يوم واحد

< اغانيه الوطنية ما زالت قائمة في وجدان الكويتيين فأغنية «وسط القلوب» عبرت عن احساس شعبي عام وهي من كلمات والحان يوسف دوخي ويقول مطلعها:
وسط القلوب ياكويتنا وسط القلوب
نلت المطلوب هنيالك نلت المطلوب
الف سهلة والف مرحه بيوم العيد والفرحه
شيد الكويت صرحه وسط القلوب

< ام كلثوم قالت عنه: «لم يكن الدوخي مقلدا لي في أعمالي ولم يشوه أغنياتي بل قدمها بطريقته الخليجية»

< عبدالوهاب قال عنه: «عندما استمع لعوض الدوخي، فانني أتخيل نفسي أسبح في مياه الخليج الدافئة»

< الملحن ابراهيم الصولة قال عن أغنيته الشهيرة «صوت السهارى»: هي من التراث الكويتي القديم وغنتها في المناسبات والاعياد فرقة عواد سالم وكان اسمها «حس السهارى» وغنيت بطريقه الشيله، وقام الملحن الدوخي بتغييرها الى «صوت السهارى» ووضع لها لحنا مطورا ومن كلمات الاغنية:
صوت السهارى يوم مّرو عليه عصرية العيد
ابطى ركابه وراح يسأل عليه عصرية العيد
ساعة ماشفته أنا بالي انشغل وياه
اقضيت ليلي بهنا واصبحت اعد خطاه
اللي بغيت بعيد اليوم ذا يوم عيد
عيدك وعيدي انا

< في بداياته رفض صاحب محل اسطوانات اسمه طه اعتماد عوض كمطرب، وطه كان يسجل للمطربين في الاربعينات، فحين استمع الى صوته، رفض التسجيل له قائلا «انت مرفوض ولا تصلح للغناء»

< لعبت الفنانة الشعبيه الرائدة عودة المهنا دورا بارزا في دخوله الاذاعة عام 1958 على الرغم من ان والدته لم تكن راضية عن ذلك

< قالت عنه عودة المهنا: أنا أحب غناوي عوض دوخي وانطر يديده، هو فنان أصيل مرتبط بالأصالة والتراث، وشاركت عوض في غناوي «ألا يا صبا نجد» و«وقل للمليحة في الخمار» و«عذروب خلي حسنه الفتان»

< اشتهر الدوخي بالعديد من السامريات وفن الصوت وتميز بها، وتحسب له الكثير من المميزات كاشراك الكورال النسائي لأول مرة، على الصوت العربي في أغنية «قل للمليحة»

< التصق اسم عوض باسم أخيه الملحن د يوسف دوخي وكونا ثنائيا متفاهما وناجحا وقال عنه الاخير: «هو بحار أصيل ونهام وطبال ومغن مارس جميع الفنون الشعبية البرية والبحرية»

< مع بداية الارسال سجل عوض لتلفزيون الكويت أول أغانيه وهو صوت «قال المعنى» و«يا ساري الليل»

< سجل مجموعة من الأغاني البحرية في فيلم «السامر» السينمائي وكان عن الغوص مع فرقة العميري شاركه في الغناء النهام راشد الجيماز والفيلم من اخراج بدر المضف

< بتوجيه من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الاعلام آنذاك الشيخ جابر العلي سجل تلفزيون الكويت سهرة مع عوض دوخي مدتها ثلاث ساعات اشترك فيها معه محمود الكويتي فرقة الفنطاس
فرقة عودة المهنا وقدمها رضا الفيلي وأخرجها فيصل الضاحي

< قال عنه بدر الجويهل الباحث في التراث الموسيقي: «قام عوض بغناء «الفجر نور» بعد ان سمع عن قرب حصول الكويت على الاستقلال فقام يوسف بتأليف الأغنية وتلحينها فورا وأحبها الراحل الشيخ عبدالله السالم»

رحلة المرض والمعاناة

< قبل رحيله قال عنه شقيقه يوسف: «كان أخي عوض يعيش مرحلة صعبة قاربت الموت فقد كان يقول كلمات غير مفهومة وكان يشعر انه سيموت، وهذا الاحساس نقله الى أخته»

< فاضت روحه الى بارئها في 17 ديسمبر 1979 مغلقا الستار على ابرز مطربي الجيل الذهبي

منقول من جريدة الوطن الكويتيه
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=185139

[بو بشار]

حكاية اغنية يا ربيب البدر
عوض دوخي يغني لمحمد جواد اموري

يعتبر الفنان والملحن الكبير محمد جواد اموري صاحب الصوت الشجي من اثقف الملحنين العراقيين وواحدا من مختبرات صناعة النجوم وشاعت الحانه وطارت شهرة من غنى له وكيف لا وهو الذي قدم للساحة الغنائية مطربين ما زالت اغانيهم لحد هذه اللحظة تطرب السامع وترقص عليها العجائز والشيوخ قبل الشباب لما لها من نكهة وذائقة موسيقية فمن منا لم يطرب لصوت صباح السهل وهو يشدو بلحن اموري في “نوبه شمال الهوى” ومن منا لم يطرب مع ياس خضر و”الريل وحمد” و”وافز بالليل” لستار جبار و”ينجوم صيرن كلايد” للفنان فاضل عواد

والعشرات من الالحان الشجية والمعروف عن محمد جواد اموري انه خريج دار المعلمين الابتدائية ومعهد الفنون الجميلة كما انه عازف على العود والناي والكمان ولم يصدق احد ان هذا الفنان الذي عمل مع الفرقة السمفونية لمدة ستة عشر عاما يتحول الى اشهر ملحن للاغاني العاطفية ذات النكهة الشرقية والنغم العراقي الشجي وطارت شهرة الملحن محمد جواد اموري وسبقته الى بعض الدول العربية وخاصة دول الخليج فأصبح العديد من مطربي هذه البلدان يتمنون ان تشدوا حناجرهم بلحن من الحانه ولعلاقة الصداقة بينه وبين الشاعر الغنائي الراحل كاظم الرويعي

كان الرويعي يصحبني معه لزيارة اموري في مكتبه بشارع 14 رمضان لقضاء بعض الوقت معه واعطائه نصوصا من الاغاني

وفي احدى جلساتنا حدثنا الفنان الكبير محمد جواد، وذلك بعد وفاة المطرب الكبير عوض دوخي عن حكاية اللحن الذي اعطاه لعوض دوخي فقال لقد كنت ضمن بعثة وزارة التربية التي ذهبت الى الكويت لغرض التفتيش لمدرسة (دجلة) هناك وكانت الاوامر تمنع علينا الاتصال بالاعلام او الاذاعة والتلفزيون وعرف بي عدد من الاصدقاء الفنانين وكتبت بعض الصحف عن هذه الزيارة فأتصلت بي وزارة الاعلام معاتبة فأعتذرت لهم واخبرتهم بالامر وهنا جرت اتصالات بين وزارة الاعلام والسفارة العراقية في الكويت واخذت الموافقة وكان ذلك بفضل الملحق الثقافي

ذهبت الى مبنى الاذاعة وهناك في مكتب الوكيل المساعد كان يجلس الفنان عوض دوخي وعرفني عليه الوكيل المساعد واوجز له بعض اعمالي فقال دوخي يا ريت نتعاون فقلت له انا حاضر وكانت معي اغنية يقول مطلعها “يا حبيبي هل جفاك النوم مثلي” مسجلة على شريط كاسيت اعطيتها له وقلت له اسمعها واعطني رأيك وفي المساء اتصل بي عوض وهو معجب بها فقال انا اريدها وبلهجته الكويتية “يبه انا ابي هذه الاغنية” فقلت له انها غير مجازة فقال (ما عليك انا الليلة اجيزها وتعال بكره حفظني اياها) وفي اليوم الثاني ذهبت الى الاذاعة وحفظ عوض الاغنية وسجلها وقد نالت نصيبا طيبا من النجاح

بقلم جميل مشاري
منقول من جريدة الاتحاد

http://www.alitthad.com/paper.php?na...icle&sid=38430

صورة نادرة لمطربنا الكبير الأستاذ عوض دوخي