الأخوة الكرام حفظكم الله
الموضوعية في هكذا شريط يمكن الى حد ما أن تكون صعبة ولن أقول ضعيفة للأسباب التي سأدونها أدناه:
1. مسألة الذوق – هذه المسألة لا تقدم ولا تؤخر ولا تتخذ قاعدة للحكم أبدا قطعيا
2. نسبة أعمار الأعضاء المشتركين في ابداء الرأي – أظن معظمهم من جيل الثمانينات والتسعينات الذين تعودت آذانهم على سماع الجيل الجديد أكثر من الوسط والقديم.
3. آراء غير مختصة - سؤال حبيبنا الأستاذ صلاح في محله ولكن موجه الى العامة وليس الى اختصاصيين في مجال التأليف الغنائي وماهية الطرب. طبعا من هنا سيصبح الموضوع مع الأسف الشديد أسوء من البرنامج التجاري المؤسف سوبر ستار.
4. المعنى الحقيقي للتمكن (المتمكن): ما هي العوامل الرئيسية التي تحدد المعنى الموسيقي الحقيقي لهذا الإصطلاح المهم والأساسي في قواعد الغناء والتلحين والتأليف؟
5. المعنى العملي (وليس العلمي) لمفهوم الطرب - من هو مطرب ومن هو مغني ومن هو مؤدٍ فقط؟
مثلا نجاة الصغيرة كانت تملك صوتا جميلا في صغرها ومن ثم تغير صوتها كليا وما زال البعض يعشقها والبعض الآخر لا يحب صوتها. وبمقابلة مع عبد الوهاب، وكلنا نعرف من هو عبد الوهاب، جزم بأنها غير متمكنة مقاميا وموسيقيا.
لنأخذ مثلا آخر الا وهو معضلة العصر الموسيقي، والعصر الفني التجاري، والعصر السينمائي، ملهم الجنس اللطيف، ومحرك مشاعر العشاق الخ الخ.، المرحوم عبد الحليم حافظ. وهنا لا نريد وضعه في بوتقة المقارنة مع الأساطين والأرهاط لأن ذلك سيصبح غير موضوعي وغير منطقي. فهو حالة خاصة وممكن أن تكون شاذة أيضا. فعبد الحليم دارس وفاهم للقواعد الموسيقية وله صوت مميز فقد وضع في مكانة معينة في عالم الغناء وقد عرف أذكياء التلحين أمثال كمال الطويل ومحمد الموجي ومن ثم عبد الوهاب، امكانيات صوته وركّبوا على هذا الصوت ألحانا "تجديدية" (كما أحبوا أن يسمونها) واستغلته صناعة السينما ومن هنا برز نجمه على الصعيد الغنائي في الوقت الذي كان هناك كارم محمود ومحمد فوزي وعبد اللطيف التلباني وفريد الأطرش وشفيق جلال ومحرم فؤاد ووووالخ. الشعبية الجماهيرية كانت الفائز الأول – خصوصا في الأناشيد الثورية بعد هزيمة 1967 - وليس طبيعة غناء عبد الحليم من الناحية الموسيقية البحتة! وكلنا نعلم عندما ظهر عبد الحليم في بداياته كان نصيبه من التشجيع والحماسية القذف بالبيض والبندورة (الطماطم)!!
لن أطيل ولكن لو وضعنا النقاط الأساسية لماهية التمكن من الممكن أن نقلب الطاولة لا بل الموازين ونعرف أهمية سؤال حبيبنا الموسيقي الصديق الأستاذ صلاح علام.
فهل ياترى أصالة متمكنة؟
أم كارم محمود؟
أم عبد الحليم؟
أم الست؟
أم عمرو دياب؟ أو مصطفى قمر؟ أو ناديا مصطفى؟
دعونا نتأمل قليلا وندرس لو سمحتم للفائدة العامة ولتنوير المستمع وتهذيب حاسة سماعه.
وكما يقول المثل:
المعرفة الخاطئة هي أخطر من الجهل.
تحياتي لكم
أبو كرم