* : أغاني بأصوات الفنانين غير المطربين (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 19h22 - التاريخ: 09/06/2024)           »          غادة سالم (الكاتـب : ماهر العطار - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 13h03 - التاريخ: 09/06/2024)           »          ليلة طرب (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : بو بشار - - الوقت: 12h58 - التاريخ: 09/06/2024)           »          كوميديا في غنوة (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 10h11 - التاريخ: 09/06/2024)           »          ع الأصل غني (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 09h43 - التاريخ: 09/06/2024)           »          جورج وسوف (نوتة) (الكاتـب : salhi_haithem - آخر مشاركة : نبيه خوري - - الوقت: 08h39 - التاريخ: 09/06/2024)           »          أوتار موسيقية (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h26 - التاريخ: 09/06/2024)           »          كتاب الموسيقى الكبير للفارابي (الكاتـب : MAAAB1 - آخر مشاركة : عبدالحميدحميد - - الوقت: 23h40 - التاريخ: 08/06/2024)           »          منهاج تدريس آلة العود 3 أجزاء (الكاتـب : عثمان دلباني - آخر مشاركة : عبدالحميدحميد - - الوقت: 23h16 - التاريخ: 08/06/2024)           »          الحفلات الخارجية للإذاعة المصرية (الكاتـب : هامو - آخر مشاركة : MOSAAB888 - - الوقت: 16h47 - التاريخ: 08/06/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 21/01/2009, 19h33
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

إصطفت الجموع على جانبي الطريق يحدها سياج من عسكر السلطان وقد أمسك كل منهم برمح زميله ، كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً.


إصطنع بعض الواقفين مفاتيحاً لأحاديث يفضُّون بها كدر الإنتظار ، وقد أكرهوا على المجئ إلى حيث يمر موكب جلالته. منهم من ضاق بتكرار ذلك فبدى عليه الضجر، ومنهم من لم يجد غير ذلك من عمل يقوم به اليوم ....فجاء. ومنهم من يود رؤية السلطان عن قرب فيغوص بناظريه في حمرة وجهه ولمعة عينيه بحدة الفرق بين بياضها والسواد. ومنهم من ود لو يضيف إلى تاريخه البصري ذلك المشهد العامر بالصحة والألوان والتنظيم، فتضم ذاكرته صورا لوجوه غير الهزيلة الذابلة ، وألوانا غير الترابية الكالحة، وغير الفوضى اليومية واللامبالاه .... بذلك الحاصل من تراتيب رتيبة ونظام ممل.


شقّ هسهسة التناجي بين الواقفين وقع سنابك مسرعة لثلة من الجنود على خيول مطهمة ، إذاناً باقتراب الموكب.


همس واقف: خيلنا للإستعراض وسيوفنا للرقص. فلكزه جاره رافعاً صوته: أود المقايضة على حماري بآخر أشد ، أفي السوق مقايضة؟
لكنه واصل حديثه ، بهمسٍ إبتلعته الجلبة التي أحدثتها الخيل ، وقد تصايحت الأطفال وتقافزت تلوح للجنود.


على ناصية درب داخل إلى جوف المدينة ، إنزوت حانة معتمة إلا من بقع ضوء باهت تناثرت حول قناديل زيتية أبلاها السهر. تكومت أبدان السكارى بأركانها وقد تقرفص بالباب كهل يحرس دواب الرواد. خبرته قرفصاؤه بألا يرهق نفسه بالوقوف لأي قادم ، فليس كلهم يعطي الهبات. والأمر مرهون بنوع الدابة وقيمة سرجها ونظافة النعل.


لكنه يهم ناهضاً بنشاط حين يلمحه قادماً بموعده اليومي ويسميه "الحكيم" . يؤدي له تحية الجنود لقوادهم ، فيدس بيده مصكوكة سلطانية من فضة ويضغط على كتفه ليعاود الجلوس.


تخافتت جلبة الشارع بعد انحسار سحب غبار خلفتها الخيل. تهادت فرس آتية من عمق الدرب المفضي إلى الحانة يمتطيها رجل بدى من ترجله أنه فارس قديم. تسلل دالفاً إلى الحانة فلم يلحظ جالس القرفصاء، الذي لم يعره انتباهاً.


تباطأ يتحسس موقع قدمه بين الظلام وبقع الضوء المتوترة، إلى أن تعثر بمقعد فجلس به. جاءه النادل بجلبابه المبلل المتسخ ، سأله عما يشرب فانكفأ مخفياً وجهه وأشار له بنبرة مصطنعة : أي شراب غالي الثمن.


سمع ضحكة ساخرة أعقبتها عبارة تشبهها: أي شراب ! غالي الثمن ؟!


نظر من انكفاءته إلى الساخر ، وقد بدأت عيناه تألف عتمة المكان ، فبدى له كأحد الرعاع المصطفين بالخارج.


بينما جليسه لا يزال مواصلا سخريته: غالي الثمن ؟ أضل سلطاننا المفدى طريق موكبه إلى حانتنا؟


إعتدل ينظر إليه ذاهلا من جرأته. فأردف يقول : يا سيدنا إنما يسكر من الخمر أرخصه .... لا أغلاه..... أغريب أنت؟ آه لابد أنك تاجر حاذق من ديار مجاورة استغل قحطنا ليتربّح من فروق الأسعار. أم أنك متطفل جاء يمتع ناظريه برؤية موكب سلطاننا ؟!.


كان الساخر يمطره بعباراته المتلاحقة وهو مدفون بصمته.


صفق الساخر بعد إفراغ كأسه فأتاه النادل يسأله باحترام آلي: نعم ياحكيم ؟


فأمره بكأسين له ولضيفه من رخيص الثمن ثم استدار يسأله: ألا تعرفني بك؟

أجابه بلهفة: أأنت "الحكيم" ؟
: نعم ، وأنت؟
: رئيس البلاط السلطاني ..
: قبل أن تشرب؟!
: أقسم لك بأني هو ، وأنا أمين سر السلطان و صفيّه...
: أهو قادم الى هنا ؟
: كف عن سخريتك... فأنا أتيت إلى هنا لأستشيرك في أمر سلب نومي منذ أيام
ودلني على حكمتك كبير الطهاه لما لاحظ شرودي.
: إشرب.
: أنا لا أشرب
: إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب

إستوقف رئيس الديوان النادل آخذاً كأسا من يده إلى فمه فازدردها ممتعضاً، والحكيم يتفحصه مبتسماً. أعاد الكأس فارغة إلى الطاولة متمطياً بمقعده ثم زفر
: السلطان...
تساءل الحكيم: ماله؟
: يستقبل أهل الرأي بناديه كل ليلة فيحثهم على النقد والمشورة ، حتى إذا أخرج كل منهم مكنون نفسه بظل نشوة الجلوس إلى حاكم يقرب الناصحين من أهل الرأي. كان السلطان يقرر في ذات الوقت من منهم سيكون طعاما للنسور بالفجر.
و قد كون سرية لإتمام ذلك وعهد إلي قيادها.
: منذ متى؟
: منذ نعى إلى الأمة "صاحب الجلالة الوالد العظيم" واعتلى العرش.
: منذ قتله أبيه؟
: ها ؟
: أفهم أن أبيه كان أول طعام للنسور ؟
: لا ، لا هو لم يقتله
: أفهم أفهم ، السلاطين لا تجيد القتل كما تجيد إعطاء الأمر به... ، وماذا يقلقك
هل تظلمت منك النسور ؟ فطلبت من السلطان أن يعين نادلاً غيرك؟
: منذ يومين كان بمعية جلالته رجلٌ لا يستحق إلا أن نشوي له النسور إن طلب ، لا أن يكون هو طعاماً لها.
: أتعرفه؟
: ليس لي من صاحب سواه...
: كل اللذين أطعمت النسور لحومهم كانوا كصاحبك ،أما اهتز ضميرك لمصيرهم ؟
: جئتك للمشورة لا للحساب.
: فقل كيف يتم ذلك؟
: يوميء جلالته على من يشاء فآمر سرية النسور باقتياده إلى واد النسور خلف الجبل فنتركه مقيدا هنالك ونعود. يسألني جلالته فأقسم له بالعرش أني تركته عند النسور. فالنسور طيور جارحة ، والنسور سرية جنود والنسور وادٍ بخلف الجبل...
: و النسور معسكر تدريب ...
: ها؟
: نقيم معسكر تدريب خلف الجبل فندخل به المساجين من عصاة الجنود ونسميه
" النسور" ونأتي إليهم بمن تطعمون بهم النسور فيفقهونهم ويدربونهم ويصححون ولاءهم فيكون للوطن لا لسيدك. ونبدأ بصاحبك.
: ولما ؟
: ليكون للبلاد جيشاً من محبين ... سيكون بعض من ولائهم لك... أفأمنت أن تكون طعاماً ذات يوم للنسور؟

أدرك رئيس الديوان لماذا لقبوا هذا الصعلوك بالحكيم..، بينما تسرب إلى الحانة ضجيج هرولة وتصايح ينبئ بمرور الموكب ، فهم بالخروج.

.................................................. ...........................


: أين رئيس الديوان؟
: بالباب ياصاحب الجلالة
دخل رئيس الديوان إلى قاعة العرش وحديث حكيم الحانة يكاد يشغله عن انحناءة الإجلال .
: أسعدت صباحاً يامولاي
: لم أرك بموكب أمس
: أبكرت ياصاحب الجلالة أفتش عن أي خلل في الترتيبات قبل أن يسترعي انتباهكم مالا يجعلنا بحظوة رضاكم السامي...
: فلما ظهر موكبنا ، أين كنت؟
: وجدتها فرصة لمعرفة الحاقدين المشككين من المندسين بين رعايا جلالتكم يامولاي
: وهل عرفت منهم أحدا؟
: قليلون هم يامولاي
: آتني بهم
: وهل يكون جزاء المارقين تشريفهم بالمثول بين أيادي جلالتكم؟
: فماذا فعلت بهم؟
: إن النسور تشكو التخمة هذا الفجر يامولاي..
أطلق السلطان ضحكة أفزعت الطاووس الناعس بركن القاعة.
،
،
أضاف رئيس الديوان إلى مهامه اليومية تلك الساعة التي يصطحب فيها حكيم الحانة إلى معسكر النسور، فيوزعا الأدوار حسب استطاعة كل مسجون. والأعداد في ازدياد. كل مساء يأتي فوج من حكماء وشعراء وجنود وطهاة ومزارعين وحمالين وجنود، فيتدربون على فنون القتال ويدرسون تاريخ الوطن.
أصبح رئيس الديوان لا يلقى السلطان إلا ورفع إليه قائمة بأسماء مَن "طعام النسور" . وجلالته مغتبط لولائه ، حانقاً على "أعداء البلاد"
لم يدر بخلد رئيس الديوان أن يشي به أحد جنود سريته ، لدى السلطان. فلم يمهله لرد التهمة . أرسل إليه من يحضره ، فعلم من صيغة الأمر مايخشى .
وصل رئيس الديوان إلى بوابة القصر على رأس جيش من نزلاء معسكر النسور، فاقتادوا جلالته مقيداً إلى الوادي الماكث خلف الجبل.
إعتلى رئيس الديوان العرش فوقف حكيم الحانة يذكره بالعدل والشورى وحب الوطن.
أسكته بإشارة من يدٍ أثقلتها الجواهر . أشار له ، يحدثه بغير نبرات صوته يوم الموكب و الخمارة: ترى ياحكيم .. كم يوم تصبر الطيور فيه عن الطعام ؟ هذا الطاووس ، مثلاً !
لقد جاعت النسور ياحكيم ، وأنت من حرمها انتظام وجباتها
ثم أومأ " السلطان الجديد" إلى جنود متراصين وقوفاً قبالته ، فاقتادوا الحكيم إلى ذات الوادي.
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21/01/2009, 23h29
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة



أستاذي الفاضل الأديب المتألق :

سيد أبو زهده

صباحك ورد

قصة جميلة ويمامة محلقة في فضاء هذا الملتقى الجميل من أطياف إبداعاتك وروائعك الراقية .

لي عودة-لو سمحت لي بذلك- مع هذه القصة البديعة العميقة في الرمزية والدلالة والبوح الأنيق ، فهذا مجرد مرور وحضور مصافحة وسلام في دوحة النسور من واحةهذه القصة المشوقة ، والتي جاءتنا بعد طول غياب وانتظار .

فشكراً جزيلاً لك على هذه الشموع الأدبية القصصية
الموقدة في فضاء سماعنا الأصيل .

مع التحية والتقدير .



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22/01/2009, 00h04
الصورة الرمزية رغـد اليمينى
رغـد اليمينى رغـد اليمينى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:229310
 
تاريخ التسجيل: mai 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: ممر الضوء إلى الشتات
المشاركات: 209
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة


الآستاذ القدير الشاعر التشكيلى والقاص البديع

(( سيّد أبو زهــــده ))

صباحُك شمسّ لا تغيّب

بدايةً أُحييك على القصة الطيبة والسرد المُمتع كانت سلسلة السياق والآحداث ،،

تقمس الراوى لدور الفارس والملك وحاشيته كان من جماليات القصة جعلتنى أتوحد مع هذا العالم الآسطورى حقاً،،

لكن لدىّ بعض الملاحظات بشأن هذا العمل الطيب، إن فسحت لي المجال لذِكرها ..

كُنْ بخير وسعادة،،


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22/01/2009, 00h04
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manal99 مشاهدة المشاركة

أستاذي الفاضل الأديب المتألق :

سيد أبو زهده

صباحك ورد

قصة جميلة ويمامة محلقة في فضاء هذا الملتقى الجميل من أطياف إبداعاتك وروائعك الراقية .

لي عودة-لو سمحت لي بذلك- مع هذه القصة البديعة العميقة في الرمزية والدلالة والبوح الأنيق ، فهذا مجرد مرور وحضور مصافحة وسلام في دوحة النسور من واحةهذه القصة المشوقة ، والتي جاءتنا بعد طول غياب وانتظار .

فشكراً جزيلاً لك على هذه الشموع الأدبية القصصية
الموقدة في فضاء سماعنا الأصيل .

مع التحية والتقدير .
تصدقي يا منال ؟
أنا كنت أبحث عن قصة تناسب سماعي ، لأرفعها هذه الليلة
لأطالع كريستالاتك المتلألئة

لعلمي أن القصة هي "ضوء" فراشاتك الرائعة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22/01/2009, 00h08
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماردة مشاهدة المشاركة



الآستاذ القدير الشاعر التشكيلى والقاص البديع

(( سيّد أبو زهــــده ))

صباحُك شمسّ لا تغيّب

بدايةً أُحييك على القصة الطيبة والسرد المُمتع كانت سلسلة السياق والآحداث ،،

تقمس الراوى لدور الفارس والملك وحاشيته كان من جماليات القصة جعلتنى أتوحد مع هذا العالم الآسطورى حقاً،،

لكن لدىّ بعض الملاحظات بشأن هذا العمل الطيب، إن فسحت لي المجال لذِكرها ..

كُنْ بخير وسعادة،،



و هل تستسمح "ملكة" رعيتها؟

بسطت لكِ بساطاً من حرير يليق بخطوك
يا الماردة
فتفضلي بعودةٍ يتلظى لها شوق المنتظر
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22/01/2009, 08h08
الصورة الرمزية Islam Eidrisha
Islam Eidrisha Islam Eidrisha غير متصل  
طاقم الإشراف
رقم العضوية:141665
 
تاريخ التسجيل: janvier 2008
الجنسية: مصري
الإقامة: الاسكندرية
العمر: 50
المشاركات: 1,484
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

أول ما فتحت باب القصة عشت حلم جميل صور بديعة تراكيب متتابعة متسلسلة سلسة بسيطة قيدتني بسلاسل ما أنعمها وأجملها وأسكرتني وأفقدتني وعيي فلم أدر بالا لما يحدث حولي وكأني وسط جموع المحتشدين أو جالسا للقرفصاء بجوار صاحب الجلسة أو ثملا مزوي تحت طاولة أتنصت لحديث الحكيم والقائد.
صدقني هذا ما حدث معي بالفعل يا أستاذ سيد يا باشمهندس التراكيب اللغوية عفوا أنت بدعجي كبير فلو خضعت التراكيب اللغوية لقواعد وأصول الهندسة لأخرجت لنا قوالب صماء لا تحرك فينا ساكنا ولا تفاجئنا أما ما تفعله بنا فهذا وأيم الله عين الإبداع.
استيقظت لحظة من حلمي هذا على جملة كمطب وضع لاتذكرك لأني وبصراحة تصل لحد الغباء نسيتك وانا في الحلم نسيت صاحب الجمل وما حمل نسيت أن الكاتب هو سيد أبو زهدة وعشت الجو الذي رسمته لنا, إلى أن جاءت جملة رجلٌ لا يستحق إلا أن نشوي له النسور إن طلب ، لا أن يكون هو طعاماً لها فتذكرت صديقا ومعلما واستاذا لنا دائما ما يمدحنا بمثل هذه العبارات هو أنت وأعتقد أن قائد مثل هذا -ولك أن تعتبره نوع من النقد- لا تصدر عنه مثل هذه الجملة فهي لا تتوافق مع سماته الشخصية في القصة.
قبل أن اختم لي تسأؤل ألا تتفق معي يا أستاذ سيد أن قمة التألق والإبداع أن ينسى القارئ كاتبه وينشغل عنه بما كتب؟؟!!
القيام بتحليل القصة والقاء الضوء على ما فيها من رموز وإسقاطات أمر صعب وعسير على أمثالي من أصحاب النفس القصير في الكتابة فهذا يتطلب صفحات وصفحات, ومهما مدحت في هذا العمل لن أوفيك حقك فيه ومن أنا حتى أمدح أو أنقد فبدعتك هذه أعلى من فكر كثير من البشر أنا منهم.
__________________
لا تُلْقُوا باللؤلُؤ إلى الخنزير, فـإنّـــه لا يصْنـــع بـه شيئـاً
ولا تُعْطُوا الحِكْمةَ مَن لا يُريدها
فإن الحكمةَ أفضلُ من اللؤلؤ, ومن لا يرِيدها أشَرُ من الخنزير

عيسى بن مريم عليه السلام
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22/01/2009, 19h04
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إســـلام مشاهدة المشاركة
أول ما فتحت باب القصة عشت حلم جميل صور بديعة تراكيب متتابعة متسلسلة سلسة بسيطة قيدتني بسلاسل ما أنعمها وأجملها وأسكرتني وأفقدتني وعيي فلم أدر بالا لما يحدث حولي وكأني وسط جموع المحتشدين أو جالسا للقرفصاء بجوار صاحب الجلسة أو ثملا مزوي تحت طاولة أتنصت لحديث الحكيم والقائد.

صدقني هذا ما حدث معي بالفعل يا أستاذ سيد يا باشمهندس التراكيب اللغوية عفوا أنت بدعجي كبير فلو خضعت التراكيب اللغوية لقواعد وأصول الهندسة لأخرجت لنا قوالب صماء لا تحرك فينا ساكنا ولا تفاجئنا أما ما تفعله بنا فهذا وأيم الله عين الإبداع.
استيقظت لحظة من حلمي هذا على جملة كمطب وضع لاتذكرك لأني وبصراحة تصل لحد الغباء نسيتك وانا في الحلم نسيت صاحب الجمل وما حمل نسيت أن الكاتب هو سيد أبو زهدة وعشت الجو الذي رسمته لنا, إلى أن جاءت جملة رجلٌ لا يستحق إلا أن نشوي له النسور إن طلب ، لا أن يكون هو طعاماً لها فتذكرت صديقا ومعلما واستاذا لنا دائما ما يمدحنا بمثل هذه العبارات هو أنت وأعتقد أن قائد مثل هذا -ولك أن تعتبره نوع من النقد- لا تصدر عنه مثل هذه الجملة فهي لا تتوافق مع سماته الشخصية في القصة.
قبل أن اختم لي تسأؤل ألا تتفق معي يا أستاذ سيد أن قمة التألق والإبداع أن ينسى القارئ كاتبه وينشغل عنه بما كتب؟؟!!

القيام بتحليل القصة والقاء الضوء على ما فيها من رموز وإسقاطات أمر صعب وعسير على أمثالي من أصحاب النفس القصير في الكتابة فهذا يتطلب صفحات وصفحات, ومهما مدحت في هذا العمل لن أوفيك حقك فيه ومن أنا حتى أمدح أو أنقد فبدعتك هذه أعلى من فكر كثير من البشر أنا منهم.

أخي الحبيب إسلام
أنا مندهش من طريقة قراءتك الواصلة حد الإنصهار في النصّ
إلى تلك الدرجة – المدهشة- من التوحد مع الشخوص.
حتى أنك "شعرت" بـ "المطب" ، تلك الجملة التي عزف بها "القاتل السلطاني" على مشاعر "الحكيم"
وهل يثق أمثالنا بمثل ذلك "القاتل" مهما ذرف من "دموع" ؟
و ما أدرانا بالسبب "الحقيقي" الذي دفعه إلى طلب نصيحة "الحكيم" ؟
يا إسلام (والله) أنا لا أتدخل موجهاً شخوصي ، فقط أدعهم "أحراراً" في بوحهم
ثم أعود لأقرأ ما فعلوا ،،، فأتعجب أحياناً ، مثلك
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23/01/2009, 00h52
الصورة الرمزية عيون المها
عيون المها عيون المها غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:324769
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مدينـة الأحـلام
المشاركات: 144
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

المتمرس بكل ما له علاقة بالكلمة
الأستاذ سيد أبو زهده


بدايةً احترت بأي الألقاب أناديك ،، لأني أجد الألقاب تتضاءل بجوارك
و صعب أن أقيد اسمك بلقب واحد بعينه لأن إبداعك يحتمل ألقاب كثيرة
لذلك حاولت أن اختصر الألقاب في لقب واحد


********


قصتك هيأتني للسباحة في بحور المعاني و الرموز و الدلالات
أراك تتعامل مع الحروف بحرفية عالية ،، تٌدخل حروفك بوتقة المعاني لتنصهر و تعيد تشكيلها لنا بشكل مختلف عما ألفناه


سيدي الفاضل


عندما رأيت عنوان القصة من الخارج تساءلت مع نفسي ماذا تحمل لنا تلك المحارة ،، و عندما دنوت من الكلمات و بدأت القراءة وجدت المحارة تحمل لنا النفيس من اللؤلؤ


أعترف بأني لا أملك أدوات النقد الأدبي ،، و لا أملك مشرط الناقد الذي يقوم بتشريح الكلمات و إخراج ما بجوفها على مائدة النقد
فأنا لا أملك سوى التذوق الإجمالي لما أقرأ بوجهة نظري المتواضعة


و من هذا المنطلق
رأيت الفقرة الأولى توضح لنا باختصار شديد و بكلمات موجزة الفرق الشاسع بين حياة و مظهر من يملك السلطة و حياة العامة من الشعب المقهور


أعجبتني الجملة التي أتت على لسان أحد الواقفين لرؤية الموكب
(خيلنا للإستعراض وسيوفنا للرقص )
وصف يلخص لنا حال الجيوش العربية ، الجيوش التي تركت ساحات القتال و هي وظيفتها الأساسية و التي تكونت من أجلها لتقوم لنا بالعروض العسكرية و التشريفية فقط


للحظات رأيت أمامي الحانة كتصوير مٌصغر للمدينة و هي مظلمة بجهلها و تسلط حكامها ولا يوجد بها غير بصيص أمل ضعيف متناثر لبعض المتنورين بها .. رأيت أفراد الشعب هم السكارى المتكومة أبدانهم من كثرة تناولهم للهموم و الفقر و الجوع


إشرب ، فالخمر سيحل قيد لسانك ويسقط عن نفسك قناع الوقار السلطاني ... إشرب
وصل بنا الحال أن نرى الشراب هو المرادف للتحدث بصراحة و إخراج مكنون النفس للذين يعيشون تحت وطأة القهر و الخوف
أنحتاج للشراب كي نحل عقدة اللسان و نٌخرج ما بنفوسنا بصدق ؟؟
أنغيب عن الوعيلكي نتحدث بكل وعي عما يثقلنا ؟؟


********


و الله حيرتني


و أخيراً قد تكون رؤيتي خاطئة ،، لكن هكذا رأيت
الجميل في قصتك إن القارئ يمكنه أن يراها من أكثر من زاوية
و الأجمل أن كل الزوايا واضحة الرؤية


أعذرني للإطالة ،، سأكتفي بهذا القدر و لي عودة مرة أخرى
لأني أدركت الآن إن نباتات وعيي الضعيفة قد غرقت من فيض إبداعك


شكراً لك


__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( إنا لله و إنا إليه راجعون ))
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23/01/2009, 04h26
الصورة الرمزية رائد عبد السلام
رائد عبد السلام رائد عبد السلام غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:79058
 
تاريخ التسجيل: septembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 737
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

إزاااااااااااي -وأنا قاريء جيد لأدبك-يا أستاذ
لم أر تلك الأيقونة الساحرة من قصصك؟؟
إلا الآن ...
قصة شديدة الروعة ..تجول في( الزمكان) وتصلح إسقاطا علي كل
العصور العربية
أقول إيه واللا إيه ياعمنا سيد
إستناني الله يكرمك علشان طالع أقراها تاني ....قصدي خامس عشر
خُد دي مؤقتا
__________________
.



" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23/01/2009, 11h40
الصورة الرمزية حمدي السمر
حمدي السمر حمدي السمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:366180
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: سودانية
الإقامة: الخرطوم
المشاركات: 115
افتراضي رد: النسور - فنتازيا ، سيد أبو زهدة

المبدع دوما الاستاذ الرائع
سيد ابو زهدة
***
نص غاية المتاع
تقبل مروري المتواضع
__________________
طلّع لـسانـك للحـيـاه
لو قلت آه
حزنك ح يبلغ منتهاه
التوقيع : الرائع .. رائد عبد السلام
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 21h26.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd