فكرتك ياأبو مندور عن عرض أغنيات الزمن الجميل فى الدى جيه .. فكرة جميلة ولكنها للأسف لا تصلح فى معظم الأحوال .. فقد يعترض الأستاذ الفنان الدى جيه .. وقد تسمع منه بعض التعليقات مثل ( إنت حاتفهمنا شغلنا ياأستاذ ) أو ( ياعم ماتعطلناش ) أو ( ماتيجى تشتغل مكانى أحسن ) .. ألخ .. ويمكن يتخانق معاك ..
أنا شخصياً حاولت إتباع هذه الطريقة فى إحدى حفلات الزفاف الخاصة بأحد أقاربى .. وكان معى إسطوانة فيها أغنية خاصة للعروسين .. أغنية مؤلفة وملحنة وموزعة خصيصاً للعروسين وبإسمهما .. وبعد شد وجذب وقيل وقال .. وافق صاحب الدى جيه على عرض الأغنية .. وبرغم إعجاب الجميع بالأغنية ورقصهم على نغماتها .. إلا أنه رفض إعادة تشغيلها مرة أخرى .. فقررت عدم التعرض لهذه التجربة مرة أخرى لئلا أتعرض لأى موقف محرج ..
المسألة كما سبق وذكرت .. ليست هبوط الذوق الفنى فقط .. ولكنه هبوط فى كل شئ .. يعنى ماينفعش نصلح الذوق الفنى وحده .. والمحاولات الفردية مهما كثرت .. لا تفيد .. لأن الهبوط على مستوى العالم .. وليس منطقة بعينها .. أحياناً أشعر أننى أعيش وحدى فى هذا العالم .. من كثرة ماأسمعه من هبوط وكلمات وتعليقات هابطة .. عندما أتحدث مع شخص عادى .. أشعر أنه لا يفهم نصف كلامى .. الناس أصبحت لا تفهم الكناية والمجاز والتشبيه .. وكل هذه المصطلحات التى درسناها وفهمناها منذ الصغر .. إذا قلت لواحد ( بكره تفرج ) يفهمها بمعناها الحرفى .. بكره يعنى غداً .. وليس المستقبل القريب .. وإذا قلت لواحد ( خليك واعى وبص لقدام ) ينظر أمامه مباشراً ثم ينظر إليك مستغرباً ..
إذا كانت المؤسسات المعنية مثل ( نقابة المهن الموسيقية ) و ( والرقابة على المصنفات الفنية ) .. لا تفعل شيئاً .. بحجة أنهم لا يملكون السلطة اللازمة .. فماذا نفعل نحن الأفراد ..
الحل أن نحاول مع أولادنا والمحيطين بنا على قدر الإمكان كما تفضلت حضرتك وذكرت .. ولكن المشكلة فى الآخرين وهم كُثر .. ليست لديهم القدوة ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .